هداية المسترشدين في شرح أصول معالم الدين - ج ١

الشيخ محمد تقي الرازي النجفي الاصفهاني

هداية المسترشدين في شرح أصول معالم الدين - ج ١

المؤلف:

الشيخ محمد تقي الرازي النجفي الاصفهاني


المحقق: مؤسّسة النشر الإسلامي
الموضوع : أصول الفقه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
964-470-069-4

الصفحات: ٧٣٥

١
٢

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله الّذي أرشدنا إلى معالم دينه بهداية رسوله الأمين ونوّر قلوبنا بضياء كتابه المبين وأتمّ نعمته علينا بولاية مولانا عليّ أمير المؤمنين وأولاده المعصومين ـ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ـ وعصمنا عن متابعة أهل البدع والأهواء المنحرفين الضالّين.

وبعد ، لا يخفى على من ألقى السمع وهو شهيد : أنّ علم الاصول من أشرف العلوم الإسلاميّة وأنفعها حيث يتعرّف به طرق استنباط الأحكام الشرعيّة من أدلّتها التفصيلية ، على صعوبة مداركها ودقّة مسالكها ، وهو العلم الّذي ازدوج فيه العقل والسمع، فليست مباحثه عقليّة صرفة بحيث لا يتلقّاها الشرع بالقبول ولا نقليّة محضة لا تؤيّدها ولا تسدّدها العقول ، وهو من العلوم المبتكرة للمسلمين ، لا يساهمهم في إبداعه وتوسّعه غيرهم من الملاحدة الكافرين.

ولقد اعتنى علماؤنا الإماميّة بدراسة هذا العلم أكثر ممّا اعتنى به علماء سائر الفرق ، لشدّة اهتمامهم بالتفقّه ومعرفة الحلال والحرام وتعهّدهم والتزامهم العمل بأحكام الإسلام ، ولهذا اشتدّت عنايتهم عبر القرون والأعصار بالهداية إلى معالمه وإحكام قوانينه وتهذيب اصوله وترتيب فصوله وبيان بدائعه ونقد فرائده ، إلى أن أصبح هذا الفنّ عدّة وافية وزبدة شافية.

وناهيك شاهدا ـ ممّا ألّفوه وصنّفوه ـ هذه الموسوعة المنيفة والجوهرة النفيسة الّتي صنّفها فخر الفقهاء العظام واستاذ العلماء الأعلام محيي معالم الدين ومشيّد قوانين سيّد المرسلين ، الموفّق بهداية المسترشدين ، العلّامة الربّاني الشيخ محمّد تقي

٣

الرازي النجفي الإصبهاني ، تغمّده الله برضوانه وأسكنه في أعلى غرفات جنانه.

ونحن التزاما بالعهد الّذي أخذناه على عاتقنا منذ تأسيس مؤسّستنا في بسط المعارف الدينيّة وإحياء المواريث الإسلاميّة أقدمنا على تحقيق هذا السفر القيّم بتقويم نصوصه وتدقيق متونه ومقابلته كرارا على الأصل وتخريج الآيات المستدلّ بها والأحاديث المستند إليها ، ولم نشر إلى مواضع الأقوال المنقولة فيه ، حرصا على التسرّع في إصداره ولئلّا يضخم حجم الكتاب بعد أن قرّرنا طبعه ونشره في ثلاث مجلّدات.

وفي الختام يجب علينا أن نقدّم ثناءنا الجميل وشكرنا الجزيل إلى سماحة الخلف الصالح من آل المؤلّف حجّة الإسلام والمسلمين الحاج الشيخ مهدي مجد الإسلام النجفي ـ دام ظلّه ـ كفاء ما تفضّل به علينا من نسخة الأصل لهذا المجلّد ، مع تقدمة مشتملة على التعريف بالهداية وأثرها في علم الاصول.

ونشكر أيضا نجله الفاضل سماحة الحجّة الشيخ هادي النجفي ـ حفظه الله ـ حيث ساعدنا في إعداد مقدّمات التحقيق وأعاننا في شتّى المجالات إلى أن خرج الكتاب بهذه الحلّة القشيبة.

ونقدّم أيضا الشكر الجزيل للمتتبّع البصير والمحقّق الخبير سماحة حجّة الإسلام والمسلمين السيّد أحمد الحسيني الأشكوري بما سمح لنا بترجمة المؤلّف قدس‌سره من كتابه : «المفصّل في تراجم الأعلام».

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

مؤسّسة النشر الإسلامي

التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة

٤

تقديم : بقلم سماحة آية الله

الشيخ مهدي مجد الإسلام النجفيّ

آل العلّامة التقيّ صاحب الهداية

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين من الآن الى قيام يوم الدين.

امّا بعد ، فإنّ ائمة اهل البيت ـ سلام الله عليهم اجمعين ـ ولا سيما الامام محمد ابن على بن الحسين الباقر عليه‌السلام ونجله الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام هم المبتكرون والمؤسّسون لعلم الاصول.

لأنّهم ألقوا على تلاميذهم ورواة أحاديثهم ، اسس التفكير الاصولي ، وأنت تجد في رواياتهم بذرتها ، فإن شئت راجع إلى المجلّد الأوّل من كتاب جامع أحاديث الشيعة.

