تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٤

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٤

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٦
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

بالكوفة أنا وأبو حنيفة ، وأبو بكر النهشلي ، قال : وكان منزله قاصيا ، فقال بعضنا لبعض : إن جلستم فعرّضوا بالغداء قال : فلما دخلنا عليه قال : بعضنا : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ)(١) قال : فرفع المريض رأسه فقال : (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ)(٢) ، قال أبو حنيفة : قوموا ، ليس عند صاحبنا خير.

قرأت على أبي محمّد بن السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا (٣) قال : أما جيّاش أوّله جيم مفتوحة وبعدها ياء معجمة بواحدة مشددة وآخره شين معجمة ، فهو : أبو عبد الله محمّد بن عليّ بن طرخان بن عبد الله بن جيّاش البيكندي ، سكن بلخ ، وكان حافظا للحديث ، حسن التصنيف ، ورحل [إلى](٤) الشام ومصر ، وأكثر الكتابة بالكوفة والبصرة وبغداد ، سمع ببلخ حفص بن عمرو العابد وغيره ، حدّث عنه ابنه عبد الله بن محمّد ، والخلق بعد. توفي في رجب سنة ثمان وتسعين ومائتين (٥)

٦٧٩٩ ـ محمّد بن عليّ بن طلحة أبو مسلم الأصبهاني

حدّث ببيت المقدس عن أبي بكر [محمّد](٦) بن الحارث بن أبيض ، وأبي عبد الله محمّد بن جعفر بن محمّد بن أبي الذكر المصريين.

روى عنه : الفقيه أبو الفتح الزاهد ، وعبيد الله بن إبراهيم بن كبيبة.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن إسماعيل ، أنبأنا أبو محمّد عبيد الله بن إبراهيم بن كبيبة. النجار بدمشق ، ثنا أبو مسلم محمّد بن عليّ بن طلحة الأصبهاني ـ ببيت المقدس ـ ثنا أبو بكر محمّد بن الحارث بن الأبيض القرشي ، أنبأنا أبو سعيد المفضل بن محمّد الجندي ـ بمكة ـ ثنا أبو حمة محمّد بن يوسف ، ثنا أبو قرة قال : ذكر سفيان عن الأعمش ومنصور أنهما حدّثاه عن أبي الضحى عن مسروق أنه قال : قال عبد الله بن مسعود : أيّها الناس ، من علم شيئا فليقل به ، ومن لم يعلم فليقل : الله أعلم ، فإنّ من العلم أن يقول لما [لا](٧) يعلم : الله أعلم ، فإنّ الله قال لنبيه : (قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ)(٨).

__________________

(١) سورة البقرة ، الآية : ١٥٥.

(٢) سورة التوبة : الآية : ٩١.

(٣) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ٣٤٨.

(٤) زيادة لازمة عن د ، و «ز» ، والاكمال.

(٥) وقع في معجم البلدان : «٢٧٨» وهو تصحيف.

(٦) زيادة عن د ، و «ز».

(٧) زيادة لازمة عن د ، و «ز».

(٨) سورة ص ، الآية : ٨٦.

٣٦١

٦٨٠٠ ـ محمّد بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد

مناف أبو عبد الله الهاشميّ (١)

أبو الخلائف من بني العباس.

ولد بالحميمة من أرض الشراة من ناحية البلقاء ، وقدم دمشق ، وشهد بدير مرّان (٢) عرسا لبعض بني أمية مع أخيه عيسى بن علي.

وروى عن أبيه ، وعمر بن عبد العزيز ، وأبي هاشم [عبد الله بن](٣) محمّد بن الحنفيّة.

روى عنه : حبيب بن أبي ثابت ، وهشام بن عروة ، والزهري ، وعبد الله بن سليمان النوفلي ، وعقيل بن خالد الأيلي ، وعبد الله بن المؤمّل المخزومي المكّي ، وأخوه عيسى بن علي ، وابنه أبو جعفر المنصور.

أخبرنا أبو القاسم عليّ بن إبراهيم ، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان ابن أبي نصر ، أنبأنا أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي.

ح وأخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس ، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن [أنا](٤) أبو عمرو (٥) بن حمدان ، قالا : أنبأنا أبو يعلى.

ح وأخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين الهمذاني ، وأبو السعود بن المجلي ، وأبو بكر بن المزرفي ، وأبو الحسن عليّ بن محمّد بن الحسن (٦) بن حسون ، وأبو منصور مقرب بن الحسين بن الحسن ـ قراءة ـ وأبو الحسن عليّ بن بركة (٧) الهاشميّ ـ لفظا ـ وأبو البقاء عبيد الله بن مسعود بن عبد العزيز ، وأبو بكر أحمد بن عليّ بن عبد الواحد بن الأشقر ، قالوا : أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي ، ثنا أبو الحسن الحربي.

ح وأخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد الفقيه ، وأبو القاسم بن السّمرقندي ، قالا : أنبأنا أبو

__________________

(١) ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ٨٢ وتهذيب التهذيب ٥ / ٢٢٨ ووفيات الأعيان ٤ / ١٨٦ والوافي بالوفيات ٤ / ١٠٣ والتاريخ الكبير ١ / ١ / ١٨٣.

(٢) دير مرّان : دير بالقرب منن دمشق على تل مشرف (معجم البلدان).

(٣) الزيادة للإيضاح عن تهذيب الكمال ، وفي د : «وأبي هاشم بن محمّد ...».

(٤) زيادة لازمة عن د ، و «ز».

(٥) بالأصل : «عمر» تصحيف ، والمثبت عن د ، و «ز».

(٦) في مشيخة ابن عساكر : الحسين ١٤٩ / أ.

(٧) بالأصل : «وأبو الحسن بن بكرة بن علي الهاشمي» صوبنا الاسم عن د ، و «ز».

٣٦٢

الحسين بن النقور ، أنبأنا الحربي ، ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصوفي ، قالا : ثنا يحيى بن معين ، ثنا هشام بن يوسف ، عن عبد الله بن سليمان النوفلي ، عن محمّد بن علي ابن عبد الله بن عبّاس عن أبيه ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : [«أحبوا الله](١) لما يغذوكم به من نعمة ، وأحبوني (٢) لحب الله ، وأحبّوا أهل بيتي لحبي» [١١٥٢٧].

