إماماً للناس ، وقائداً للاُمّة حتّى يرشدها إلى النهج الصحيح والهدف المنشود ، وكان هذا المبدأ أمراً ركّز عليه النبيّ في غير واحد من المواقف الحاسمة ، فإذا كان التشيّع متبلوراً في استمرار القيادة بالوصي ، فلا نجد له تاريخاً سوى تاريخ الإسلام والنصوص الواردة عن رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقد عرفت في الفصل الثالث نصوصاً متوفرة في وصاية الامام أميرالمؤمنين ، فتاريخ صدورها عن النبيّ هو نفس تاريخ التشيّع ، والشيعة هم المسلمون المهاجرين والأنصار ومن تبعهم باحسان في الأجيال اللاحقة ، هم الذين بقوا على ما كانوا عليه في عصر الرسول في أمر القيادة ولم يُغيِّروه ولم يتعدّوا عنه إلى غيره ، ولم يأخذوا بالمصالح المزعومة في مقابل النصوص ، وصاروا بذلك المصداق الأبرز لقوله سبحانه : ( يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَينَ يَدَىِ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللّهَ إنَّ اللّهَ سَميعٌ عَليمٌ ) (١) ففزعوا في الاُصول والفروع إلى علي وعترته الطاهرة ، وانحازوا عن الطائفة الاُخرى الذين لم يتعبّدوا بنصوص الخلافة والولاية وزعامة العترة حيث تركوا النصوص ، وأخذوا بالمصالح.
إنّ الآثار المرويّة في حقّ شيعة الامام عن لسان النبيّ الأكرم ترفع اللثام عن وجه الحقيقة وتعرب عن التفاف قسم من المهاجرين حول الوصي ، فكانوا معروفين بشيعة علي في عصر الرسالة ، وانّ النبيّ الأكرم وصفهم في كلماته بأنّهم هم الفائزون ، وإن كنت في شكّ من هذا الأمر فسأتلوا عليك بعض ما ورد من النصوص في المقام.
١ ـ أخرج ابن مردويه عن عائشة ، قالت : قلت يا رسول اللّه من أكرم الخلق على اللّه؟ قال : « يا عائشة ، أما تقرأين ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ
__________________
١ ـ الحجرات / ١.