قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز

تحمیل

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز

549/836
*

أهل السفينة : أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئا هاهنا ، فقال عكرمة : لئن لم ينجني في البحر الّا الإخلاص ما ينجيني في البر غيره ، اللهم إن لك عليّ عهدا ان أنت عافيتني مما أنا فيه أن آتي محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى أضع يدي في يده ، فلأجدنه عفوّا كريما ، فجاء فأسلم. وقيل : فمنهم مقتصد معناه : على طريقة مستقيمة وصلاح من الأمر عن ابن زيد وقيل : ثابت على إيمانه عن الحسن وقيل : موف بعهده في البر ، عن ابن عباس وقيل : مقتصد في قوله مضمر لكفره عن مجاهد. ثم ذكر الذين تركوا التوحيد في البر فقال : (وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ) بعهده ، أي غادر أسوأ الغدر وأقبحه (كَفُورٍ) لله في نعمه. ثم خاطب سبحانه جميع المكلفين فقال : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ) يعني يوم القيامة لا يغني فيه أحد عن أحد ، لا والد عن ولده (وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً) كل امرىء تهمّه نفسه (إِنَّ وَعْدَ اللهِ) بالبعث والجزاء ، والثواب والعقاب (حَقٌ) لا خلف فيه (فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا) أي لا يغرنكم الإمهال عن الإنتقام ، والآمال والأموال عن الإسلام ، ومعناه : لا تغترّوا بطول السلامة ، وكثرة النعمة ، فإنهما عن قريب إلى زوال وانتقال (وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ) وهو الشيطان عن مجاهد وقتادة والضحاك وقيل : هو تمنّيك المغفرة في عمل المعصية ، عن سعيد بن جبير ، وقيل : كل شيء غرّك حتى تعصي الله وتترك ما أمرك الله به فهو غرور ، شيطانا كان أو غيره عن أبي عبيدة : وفي الحديث : الكيّس : من دان نفسه ، وعمل لما بعد الموت ، والفاجر من اتبع نفسه هواها ، وتمنّى على الله (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) أي استأثر سبحانه به ولم يطلع عليه أحد من خلقه ، فلا يعلم وقت قيام الساعة سواه (وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ) فيما يشاء من زمان أو مكان ، والصحيح ان معناه : ويعلم نزول الغيث في مكانه وزمانه كما جاء في الحديث : ان مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله ، وقرأ هذه الآية (وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ) أي ويعلم ما في أرحام الحوامل أذكر أم أنثى ، أصحيح أم سقيم ، واحد أو أكثر (وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً) أي ماذا تعمل في المستقبل وقيل : ما يعلم بقاءه غدا فكيف يعلم تصرفه (وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) أي في أيّ أرض يكون موته وقيل انه إذا رفع خطوة لم يدر أنه يموت قبل أن يضع الخطوة أم لا وإنما قال بأيّ أرض لأنه أراد بالأرض المكان ولو قال بأيّة أرض لجاز وروي أن ذلك قراءة أبي وقد روي عن أئمة الهدى عليهم‌السلام أن هذه الأشياء الخمسة لا يعلمها على التفصيل والتحقيق غيره تعالى : (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ) بهذه الأشياء (خَبِيرٌ) بها

سورة السجدة

مكية وعدد آياتها ثلاث وعشرون آية

١ ـ ٥ ـ (الم) مفسّر في أول البقرة (تَنْزِيلُ الْكِتابِ) أي هذه الآيات تنزيل الكتاب الذي وعدتم به (لا رَيْبَ فِيهِ) أي لا شك فيه أنه وحي (مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) والمعنى : أنه لا ريب فيه للمهتدين وإن كان قد ارتاب فيه خلق من المبطلين لا يعتدّ بهم لأنه ليس بموضع الشك وقيل معناه : انه زال الشك

__________________

قال الإمام الصّادق عليه‌السلام : إنّ البيت إذا كان فيه المرء المسلم يتلو القرآن يتراءاه أهل السماء كما يتراءى أهل الدنيا الكوكب الدري في السماء. أصول الكافي : ٢ / ٦١٠.