أخبرنا أبو السعود بن المجلي ، ثنا أبو الحسين بن المهتدي ، أنبأنا محمّد بن عليّ بن محمّد الديباجي ، ثنا ابن بشر ، ثنا محمّد بن حرب النشائي ، ثنا أبو مروان يحيى بن أبي زكريا الغسّاني ، عن هشام ، عن محمّد بن علي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : أكل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عرقا ثم صلّى ولم يتوضأ ، ولم يمسّ ماء [١١٥٢٨].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا عبيد الله بن عبد الرّحمن ابن محمّد الزهري ، ثنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن سابور الدّقاق ، ثنا محمّد بن يحيى بن ضريس ، ثنا أبو فضيل ، عن حصين بن عبد الرّحمن ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس ، عن أبيه ، عن عبد الله عن عباس أنه رقد عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم واستيقظ فتسوّك وتوضّأ وهو يقول : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ)(٣) فقرأها هؤلاء الآيات حتى ختم السورة ، ثمّ قام فصلّى ركعتين أطال فيهما القيام والركوع والسجود ، ثم انصرف فنام حتى نفخ ، ثم فعل ذلك ثلاث مرات ست ركعات ، كلّ ذلك يستاك ويتوضّأ ويقرأ هذه الآيات ثم أوتر بثلاث ، قال : فأذن المؤذّن فخرج إلى الصّلاة وهو يقول : «اللهمّ اجعل في قلبي نورا ، واجعل في لساني نورا ، واجعل في سمعي نورا ، واجعل في بصري نورا ، واجعل من خلفي نورا ، ومن أمامي نورا ، واجعل من فوقي نورا ، ومن تحتي نورا ، اللهمّ أعظم لي نورا» [١١٥٢٩].

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو محمّد هبة الله بن سهل ، وأبو القاسم زاهر ابن طاهر ، قالوا : أنبأنا أبو سعد الجنزرودي ، أنبأنا الحاكم أبو أحمد ، ثنا أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد الهاشمي ببغداد ، ثنا الحسن بن عرفة ، ثنا هشيم عن (٤) حصين بن عبد

__________________

(١) زيادة للإيضاح عن د ، و «ز» ، لتقويم المعنى.

(٢) بالأصل و «ز» : «وأخبرني» تصحيف ، والمثبت عن د ، و «ز».

(٣) سورة آل عمران ، الآية : ١٩٠.

(٤) صحفت بالأصل إلى : «بن» والمثبت عن د ، و «ز».

٣٦٣

الرّحمن ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس عن أبيه عن جده ابن عبّاس قال : بتّ ذات ليلة عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فصلّى ركعتي الفجر وخرج إلى الصّلاة وهو يقول : اللهمّ اجعل في قلبي نورا ، وفي بصري نورا ، وفي سمعي نورا ، وفي لساني نورا ، وعن يميني نورا ، وعن يساري نورا ، اللهمّ واجعل من فوقي نورا ، ومن تحتي نورا ، واجعل أمامي نورا ، ومن خلفي نورا ، اللهمّ وأعظم لي نورا» قال : ثم أقام بلال الصّلاة فصلّى [١١٥٣٠].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ـ زاد الأنماطي : وأبو الفضل بن خيرون قالا : ـ أنبأنا محمّد بن الحسن ، أنبأنا محمّد ابن أحمد بن إسحاق ، ثنا عمر بن أحمد بن إسحاق ، ثنا خليفة (١) قال : في الطبقة [الثالثة](٢) من أهل الشامات : محمّد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب ، مات سنة أربع وعشرين ومائة.

أخبرنا أبو الحسين المعدّل ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، قالوا : أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنبأنا أبو طاهر المخلص ، ثنا أحمد بن سليمان ، ثنا الزبير بن بكّار قال (٣) :

فولد عليّ بن عبد الله بن العبّاس : محمّد بن علي أبا الخلائف ، وأم محمّد بن علي العالية بنت عبيد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب ، وأمّها عائشة (٤) بنت عبد الله ، وهو عبد الحجر بن عبد المدان بن الدّيان من بني الحارث بن كعب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا أبو عمر الخزّاز ، أنبأنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم ، ثنا الحارث بن أبي أسامة ، ثنا محمّد بن سعد (٥) قال : في الطبقة الرابعة من أهل المدينة : محمّد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ، وأمّه العالية بنت عبيد الله بن العباس بن عبد المطّلب ، ذكر

__________________

(١) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٥٧٠ رقم ٢٩٥٩.

(٢) سقطت من الأصل واستدركت عن د ، و «ز» ، وطبقات خليفة.

(٣) راجع نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٢٩.

(٤) كذا بالأصل ، وفي «ز» : «عابسة» واللفظة غير مقروءة في د. ، وفي نسب قريش : عاثية.

(٥) ترجمته ضمن تراجم أهل المدينة الضائعة من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

٣٦٤

العباس بن محمّد بن علي : أن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس توفي بالشراة من أرض الشام في خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان سنة خمس وعشرين ومائة ، وهو يومئذ ابن ستين سنة ، وقد كان أبو هاشم عبد الله بن محمّد بن الحنفية أوصى إليه ، ودفع إليه كتبه ، فكان محمّد بن علي وصي أبي هاشم ، وقال له أبو هاشم : إنّ هذا الأمر إنّما هو في ولدك ، فكان الشيعة الذين يأتون أبا هاشم ، ويختلفون إليه ، قد صاروا بعد ذلك إلى محمّد بن علي ، وكان أبو هاشم عالما قد سمع وقرأ الكتب ، وكان محمّد بن علي بن عبد الله قد سمع أيضا ، وسأل سعيد بن جبير : متى تقطع التلبية.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنبأنا المبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالا : أنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمّد ، أنبأنا أحمد بن عبدان ، أنبأنا محمّد بن سهل ، أنبأنا البخاري (١) قال : محمّد بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس بن عبد المطّلب [الهاشمي](٢) أبو عبد الله ، روى عنه هشام بن عروة ، قال لي إبراهيم (٣) بن موسى ، أنبأنا هشام بن يوسف ، عن عبد الله بن سليمان ، فذكر طرف الحديث الأول.

أخبرنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ـ إذنا ـ قالا : أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد ، أنبأنا حمد ـ إجازة ـ.

قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي ، قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم (٤) قال : محمّد بن عليّ بن عبد الله بن عباس روى عن أبيه ، روى عنه حبيب بن أبي ثابت ، والزهري ، وهشام بن عروة ، وعبد الله بن المؤمّل ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد ، ثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا تمام بن محمّد ، أنبأنا أبو عبد الله ، ثنا أبو زرعة قال : وولد عليّ بن عبد الله بن عباس ممن يحدث محمّد بن علي ، وذكر غيره.

