قدم إلى المتوكل رجل نصراني فجر بامرأة مسلمة ، فأراد أن يقيم عليه الحد ، فأسلم ، فقال يحيى بن أكثم : الايمان يمحو ما قبله ، وقال بعضهم : يضرب ثلاثة حدود ، فكتب المتوكّل إلى الامام الهادي يسأله ، فلمّا قرأ الكتاب ، كتب : يضرب حتّى يموت ، فأنكر الفقهاء ذلك فكتب إليه يسأله عن العلّة ، فكتب : بسم اللّه الرحمن الرحيم ( فَلمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالوا آمَنَّا بِاللّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنّا بِهِ مُشركينَ * فَلَمْ يَكُ يَنْفَعْهُمْ إيمانُهُمْ لَمَّا رَأوْا بأسنا سُنَّة اللّهِ الَّتي قَدْ خَلَتْ في عبادِهِ وَخَسِرَ هُنالِكَ الكافِرُونَ ) (١) ، فأمر به المتوكّل فضرب حتّى مات (٢).
توفّي أبوالحسن عليهالسلام في رجب سنة أربع وخمسين ومائتين ودفن في داره بسرّ من رأى ، وخلّف من الولد أبا محمّد الحسن ابنه هو الإمام من بعده والحسين ومحمّد وجعفر وابنته عايشة ، وكان مقامه بسرّ من رأى إلى أن قبض عشر سنين وأشهر ، وتوفّي وسنّه يومئذ على ما قدمناه إحدى وأربعون سنة (٣).
وقد ذكر المسعودي في اثبات الوصيّة ، تفصيل كيفية وفاته وتشييعه وإيصاء الإمامة لابنه أبي محمّد العسكري. فمن أراد فليراجع.
__________________
١ ـ غافر / ٨٤ ـ ٨٥.
٢ ـ ابن شهر آشوب : مناقب آل أبي طالب ٤ / ٤٠٣ ـ ٤٠٥.
٣ ـ الإرشاد ٣٢٧.