ناداهم صارخ من بعد دفنهم |
|
أين الأسرّة والتيجان والحلل |
أين الوجوه التي كانت منعّمة |
|
من دونها تضرب الأستار والكل |
فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم |
|
تلك الوجوه عليها الدود يقتتل (١) |
قد طال ما أكلوا دهراً وما شربوا |
|
فأصبحوا بعد طول الأكل قد اُكِلوا |
فبكى المتوكّل حتّى بلّتْ لحيته دموع عينه وبكى الحاضرون ورفع إلى علي أربعة آلاف دينار ثم ردّه إلى منزله مكرماً (٢).
روى الحفّاظ والرواة عن الامام أحاديث كثيرة في شتّى المجالات من العقيدة والشريعة ، وقد جمعها المحدّثون في كتبهم وبثّها الحرّ العاملي في وسائل الشيعة على أبواب مختلفة ، وممّا نلفت إليه النظر انّ للإمام رسائل.
١ ـ رسالته في الرد على الجبر والتفويض واثبات العدل والمنزلة بين المنزلتين أوردها بتمامها الحسن بن علي بن شعبة الحلبي في كتابه (٣).
٢ ـ أجوبته ليحيى بن أكثم عن مسائله ، وهذه أيضا أوردها في تحف العقول.
٣ ـ قطعة من أحكام الدين ، ذكرها ابن شهر آشوب في المناقب.
ولأجل إيقاف القارئ على نمط خاص من تفسير الامام نأتي بنموذج من تفسيره :
__________________
١ ـ ربما يروى « ينتقل ».
٢ ـ المسعودي : مروج الذهب ٤ / ١١.
٣ ـ تحف العقول ٣٣٨ ـ ٣٥٢.