أنبأنا أبو القاسم عليّ بن إبراهيم ، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر ، ثنا أبو الميمون ، ثنا أبو زرعة قال : أربعة أخوة كلهم يحدث : محمّد بن عليّ بن عبد الله بن عبد المطّلب يحدّث عنه من الأجلّة : حبيب بن أبي ثابت ، وهشام بن عروة ، وذكر غيره.

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري ١ / ١ / ١٨٣.

(٢) زيادة عن التاريخ الكبير.

(٣) بالأصل : «أبو إبراهيم».

(٤) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٢٦.

٣٦٥

ذكر إبراهيم بن عيسى بن المنصور قال : ولد محمّد بن علي سنة ثمان وخمسين ومات سنة خمس وعشرين ومائة ، وقال غيره : أمّه العالية بنت عبيد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (١) ، حدّثنا ـ وأبو منصور بن زريق ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أخبرني الأزهري ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة ، قال : ولد يعني عبد الصّمد بن علي سنة أربع ومائة ، وتوفي سنة خمس وثمانين ، وولد أخوه محمّد بن علي سنة ستين ، فكان بينه وبين أخيه في المولد أربعون (٣) سنة ، وتوفي محمّد بن علي سنة ست وعشرين ، وتوفي عبد الصّمد سنة خمس وثمانين ، فكان بينهما في الوفاة تسع وخمسون سنة.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن عليّ بن محمّد ، ثنا أبو الحسين بن المهتدي (٤) ، أنبأنا الحسين بن عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب ابن شيبة ، ثنا جدي يعقوب قال : وبلغني عن ابن الكلبي عن أبيه قال :

كان محمّد بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس من أجلّ الناس وأمدّه قامة ، وكن النساء يستشرفن له (٥) ، وكان رأسه مع منكب عليّ بن عبد الله أبيه ، وكان رأس عليّ بن عبد الله مع منكب أبيه عبد الله ، وكان رأس عبد الله مع منكب أبيه العبّاس (٦).

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام عليّ بن محمّد ، عن أبي عمر ابن حيّوية ، أنبأنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة ، أنبأنا سليمان بن أبي شيخ ، عن حجر بن عبد الجبّار ، عن عيسى بن علي قال : ذكر محمّد بن علي فذكر من فضله حتى قدّمه على أبيه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ،

__________________

(١) بالأصل ، و «ز» : قيس ، تصحيف ، والمثبت عن د.

(٢) تاريخ بغداد ١١ / ٣٧ في ترجمة عبد الصّمد بن علي الهاشمي.

(٣) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وفي تاريخ بغداد : «أربع وأربعون» وكتب بهامشه : «كذا في الأصل ، ولعله أراد : أربع وخمسين سنة» (كذا).

(٤) في «ز» : المهدي.

(٥) في «ز» : يستبشرون قوله تهذيب الكمال ١٧ / ٨٣.

(٦) الخبر ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد ، فهو ضمن القسم الضائع من التراجم.

٣٦٦

أنبأنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم ، حدّثنا حارث بن أبي أسامة ، ثنا محمّد بن سعد (١) ، أنبأنا عبيد الله بن محمّد بن عائشة القرشي التميمي ، أخبرني أبي قال : أوصى عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب إلى ابنه سليمان ، فقيل له : توصي إلى سليمان وتدع محمّدا؟ فقال : أكره أن أدنسه بالوصاة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأنا الحسن بن محمّد ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر ، ثنا ابن أبي الدنيا ، حدّثنا أبو حاتم ـ وهو الرازي ـ حدّثني محمّد بن علي الهاشمي ، حدّثني محمّد بن القاسم القرشي ، قال : قال محمّد بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس : لو أنّ هذا البيت أعدّ لأعدائنا دوننا لحقّ علينا أن نرحمهم.

قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمّد ، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار ، أنبأنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر المقرئ ، أنبأنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة ، ثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدّثنا جدي يعقوب ، حدّثني سليمان بن منصور ـ يعني ـ ابن أبي شيخ ، ثنا حجر بن عبد الجبّار قال : سمعت عيسى بن علي وذكر أبا هاشم عبد الله بن محمّد بن الحنفيّة ، فقال : لو كان قبيح الخلق ، قبيح الهيئة ، قبيح الدابة قال : فما ترك شيئا من القبح إلّا نسبه إليه ، قال : وكان لا يذكر أبي عليّ بن عبد الله بن عبّاس في موضع إلّا عابه ، فبعث أبي ابنه محمّد بن علي إلى باب الوليد بن عبد الملك ، فأتى أبا (٢) هاشم ، فكتب عنه العلم ، وكان إذا قام أبو هاشم نزلت آخذ له بالركاب فكفّه ذاك عن أبيه ، قال : وكان أبي يلطف [محمّدا](٣) بالشيء يبعث به إليه من دمشق فيبعث به محمّد إلى أبي هاشم ، فبعث أبي إلى محمّد ببغلة يركبها في عسكر الوليد ، فبعث بها (٤) محمّد إلى أبي هاشم ، فكبرت عنده ، فقال لمحمّد : ما هذا؟ قال : بغلة بعث بها مولى لنا من مصر ، فبعث بها إلى أبي فآثرتك بها ، قال : وكان قوم من أهل خراسان يختلفون إلى أبي هاشم ، فمرض مرضه الذي مات فيه ، فقال له القوم من أهل خراسان : من تأمرنا نأتي بعدك؟ قال : هذا ، وهو عنده ، قالوا : ومن هذا (٥)؟ قال : محمّد بن عليّ بن عبد

__________________

(١) بالأصل : أحمد ، تصحيف ، والمثبت عن د ، و «ز».

(٢) كتبت فوق الكلام بخط مغاير بالأصل.

(٣) زيادة عن د ، و «ز» ، للإيضاح.

(٤) من هنا إلى قوله .. فآثرتك .. سقط من «ز».

(٥) قوله : «وهو عنده ، قالوا : ومن هذا؟ قال» سقط من «ز».