ثمّ لعلم الاصول أدوار وعصور قد مرّ منّا إجماله في مقدّمتنا على كتاب جدّنا العلّامة المحقّق آية الله العظمى أبي المجد الشيخ محمّد الرضا النجفي الإصفهاني ـ طاب ثراه ـ الموسوم ـ ب «وقاية الأذهان» نشر مؤسّسه آل البيت ـ لا زالت مؤيّدة لنشر تراث أهل البيت عليهم‌السلام ومن أراد فعليه بالمراجعة. تدرّج هذا العلم إلى أن انتهت النوبة إلى جدّنا الأعلى، العلّامة المحقّق ، التقي النقي ، الإمام في الفقه واصوله آية الله العظمى الحاج الشيخ محمد تقى الرازى النجفى الاصفهاني قدس‌سره المتوفّى عام ١٢٤٨ المدفون في بقعته الخاصة في مقبرة تخت فولاد بمدينة

٥

إصبهان ، فألّف هذا السفر القيّم والأثر الخالد المسمّى ب «هداية المسترشدين» ألّفه في ثلاث مجلدات ، فرغ من المجلّد الأوّل المنتهى إلى مبحث المرّة والتكرار ليلة الجمعة ١٠ ربيع الثاني ١٢٣٧ وانتهى المجلّد الثاني إلى آخر مفهوم الوصف وجمع ابن اخته وتلميذه الشيخ محمّد بن محمّد عليّ الطهراني النجفي (١) من مسوّداته مجلدا ثالثا أنهاه إلى مباحث الاجتهاد والتقليد.

الأقوال في الهداية

١ ـ قال تلميذه وابن اخته وصهره الشيخ محمد الطهراني النجفي رحمه‌الله جامع المجلد الثالث من الكتاب ومصحّحه الأوّل : إنّ هذا الكتاب المستطاب الموسوم بهداية المسترشدين من مصنّفات الإمام الهمام ، والمولى القمقام ، العالم العامل ، والفاضل الكامل ، بحر الفواضل والفضائل ، وفخر الأواخر والأوائل ، قدوة المحقّقين ونخبة المدققين ، واسوة العلماء الراسخين ، ورئيس الفقهاء والمجتهدين ، مخيّم أهل الفضل والحجى ، ومحط رحال أرباب العلم والنهى ، قطب رحى المجد الأثيل ، ومحيط دائرة الفعل الجميل ، منبع العدل ، وسبّاق غايات الفضل ، ملاذ الشيعة ، وموضح أحكام الشريعة ، كاشف أسرار الآثار وابن بجدتها ومبدع أبكار الأفكار وأبو عذرتها ، الزكي الذكي والتقي النقي ، والمهذب الصفي ، والحبر الألمعي مولاي وعمادي وخالي واستاذي الشيخ محمد تقي ...

إنّ الذي برز في حياة المصنف طاب مرقده من هذا التأليف ، وأفرغه في قالب التنضيد والترصيف ، وكان هو الذي باشر جمعه وترتيبه ونظمه وتهذيبه مجلدان ، أنهى الأول منهما الى أول مسألة المرّة والتكرار ، وبلغ من الثاني الى مسألة مفهوم الوصف ، فبينا يكتب المسألة المذكورة وهو يومئذ في محروسة اصبهان والطلبة

__________________

(١) راجع في ترجمته كتاب بيان سبل الهداية في ذكر أعقاب صاحب الهداية ، أو «تاريخ علمى واجتماعى إصفهان در دو قرن اخير» ٣ / ٢٦٠.

٦

مجتمعون عنده من كلّ مكان ، يقتبسون منه أنوار العلوم الدينية ، ويرتوون من رحيق المعارف اليقينية ، إذ أشار الدهر إلينا بالبنان وأصابتنا عين الزمان ، فاختفى بعد أن كان ظاهرا مشهورا ، وأصبح لفقده العلم كأن لم يكن شيئا مذكورا. ثم إنّي عثرت له ـ أعلى الله مقامه ـ على أوراق متشتّة ومسودّات متفرقة قد كتبها في سالف الزمان من مسألة الأمر بالشيء مع علم الآمر بانتفاء شرطه الى مباحث الاجتهاد ، فصرفت برهة من الزمان في جمع شتاتها ، وترتيب متفرقاتها ، ولم أقتصر على إيراد المسائل التامّة ، بل نقلت من المباحث كلّ ما وجدت منه جملة وافية بتحقيق مقام ، كافية في توضيح مرام ، وإن كان المبحث غير تام ، وأسقطت كل مسألة لم أجد منها إلّا قليلا لا يروي غليلا ، فبلغ المجلد الذي جمعته قريبا من عشرين ألف بيت ، وبلغ الكتاب بأجمعه ما يقرب من خمسة وأربعين ألف بيت ، وكان المصنف قدس‌سره يقول : إنّ الكتاب لو تمّ يكون نحوا من ثمانين ألف بيت ، فيكون الناقص منه اذن نحوا من خمسة وثلاثين ألف بيت (١).

٢ ـ قال تلميذه الآخر صاحب روضات الجنّات في ترجمة المؤلف : وله من المصنفات الرشيقة والمؤلفات الأنيقة كتاب شرحه لاصول معالم الدين المسمّى بهداية المسترشدين في ما ينيف على ستّين ألف بيت في ظاهر التخمين إلّا أنّ البارز منه الى البياض مجلدان الى آخر مسألة مفهوم الوصف ، والباقي منه متخلّف في المسوّدة على ما كان أو خارج منها بتدوين بعض تلامذته الأعيان ... (٢).

