تفسير التّحرير والتّنوير - ج ١٤

الشيخ محمّد الطاهر ابن عاشور

تفسير التّحرير والتّنوير - ج ١٤

المؤلف:

الشيخ محمّد الطاهر ابن عاشور


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ١٩٢

(وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً).

جملة معترضة بين جملة (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ) وجملة (وَقُرْآناً فَرَقْناهُ)[الإسراء : ١٠٦]. أي وفي ذلك الحق نفع وضر فأنت به مبشر للمؤمنين ونذير للكافرين.

والقصر للرد على الذين سألوه أشياء من تصرفات الله تعالى والذين ظنوا أن لا يكون الرسول بشرا.

(وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً (١٠٦))

عطف على جملة (أَنْزَلْناهُ) [الإسراء : ١٠٥].

وانتصب (قُرْآناً) على الحال من الضمير المنصوب في (فَرَقْناهُ) مقدمة على صاحبها تنويها الكون قرآنا ، أي كونه كتابا مقروءا. فإن اسم القرآن مشتق من القراءة ، وهي التلاوة ، إشارة إلى أنه من جنس الكلام الذي يحفظ ويتلى ، كما أشار إليه قوله تعالى : (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ) [الحجر : ١] ، وقد تقدم بيانه. فهذا الكتاب له أسماء باختلاف صفاته فهو كتاب ، وقرآن ، وفرقان ، وذكر ، وتنزيل.

وتجري عليه هذه الأوصاف أو بعضها باختلاف المقام ، ألا ترى إلى قوله تعالى : (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ) [الإسراء : ٧٨] وقوله : (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) [المزمل : ٢٠] باعتبار أن المقام للأمر بالتلاوة في الصلاة أو مطلقا ، وإلى قوله : (تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً) [الفرقان : ١] في مقام كونه فارقا بين الحق والباطل ، ولهذا لم يوصف من الكتب السماوية بوصف القرآن غير الكتاب المنزل على محمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ومعنى (فَرَقْناهُ) جعلناه فرقا ، أي أنزلناه منجما مفرقا غير مجتمع صبرة واحدة. يقال : فرق الأشياء إذا باعد بينها ، وفرق الصبرة إذا جزأها. ويطلق الفرق على البيان لأن البيان يشبه تفريق الأشياء المختلطة ، فيكون (فَرَقْناهُ) محتملا معنى بيناه وفصلناه ، وإذ قد كان قوله : (قُرْآناً) حالا من ضمير (فَرَقْناهُ) آل المعنى إلى : أنا فرقناه وأقرأناه.

وقد علل بقوله : (لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ). فهما علتان : أن يقرأ على الناس وتلك علة لجعله قرآنا ، وأن يقرأ على مكث ، أي مهل وبطء وهي علة لتفريقه.

والحكمة في ذلك أن تكون ألفاظه ومعانيه أثبت في نفوس السامعين.

١٨١

وجملة (وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً) معطوفة على جملة (وَقُرْآناً فَرَقْناهُ). وفي فعل (نَزَّلْناهُ) المضاعف وتأكيده بالمفعول المطلق إشارة إلى تفريق إنزاله المذكور في قوله : (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ) [الإسراء : ١٠٥].

وطوي بيان الحكمة للاجتزاء بما في قوله : (لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ) من اتحاد الحكمة. وهي ما صرح به قوله تعالى : (كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً) [الفرقان : ٣٢].

ويجوز أن يراد : فرقنا إنزاله رعيا للأسباب والحوادث. وفي كلام الوجهين إبطال لشبهتهم إذ قالوا : (لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً) [الفرقان : ٣٢].