٣٦٧

الله بن عبّاس ، قالوا : وما لنا ولهذا؟ قال : لا أعلم أحدا أعلم منه ، ولا خيرا منه ، فاختلفوا إليه ، قال عيسى : فذلك سببنا (١) بخراسان.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن عثمان ، أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي (٢) قال : كان ابتداء دعاة بني العباس إلى محمّد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب وتسميتهم إيّاه بالإمام ، ومكاتبتهم له ، وطاعتهم لأمره ، وكان ابتداء ذلك في خلافة الوليد بن عبد الملك سنة سبع وثمانين ، ولم يزل الأمر في ذلك ينمى ويقوى ويتزايد إلى أن توفي في مستهل ذي القعدة من سنة أربع وعشرين ومائة ، وقد انتشرت دعوته ، وكثرت شيعته ، وبلغ من السّن نيفا وستين سنة ، وأم محمّد بن علي بنت عبيد الله بن العبّاس ، وهو أسن أبيه عليّ بن عبد الله ، وكان أوّل من نطق بهذه الدّعوة العبّاسيّة ، ومات قبل تمامها ، وأوصى إلى ابنه (٣) إبراهيم بن محمّد.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، ثنا أحمد بن عمران ، ثنا موسى ، ثنا خليفة قال (٤) : وفي سنة أربع وعشرين ومائة مات محمّد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب بالشام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو القاسم ، [بن البسري](٥) أنبأنا أبو طاهر المخلّص ـ إجازة ـ ثنا عبيد الله بن عبد الرّحمن. أخبرنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة ، أخبرني أبي محمّد بن المغيرة ، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلّام ، قال : سنة أربع وعشرين ومائة فيها مات محمّد بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس.

أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب قال : ومات محمّد بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس في هذه السنة ـ يعني سنة خمس وعشرين ومائة بالحميمة من أرض الشراة ، وهي من البلقاء.

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا عبد الوهّاب

__________________

(١) في «ز» : سبتنا.

(٢) من طريقه روي الخبر في تهذيب الكمال ١٧ / ٨٣.

(٣) صحفت بالأصل و «ز» ، والمثبت عن د.

(٤) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣٥٦ (ت. العمرى) وتهذيب الكمال ١٧ / ٨٣.

(٥) زيادة للإيضاح عن د ، و «ز».

٣٦٨

الميداني ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر ، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن جعفر قال : قال محمّد بن جرير (١) :

وتوفي محمّد بن علي في مستهل ذي القعدة ـ يعني ـ سنة خمس وعشرين ومائة (٢) ، وهو ابن ثلاث وستين ، وكان بين وفاته ووفاة أبيه علي سبع سنين (٣).

أخبرنا أبو القاسم عليّ بن إبراهيم ، وأبو الحسين بن قبيس ، قالا : ثنا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٤) ، أخبرني الأزهري ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم ، ثنا إبراهيم ابن محمّد بن عرفة ، قال : مات محمّد بن علي سنة ثماني عشرة ، وبينه بين عبد الصّمد خمس وستون سنة.

[قال ابن عساكر :](٥) كذا ذكر ابن عرفة وفاته في موضعين ، وهذا القول الأخير وهم.

٦٨٠١ ـ محمّد بن عليّ بن عبد الله بن سهل بن طالب

أبو عبد الله النّصيبي (٦) المؤدّب

حدّث بدمشق وبالرّها عن الفضل بن جعفر ، وأبي بكر الميانجي.

وسمع عبد الوهّاب الكلابي ، وعبد الله بن محمّد بن إسماعيل النسائي ، وأبا نصر بن الجبّان.

روى عنه : أبو سعد إسماعيل بن علي السّمّان ، وعبد العزيز الصوفي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن عليّ بن عبد الله النّصيبي ـ قراءة عليه ـ أنبأنا أبو القاسم الفضل بن جعفر بن محمّد التميمي ، ثنا أبو بكر عبد الرّحمن بن القاسم بن الروّاس ، حدّثنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر ، ثنا إسماعيل بن عبد الله بن سماعة ، ثنا الأوزاعي ، ثنا أسيد بن عبد الرّحمن ، حدّثني صالح بن محمّد ، حدّثني أبو جمعة قال : تغدينا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومعنا أبو عبيدة بن الجرّاح ، فقلنا : يا رسول الله أحد خير منا؟ أسملنا معك ، وجاهدنا معك ، قال : «نعم ، قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني» [١١٥٣١].

__________________

(١) تاريخ الطبري ٧ / ٢٢٧.

(٢) تاريخ الطبري ٧ / ٢٢٧.

(٣) راجع تاريخ الطبري ٧ / ١١١ (حوادث سنة ١١٨).

(٤) راجع تاريخ بغداد ١١ / ٣٧ ترجمة عبد الصّمد بن علي الهاشمي.

(٥) زيادة منا للإيضاح.

(٦) صحفت في «ز» إلى : النصير.

٣٦٩

أخبرنا [ه](١) عاليا أبو القاسم النسيب ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن عليّ بن سلوان ، أنبأنا الفضل بن جعفر فذكره (٢).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني ، قال : توفي شيخنا أبو عبد الله محمّد بن علي النّصيبي يوم السبت السابع والعشرين من شوّال من سنة سبع وعشرين وأربعمائة ، حدّث عن الفضل بن جعفر المؤذن بجزء وجدت سماعه فيه (٣) ، وحدّث عن يوسف بن القاسم الميانجي ، وكتب الكثير ، وكان ثقة غير أنه لم يكن يفهم شيئا.

وذكر الأهوازي : أنه دفن بباب الصغير ، وأنه السّبت السادس (٤) والعشرون.

٦٨٠٢ ـ محمّد بن عليّ بن عبد الله بن محمّد أبو عبد الله الصّوري الحافظ (٥)

سمع الحديث على كبر عناية وعني به ، أو في عناية إلى أن صار رأسا في الحديث.

سمع عبد الغني بن سعيد ، وأبا عبد الله بن أبي كامل ، وأبا (٦) الحسين بن جميع ، وأبا عبد الله محمّد بن عبد الصّمد بن محمّد الزرافي ، وأبا عبد الله محمّد بن جعفر بن عبيد الله الكلاعي ، وأبا نصر عبد الله بن محمّد بن بندار ، وببغداد : أبا الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد ، وغيره.

روى عنه : أبو بكر الخطيب ، وقاضي القضاة الدامغاني أبو عبد الله محمّد بن علي ، وجعفر بن أحمد السّرّاج ، وأبو الحسين بن الطّيّوري ، وأبو المرجّى سعد الله بن صاعد بن المرجّى الرحبي ، وسأله أبو الحسين بن الطّيّوري عن مولده فقال : فيما أظن في [سنة](٧) ستّ أو سبع وسبعين وثلاثمائة (٨).

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن المسلم بن أحمد بن نصر بن الخلّال الرحبي ، أنبأنا خال

__________________

(١) زيادة عن د.

(٢) من أول الحديث إلى هنا سقط من «ز».

(٣) قوله : «وجدت سماعه فيه» سقط من «ز».

(٤) بالأصل : «السابع» تصحيف ، والتصويب عن د ، و «ز».