٣ ـ وقال في كتابه الآخر المسمّى بعلماء الاسرة في عدّ اساتذته : وتطفلت بعد ذلك برهة من الأوان على المشتغلين والمستمعين من مجلس شيخنا المحقّق المدقّق النحرير ، والجامع الفقيه الخبير ، خاتمة المجتهدين ، ورئيس الموحّدين إمامنا البارع الورع التقي النقي الأوحدي الربّاني الشيخ محمد تقي بن عبد الرحيم

__________________

(١) هداية المسترشدين / آخر صفحة من الطبعة الحجرية.

(٢) روضات الجنات ٢ / ١٢٤.

٧

الرازي الطهراني أصلا ، والحائري النجفي منشأ وتحصيلا ، الإصفهاني موطنا ومقبلا ومدفنا ، رزقه الله في أعلى غرف الجنان منزلا ومسكنا. وكان هذا الشيخ أفضل أهل عصره في الفقه والاصول ، حاوي مراتب المعقول والمنقول ، له شرح على اصول المعالم مبسوط كبير جدّا يقرب كلّه من مائة ألف بيت ، ولم يخرج منه إلّا ثلاث مجلدات تبلغ نصفه ، فوا أسفا على باقيه إذ لن نكونن من بعد بملاقيه ... (١).

٤ ـ قال ثالث المجلسيين الشيخ الميرزا حسين النوري في خاتمة المستدرك : عن قدوة المحققين وترجمان الاصوليين الشيخ محمد تقي بن عبد الرحيم الطهراني المتوطن في إصفهان المتوفّى سنة ١٢٤٨ صاحب التعليقة الكبيرة على المعالم التي هي بين كتب الاصول كالربيع من الفصول وغيرها من الرسائل في الاصول والفقه ....

٥ ـ قال العلّامة الشيخ عبد الكريم الجزي في تذكرة القبور ما نصّه بالفارسية : ... در ميان علماء حاشيه شيخ وحاشيه مطلق كه گويند اين كتابست ، بس است در بلندي تحقيق وبلندي وتبحر ذهن وفكر او كه مى توان گفت أكثر تحقيقات اصوليه اين زمانها در پيش علماء مأخوذ از آن بزرگوار است (٢).

٦ ـ قال ثقة الاسلام التبريزي الشهيد في مرآة الكتب في عدّ شارحي المعالم : ومنهم: المحقق الشيخ محمد تقي بن محمد رحيم الإصفهاني المتوفّى سنة ١٢٤٨ ، شرح شرحا وافيا كافيا مبسوطا ، وله تحقيقات أنيقة خصوصا في مباحث الألفاظ اطال الكلام ، وحقّق المقام بما مثله لا يرام يسمّى بهداية المسترشدين ، إلّا أنه لم يتمّ ، بل خرج الى مبحث حجّية مفهوم الوصف مرتبا ، وجمع ما علّق على بعض باقي المباحث الشيخ محمد ابن اخته ... (٣).

٧ ـ قال العلّامة الطهراني في ترجمة المؤلف في الكرام البررة : وللمترجم

__________________

(١) علماء الاسرة / ١٨٠.

(٢) تذكرة القبور المطبوع ضمن رجال اصفهان / ٧٣.

(٣) مرآة الكتب ٤ / ٧٨.

٨

آثار هامة جليلة أشهرها حاشية المعالم سمّاها هداية المسترشدين في شرح اصول معالم الدين ، فرغ من المجلد الأول المنتهي الى مبحث المرّة والتكرار ليلة الجمعة ١٠ ربيع الثاني ١٢٣٧ ، وعبّر عن نفسه هناك بمحمد تقي بن محمد رحيم ، وانتهى المجلد الثاني الى آخر مفهوم الوصف ، وجمع ابن اخته الشيخ محمد بن محمد علي من مسوّداته مجلدا ثالثا أنهاه إلى مباحث الاجتهاد والتقليد ، وقد حظي هذا الكتاب بالقبول ، ولاقى استحسان الأكابر والفحول من المحقّقين والأعلام ، حتى اشتهر المترجم بصاحب الحاشية ، وبذلك يلقّب آله حتى التاريخ ، وإذا اطلق بين العلماء في عصرنا لم يتبادر الذهن الى غير هذا الكتاب.

والحقّ أنّه يكفي للاستدلال على مدى إحاطة المترجم وتبحره وتحقيقه في علم الاصول ، ففيه تحقيقات عالية خلت منها جملة من الأسفار الجليلة ، ولم تزل آراؤه ونظرياته محطّ أنظار الأفاضل ومحور أبحاثهم الى الآن ... (١).

٨ ـ قال صاحب ريحانة الأدب في ترجمة المؤلف ما نصّه بالفارسية : بالخصوص در اصول فقه كه تبحرى بى نهايت داشته وگويا كه طينت او از افكار دقيقه وأنظار عميقه سرشته بوده ، وبا قطع نظر از همه چيز همين كتاب هداية المسترشدين او كه در اصول فقه تا مبحث مفهوم وصف وحاشيه معالم الاصول [است] داراى تحقيقات عميقه مبتكره بوده ... (٢).

٩ ـ قال المؤرخ المحقق الشيخ محمد علي المعلم صاحب مكارم الآثار في ترجمة المؤلّف ما نصّه بالفارسية : وحاشيه اى بر اصول معالم تأليف شيخ حسن ابن شهيد ثاني أعلى الله مقامه به نام هداية المسترشدين دارد كه بغايت مشهور ومورد تدريس وتدرس علماء أعلام وفضلاء كرام قرار گرفته ... (٣).