[١٠٧ ـ ١٠٩] (قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً (١٠٧) وَيَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً (١٠٨) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً (١٠٩))

استئناف خطاب للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليلقنه بما يقوله للمشركين الذين لم يؤمنوا بأن القرآن منزل من عند الله ، فإنه بعد أن أوضح لهم الدلائل على أن مثل ذلك القرآن لا يكون إلا منزلا من عند الله من قوله : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ) [الإسراء : ٨٨] فعجزوا عن الإتيان بمثله ، ثم ببيان فضائل ما اشتمل عليه بقوله : (وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ) [الإسراء : ٨٩] ، ثم بالتعرض إلى ما اقترحوه من الإتيان بمعجزات أخر ، ثم بكشف شبهتهم التي يموهون بها امتناعهم من الإيمان برسالة بشر ، وبيّن لهم غلطهم أو مغالطتهم ، ثم بالأمر بإقامة الله شهيدا بينه وبينهم ، ثم بتهديدهم بعذاب الآخرة ، ثم بتمثيل حالهم مع رسولهم بحال فرعون وقومه مع موسى وما عجل لهم من عذاب الدنيا بالاستئصال ، ثم بكشف شبهتهم في تنجيم القرآن ؛ أعقب ذلك بتفويض النظر في ترجيح الإيمان بصدق القرآن وعدم الإيمان بقوله : (آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا) للتسوية بين إيمانهم وعدمه عند الله تعالى. فالأمر في قوله : (آمِنُوا) للتسوية ، أي إن شئتم.

وجزم (لا تُؤْمِنُوا) بالعطف على المجزوم. ومثله قوله في سورة الطور [١٦](فَاصْبِرُوا أَوْلا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَيْكُمْ) ، فحرف (لا) حرف نفي وليس حرف نهي ، ولا يقع مع الأمر المراد به التسوية إلا كذلك ، وهو كناية عن الإعراض عنهم واحتقارهم وقلة

١٨٢

المبالاة بهم ، ويندمج فيه مع ذلك تسلية الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وجملة (إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) تعليل لمعنى التسوية بين إيمانهم به وعدمه أو تعليل لفعل (قُلْ) ، أو لكليهما ، شأن العلل التي ترد بعد جمل متعددة ، ولذلك فصلت. وموقع (إن) فيها موقع فاء التفريع ، أي إنما كان إيمانكم بالقرآن وعدمه سواء لأنه مستغن عن إيمانكم به بإيمان الذين أوتوا العلم من قبل نزوله ، فهم أرجح منكم أحلاما وأفضل مقاما ، وهم الذين أوتوا العلم ، فإنهم إذا يسمعونه يؤمنون به ويزيدهم إيمانا بما في كتبهم من الوعد بالرسول الذي أنزل هذا عليه.

وفي هذا تعريض بأن الذين أعرضوا عن الإيمان بالقرآن جهلة وأهل جاهلية.

والمراد بالذين أوتوا العلم أمثال : ورقة بن نوفل ، فقد تسامع أهل مكة بشهادته للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ومن آمن بعد نزول هذه السورة من مثل : عبد الله بن سلام ، ومعيقيب ، وسلمان الفارسي.

ففي هذه الآية إخبار بمغيّب.

وضمائر «به ، ومن قبله ، ويتلى» عائدة إلى القرآن. والكلام على حذف مضاف معلوم من المقام معهود الحذف ، أي آمنوا بصدقة. ومن قبل نزوله.

والخرور : سقوط الجسم. قال تعالى : (فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ)[النحل:٢٦].

وقد تقدم في قوله : (وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً) في سورة الأعراف [١٤٣].

واللام في (لِلْأَذْقانِ) بمعنى (على) كما في قوله تعالى : (وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) [الصافات : ١٠٣] ، وقول تأبط شرا :

 .................... (١)

صريعا لليدين وللجران

وأصل هذه اللام أنها استعارة تبعية. استعير حرف الاختصاص لمعنى الاستعلاء للدلالة على مزيد التمكن كتمكن الشيء بما هو مختص به.

__________________

(١) أوله : «فأضر بها بلاد دهش فخرت». وضمير الغائبة عائد على الغول.

١٨٣

والأذقان : جمع الذقن ـ بفتح الذال وفتح القاف ـ مجتمع اللحيين. وذكر الذقن للدلالة على تمكينهم الوجوه كلها من الأرض من قوة الرغبة في السجود لما فيه من استحضار الخضوع لله تعالى.

