عبد الله ـ عليهالسلام ـ : يروون عن النبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ «أنّ الصدقة لا تحلّ لغنيّ ولا لذي مرّة سويّ» فقال أبو عبد الله ـ عليهالسلام ـ : «لا تصلح لغني» (١).
أو رواية هارون بن حمزة المتقدّمة (٢) في المسألة السابقة التي هي نحوها.
مع أنّه لا دلالة لهذه العبارة على نفي صدور ذلك الكلام من رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ، بل هي إشارة إلى إناطة الحكم بحصول الغنى ، وأنه لم يقصد بـ «ذي مرّة سويّ» معنى مغاير لذلك ، بل هو جار مجرى الغالب من كونه قادرا على أن يكفّ نفسه عنها ، الذي هو معنى الغنيّ وإن انصرف عنه إطلاق لفظه لدى عدم كونه بالفعل ذا مال فكأنّه أريد بالجواب شرح ما روي عن النبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ لدى التحليل ، كما في رواية زرارة ـ الثانية ـ من تفسير مجموع الفقرات المرويّة عنه صلىاللهعليهوآله ، بأنّه لا يحلّ له أن يأخذ الزكاة وهو يقدر على أن يكفّ نفسه عنها ، فيستفاد من هذه الرواية ، بل وكذا من صحيحة معاوية ، ورواية هارون بن حمزة : أنّ المراد بالمحترف والقوي وذي مرّة ـ الواردة في سائر الأخبار النافية لحلّ الصدقة لهم ـ ليس مطلقها ، بل من يقدر على أن يموّن نفسه وعياله ، مضافا إلى شهادة غيرها من القرائن بذلك ، فيتمّ الاستدلال بها للمشهور.
ولكن قد يشكل ذلك : بأنّ مجرّد القدرة على ذلك ما لم يتلبّس بحرفة أو كسب لائق بحاله واف بمئونته لا يجعله غنيّا ، بل لا يخرجه عرفا عن
__________________
(١) الكافي ٣ : ٥٦٢ / ١٢ ، الوسائل ، الباب ٨ من أبواب المستحقين للزكاة ، الحديث ٣.
(٢) تقدمت في ص ٤٩٢.