١٠ ـ قال العلامة السيد مصلح الدين المهدوي في كتابه الخاصّ المدون لترجمة المؤلف وتراجم العلماء من بيته المسمّى ب «بيان سبل الهداية في ذكر

__________________

(١) الكرام البررة ١ / ٢١٦.

(٢) ريحانة الادب ٢ / ٤٤٩ الطبعة الاولى.

(٣) مكارم الآثار ٤ / ١٣٢٩.

٩

أعقاب صاحب الهداية» يا تاريخ علمى واجتماعى اصفهان در دو قرن اخير : همانگونه كه قبلا گفته شد كتاب هداية المسترشدين مورد توجه وعنايت وقبول واستحسان جميع علماء وبزرگان قرار گرفته ، ومؤلف بزرگوار آن به صاحب حاشيه معروف مى باشد وهمچنين وى را صاحب الهداية مى خوانند. (١)

نسخ الهداية وأساس هذا الطبع

لمّا كان الكتاب موردا للعناية من كافّة أهل التحقيق وفضلاء أهل العلم فلذا كثرت نسخه وتوجد في أكثر المكتبات العامّة والخاصّة :

منها : نسخة خطّ المؤلّف من المجلّد الأوّل توجد في مكتبة ابن عمّتنا العلّامة المحقّق آية الله السيد محمّد علي الروضاتي ـ مدّ ظلّه ـ بإصبهان ارسلها الينا مشكورا وصححنا المجلد الأوّل من الكتاب عليها.

ومنها : نسخة اخرى من المجلّد الأوّل لمكتبته العامرة أرسلها أيضا إلينا.

ومنها : اثنتا عشرة نسخة في مكتبة سيّدنا وإمامنا علي بن موسى الرضا عليه آلاف التحية والثناء (٢) وقد اخترت منها نسختين لتصحيح المجلد الثاني والثالث.

ومنها : نسختان من المجلد الأول كلتاهما مخرومة الآخر في مكتبة سيدتنا فاطمة بنت موسى بن جعفر عليها وعلى آبائها الصلاة والسلام بقم (٣).

ومنها : خمس نسخ في مكتبة مدرسة الفيضية العامرة بقم المقدسة (٤).

ومنها : أربع نسخ في مكتبة آية الله الگلپايگاني قدس‌سره بقم المقدسة ، عرّف واحدة منها في فهرسها (٥).

__________________

(١) تاريخ علمى واجتماعى اصفهان در دو قرن اخير ١ / ١٧٣.

(٢) فهرست الفبائى كتب خطى آستان قدس رضوى / ٦١٠.

(٣) فهرست نسخه هاى خطى آستانه مقدسه حضرت معصومه عليها‌السلام ، دانش پژوه / ١٨١ و ١ / ٢٣٣ الرقم ٢٢٦.

(٤) فهرست نسخه هاى خطى كتابخانه مدرسه فيضيه ١ / ٢٩٨.

(٥) فهرست نسخه هاى خطى كتابخانه آية الله گلپايگاني ٢ / ١٩٤ الرقم ٩٣٠.

١٠

ومنها : نسختان في المكتبة العامة بإصبهان (١).

ومنها : نسخة من المجلّد الأوّل وقطعة من المجلد الثاني في مكتبة آية الله المرعشي النجفي قدس‌سره العامة ، عرّف خطأ بأنّها نسخة المؤلف (٢).

ومنها : نسخة من المجلّد الأوّل في مكتبة المسجد الأعظم بقم المقدسة (٣).

ومنها : نسخة من المجلد الأوّل في مكتبة الإمام الهادي عليه‌السلام العامة في المشهد الرضوي على ساكنه آلاف التحية والثناء (٤).

طبعات الهداية

طبع كتاب «هداية المسترشدين» غير مرّة في إيران لشدّة اهتمام العلماء به واحتياجهم إليه ، فقد طبع أوّل مرّة في عام ١٢٦٩ ثم اعيد طبعه في عام ١٢٧٢ ثم طبع ثالثا في عام ١٢٨١ وطبع رابعا ١٢٨٢ وخامسا سنة ١٣١٠ ه‍. ق ومحلّ الطبع في جميع الطبعات طهران (٥).

وأعادت طبعها بالافست ، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث قبل عشر سنوات بقم المقدسة.

وأشرف الشيخ محمد الطهراني ابن اخت صاحب الهداية على الطبع في عام ١٢٨٣ وطبعته أصحّ الطبعات ، وصحّحها وعلّق عليها.

ويعتبر اوّل من جمع كتاب الهداية وصححه بعد مؤلّفه قدس‌سره الشيخ محمد الطهراني النجفي المذكور.

__________________

(١) فهرست نسخه هاى خطى كتابخانه عمومى اصفهان ١ / ٣٢٦ الرقم ٦١٨ و ٦١٧.

(٢) فهرست نسخه هاى خطى كتابخانه آية الله مرعشى ٢٣ / ٢٨٠ الرقم ٩١٥٣.

(٣) فهرست نسخه هاى خطى كتابخانه مسجد اعظم قم / ٤٢٣.

(٤) فهرست نسخه هاى خطى كتابخانه عمومى امام هادى عليه‌السلام ـ مشهد مقدس / ٧.

(٥) فهرست كتابهاى چاپى عربى / ١٠٤ ـ معجم المطبوعات العربية في ايران / ٢٠٤ ـ تاريخ علمى واجتماعى اصفهان در دو قرن اخير ١ / ١٧٣.

١١

وهو أوّل من علّق عليه أيضا ، وهو تلميذ المصنّف وابن اخته وكان صهرا على بنته رحمة الله عليهما.