(٥) ترجمته في معجم البلدان «صور» وتاريخ بغداد ٣ / ١٠٣ وتذكرة الحفاظ ٣ / ١١١٤ والوافي بالوفيات ٤ / ١٢٨ وسير أعلام النبلاء ١٧ / ٦٢٧ والعبر ٣ / ١٩٧ وشذرات الذهب ٣ / ٢٦٧. وجاء في تذكرة الحفاظ : محمّد بن عبد الله بن علي.

(٦) بالأصل : وأبي.

(٧) زيادة عن د ، و «ز».

(٨) سير أعلام النبلاء ١٧ / ٦٢٧.

٣٧٠

أبي (١) أبو المرجى سعد الله بن صاعد بن المرجى الرحبي ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن علي ابن محمّد الصّوري الحافظ ـ بالرحبة ـ أنبأنا محمّد بن أحمد بن جميع الغسّاني ، ثنا محمّد بن مخلد ، ثنا أحمد بن منصور ، ثنا عليّ بن الحسن ـ يعني ـ ابن رشيق ، أنبأنا أبو حمزة ، عن عاصم ، عن عامر ، عن ورّاد ، عن المغيرة بن شعبة قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا انصرف من الصّلاة قال : «لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ» [١١٥٣٢].

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن الغساني ، وأبو منصور بن زريق ، قالوا : قال لنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ (٢) : محمّد بن عليّ بن عبد الله بن محمّد ، أبو عبد الله الصّوري ، قدم علينا في سنة ثمان عشرة وأربعمائة ، فسمع من أبي الحسن بن مخلد ، ومن بعده ، وأقام ببغداد يكتب الحديث ، وكان من أحرص الناس عليه ، وأكثرهم كتبا له ، وأحسنهم معرفة به ، ولم يقدم علينا من الغرباء الذين لقيتهم أفهم منه بعلم الحديث ، وكان دقيق الخط ، صحيح النقل ، وحدّثني أنه كان يكتب في وجه الورقة من أثمان (٣) الكاغد الخراساني ثمانين سطرا ، وكان مع كثيرة طلبه وكتبه صعب المذهب فيما يسمعه ، ربما كرر قراءة الحديث الواحد على شيخه مرات ، وكان يسرد الصّوم ، لا يفطر إلّا يومي العيدين ، وأيام التشريق ، وحدّثني أنه لم يكن سمع الحديث في صغره ، وإنّما طلبه بنفسه في حال الكبر ، وكتب عن أبي الحسين (٤) بن جميع بصيدا ، أو هو أسند شيوخه ، ثم صحب عبد الغني ابن سعيد المصري ، فكتب عنه وعمن (٥) بعده من المصريين وغيرهم ، وذكر لي أيضا أن عبد الغني بن سعيد كتب عنه أشياء في تصانيفه ، وصرّح باسمه في بعضها ، وقال في بعضها : حدّثني الورد بن علي كناية عنه ، وكان صدوقا ، كتبت عنه وكتب عني شيئا كثيرا ، ولم يزل ببغداد حتى توفى بها في يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من جمادى الآخرة (٦) سنة إحدى وأربعين وأربعمائة ، ودفن من الغد في مقبرة جامع المدينة ، وحضرت الصلاة عليه ، وكان قد نيّف على الستين سنة.

__________________

(١) كتبت فوق الكلام بالأصل.

(٢) تاريخ بغداد ٣ / ١٠٣.

(٣) الأصل و «ز» : «إيمان» وبدون إعجام في د ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٤) بالأصل و «ز» ، ود : «الحسن» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٥) بالأصل : «وعن» وفي د ، و «ز» : «وعن من» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٦) بالأصل : «جماد الأخير» والمثبت عن د ، و «ز» ، وتاريخ بغداد.

٣٧١

أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن عليّ بن أبي العلاء وغيره ، قالوا : أنبأنا أبو القاسم أحمد ابن سليمان بن خلف الباجي ، أنبأنا أبي أبو الوليد قال :

أبو عبد الله الصّوري أحفظ من لقيناه (١) ، وسألته : هل كان يذاكر بمائتي ألف حديث ، فأشار إليّ أنه لا يستبعد عليه ذلك.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي قال : قال لي أبو محمّد بن زهير : ـ وقد جرى حديث الصّوري ـ هذا رجل لم نر أحفظ منه ، قلت : أرأيته؟ قال : سبحان الله ، كيف لا؟ رأيته وكان حافظا جليلا ، أو كما قال.

وقال لي : رحل في طلب العلم إلى مصر وإلى العراق ، ومضى إلى بغداد يسمع بها ، فاستوطنها وأقام بها إلى حين وفاته ، وقال لي : كان فكها مليحا ، حسن الحديث ، ما رأيت مثله ، أو كما قال.

قال غيث : وقلت للشيخ أبي بكر : أكان الصّوري حافظا؟ قال : أي والله ، قال غيث : ورأيت أنا جماعة من أهل العلم يقولون : ما رأينا أحدا أحفظ منه (٢) ، قال غيث : وسألت أبا منصور عبد المحسن بن محمّد البغدادي عنه فقال : ما رأينا مثله ، كان كأنه شعلة [نار](٣) بلسان كالحسام القاطع (٤).

أنشدنا أبو محمّد طاهر بن سهل ، أنشدنا أبو بكر الخطيب ، ح وأنشدنا أبو البركات الأنماطي ، أنشدنا المبارك بن عبد الجبّار الصيرفي ، قالا : أنشدنا أبو عبد الله محمّد بن علي الصّوري لنفسه (٥) :

قل لمن أنكر الحديث وأضحى

عائبا أهله ومن يدّعيه

أبعلم تقول هذا؟ أبن لي

أم بجهل فالجهل خلق السّفيه

أيعاب الذين هم حفظوا

الدّين من الترهات والتمويه

وإلى قولهم وما قد رووه

راجع كلّ عالم وفقيه

__________________

(١) تذكرة الحفاظ ٣ / ١١١٥ وسير أعلام النبلاء ١٧ / ٦٢٨.

(٢) سير أعلام النبلاء ١٧ / ٦٢٨ وتذكرة الحفاظ ٣ / ١١١٥.

(٣) زيادة عن د ، و «ز».

(٤) سير أعلام النبلاء ١٧ / ٦٢٨ ـ ٦٢٩ وتذكرة الحفاظ ٣ / ١١١٥.

(٥) الأبيات في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٦٣١ وتذكرة الحفاظ ٣ / ١١١٧ والوافي بالوفيات ٤ / ١٢٩.

