له أبو سفيان ، حين قدم ليقتل : أنشدك الله يا زيد ، أتحب أن محمدا عندنا الآن فى مكانك نضرب عنقه ، وأنك فى أهلك؟ قال : والله ما أحب أن محمدا الآن فى مكانه الذى هو فيه ، تصيبه شوكة تؤذيه ، وأنى جالس فى أهلى. فقال أبو سفيان : ما رأيت من الناس أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا ، ثم قتله نسطاس ، يرحمهالله.
ثم خرجوا بخبيب ، حتى إذا جاءوا به إلى التنعيم ليصلبوه ، قال لهم : إن رأيتم أن تدعونى حتى أركع ركعتين ، فافعلوا ، قالوا : دونك فاركع. فركع ركعتين أتمهما وأحسنهما ، ثم أقبل على القوم ، فقال : أما والله لو لا أن تظنوا أنى إنما طولت جزعا من القتل ، لاستكثرت من الصلاة.
فكان خبيب بن عدى أول من سن هاتين الركعتين عند القتل للمسلمين. ثم رفعوه على خشبة ، فلما أوثقوه ، قال : اللهم إنا قد بلغنا رسالة رسولك ، فبلغه الغداة ما يصنع بنا ، ثم قال : اللهم أحصهم عددا ، واقتلهم بددا ، ولا تغادر منهم أحدا. ثم قتلوه رحمهالله.
* * *
٧٠ ـ حديث بئر معونة
فأقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم بقية شوال وذا القعدة وذا الحجة ، ثم بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم أصحاب بئر معونة فى صفر ، على رأس أربعة أشهر من أحد.
وقدم أبو براء عامر بن مالك بن جعفر ملاعب الأسنة على رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة ، فعرض عليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم الإسلام ، ودعاه ، فلم يسلم ولم يبعد من الإسلام ، وقال : يا محمد ، لو بعثت رجالا من