عن محمد بن حمران ، قال : قال الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام : « إذا دخلت الحمام فقل في الوقت الذي تنزع فيه ثيابك : «اللهم انزع عني ربقة النفاق ، وثبتني على الايمان» وإذا دخلت البيت الأول فقل : « اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ، وأستعيذ بك من أذاه « وإذا دخلت البيت الثاني فقل : اللهم أذهب عني الرجس النجس ، وطهر جسدي وقلبي » ، وخذ من الماء الحار وضعه على هامتك ، وصب منه على رجليك وإن أمكن أن تبلع منه جرعة فافعل فإنه ينقي المثانة (١) ، والبث في البيت الثاني ساعة ، وإذا دخلت البيت الثالث فقل : « نعوذ بالله من النار ونسأله الجنة » ترددها إلى وقت خروجك من البيت الحار ، وإياك وشرب الماء البارد والفقاع في الحمام (٢) فإنه يفسد المعدة ، ولا تصبن عليك الماء البارد فإنه يضعف البدن ، وصب
__________________
(١) الذي يظهر من تتبع الاخبار أن الحمامات كانت في عصرهم ذات بيوت أربعة البيت الأول بارد يابس ـ وفيه ينزعون ملابسهم ـ. والثاني بارد رطب ـ فيه مخزن الماء البارد ـ الثالث حار رطب ـ فيه مخزن الماء الحار. الرابع حار يابس ـ فيه يحمى المستحم بدنه فيدلك ـ ( راجع الرسالة الذهبية ـ طب الرضا عليهالسلام ـ ص ٩٤ ، مستدرك الوسائل ج ١ ص ٥٤ ) وكان في البيت الثالث الذي فيه مخزن الماء الحار بئر أو حوض يسيل فيه ماء الغسالة فقط وكان ممنوعا على المغتسل الارتماس في مخزن الماء سواء كان حارا أو باردا ، وكان حول المخزن مواضع ومصطبات يقوم المغتسل عليها فيأخذ الماء من المخزن بالمشربة فيصب عليه ويخرج الغسالة منه إلى البئر ، وكان في بعض الحمامات حول المخزن حياض صغار يخرج الماء من المخزن في أنابيب خاصة إلى تلك الحياض ويأخذ كل مستحم الماء بقدر حاجته. والمراد من حديث المتن من بيوت الحمام البيوت التي كان يدخل المستحم فيها بعد نزع ثيابه ، والمراد من تجرع الماء المنقى للمثانة الاغتراف من ماء المخزن أو الحوض الخاص الممنوع وروده والتجرع من ذلك الماء لا ماء المخازن التي يغتسل الناس فيه ويدلكون فيه أبدانهم. بل الظاهر كراهة الاغتسال والارتماس فيه فضلا عن شربه كما في الخبر الذي رواه الكليني ج ٦ ص ٥٠٣ عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام في حديث قال : « ومن اغتسل من الماء الذي قد اغتسل فيه فأصابه الجذام فلا يلومن الا نفسه ».
(٢) يمكن أن يكون المراد ماء الشعير أو الفقاع المحرم وهو وان وكان حراما الا أنه عليهالسلام أكد حرمة شربه في الحمام. لأنه مع قطع النظر عن الاسكار يفسد المعدة.