٣٧٢

أنشدنا أبو البركات أيضا ، أنشدنا المبارك ، أنشدنا الصّوري لنفسه :

عاب قوم علم (١) الحديث وقالوا

هو علم طلابه جهّال

عدلوا عن محجة العلم لما

دق عنهم فهم الحديث ومالوا

فتعجّبت واستمر بي العجب

لعظم الذي أتوه وقالوا

إنّما الشرع يا أخي كتاب الله

لا مرية ولا اتكال (٢)

ثم من بعده حديث رسول الله

قاض يقضى إليه المآل

ثم اجماع هذه الأمة اللائي

بإجماعها يكون الكمال

والقياس الذي عليه [مدار](٣) الأمر

حقّا وما عدا ذا محال

وطريق الآثار تعرف بالنقل

وللنقل فاعلمته رجال

همّهم نقله وبقي الذي قد

وضعته عصابة ضلّال

لم ينوا فيه جاهدين ولم

يقطعهم عن طلابه الاشتغال

وقضوا لذة الحياة اغتباطا

بالذي قد حووه منه ونالوا

فرضوه من كلّ شيء بديلا

فلعمري لنعم ذاك البدال

ولقد جاءنا عن السيد الما

جد خلف العليا فيهم مقال

أحمد المنتمي إلى حنبل

أكرم به فيه مفخر وجمال

إنّ أبدال أمة المصطفى

أحدهم حين تذكر الأبدال

أسأل الله أن يحقق فيهم

قوله فهو ماجد فعّال

كتب إلي أبو محمّد بن السّمرقندي ، وحدّثني أبو طاهر إبراهيم بن الحسن عنه ، ثنا أبو بكر بالخطيب ، أنشدني أبو عبد الله الصّوري لنفسه :

نعم الأنيس كتاب

إن خانك الأصحاب

يحوى (٤) ضروب علوم

تزينها الآداب

تنال منه فنونا

تحظى بها وتناب

لا مظهرا لك سوءا

ولا عليه حجاب

__________________

(١) في «ز» : على.

(٢) كذا رسمها بالأصل ، وفي «ز» : «اسال» وفي د : «اشسكال».

(٣) زيادة لتقويم الوزن عن د ، و «ز».

(٤) في «ز» : يجري.

٣٧٣

ولا يصدك عنه

 ـ إن جئته ـ بواب

ولا يسوؤك منه

تغضب وعتاب

ولا يعيبك إن كان

فيك شيء يعاب

خلاف قوم تراهم

ليست لهم ألباب

لكنهم كذئاب

طلس عليهم ثياب

إذا تقربت منهم

أرضاك منهم خطاب

وإن تباعدت منهم

فكلهم فغتاب

ما هؤلاء بناس

بل لعمري كلاب

فالبعد منهم ثواب

والقرب منهم عقاب

قال : وأنشدني أبو عبد الله محمّد بن عليّ بن عبد الله لنفسه :

قيمة الكتب أجل القيم

عند من يعرف وضع الكلم

جمعت من كل فن حسن

وغريب من ضروب الحكم

بين منظوم بديع نظمه

حاكه كل أديب فهم

ثم يتلو النظم نثر مشبه

زهر روض من عقيب الديم (١)

فإذا ما نطقت في مجلس

تركت أفصحنا كالأعجم

فلنا منها جليس ممتنع

ليس بالغمر ولا بالعجم

ناظم طورا وطورا ناثر

ناثر حكما فيها لقاح الفهم

نحن منه في سرور لا كمن (٢)

هو من جلاسه في ماتم

يكتم السرّ إذا بحنا به

في سويداه ولم يستكتم

وإذا الندمان يوما سئموا

مجلسا لم تلقه بالسئم

فاحفظ الكتب ففي بذلكها

ندم ما شئت كل الندم

أنشدنا أبو محمّد طاهر بن سهل ، أنشدنا أبو بكر أحمد بن علي أنشدنا أبو عبد الله محمّد بن علي الصوري لنفسه :

في جدّ وفي هزل إذا شئت وجدي

أضعاف أضعاف هزلي

__________________

(١) في «ز» : زهر روض أعقبته الديم.

(٢) صدره بالأصل : نحن من جلاسه في سرور. والمثبت عن د ، و «ز».

٣٧٤

عاب قوم عليّ هذا ولجوا

في عتابي وأكثروا فيه عذلي

قلت مهلا لا تفرطوا في ملامي

واحكموا لي فيكم تغالب فعلي

أنا راض بحكمكم إن عدلتم

رب حكم يمضي على غير عدل

فإذا كان غالب الأمر فعلى

سداد تنسى بوادر جهلي

فأنا العدل غير شك لدى الأق

وام يقضى فداك لي كل عدل

وبهذا أفتى فقيه جليل

سيد ماجد عظيم المحل

نجل إدريس معدن العلم

حليف العليا أكرم نجل

وبه قال ابن المبارك عبد اللّ

ه ذو الفضل والمكان الأجل

وهو قول الإمام أحمد من

بعد ومن ذا ترى عليه بفضل

رحمة الله والسلام عليهم

أبدا ما استهل صوب بهطل

قرأت على أبي الحسن عليّ بن المسلّم الفرضي ، وأبي الفضل بن ناصر قلت لهما أجاز لكم إبراهيم بن سعيد الحبّال قال :

سنة إحدى وأربعين وأربعمائة أبو عبد الله الصّوري ببغداد ـ زاد الفرضي : توفي ـ.

قال لنا أبو محمّد الأكفاني :

توفي أبو عبد الله محمّد بن علي الصّوري الحافظ ببغداد في جمادى الآخرة (١) سنة إحدى وأربعين وأربعمائة ، قال غيره : يوم الثلاثاء ،؟؟ ودفن يوم الأربعاء سلخ جمادي (٢).

٦٨٠٣ ـ محمّد بن عليّ بن عبد المنعم أبو بكر المراغي الفقيه الشافعي الصّوفي

حدّث بدمشق عن شيخنا أبي صالح عبد الصّمد الحنوي.

وولي التدريس بمدرسة بزان بدمشق مدة يسيرة ، وخرج عن دمشق ، وكان قد تفقّه ببغداد على شيخنا الفقيه أبي منصور بن الرزّاز.

٦٨٠٤ ـ محمّد بن عليّ بن عتاب

من أهل دمشق.

حكى عن محمّد بن عبد الرّحمن الحرشي (٣).

__________________

(١) بالأصل : جماد الأخير.

(٢) بالأصل : جماد.

(٣) في «ز» : الجرشي.

٣٧٥

روى عنه : أحمد بن المعلى القاضي.

٦٨٠٥ ـ محمّد بن عليّ بن عمر أبو بكر السروجي (١)

حدّث عن تمام بن محمّد الحافظ ، ومكي بن محمّد ، وأبي بكر محمّد بن عبد الرّحمن القطّان ، وأبي محمّد الحسن بن محمّد بن جعفر بن جبارة الجوهري.