و (سُجَّداً) جمع ساجد ، وهو في موضع الحال من ضمير (يَخِرُّونَ) لبيان الغرض من هذا الخرور ، وسجودهم سجود تعظيم لله عند مشاهدة آية من دلائل علمه وصدق رسله وتحقيق وعده.

وعطفت (وَيَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا) على (يَخِرُّونَ) للإشارة إلى أنهم يجمعون بين الفعل الدال على الخضوع والقول الدال على التنزيه والتعظيم. ونظيره قوله : (خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) [السجدة : ١٥]. على أن في قولهم : (سُبْحانَ رَبِّنا) دلالة على التعجب والبهجة من تحقق وعد الله في التوراة والإنجيل بمجيء الرسول الخاتمصلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وجملة (إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً) من تمام مقولهم. وهو المقصود من القول ، لأن تسبيحهم قبله تسبيح تعجب واعتبار بأنه الكتاب الموعود به وبرسوله في الكتب السابقة.

و (إن) مخففة من الثقيلة ، وقد بطل عملها بسبب التخفيف ، ووليها فعل من نواسخ المبتدأ جريا على الغالب في استعمال المخففة. وقرن خبر الناسخ باللام الفارقة بين المخففة والنافية.

والوعد باق على أصله من المصدرية. وتحقيق الوعد يستلزم تحقيق الموعود به فحصل التصديق بالوعد والموعود به.

ومعنى (لَمَفْعُولاً) أن الله يفعل ما جاء في وعده ، أي يكونه ويحققه ، وهذا السجود سجود تعظيم لله إذ حقق وعده بعد سنين طويلة.

وقوله : (وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ) تكرير للجملة باختلاف الحال المقترنة بها ، أعيدت الجملة تمهيدا لذكر الحال. وقد يقع التكرير مع العطف لأجل اختلاف القيود ، فتكون تلك المغايرة مصححة العطف ، كقول مرة بن عداء الفقعسي :

فهلّا أعدّوني لمثلي تفاقدوا

إذا الخصم أبزى مائل الرأس أنكب

وهلا أعدوني لمثلي تفاقدوا

وفي الأرض مبثوث شجاع وعقرب

١٨٤

فالخرور المحكي بالجملة الثانية هو الخرور الأول ، وإنما خروا خرورا واحدا ساجدين باكين ، فذكر مرتين اهتماما بما صحبه من علامات الخشوع.

وذكر (يَبْكُونَ) بصيغة المضارع لاستحضار الحالة.

والبكاء بكاء فرح وبهجة. والبكاء : يحصل من انفعال باطني ناشئ عن حزن أو عن خوف أو عن شوق.

ويزيدهم القرآن خشوعا على خشوعهم الذي كان لهم من سماع كتابهم.

ومن السنة سجود القارئ والمستمع له بقصد هذه الآية اقتداء بأولئك الساجدين بحيث لا يذكر المسلم سجود أهل الكتاب عند سماع القرآن إلا وهو يرى نفسه أجدر بالسجود عند تلاوة القرآن.

(قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً (١١٠))

(قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى)

لا شك أن لنزول هذه الآية سببا خاصا إذ لا موجب لذكر هذا التخيير بين دعاء الله تعالى باسمه العلم وبين دعائه بصفة الرحمن خاصة دون ذكر غير تلك الصفة من صفات الله مثل : الرحيم أو العزيز وغيرهما من الصفات الحسنى.

ثم لا بد بعد ذلك من طلب المناسبة لوقوعها في هذا الموضع من السورة.

فأما سبب نزولها فروى الطبري والواحدي عن ابن عباس قال : «كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ساجدا يدعو يا رحمان يا رحيم ، فقال المشركون : هذا يزعم أنه يدعو واحدا وهو يدعو مثنى مثنى ، فأنزل الله تعالى : (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى). وعليه فالاقتصار على التخيير في الدعاء بين اسم الله وبين صفة الرحمن اكتفاء ، أي أو الرحيم.

وفي «الكشاف» : عن ابن عباس سمع أبو جهل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : يا الله يا رحمان. فقال أبو جهل : إنه ينهانا أن نعبد إلهين وهو يدعو إلها آخر. وأخرجه ابن مردويه. وهذا أنسب بالآية لاقتصارها على اسم الله وصفة الرحمن.

