اسم احداها « كمندان » فنزل هؤلاء الاخوة على هذه القرى حتّى افتتحوها واستولّوا عليها ، وانتقلوا إليها واستوطنوها ، واجتمع عليهم بنوعمّهم وصارت السبع قرى ، سبع محال بها ، وسميت باسم احداها ، « كمندان » فأسقطوا بعض حروفها ، فسميت بتعريبهم قماً وكان متقدم هؤلاء الاخوة عبد اللّه بن سعد ، وكان له والد قد ربى بالكوفة ، فانتقل منها إلى قم ، وكان إمامياً فهو الذي نقل التشيّع إلى أهلها ، فلا يوجد بها سنّي قط » (١).
هذا كله راجع إلى تحليل النظرية من منظار التاريخ ، وأمّا دليله فهو أوهن من بيت العنكبوت فانّ الفرس وإن كانوا لا يعرفون معنى الإنتخاب والحرية ، ولكن كانت العرب أيضاً مثلهم ، فانّ العربي الذي كان يعيش في البادية عيشة فردية كان يحب الحرية ويمارسها ، وأمّا العربي الذي يعيش عيشة قبلية ، فقد كان شيخ القبيلة يملك زمام اُمورهم وشؤونهم ، فما معنى الحرية بعد هذا ، وإذا مات شيخ القبيلة ، يقوم أبناؤه وأولاده مكانه واحداً بعد الآخر.
إنّ هذه النظرية وإن كانت تتعرف بأنّ التشيّع عربي المولد والمنشأ ، ولكنّها تدّعي أنّه اصطبغ بصبغة فارسية بعد دخول الفرس في الإسلام وهذا هو الذي اختاره الدكتور أحمد أمين كما عرفت ولفيف من المستشرقين كـ « فلهاوزن » ، يقول الثاني إنّ آراء الشيعة كانت تلائم الايرانيين ، أمّا كون هذه الآراء قد انبثقت من الايرانيين فليست تلك الملاءمة دليلاً عليه ، بل الروايات التاريخية تقول
__________________
١ ـ معجم البلدان ٤ / ٣٩٦ ، مادة قم ، ويقول في مراصد الاطلاع بأنّ أهل قم وكاشان كلهم شيعة إمامية ولاحظ رجال النجاشي ترجمة الرواة الأشعريين فيه.