سمعت أبابكر تلاها فدهشت. حتّى وقعت إلى الأرض ، وعرفت أنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قد مات (١).
هناك تساؤلات تطرح نفسها ولعلّه كان عند الخليفة أجوبة لها أو أنّ القارئ ، يتفطّن للاجابة عنها وهي :
١ ـ انّ موت النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يكن فُجائيّاً بل كان بعد مرض ألمّ به عدّة أيام فكانت القرائن والشواهد تدل على أنّه قد دنى فراقه للاُمّة وقد صرّح بذلك في غير واحد من أصحابه ، آخرها طلبه للقلم والدواة وكتابة الصحيفة الوصية للاُمّة حتّى لا تضلّ الاُمّة من بعده وقد حال الخليفة الثاني بين النبي واُمنيته وقال ما قال (٢).
وعندئذ فكيف أذعن بأنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ما مات وإنّما غاب كغيبة موسى وقد أصرّ على ذلك حتّى ازبد شدقاه ولم يكن بين الصحابة من يدافع عن تلك العقيدة. سوى نفسه.
فهل كان الخليفة موقناً بذلك جدّاً أو أنّه كان له في تبنّي هذه الفكرة ( لساناً لا قلباً ) هدفاً سياسيّاً يخبّئ فيه مصالحه أو مصالح الاُمّة؟
٢ ـ هل كانت الغيبة سنّة رائجة بين جميع الأنبياء أو كانت من مختصّات بعض الأنبياء كالكليم ونحوه. ولو صحّ الثاني كما هو الحق فما هو الوجه في الحاقه بالنادر؟
____________
١ ـ السيرة النبوية : ابن هشام ٦٥٥ ، الطبقات الكبرى ٢ / ٢٦٨ ـ ٢٦٩.
٢ ـ البخاري : الصحيح ، كتاب العلم ١ / ٢٢ وح ٢ / ١٤.