أصحاب الجنّة يغطّون في نوم عميق.
يقول القرآن الكريم : (فَلَمَّا رَأَوْها قالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ).
المقصود من (ضالّون) يمكن أن يكون عدم الاهتداء إلى طريق البستان أو الجنّة ، أو تضييع طريق الحقّ كما احتمل البعض ، إلّا أنّ المعنى الأوّل أنسب حسب الظاهر.
ثمّ أضافوا : (بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ) أي أردنا أن نحرم الفقراء والمحتاجين من العطاء إلّا أنّنا حرمنا أكثر من الجميع ، حرمنا من الرزق المادّي ، ومن البركات المعنوية التي تحصل عن طريق الإنفاق في سبيل الله للفقراء والمحتاجين.
(قالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْ لا تُسَبِّحُونَ).
ألم أقل لكم اذكروا الله بالتعظيم وتجنّبوا مخالفته واشكروا نعمته وامنحوا المحتاجين شيئا ممّا تفضّل الله به عليكم؟! لكنّكم لم تصغوا لما قلته لكم ، وأخيرا وصلتم إلى هذه النتيجة البائسة في هذا اليوم الأسود.
ويستفاد ممّا تقدّم أنّ أحدهم كان شخصا مؤمنا ينهاهم عن البخل والحرص ، إلّا أنّهم كانوا لا يسمعون كلامه ، ولقد أفصح عن رأيه بقوّة بعد هذه الحادثة ، وأصبح منطقه أكثر حدّة وقاطعية. وقد وبّخهم كثيرا على موقفهم من الفقراء ، ووجّه لهم ملامة عنفية.
وتستيقظ ضمائرهم في تلك اللحظة ويعترفون بخطئهم وذنوبهم و (قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ).
إنّ التعبير بـ (أوسطهم) في الآية السابقة يمكن أن يكون بلحاظ حدّ الاعتدال في العقل والفكر والعلم وقيل : إنّه الوسط في السنّ والعمر. إلّا أنّه مستبعد جدّا ، وذلك لعدم وجود ارتباط بين العمر وهذه المقالة الوافية المعبّرة. والارتباط يكون عادة ـ بمثل هذا الكلام بين العقل والفكر.
والتعبير بـ (لَوْ لا تُسَبِّحُونَ) مأخوذ بلحاظ أنّ أصل وجذر كلّ الأعمال