وأنت تجد ترجمته في كتاب : بيان سبل الهداية في ذكر أعقاب صاحب الهداية (١).

شرح الهداية

أوّل من شرح قسما من كتاب الهداية نجل المؤلف العلامة الفقيه المحقق الرئيس آية الله العظمى الحاج الشيخ محمد باقر النجفي الاصفهاني المعروف بحجّة الإسلام طاب ثراه المتوفّى عام ١٣٠١ ، فإنّه شرح بحث حجّية المظنة من هداية والده ، وقد طبع مع الهداية في عام ١٢٨٣ في قريب من مائة وثلاثين صفحة كبيرة من الطبع الحجري.

قال قدس‌سره في أول كتابه : إنّي لمّا رأيت الرسالة الشريفة بل الجوهرة النفيسة التي ادرجت في كتاب هداية المسترشدين في شرح اصول معالم الدين التي صنّفها وهذّبها والدي الامام عماد الاسلام فقيه أهل البيت عليهم‌السلام مشكاة حنادس الظلام ومربّي الفضلاء الكرام ، بل استاذ العلماء الأعلام وفخر الفقهاء العظام ، كشّاف غوامض عويصات العلوم بفهمه الثاقب ، وحلّال مشكلاتها بفكره الصائب ، محيي ما درس من سنن المرسلين ومحقّق حقائق السابقين ، طود العلم الشريف وعضد الدين الحنيف مالك أزمّة التصنيف والتأليف الذي جمع من أنواع الفنون ، فانعقد عليه الإجماع ، وتفرّد بأصناف الفضائل ، فبهر النواظر والأسماع ، فما من فنّ إلّا وله فيه القدح المعلّى والمورد العذب المحلّى.

إن قال لم يدع قولا لقائل ، أو أطال لم يأت غيره بطائل ، أو صنّف ألف أشتات الفنون كالدرّ المكنون ، وإذا جلس مفيدا في صدر ناديه جثت بين يديه طلّاب فوائده وأياديه ملء أصداف الأسماع من الدرّ الفاخر ، وبهر الأبصار والبصائر

__________________

(١) تاريخ علمى واجتماعى اصفهان در دو قرن اخير ٣ / ٢٦٠.

١٢

في المحاسن والمفاخر ، فهو علّامة البشر ومجدّد المذهب في القرن الثالث عشر ، قدّس الله سبحانه نفسه الزكية ، وافاض على تربته المراحم الرحمانية ورفع مقامه في بحبوحة جنّته ، وجمع بينه وبين ائمّته ، وجدتها مشتملة على تحقيقات فائقة تفرّد بها عن السابقين ، وتدقيقات رائقة لم يسبقه إليها أحد من الأولين والآخرين ، قد عملها في إبطال القول بالظنّ المطلق ، وإثبات المذهب الحق ، كشف فيها عن مشكلات هذه المسألة نقابها ، وذلّل صعابها ، وملك رقابها ، وحلّل للعقول عقالها ، وأوضح قيلها وقالها ، ففوائدها في سماء الإفادة نجوم ، وللشكوك والشبهات رجوم ، غير أنها قد استصعبت على علماء هذا العصر حتى اختفت عليهم دقائقها ، وانطوت عنهم حقائقها ، فجعلوها غرضا لسهام النقض والإبرام ، وليس ذلك إلّا من زلل الأفهام.

وحيث وجدت الأمر بهذه المثابة مع كون المسألة من أعظم المسائل التي تعمّ بها البلية وتشتدّ إليها الحاجة ، بل يبتني عليها أساس استنباط الأحكام الشرعية رأيت أن أكتب عليها شرحا وافيا بإيضاح مبهماتها كافيا في بيان مشكلاتها متكفّلا بدفع الشكوك والشبهات عنها وتنقيح مطالبها وتهذيب مقاصدها (١).

أقول : بعون الله تعالى ومنّه سوف يطبع هذا الشرح للمرّة الثانية بعد إكمال طبع هداية المسترشدين إن شاء الله تعالى ، وهو المستعان.

الحواشي على الهداية

شهرة الكتاب في أندية العلم وقبوله لدى الفطاحل ، دعا جماعة من العلماء إلى كتابة حواش وتعاليق عليه ، لا بأس بالإشارة إلى ما اطّلعنا عليه :

منها : حاشية الشيخ محمد بن محمد علي الطهراني النجفي قدس‌سره ابن اخت صاحب الهداية وتلميذه. فهو صحّح الهداية وعلّق عليه ، وطبعت حواشيه على الكتاب في الطبعة الحجرية عام ١٢٨٢ وفي الطبعة الآتية ستطبع باسمه.

__________________

(١) شرح حجّية المظنّة / ١ من الطبعة الحجرية.

١٣

ومنها : حاشية الشيخ ميرزا أحمد بن علي أكبر المراغي التبريزي.

كان عالما جليلا من تلاميذ الشيخ الأعظم الأنصاري وكتب تقريراته في الفقه ثم نزل تبريز وتوفى بها بالوباء خامس محرم سنة ١٣١٠ ، وحمل نعشه الى وادي السلام في الغري الشريف.

وله : تفسير مشكلات القرآن [على حواشيه] وشرح نهج البلاغة [على حواشيه] وحاشية القوانين وغيرها من الكتب.

ترجم له في نقباء البشر (١) ، ومن مصنفاته حاشية هداية المسترشدين ، وهي غير مدونة توجد نسختها في حاشية نسخة مطبوعة من الكتاب في خزانة مخطوطات مكتبة آية الله المرعشي قدس‌سره العامة برقم ١٠٠٩٥ ، وقد عرف في فهرس مخطوطاتها (٢).

