وبلاغاً لما جنت به يدا معاوية وعماله على شيعة أبيه ، من فتك وقتل ذريع ، للأبرياء وصحابة النبي الأكرم ونردفها بكلام حفيده الامام محمّد الباقر عليهالسلام ، قال لبعض أصحابه :
إنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قبض وقد أخبر أنّا أولى الناس بالناس فتمالأت علينا قريش حتّى أخرجت الأمر عن معدنه واحتجّت على الأنصار بحقّنا وحجّتنا. ثمّ تداولتها قريش ، واحد بعد واحد ، حتّى رجعت إلينا ، فنكثت بيعتنا ونصبت الحرب لنا ، ولم يزل صاحب الأمر في صعود كئود ، حتّى قتل ، فبويع الحسن ابنه وعوهد ثم غدر به وأسلم ووثب عليه أهل العراق حتّى طعن بخنجر في جنبه ، ونهب عسكره ، وعولجت خلاخيل اُمّهات أولاده فوادع معاوية وحقن دمه ودماء أهل بيته ، وهم قليل حق قليل. ثمّ بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفاً ، ثمّ غدروا به ، وخرجوا عليه ، وبيعته في أعناقهم وقتلوه.
ثمّ لم نزل ـ أهل البيت ـ نُستذل ونستضام ، ونقصى ونمتهن ، ونحرم ونقتل ، ونخاف ولا نأمن على دمائنا ودماء أوليائنا ووجد الكاذبون الجاحدون لكذبهم وجحودهم موضعاً يتقرّبون به إلى أوليائهم وقضاة السوء وعمال السوء في كل بلدة ، فحدّثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة ، ورووا عنّا ما لم نقله ولم نفعله ، ليبغّضونا إلى الناس ، وكان عُظم ذلك وكُبره زمن معاوية بعد موت الحسن عليهالسلام فقتلت شيعتنا بكل بلدة ، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنّة ، وكان من يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله ، أو هدمت داره ، ثمّ لم يزل البلاء يشتد ويزداد إلى زمان عبيد اللّه بن زياد قاتل الحسين عليهالسلام ثمّ جاء الحجّاج فقتلهم كل قتلة ، وأخذهم بكل ظنّة وتهمة ، حتى انّ الرجل ليقال له : زنديق أو كافر ، أحبّ إليه من أن يقال : شيعة علي ، وحتى صار الرجل الذي يذكر بالخير ـ ولعلّه يكون ورعاً صدوقاً ـ يحدّث بأحاديث عظيمة عجيبة ، من تفضيل