تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٤

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٤

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٦
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد ، ثنا أبو الحسين بن المهتدي ، ثنا أبو حفص بن شاهين ، ثنا عبد الله بن محمّد البغوي ، ثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي ، ثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني ، ثنا أبو وائل القاص (١) قال : كنا عند عروة بن محمّد إذ دخل عليه رجل فكلّمه بشيء فأغضبه ، فلمّا قام رجع إلينا وقد توضّأ ، قال : حدّثني أبي عن جدي أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّ الغضب من الشيطان ، وإنّ الشيطان خلق من النار ، والنار إنّما يطفئها الماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضّأ».

أخبرنا أبو القاسم الشيباني ، أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا أبو بكر القطيعي ، أنبأنا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي (٢) ، ثنا إبراهيم بن خالد ، ثنا أبو وائل ـ صنعاني ، مرادي ـ قال : كنا جلوسا عند عروة بن محمّد قال : إذا دخل عليه رجل فكلّمه بكلام أغضبه ، قال : فلما أن غضب قام ، ثم عاد إلينا وقد توضأ ، فقال : حدّثني أبي عن جدي عطية ـ وقد كانت له صحبة ـ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من النار ، وإنّما تطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضّأ» [١١٤٦٥].

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ، ابنا (٣) البنّا ، قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأنا عثمان بن عمرو بن المنتاب ، ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، ثنا الحسين بن الحسن ، أنبأنا ابن المبارك ، أنبأنا حنظلة (٤) بن أبي سفيان ، عن عروة بن محمّد قال : لما استعملت على اليمن قال لي أبي : أوليت اليمن؟ قلت : نعم ، قال : فإذا غضبت فانظر إلى السماء فوقك ، وإلى الأرض أسفل منك ، ثم أعظم خالقهما.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم ثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنبأنا المبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالا : أنبأنا أبو أحمد الغندجاني ، أنبأنا أحمد بن عبدان ، أنبأنا محمّد بن سهل ، أنبأنا محمّد بن إسماعيل (٥) قال محمّد بن عطيّة بن عروة السّعدي عن أبيه (٦) ، روى عنه ابنه عروة (٧).

__________________

(١) كذا بالأصل ، واللفظة غير واضحة في د ، وفي «ز» : القاضي.

(٢) رواه أحمد بن حنبل في المسند ٦ / ٢٨٨ رقم ١٨٠٠٧.

(٣) بالأصل : «أنبأنا» تصحيف ، والتصويب عن د ، و «ز».

(٤) بالأصل : «ابن حنظلة» والمثبت عن د ، و «ز».

(٥) التاريخ الكبير للبخاري ١ / ١ / ١٩٧.

(٦) بالأصل : أبي ، تصحيف ، والمثبت عن التاريخ الكبير.

(٧) بالأصل و «ز» ، ود : عطية ، تصحيف والمثبت عن التاريخ الكبير.

٢٢١

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الأديب ـ مشافهة ـ قالا : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا حمد (١) ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي ، قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم (٢) قال : محمّد بن عطيّة ابن عروة السّعدي روى عنه ابنه عروة بن محمّد بن عطيّة ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد ، أنبأنا عبد الله بن عتّاب ، أنبأنا أبو الحسن بن جوصا ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنبأنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد ، أنبأنا أبو الحسن الربعي ، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن ، أنبأنا ابن جوصا ـ قراءة ـ قال : سمعت ابن سميع يقول : عطية السّعدي بالبلقاء ولده ، قال : وسمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثالثة من التابعين : محمّد بن عطيّة السّعدي (٣) من قيس أبو عروة بن محمّد.

٦٧٥٢ ـ محمّد بن عفّان بن منصور السّكسكي

روى تاريخ وفاة الأوزاعي ، وشهد جنازته.

روى عنه : أحمد بن محمّد بن الحجّاج بن رشدين ، وذكر أنه سمع منه سنة ثنتين وثلاثين ومائتين.

٦٧٥٣ ـ محمّد بن عقبة بن علقمة بن خديج أبو عبد الله المعافري البيروتي (٤)

روى عن أبيه ، وخالد بن يزيد.