تدريس الهداية واستحضارها

قام بتدريسها الشيخ الأعظم الانصاري ـ طاب ثراه ـ في بيته الشريف في جامعة النجف الدينية وحضر عليه نجل صاحب الهداية الشيخ الكبير الشيخ محمد باقر أعلى الله مقامه.

يحدّثنا العلّامة الشيخ عباس القمي رحمه‌الله عن هذا الدرس : تلمذ مرحوم حاج شيخ محمد باقر در نزد مرحوم شيخ أنصاري در أوائل أمر تدريس مرحوم شيخ انصارى بوده وآن مرحوم به خانه جناب استاد مشرف شده ، وحاشيه پدرش بر معالم را نزد آنجناب مى خوانده است واو از شاگردان طبقه أول مرحوم شيخ أنصارى مى باشد كه علاوه بر فوائد علمى كه از آنجناب حاصل كرده به مناسبت صحبت ومعاشرت با ايشان نيز تكميل مراتب تقوى وتزكيه نفس واخلاق نموده است (٣).

قال الشيخ الأعظم في إجازته لنجل صاحب الهداية المكتوبة في شهر صفر

__________________

(١) نقباء البشر ١ / ١١٤ الرقم ٢٥٥.

(٢) فهرس مخطوطات مكتبة آية الله المرعشي ٢٦ / ٦٥ الرقم ١٠٠٩٥.

(٣) فوائد الرضويه ٢ / ٤٠٩ ـ تاريخ علمى واجتماعى اصفهان در دو قرن اخير ١ / ٣١٦.

زندگانى وشخصيت شيخ انصارى / ١٠٨.

١٤

من شهور سنة ١٢٦٢ : ... فقد أجزت للأعز الأمجد والأتقى الأوحد العالم العامل والفاضل الكامل صاحب التدقيقات الرائعة بالذهن ، والتحقيقات الفائقة بالفهم المستقيم ، سلالة الفحول ، ومتقن الفروع والاصول الألمعي المؤيد ، واللوذعي المسدّد ، جناب الشيخ محمد باقر وفّقه الله لمرضاه وبلغه أقصى مناه ...

أقول : وقد طبعت صورة خط الشيخ الأعظم الانصاري في كتاب تاريخ علمي واجتماعى اصفهان در دو قرن اخير ١ / ٣١٩ و ٣١٨ فراجعها إن شئت.

وكان بعض العلماء مغاليا للهداية ومستحضرا لأقواله ، ومنهم العلّامة الشيخ مهدي المازندراني النجفي طاب ثراه.

قال تلميذه الشيخ جعفر آل محبوبة في ماضي النجف وحاضرها : ومن مشايخي الشيخ مهدي المازندراني النجفي أحد مشايخي الذين حضرت عندهم كتاب كفاية الاصول خارجا. كان محققا ماهرا في الاصول ، مغاليا في حاشية الشيخ محمد تقي على المعالم ، مستحضرا لأقواله في كلّ آن. كان من تلامذة العلّامة الحاج ميرزا حبيب الله الرشتي ، واختصّ بعد وفاته بآية الله الخراساني وكان من مقرّري درسه ، استقلّ بالتدريس بعد وفاة شيخه الخراساني ، حضرت درسه أول قراءتي للكفاية ، توفي في النجف سنة ١٣٤١ (١).

الهداية في كتب علم الاصول المدونة في بيت صاحبها

رزق الله تعالى صاحب الهداية نسلا طيبا وبيتا جليلا ، نشأ فيهم كثير من العلماء والفقهاء والمراجع بحيث كتب العلّامة السيد مصلح الدين المهدوي رحمه‌الله تعالى ثلاث مجلدات كبيرة في تراجمهم ، وقد طبع الكتاب (٢).

قال العلّامة الطهراني في شأنهم : آل صاحب الحاشية بيت علم جليل في

__________________

(١) ماضي النجف وحاضرها ٣ / ٢٨٧.

(٢) راجع بيان سبل الهداية في ذكر اعقاب صاحب الهداية او تاريخ علمي واجتماعي اصفهان در دو قرن اخير.

١٥

اصفهان يعد من أشرفها وأعرقها في الفضل ، فقد نبغ فيه جمع من فطاحل العلماء ورجال الدين الأفاضل كما قضوا دورا مهما في خدمة الشريعة ، ونالوا الرئاسة العامّة لا في إصفهان فحسب ، بل في إيران مطلقا (١) ...

وأمّا كتب الاصول المدوّنة في بيته كثيرة نشير الى بعضها ، ومن الواضح أنّهم تعرّضوا لمباني جدّهم قدس الله أسرارهم :

منها : الفصول : تأليف شقيق صاحب الهداية وتلميذه الأكبر العلّامة المحقق الشيخ محمد حسين الإصفهاني طاب ثراه ، فانّه استفاد بعض المباني من أخيه واستاذه صاحب الهداية ، وحيث إنّ كتابه دورة كاملة اصولية أصبح برهة من الزمن من الكتب الدراسية ، وقد طبع غير مرة في إيران.

ومنها : شرح حجّية المظنّة : تأليف نجله الشيخ محمد باقر رحمه‌الله وقد مرّ منّا أنّه شرح الهداية لوالده العلّامة وطبع مع الهداية في عام ١٢٨٢.

