كُلي ، فقالت : إنّي صائمة ، فقال : أنتِ صائمة وتَسبّين جاريتك؟! إنّ الصوم ليس من الطعام والشراب» (١).
وهو وإن كان محمولاً على المبالغة ، إلا أنّ فيه حثّا عظيماً على ترك المعاصي في الصوم أو خصوص السبّ.
وفي الفقه عن الرضا عليهالسلام : «إنّ الصوم حجاب ضربه الله تعالى على الألسن ، والأسماع ، والأبصار ، وسائر الجوارح ، وقد جعل الله تعالى على كلّ جارحة حقّا للصيام ، فمن أدّى حقّها ، كان صائماً ؛ ومن ترك شيئاً منها ، نقص من فضل صومه بحسب ما ترك شيئاً منها» (٢).
وعن الصادق عليهالسلام : «ليس الصيام من الطعام والشراب فقط ، ولكن إذا صمتَ ، فليصُم سمعُك ، وبصرك ، ولسانك ، وبطنك ، وفرجك ، واحفظ يدك وفرجك ، وأكثر السكوت إلا من خير ، وارفق بخادمك» (٣).
وعنه عليهالسلام : «إنّ الصيام ليس من الطعام والشراب وحده ، فاحفظوا ألسنتكم ، وغضّوا أبصاركم ، ولا تنازعوا ، ولا تحاسدوا ؛ فإنّ الحسد يأكل الإيمان ، كما تأكل النار الحطب» (٤).
وفي خُطبة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من صام شهر رمضان في إنصات ، وسكوت ، وكفّ سمعه وبصره ولسانه وفرجه وجميع جوارحه من الحرام والكذب والغيبة تقرّباً ، قرّبه الله منه حتّى تمسّ ركبتاه ركبتي إبراهيم الخليل عليهالسلام» (٥).
وعن الصادق عليهالسلام : «إذا صام أحدكم الأيّام الثلاثة في الشهر ، فلا يجادلنّ
__________________
(١) الكافي ٤ : ٨٧ ح ٣ ، الفقيه ٢ : ٦٧ ح ٢٨٠ مصباح المتهجّد : ٥٦٩ ، التهذيب ٤ : ١٩٤ ح ٥٥٣ ، الوسائل ٧ : ١١٦ أبواب آداب الصائم ب ١١ ح ٣.
(٢) فقه الرضا عليهالسلام : ٢٣ ، مستدرك الوسائل ٧ : ٣٦٦ أبواب آداب الصائم ب ١٠ ح ٣.
(٣) إقبال الأعمال : ٨٧ ، الوسائل ٧ : ١١٨ أبواب آداب الصائم ب ١١ ح ١٠.
(٤) الكافي ٤ : ٨٩ ح ٩ ، الفقيه ٢ : ٦٧ ح ٢٨٠ ، الوسائل ٧ : ١١٧ أبواب آداب الصائم ب ١١ ح ٤.
(٥) عقاب الأعمال : ٣٤٤ ، الوسائل ٧ : ١١٧ أبواب آداب الصائم ب ١١ ح ٥.