ضد العنصرية.
روى الزمخشري في ربيع الأبرار وغيره : انّ الصحابة جاءوا بسبي فارس في خلافة الخليفة الثاني كان فيهم ثلاث بنات ليزدجرد ، فباعوا السبايا وأمر الخليفة ببيع بنات يزدجرد فقال الامام علي : « إنّ بنات الملوك لا يعاملن معاملة غيرهن » فقال الخليفة : كيف الطريق إلى العمل معهن؟ فقال : « يقوّمن ومهما بلغ ثمنهنّ قام به من يختارهنّ « فقوّمن فأخذهنّ » علي فدفع واحدة لعبداللّه بن عمر واُخرى لولده الحسين واُخرى لمحمّد بن أبي بكر ، فأولد عبداللّه بن عمر ولده سالماً ، وأولد الحسين زين العابدين ، وأولد محمّد ولده القاسم ، فهؤلاء أولاد خالة واُمّهاتهم بنات يزدجرد (١).
وقد استند إلى هذه القصة أحمد أمين في فجر الإسلام ، والدكتور حسن إبراهيم في التاريخ السياسي للاسلام (٢) وذهبا إلى أنّ الاصهار صار سبباً لتشيّع الفرس.
نحن لا نقوم حول هذه القصة وأنّها هل هي صادقة أو ممّا وضعها أصحاب الأساطير ، وكفانا لتكذيب هذه القصة من رأسها ما ألّفه زميلنا العزيز الدكتور السيد جعفر شهيدي (٣) ولو وقفنا إلى جانب هذه القصة وسلمنا بها نسأل : أيّ صلة بين دخول الفرس في التشيّع ومصاهرة الامام الحسين يزدجرد ، فلو كانت تلك علّة فليكن تسنّن
__________________
١ ـ ربيع الأبرابر.
٢ ـ التاريخ الإسلام السياسي ٢ / ٧.
٣ ـ الامام علي بن الحسين ـ باللغة الفارسية ـ.