ومنها : وقاية الأذهان : تأليف جدّنا العلّامة الأكبر أبي المجد الشيخ محمد الرضا النجفي الإصفهاني قدس‌سره فإنّه تعرّض لمباني جدّه ، ودافع عنها أشدّ الدفاع ، وأجاب مناقشات الشيخ الأعظم والمحقّق الخراساني عليها ، وقد طبع الكتاب للمرّة الثانية أخيرا بقم من قبل مؤسسة آل البيت لإحياء التراث.

وقال في ديوان شعره :

وقيت كلّ الرزايا

لما أتتك الوقاية

خذها ودع ما سواها

فإنّ فيها الكفاية

إنّ الهداية منّا

بداية ونهاية (٢)

ومن جملة كتب الاصول المدوّنة في بيته :

لبّ الاصول : من مؤلفات نجل صاحب الهداية الشيخ محمد باقر النجفي الإصفهاني.

ومنها : رسالة في أصل البراءة : من مؤلّفات جدّنا صاحب مجد البيان في

__________________

(١) نقباء البشر ٢ / ٧٤٨.

(٢) ديوان أبي المجد / ١٤٦.

١٦

تفسير القرآن ، الشيخ محمد حسين ابن الشيخ محمد باقر ابن الشيخ محمد تقي صاحب الهداية. الّفها بالتماس ابن أخيه وتلميذه الشيخ جلال الدين ابن الشيخ محمد تقي الآقا نجفي. مجلد كبير. مخطوط صورة نسختها عندنا موجودة.

ومنها : أرائك الاصول : تأليف العلّامة الزاهد الشيخ مهدي ابن الشيخ محمد علي بن الشيخ محمد باقر ابن الشيخ محمد تقي صاحب الهداية. طبع الكتاب بإصفهان.

ومنها : غير ذلك من الكتب والرسائل ، والحمد لله على جميع ما أنعم.

الهداية في رسائل الشيخ الأعظم وتقريراته

١ ـ قال الشيخ الأعظم الانصاري قدس‌سره في دليل العقل على حجّية خبر الواحد : الثالث : ما ذكره بعض المحقّقين من المعاصرين في حاشيته على المعالم لإثبات حجّية الظنّ الحاصل من الخبر لا مطلقا ، وقد لخّصناه لطوله [ثم ذكر حاصل كلامه وقال] : وقد أطالقدس‌سره في النقض والإبرام بذكر الإيرادات والأجوبة على هذا المطلب (١).

٢ ـ قال الشيخ في وقوع التعبّد بالظنّ : الوجه الثاني : ما ذكره بعض المحقّقين من المعاصرين مع الوجه الأول ، وبعض الوجوه الاخر قال : [ثم نقل كلام صاحب الهداية في أكثر من صفحتين](٢).

٣ ـ ثم بعد أوراق نقل أكثر من صفحة من هداية المسترشدين في بحث لزوم الأخذ بمظنون الاعتبار في تنبيهات دليل الانسداد (٣).

٤ ـ وقال في تقريراته في بحث مقدمة الواجب : ولهم في التفصّي عن هذه العويصة طريقان : الأول : ما سلكه بعض أعاظم المحقّقين في تعليقاته على المعالم و... (٤).

__________________

(١) فرائد الاصول / ١٧٢ طبع جماعة المدرسين.

(٢) فرائد الاصول / ٢٢١.

(٣) فرائد الاصول / ٢٣٣.

(٤) مطارح الانظار / ٥٠.

١٧

٥ ـ وقال في تقريرات بحثه : وهل يصحّ أن يكون الواجب مشروطا بمقدمة محرّمة مقارنة للفعل في الوجود أو لا؟ وجهان ، بل قولان ، الذي يظهر من ثاني المحقّقين في جامع المقاصد هو الأول وتبعه في ذلك الشيخ الأجل الفيلسوف في مقدّمات الكشف ، وتبعه في ذلك صهره الصفي التقي في تعليقاته على المعالم وتبعه أخوه الجليل في الفصول فحكم فيه بصحّة الوضوء فيما إذا انحصر الماء في آنية مغصوبة وتوقّف الوضوء على الاغتراف فيها (١) ...

٦ ـ ثمّ بعد صفحة قال : ولذلك سلك بعض أصحاب هذا القول مسلكا آخر في تعليقاته على المعالم ومحصّله (٢) ...

٧ ـ قال مقرّره في مطارح الأنظار : هداية : زعم بعض الأجلّة أنّ المعتبر في وقوع الواجب الغيري على صفة الوجوب ترتّب الغير عليه ، بحيث لو لم يترتّب عليه يكشف عن عدم وقوعه على صفة الوجوب ، واذا ترتّب عليه الغير يكشف عن كونه واقعا على صفة الوجوب ، ولعلّه أخذه ممّا احتمله أخوه البارع في تعليقه على المعالم حيث جعل ذلك من محتملات كلام المعالم (٣) ...

٨ ـ قال في حجج المجوّزين لاجتماع الأمر والنهي : ... أوضحه بعض المحقّقين في حاشية المعالم حيث قال (٤) : ... [ونقل نصف صفحة من كلامه].

٩ ـ وقال بعد صفحات : وهو صريح المجيب الأوّل في حاشية المعالم حيث إنّه بعد ما أورد الجواب المذكور في المقام الأول طرد الكلام في المقام أيضا (٥) ...

