فإن اريد بالتقرير
تقرير إمامنا الغائب عجلّ الله فرجه ، فهو مع قيام الاحتمال المذكور لا يكشف عن
رضاه بالحكم المجمع عليه على أنّه الحكم الواقعي ، وكذلك لو اريد به تقرير سائر
أئمّتنا عليهمالسلام كلّ في زمانه ، مضافا إلى أنّه إنّما يتّجه التمسّك
بتقريرهم على تقدير كون انعقاد الإجماع في أعصارهم عليهمالسلام ، وهو ليس بواضح إن لم نقل بوضوح خلافه.
وربّما يستشمّ من
كلام بعض الأعلام أنّ الشيخ في إثبات الإجماع على طريقته اعتمد على الأخبار
المتواترة في « أنّ الزمان لا يخلو عن حجّة كي إن زاد المؤمنون شيئا ردّهم وإن
نقصوا أتمّه لهم ، ولولا ذلك لاختلط على الناس امورهم » .
والحديث بهذا
اللفظ في عدّة طرق وفي المستفيض منها : « أنّ الأرض لا تخلو إلاّ وفيها عالم إذا
زاد المؤمنون شيئا ردّهم إلى الحقّ وإن نقصوا شيئا تمّم لهم ، ولولا ذلك لالتبس
عليهم أمرهم ولم يفرّقوا بين الحقّ والباطل » .
وفي المروي عن
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم « أنّ لكلّ بدعة من بعدي يكاد؟ بها الإيمان وليّا من أهل
بيتي موكّلا به يذبّ عنه ويبيّن الحقّ ويردّ كيد الكائدين » . وفي آخر « ويعلن الحقّ ويردّ كيد الكائدين ».
وعنهم عليهمالسلام « إنّ لنا في كلّ خلف عدولا ينفون عن الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين
وتأويل الجاهلين » .
وفي عدّة أخبار في
تفسير قوله تعالى ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ
هادٍ ) « أنّ المنذر
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفي كلّ زمان إمام منّا يهديهم إلى ما جاء به النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم » ، وفي بعضها « والله ما ذهبت منّا وما زالت فينا إلى
الساعة » .
وعن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « ولم تخل الأرض منذ خلق الله [ تعالى ] آدم من حجّة له فيها [ إمّا ]
ظاهر مشهور أو غائب مستور ، ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجّة الله فيها ولولا
ذلك لم يعبد الله تعالى ، قيل : كيف ينتفع الناس بالغائب المستور؟ قال : كما
ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب » .
__________________