فضائل الصحابة افتعلت في أيّام بني اُميّة تقرّباً إليهم بما يظنّون أنّهم يرغمون به اُنوف بني هاشم (١).
فمن أراد أن يفق على الضغط الشديد الذي تعرض له الشيعة في عصر الامويّين فليقرأ حياة الصحابة والتابعين الذين قًتلوا بسيف عمّال معاوية وآل مروان ، وهؤلاء الأبطال :
١ ـ حجر بن عدي الذي قبض عليه زياد بعد هلاك المغيرة سنة (٥١) وبعثه مع أصحابه إلى الشام بشهادة مزوّرة ، وانّه يجتمع عليه شيعة علي ويظهرون لعن معاوية والبراءة منه. يقول المسعودي :
« في سنة ثلاث وخمسين قتل معاوية حجر بن عدي الكندي ـ وهو أوّل من قتل صبراً في الاسلام ـ وحمله زياد من الكوفة ومعه تسعة نفر من أصحابه من أهل الكوفة وأربعة من غيرها فلمّا صار على أميال من الكوفة يراد به دمشق أنشأت ابنته تقول ـ ولا عقب له من غيرها ـ :
ترفَّع أيّها القمر المنير |
|
لعلّك ان ترى حجراً يسير |
يسير إلى معاوية بن حرب |
|
ليقتله كذا زعم الأمير |
و يصلبه على بابي دمشق |
|
و تأكل من محاسنه النسور |
فقتله مع أصحابه في مرج العذراء (٢).
٢ ـ عمرو بن الحمق ذلك الصحابي العظيم الذي وصفه الامام الحسين سيّد
__________________
١ ـ شرح نهج البلاغة ١١ / ٤٤ ـ ٤٦.
٢ ـ مروج الذهب ٣ / ٣ ـ ٤ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٦٢ ـ ٤٦٦ برقم ٩٥.