٧٢٠ ـ وروي أن في التوراة مكتوبا « إن بيوتي في الأرض المساجد ، فطوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارني في بيتي ، ألا إن على المزور كرامة الزائر (١) ، ألا بشر المشائين في الظلمات إلى المساجد بالنور الساطع يوم القيامة ».
٧٢١ ـ وروي « أن البيوت التي يصلى فيها بالليل يضئ نورها لأهل السماء كما يضئ نور الكواكب لأهل الأرض ».
٧٢٢ ـ وروي « أن عليا عليهالسلام مر على منارة طويلة فأمر بهدمها ، ثم قال : لا ترفع المنارة إلا مع سطح المسجد » (٢).
٧٢٣ ـ « وإن الله تبارك وتعالى ليريد عذاب أهل الأرض جميعا حتى لا يحاشي منهم أحدا فإذا نظر إلى الشيب (٣) ناقلي أقدامهم إلى الصلوات والولدان يتعلمون القرآن رحمهمالله فأخر ذلك عنهم » (٤).
__________________
أنه إذا كان المجوس أوقفوا عن بيت النار الباطل فإنهم أولى بأن يوقفوا على المسجد الحق » أقول : هذا الاحتمال في غاية البعد كما ترى. والحق أن عبارة الخبر لا تدل على النهى التحريمي بل غاية ما يستفاد منه الكراهة ووجهها معلوم عند ذوي البصائر ، فان المسجد إذا لم يكن له موقوف لا مطمع لاحد فيه ولا يتخذ دكانا يتنازع في إمامته وتوليته وغير ذلك ، وقال سلطان العلماء : « يحتمل أن يكون مراده بالسؤال عن الوقوف على المساجد وقوف الأولاد عليها للخدمة وجوابه عليهالسلام والتعليل بان المجوس أوقفوا على بيوت النار يشعر ان بهذا الحمل وما في القاموس من » وقف يقف وقوفا أي دام قائما ، والنصراني وقيفى ـ بكسر القاف المشددة كخليقي ـ : خدم البيعة « يعضده كما لا يخفى على من له ذوق سليم » انتهى. وهو كما ترى مخالف لصريح الخبر الذي نقلناه عن العباس بن عامر.
(١) روى المؤلف صدر هذا الخبر في ثواب لأعمال ص ٤٥ في حديث وذيله في آخر.
(٢) يفهم منه حرمة بناء المنارات العالية لحمرة الاشراف على بيوت المسلمين ، وحمله الأكثر على الكراهة وان حكموا بحرمة الاشراف.
(٣) قوله « ليريد » اللام دخلت على خبر « ان » للتأكيد. وقوله : « لا يحاشى » أي لا يستثنى. والشيب اما ـ بسكر الشين ـ فجمع أشيب على القياس ، واما بضم الشين وشد الياء فجمع شائب. وهو المبيض الرأس.
(٤) رواه المصنف في ثواب الأعمال باسناده ، عن الأصبغ بن بناته ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام وفيه « ان الله عزوجل ليهم بعذاب أهل الأرض جميعا ، لا يحاشى منهم أحدا ـ »