١٨٥

وأما موقعها هنا فيتعين أن يكون سبب نزولها حدث حين نزول الآية التي قبلها.

والكلام رد وتعليم بأن تعدد الأسماء لا يقتضي تعدد المسمى ، وشتان بين ذلك وبين دعاء المشركين آلهة مختلفة الأسماء والمسميات ، والتوحيد والإشراك يتعلقان بالذوات لا بالأسماء.

و (أي) اسم استفهام في الأصل ، فإذا اقترنت بها (ما) الزائدة أفادت الشرط كما تفيده كيف إذا اقترنت بها (ما) الزائدة. ولذلك جزم الفعل بعدها وهو (تَدْعُوا) شرطا ، وجيء لها بجواب مقترن بالفاء ، وهو (فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى).

والتحقيق أن (فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) علة الجواب. والتقدير : أي اسم من أسمائه تعالى تدعون فلا حرج في دعائه بعدة أسماء إذ له الأسماء الحسنى وإذ المسمى واحد.

ومعنى (ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ) ادعوا هذا الاسم أو هذا الاسم ، أي اذكروا في دعائكم هذا أو هذا ، فالمسمى واحد. وعلى هذا التفسير قد وقع تجوز في فعل (ادْعُوا) مستعملا في معنى اذكروا أو سموا في دعائكم.

ويجوز أن يكون الدعاء مستعملا في معنى سمّوا ، وهو حينئذ يتعدى إلى مفعولين. والتقدير : سموا ربكم الله أو سموه الرحمن ، وحذف المفعول الأول من الفعلين وأبقي الثاني لدلالة المقام.

(وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً)

لا شك أن لهذه الجملة اتصالا بجملة (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ) يؤيد ما تقدم في وجه اتصال قوله : (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ) بالآيات التي قبله ، فقد كان ذلك بسبب جهر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في دعائه باسم الرحمن.

والصلاة : تحتمل الدعاء ، وتحتمل العبادة المعروفة وقد فسرها السلف هنا بالمعنيين. ومعلوم أن من فسر الصلاة بالعبادة المعروفة فإنما أراد قراءتها خاصة لأنها التي توصف بالجهر والمخافتة.

وعلى كلا الاحتمالين فقد جهر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بذكر الرحمن ، فقال فريق من المشركين : ما الرحمن؟ وقالوا : إن محمدا يدعو إلهين ، وقام فريق منهم يسب القرآن ومن جاء به ، أو يسب الرحمن ظنا أنه رب آخر غير الله تعالى وغير آلهتهم ، فأمر الله رسوله أن لا يجهر

١٨٦

بدعائه أو لا يجهر بقراءة صلاته في الصلاة الجهرية.

ولعل سفهاء المشركين توهموا من صدع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالقراءة أو بالدعاء أنه يريد بذلك التحكك بهم والتطاول عليهم بذكر الله تعالى مجردا عن ذكر آلهتهم فاغتاظوا وسبوا ، فأمره الله تعالى بأن لا يجهر بصلاته هذا الجهر تجنبا لما من شأنه أن يثير حفائظهم ويزيد تصلبهم في كفرهم في حين أن المقصود تليين قلوبهم.

والمقصود من الكلام النهي عن شدة الجهر.

وأما قوله تعالى : (وَلا تُخافِتْ بِها) فالمقصود منه الاحتراس لكيلا يجعل دعاءه سرا أو صلاته كلها سرا فلا يبلغ أسماع المتهيئين للاهتداء به ، لأن المقصود من النهي عن الجهر تجنب جهر يتوهم منه الكفار تحككا أو تطاولا كما قلنا.

والجهر : قوة صوت الناطق بالكلام.

والمخافتة مفاعلة : من خفت بكلامه ، إذا أسر به. وصيغة المفاعلة مستعملة في معنى الشدة ، أي لا تسرها.

وقوله : (ذلِكَ) إشارة إلى المذكور ، أي الجهر والمخافتة المعلومين من فعلي (تَجْهَرْ) ـ و (تُخافِتْ) أي اطلب سبيلا بين الأمرين ليحصل المقصود من إسماع الناس القرآن وينتفي توهم قصد التطاول عليهم.

(وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً (١١١))

لما كان النهي عن الجهر بالدعاء أو قراءة الصلاة سدا لذريعة زيادة تصميمهم على الكفر أعقب ذلك بأمره بإعلان التوحيد لقطع دابر توهم من توهموا أن الرحمن اسم لمسمى غير مسمى اسم الله ، فبعضهم توهمه إلها شريكا ، وبعضهم توهمه معينا وناصرا ، أمر النبي بأن يقول ما يقلع ذلك كله وأن يعظمه بأنواع من التعظيم.

وجملة (الْحَمْدُ لِلَّهِ) تقتضي تخصيصه تعالى بالحمد ، أي قصر جنس الحمد عليه تعالى لأنه أعظم مستحق لأن يحمد. فالتخصيص ادعائي بادعاء أن دواعي حمد غير الله تعالى في جانب دواعي حمد الله بمنزلة العدم ، كما تقدم في سورة الفاتحة.

و (من) في قوله : (مِنَ الذُّلِ) بمعنى لام التعليل.

١٨٧

والذل : العجز والافتقار ، وهو ضدّ العز ، أي ليس له ناصر من أجل الذل. والمراد : نفي الناصر له على وجه مؤكد ، فإن الحاجة إلى الناصر لا تكون إلا من العجز عن الانتصار للنفس. ويجوز تضمين (الولي) معنى (المانع) فتكون (من) لتعدية الاسم المضمن معناه.

ومعنى (كَبِّرْهُ) اعتقد أنه كبير ، أي عظيم العظم المعنوي الشامل لوجوب الوجود والغنى المطلق ، وصفات الكمال كلها الكاملة التعلقات ، لأن الاتصاف بذلك كله كمال ، والاتصاف بأضداد ذلك نقص وصغار معنوي.

وإجراء هذه الصلات الثلاث على اسم الجلالة الذي هو متعلق الحمد لأن في هذه الصلاة إيماء إلى وجه تخصيصه بالحمد.

والإتيان بالمفعول المطلق بعد (كَبِّرْهُ) للتوكيد ، ولما في التنوين من التعظيم ، ولأنّ من هذه صفاته هو الذي يقدر على إعطاء النعم التي يعجز غيره عن إسدائها.

١٨٨

محتوى الجزء الرابع عشر من كتاب التحرير والتنوير

١٧ ـ سور ة آل عمران

تسميتها........................................................................ ٥

أغراضها........................................................................ ٦

(سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) إلى (السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).......... ٨

(وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ) إلى (وَكِيلاً).................... ٢٠

(ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً)..................................... ٢١

(وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ) إلى (مَفْعُولاً)............ ٢٣

(ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ) إلى (وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها).............. ٢٦

(فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ) إلى (حَصِيراً)........... ٢٩

(إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ) إلى (عَذاباً أَلِيماً)........... ٣٢

(وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً).......................... ٣٤

(وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ) إلى (فَصَّلْناهُ تَفْصِيلاً).............. ٣٥

(وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً) إلى (حَسِيباً)........ ٣٨

(مَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى)... ٤٠

(وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)............................................. ٤٢

(وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها) إلى (تَدْمِيراً)................ ٤٣

(وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً).......... ٤٥

(مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ) إلى (سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً)...... ٤٧

(كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً)................... ٥٠

(انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً).......... ٥١

(لا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً)................................ ٥٢

(وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ)................................................ ٥٣

(وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ) إلى (كَما رَبَّيانِي صَغِيراً)............... ٥٤

(رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صالِحِينَ فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً)............. ٦٠

(وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ)................................... ٦١

(وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً)......... ٦٣

(وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً).............. ٦٦

١٨٩

(وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها) إلى (مَلُوماً مَحْسُوراً)............... ٦٨

(إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً)................. ٦٩

(وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً)........ ٧٠

(وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً)..................................... ٧٢

(وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِ) إلى (إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً)................. ٧٣

(وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ)........................ ٧٨

(وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً)............................................ ٧٨

(وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ) إلى (تَأْوِيلاً).......................................... ٧٩

(وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً)... ٨٠

(وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً)............ ٨٣

(كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً).......................................... ٨٤

(ذلِكَ مِمَّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ)......................................... ٨٥

(وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً)........................ ٨٥

(أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً).......... ٨٦

(وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً)......................... ٨٧

(قُلْ لَوْ كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَما يَقُولُونَ إِذاً لَابْتَغَوْا إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً)................. ٨٨

(سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً).......................................... ٩٠

(تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَ) إلى (إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً)......... ٩١

(وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً)......... ٩٣

(وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً)............................ ٩٤

(وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً)......................... ٩٤

(نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ) إلى (إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً)............ ٩٦

(انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً)......................... ٩٧

(وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً)............................ ٩٨

(قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً* أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ) إلى (إِلَّا قَلِيلاً)........ ٩٩

(وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ) إلى (مُبِيناً)........ ١٠٤

(رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً)..... ١٠٦

(وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) إلى (وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً)................ ١٠٨

(قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً)........ ١١٠

(أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ) إلى (إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُوراً).. ١١١

(وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ) إلى (فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً)....... ١١٢

١٩٠

(وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ) إلى (فَظَلَمُوا بِها).......... ١١٣

(وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً)............................................... ١١٥

(وَإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ)........................................... ١١٦

(وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ)................................... ١١٦

(وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ)............................................... ١١٧

(وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً)......................................... ١١٨

(وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا) إلى (إِلَّا قَلِيلاً)..................... ١١٩

(قالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً) إلى (إِلَّا غُرُوراً)...... ١٢١

(إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ وَكَفى بِرَبِّكَ وَكِيلاً)............................ ١٢٤

(رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كانَ بِكُمْ رَحِيماً)...... ١٢٥

(وَإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ) إلى (وَكانَ الْإِنْسانُ كَفُوراً)... ١٢٦

(أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً) إلى (بِهِ تَبِيعاً)...... ١٢٨

(وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) إلى (تَفْضِيلاً) ١٣٠

(يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) إلى (وَأَضَلُّ سَبِيلاً).......... ١٣٢

(وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً). ١٣٥

(وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً) إلى (ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً) ١٣٧

(وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها) إلى (وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلاً)... ١٤٠

(أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً) ١٤٣

(وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً).............. ١٤٥

(وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً) ١٤٧

(وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً).............................. ١٤٨

(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً)........ ١٤٩

(وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ كانَ يَؤُساً)........... ١٥٠

(قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً)..................... ١٥٢

(وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً)......... ١٥٣

(وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) إلى (إِنَّ فَضْلَهُ كانَ عَلَيْكَ كَبِيراً)........... ١٥٨

(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ) إلى (ظَهِيراً)...... ١٥٩

(وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً).......... ١٦٠

(وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً) إلى (إِلَّا بَشَراً رَسُولاً)...... ١٦٢

(وَما مَنَعَ النَّاسَ) أن يؤمنوا (إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى) إلى (مَلَكاً رَسُولاً).............. ١٦٦

١٩١

(قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً).................... ١٦٨

(وَمَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِهِ).............. ١٦٨

(وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا) إلى (زِدْناهُمْ سَعِيراً)...... ١٧٠

(ذلِكَ جَزاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآياتِنا وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً) ١٧١

(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) إلى (فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُوراً)... ١٧٢

(قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً) ١٧٥

(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ فَسْئَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ) إلى (يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً).... ١٧٦

(فَأَرادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْناهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعاً) إلى (جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً)..... ١٧٩

(وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ)................................................. ١٨٠

(وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً)............................................... ١٨١

(وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً)........................ ١٨١

(قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً) إلى (وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً)      ١٨٢

(قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى)................ ١٨٥

(وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً)....................... ١٨٦

(وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً) ١٨٧

١٩٢