سمع منه أبو بكر الخطيب وجماعة سواه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، ثنا عبد العزيز الكتّاني قال : توفي محمّد بن علي السّروجي يوم الجمعة التاسع من شوّال من سنة ست وخمسين وأربعمائة.

حدّث عن تمام بن محمّد الرّازي ، ومكي بن محمّد بن الغمر وغيرهما بشيء ، وجدله فيه بلاغ.

٦٨٠٦ ـ محمّد بن عليّ بن عمرو أبو عبد الله المقرئ

حدّث عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أبي سهل المرورّوذي.

كتب عنه نجا بن أحمد العطّار.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد بن عمرو الشاهد (٢) ، وأنبأنيه أبو الفرج غيث بن علي عنه ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن عليّ بن عمرو المقرئ ، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أبي سهل المروروذي ، قدم علينا دمشق :

حدّثنا أبو القاسم إبراهيم بن محمّد بن علي بن الشاه ، ثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن حاتم المروذي ، ثنا عبد الله بن روح ، ثنا يزيد بن هارون ، ثنا يحيى بن سعيد (٣) ، عن محمّد ابن إبراهيم ، عن علقمة قال : سمعت عمر بن الخطّاب يقول.

وأخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين ـ إملاء ، وقراءة ـ أنبأنا أبو طالب بن غيلان ، أنبأنا أبو بكر الشافعي ، ثنا عبد الله بن روح المدائني ، ومحمّد بن ريح البزاز ، قالا : حدّثنا يزيد بن هارون ، ثنا يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن محمّد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة ابن وقّاص يقول : سمعت عمر بن الخطّاب على المنبر يقول :

__________________

(١) السروجي بفتح السين المهملة وضم الراء ، نسبة إلى بلدة يقال لها : سروج وهي بنواحي حران من بلاد الجزيرة.

(٢) من قوله : سهل ... إلى هنا سقط من «ز» ، فاختل السياق.

(٣) بالأصل : سعد ، تصحيف ، والمثبت عن د ، و «ز».

٣٧٦

سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّما الأعمال بالنيّات ، وإنّما لامرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله (١) ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها ، أو امرأة يتزوّجها فهجرته إلى ما هاجر إليه» [١١٥٣٣].

٦٨٠٧ ـ محمّد بن عليّ بن علوية أبو عبد الله الفقيه الجرجاني الرزّاز الشافعي

تفقه على المزني بمصر.

وحدّث عن هشام بن عمّار ، وعبد الحميد بن محمّد بن المستام ، ويونس بن عبد الأعلى ، وأحمد بن عبد الرّحمن الوهبي (٢) ، ونصر بن علي الجهضمي ، وأبي كريب ، ومحمّد بن عيسى بن زياد الدامغاني ، ومحمّد بن حميد الرّازي ، وعمّار بن رجاء ، وأبي سعيد الأشج ، وعليّ بن المنذر الطريقي.

روى عنه : أبو حامد بن الشرقي ، وأبو بكر أحمد بن علي ، وأبو عبد الله محمّد بن يعقوب بن يوسف ، وأبو محمّد يحيى بن منصور القاضي ، وعليّ بن الحسن الحيري ، وأبو زكريا يحيى بن محمّد العنبري.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال : محمّد بن عليّ بن علوية الفقيه أبو عبد الله الجرجاني الرزّاز من أئمة عصره الشافعيّين.

سمع بخراسان محمّد بن عيسى الدامغاني ، ومحمّد بن حميد ، وعمّار بن رجاء وأقرانهم ، وبالعراق : نصر بن علي الجهضمي ، وأبا كريب وأقرانهما ، وبمصر : يونس بن عبد الأعلى ، وتفقه عند أبي إبراهيم المزني ، وسمع أحمد بن عبد الرّحمن الوهبي ، وأقرانه ، وسمع بالشام هشام بن عمّار وأقرانه ، وبالجزيرة عبد الحميد بن المستام الحزامي وأقرانه ، روى عنه من مشايخنا الذين سمعوا منه بنيسابور : أبو حامد بن الشرقي ، وأبو بكر بن علي ، وأبو عبد الله بن يعقوب ، ويحيى بن منصور القاضي ، والجماعة.

قال : وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت يحيى بن منصور يقول : أقام عبد الله ابن علوية الفقيه عندنا سنين يدرس ، وسمعنا منه مختصر المزني سماعا من المزني.

__________________

(١) قوله : «فهجرته إلى الله ورسوله» استدرك على هامش «ز» ، وبعده صح.

(٢) بالأصل : الهوبي ، تصحيف ، والمثبت عن د ، و «ز».

٣٧٧

قال : وأنبأنا أبو عبد الله قال : سمعت أبا منصور ـ يعني ـ محمّد بن منصور العتكي يقول : توفي أبو عبد الله بن علوية صاحب المزني [بجرجان](١) سنة تسعين ومائتين.

٦٨٠٨ ـ محمّد بن عليّ بن [محمّد بن](٢) إبراهيم أبو عبد الله المروزي الحافظ (٣)

سمع بدمشق : يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد ، وأبا زرعة عبد الرّحمن بن عمرو.

روى عنه : أبو بكر أحمد بن محمّد بن السّري الكوفي الحافظ.

كتب إليّ أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمّد بن حمزة الريذي ، أنبأنا أبو الفتح أحمد ابن محمّد بن علي (٤) السمسار ، أنبأنا أبو طالب محمّد بن الحسين القرشي الصبّاغ ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن السّري ، ثنا أبو عبد الله محمّد بن عليّ بن محمّد بن إبراهيم المروزي الحافظ ، ثنا أبو زرعة ، ثنا محمّد بن بكّار.

وأخبرناه عاليا أبو علي الحدّاد في كتابه ، وحدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد الطبراني (٥) ، ثنا عبد الله بن الحسين المصيصي ، ثنا محمّد بن بكّار ، ثنا سعيد بن بشر (٦) ، عن قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال ـ وفي حديث المصيصي : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : ـ «مكتوب في التوراة : من أحب ـ وقال المصيصي : من سرّه ـ أن يطول أيام حياته ، ويزيد في عمره (٧) فليصل رحمه» [١١٥٣٤].

٦٨٠٩ ـ محمّد بن عليّ بن محمّد بن الحسين بن الفيّاض

أبو عبد الله البغدادي الكاتب

حدّث بدمشق إملاء سنة تسع وعشرين وثلاثمائة عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن عيسى البرتي ، وأبي العبّاس محمّد بن يونس بن موسى الكديمي ، وأبي جعفر أحمد بن علي

__________________

(١) سقطت من الأصل ، واستدركت عن د ، و «ز».