١٠ ـ أقول : وقد نقلوا لنا غير مرّة أسباط الشيخ الأعظم طاب ثراهم الذين يوجد فيهم إلى الآن ـ بحمد الله ـ من لهم مراتب عالية من العلم والعمل من جدّهم الشيخ الأنصاري قدس‌سره أنّه قال في جواب من سأل عنه : لما ذا لا يكتب الشيخ في مباحث الألفاظ بقلمه الشريف شيئا؟

__________________

(١) مطارح الانظار / ٥٦.

(٢) مطارح الانظار / ٥٧.

(٣) مطارح الانظار / ٧٤.

(٤) مطارح الانظار / ١٣١.

(٥) مطارح الانظار / ١٣٥.

١٨

اجاب الشيخ الأعظم : هل الشيخ محمّد تقي صاحب هداية المسترشدين بقّى لنا شيئا حتى نكتبه (١).

الهداية في تقريرات المجدّد الشيرازي

فقيه الطائفة ومرجعها آية الله العظمى السيد محمد حسن الحسيني الشيرازي أعلى الله مقامه كان من أعاظم تلاميذ شيخنا الأعظم ، وانتقلت الزعامة الدينية إليه بعد استاذه وقد تتلمذ على العلّامة التقي صاحب الهداية برهة من الزمان في بلدة إصفهان.

نقل العلامة الشيخ آقا بزرك الطهراني عنه : حدّثني قدس‌سره أنّه صار يحضر درس الشيخ المحقّق محمد تقي صاحب الحاشية ولكثرة الجمعية ما كنت أتمكّن من التكلّم معه ، فقلّ انتفاعي بالدرس العمومي ، فاجتمعت مع بعض إخواني من أهل الفهم وقلت لهم : هلّا نمضي الى الشيخ ونلتمس منه أن يعيّن لنا وقتا يقرّر لنا فيه درسه العمومي حتى نتمكّن من التكلّم معه ونذكر له إشكالاتنا ، فوافقوا فيه ، وكنّا أربعة ، وذكر لي أسماءهم ، فمضوا إليه والتمسوه على ذلك ، فأجابهم الى ذلك واستأنس منهم ، وعيّن لهم وقتا مخصوصا ، فصاروا يحضرون الدرس العام والخاص قال : فانتفعت كثيرا ، غير أنّه لم تطل أيامه وتوفّي بعد أشهر في سنة ١٢٤٨ (٢).

ولمّا كان المجدّد الشيرازي ممّن تتلمذ على المحقق صاحب الهداية عموما وخصوصا كثيرا ما ينقل عنه في درسه الشريف ، وتقريراته بقلم تلميذه العلّامة المولى علي الروزدري تدلّ عليه ، فإنّه ينقل من صاحب الهداية قريبا من ستين مورد نشير الى بعضها ، وبعضها الاخر مفوضة الى مراجعتك :

١ ـ أوّلها أنّه قال في مجلس بحثه على ما حكى عنه تقريراته : ومنها ما عن الآخرين منهم الشيخ محمد تقي من أنّها هي الكلمة المستعملة في ما وضعت له من حيث إنّه ما وضعت له (٣).

__________________

(١) زندگانى وشخصيت شيخ انصارى / ١٠٩.

(٢) هدية الرازي الى الامام المجدد الشيرازي / ٣٨.

(٣) تقريرات آية الله المجدد الشيرازي ١ / ١٠ طبع مؤسسة آل البيت.

١٩

٢ ـ قال : ثم إنّ بعض مهرة الفنّ وهو الشيخ محمد تقي قدس‌سره احتجّ على اعتبار الأصل في الموارد الثلاثة (١).

٣ ـ قال : ثمّ إنّ الأقرب عندي في تعريف الاطّراد وعدمه وبيان موردهما هو ما ذكرته نقلا عن الشيخ محمد تقي قدس‌سره ، وهو المعتمد بجريان مناط الاعتبار (٢).

٤ ـ قال : وقد تصدّى بعض المحقّقين في حاشيته على المعالم لبيان الضابط بأنّه ما يجمع شروطا ثلاثة ... (٣).

٥ ـ وقال : وقد أجاد بعض المحقّقين من المتأخّرين في ما علّقه على المعالم (٤).

قد مرّ منّا بأنّ المجدّد الشيرازي ينقل عن استاذه صاحب الهداية في تقريرات بحثه في الاصول قريبا من ستّين مورد وحتى نقل من فقه صاحب الهداية ، فقال : وقد ذهب بعض من المحقّقين من متأخّري المتأخّرين في فقهه على ما حكي عنه الى كون الإجازة كاشفة والتزم باللازم الأول وهو جواز تصرّف الأصيل و...

ثم جاء في هامش الأصل : وهو الشيخ محمد تقي قدس‌سره على ما حكى عنه (٥).

أقول : قد استخرجت مواقع نقل المجدد الشيرازي عن صاحب الهداية في ستّين موردا ، ولكن لا فائدة لنقل الأعداد ، والأمر واضح لمن أراد.

الهداية في الكفاية للمحقّق الخراساني

المحقّق الأوحدي العلّامة آية الله الشيخ محمد كاظم الخراساني قدس‌سره صاحب كفاية الاصول أشهر من أن يوصف وأعرف من أن يذكر ، ومسلّم عند الكلّ مهارته وتبحّره ودقّته في علم الاصول ، فإنّه ينقل من الهداية في الكفاية خمس مرّات نشير فيما يلي الى مواضعها :

__________________

(١) التقريرات ١ / ٤٤.

(٢) التقريرات ١ / ١٢٥.

(٣) التقريرات ١ / ٢٤٢.

(٤) التقريرات ٢ / ٥٦.

(٥) التقريرات ٢ / ٢٨٢.

٢٠