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وز ، واستدرك للإيضاح عن د.

(٣) ترجمته في تاريخ بغداد ٣ / ٦٨.

(٤) من هنا إلى قوله السري ، سقط من «ز».

(٥) رواه الطبراني في المعجم الكبير ١١ / ٢٤٣ ـ ٢٤٤ رقم ١١٨٢٢.

(٦) في المعجم الكبير : سعيد بن بشير.

(٧) في المعجم الكبير : «ويزاد في رزقه». وفي د : «ويزاد في عمره» وفي «ز» : ويزداد في عمره.

٣٧٨

الخرّاز ، وأبي علي بشر بن موسى الأسدي ، وعليّ بن إسحاق بن عيسى بن زاطيا (١) ، وأبي سعيد الحسن بن عليّ بن زكريا العدوي ، ومعاذ بن المثنّى العنبري.

سمع منه : أبو (٢) الحسين الرّازي ، وأبو يعقوب إسحاق بن يعقوب الورّاق ، وأبو بكر ابن أبي الحديد وغيرهم.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي أبو بكر ، ثنا محمّد بن عليّ بن محمّد بن الحسين بن الفيّاض الكاتب ، ثنا أحمد بن عليّ بن الخرّاز ، ثنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر ، ثنا فرج بن فضالة ، عن يحيى بن سعيد ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «التكبير في العيدين في الركعة الأولى سبع تكبيرات ، وفي الأخيرة خمس تكبيرات» [١١٥٣٥].

رواه غيره عن فرج بن فضالة ، عن عبد الله بن عامر الأسلمي بدلا من يحيى ، عن نافع.

أخبرناه عاليا أبو عبد الله الخلّال ، أنبأنا إبراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، أنبأنا أبو يعلى ، ثنا خالد بن مرداس ، ثنا فرج بن فضالة ، عن عبد الله بن عامر ، عن نافع ، عن ابن عمر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «التكبير في العيدين (٣) سبع وخمس» [١١٥٣٦].

٦٨١٠ ـ محمّد بن عليّ بن محمّد بن إبراهيم

أبو الخطّاب البغدادي المعروف بالجبلي الشاعر (٤)

سمع بدمشق : عبد الوهّاب الكلابي.

روى عنه : أبو بكر الخطيب.

أخبرنا أبو القاسم عليّ بن إبراهيم ، وأبو الحسن عليّ بن أحمد ، قالا : حدّثنا ـ وأبو منصور بن زريق ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٥) ، أخبرني أبو الخطّاب الجبّلي ، أنبأنا أبو الحسين

__________________

(١) في «ز» : راضيا.

(٢) بالأصل : أبا.

(٣) بالأصل : «العيد» والمثبت عن د ، و «ز».

(٤) ترجمته في تاريخ بغداد ٣ / ١٠١ ومعجم البلدان (جبل) والأنساب (الجبلي) ، والوافي بالوفيات ٤ / ١٢٤ وميزان الاعتدال ٣ / ٦٥٧ ولسان الميزان ٥ / ٣٠٣ وتتمة يتيمة الدهر ص ١٠٦. والجبلي بفتح الجيم وتشديد الياء الموحدة المضمومة وبعدها لام نسبة إلى جبل : بليدة بين النعمانية وواسط.

(٥) تاريخ بغداد ٣ / ١٠١.

٣٧٩

عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الكلابي ـ بدمشق ـ ثنا طاهر بن محمّد بن الحكم التميمي ، ثنا هشام بن عمّار ، ثنا الوليد ، ثنا الأوزاعي ، حدّثني يحيى بن أبي كثير ، عن محمّد بن إبراهيم ، حدّثني [عيسى](١) ابن طلحة ، حدّثتني عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لو يعلم الناس ما في صلاة الغداة [والعتمة](٢) لأتوهما ولو حبوا» [١١٥٣٧].

قالوا : وقال لنا أبو بكر الخطيب (٣) :

محمّد بن عليّ بن محمّد بن إبراهيم ، أبو الخطّاب الشاعر المعروف بالجبلي ، كان من أهل الأدب ، حسن الشعر ، فصيح القول ، مليح النظم ، سافر في حداثته إلى الشام ، فسمع بدمشق من أبي الحسين المعروف بأخي تبوك ، ثم عاد إلى بغداد ،؟؟ وقد كفّ بصره ، فأقام بها إلى حين وفاته. سمعت منه الحديث وعلقت عنه مقطعات من شعره ، وقيل له : إنّه كان رافضيا ، شديد الترفض ، قال لي أبو القاسم الأزهري : كان أبو الخطّاب الجبّلي معي في المكتب ، فكان من أحسن الناس عينين كأنهما نرجستان ، ثم سافر وعاد إلينا وقد عمي.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي نصر الحافظ قال (٤) : وأمّا الجبّلي مثل الذي قبله إلّا أن باءه مضمومة مشددة : أبو الخطّاب الشاعر الجبّلي ، سمع عبد الوهّاب بن الحسن (٥) الكلابي ، ومحمّد بن المعلّى الأزدي البصري ، ومدح فخر الملك ومن بعده ، وكان من المجيدين ، وله معرفة باللغة والنحو ، ومدح أبي وعمّي قاضي القضاة أبا عبد الله.

قرأت على أبي السعود أحمد بن علي ، عن أبي طاهر محمّد بن عليّ بن أحمد بن صالح ، أنشدنا أبو الخطّاب الجبّلي لنفسه :

أخالف ما أهوى لمرضاة ما تهوى

وأشكر في حبيك ما يوجب الشكوى

ولو لا حلول السحر في طرفك لم يكن

يخيل لي مرّ الغرام به حلوا

متى تتقى عدوان حبك سلوتي

إذا كان من قلبي عليّ له العدوى

بأي عزاء أحتمي منك بعد ما

تتبعت بالألحاظ أثاره محوا

ولم تخل لي من عبرة فيك مدمعا

ومن حيرة فكرا ومن زفرة عضوا

__________________

(١) زيادة عن د ، و «ز» ، وتاريخ بغداد.

(٢) سقطت من الأصل واستدركت عن د ، و «ز» ، وتاريخ بغداد.

(٣) تاريخ بغداد ٣ / ١٠١.

(٤) الاكمال لابن ماكولا ٣ / ٢٢٦ و ٢٢٧.

(٥) بالأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن د ، و «ز» ، والاكمال.

٣٨٠