روى عنه : أبو الحسن بن جوصا ، وأبو حفص محمّد بن القاسم بن عبد الخالق المؤذن ، وعامر بن خريم المرّي ، وأبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد الدولابي ، وسعيد بن سهيل بن عبد الرّحمن ، وأبو الحارث محمّد بن عمرو بن مسعدة البيروتي ، وإبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان القرشي ، وأبو بكر أحمد بن محمّد بن الوليد المرّي ، وأبو يعقوب إسحاق ابن إبراهيم بن يونس المنجنيقي ، ومحمّد بن أحمد بن لبيد ، البيروتي (٥) ، وعليّ بن سعيد بن بشير الرازي ، والحسن بن عليّ بن شبيب المعمري ، ومحمّد بن محمّد الباغندي.

__________________

(١) في «ز» : أحمد ، تصحيف.

(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٤٨.

(٣) تهذيب الكمال ١٧ / ٦٣.

(٤) ترجمته في الجرح والتعديل ٨ / ٣٦.

(٥) مكانها بالأصل : ورد ، والمثبت عن «ز» ، وفي د : ورد البيروتي.

٢٢٢

أخبرنا أبو الحسن الموازيني ـ قراءة ـ أنبأنا أبو القاسم بن الفرات ، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي ، ثنا أبو الحسن بن جوصا ، ثنا عبد الوهّاب بن عبد الرحيم ، ثنا عقبة قال : وحدّثنا محمّد بن عقبة ، حدّثني أبي ، حدّثني الأوزاعي ، أخبرني ابن شهاب الزهري ، حدّثني أبو سلمة ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : [قال حين أراد أن ينفر من منى : «نحن نازلون غدا إن شاء الله بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر» يعني بذلك المحصّب ، وذلك أن قريشا وبني كنانة تقاسموا على بني هاشم وبني المطلب ألّا يناكحوهم ولا يكون بينهم وبينهم شيء حتى يسلموا إليهم رسول الله [١١٤٦٦].

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا عامر بن خريم أبو القاسم الدمشقي ، نا أبو عبد الله محمّد بن عقبة بن علقمة حدّثني أبي ، نا الأوزاعي حدّثني يحيى بن أبي كثير ، حدّثني عياض بن زهير عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم](١) «إذا سهى أحدكم في صلاته فلا يدري أزاد أم نقص فليسجد سجدتين وهو جالس» [١١٤٦٧].

أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، قالا : أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد ، أنبأنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي ، قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم (٢) قال محمّد بن عقبة ابن علقمة البيروتي المعافري روى عن أبيه ، سمع منه أبي ببيروت ، وكتب إليّ ببعض (٣) حديثه ، وهو صدوق ، سئل أبي عنه فقال : صدوق.

٦٧٥٤ ـ محمّد بن عقيل بن أحمد بن بندار ، ويقال : ابن أحمد بن إبراهيم بن بندار ـ

أبو عبد الله الخراساني المعروف بابن الكريدي

دمشقي ، سمع أبا بكر بن أبي الحديد ، وأبا محمّد بن [أبي](٤) نصر ، ثنا عنه أبو محمّد ابن الأكفاني.

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك لإيضاح معنى الحديث الأول ، وتقويم سند الحديث الآخر عن د ، و «ز».

(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٣٦.

(٣) عن الجرح والتعديل ، وبالأصل ، ود ، و «ز» : بعض.

(٤) زيادة عن د ، و «ز».

٢٢٣

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن عقيل بن أحمد بن بندار بن إبراهيم الخراساني ، وأبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمّد بن أبي الحديد ، قالا : أنبأ أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان السلمي ـ قراءة عليه في ربيع الأوّل من سنة خمس وأربعمائة ، ثنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر القاضي سنة سبع وعشرين وثلاثمائة ، ثنا يوسف بن سعيد ، ثنا حجّاج عن أبي جريج ، أخبرني عمر بن عطاء بن أبي الحوار أنه سمع ابن عبّاس يقول : بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [يأكل عرقا (١) أتاه المؤذن ، فوضعه ، وقام إلى الصلاة ولم يمس ماء. [١١٤٦٨].

قرأت على أبي محمّد السلمي](٢).

عن أبي نصر بن ماكولا (٣) قال :

وأما الكريدي فأبو عبد الله محمّد بن عقيل بن أحمد بن بندار بن إبراهيم الخراساني المعروف بابن الكريدي ، روى عن أبي بكر بن أبي الحديد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني قال :

وفيها ـ يعني ـ سنة أربع وستين وأربعمائة توفي أبو عبد الله محمّد بن عقيل بن أحمد ابن الخراساني المعروف بابن الكريدي ـ بصور ـ حدّث عن أبي بكر محمّد بن أحمد بن عثمان ابن أبي الحديد وغيره.

٦٧٥٥ ـ محمّد بن عقيل بن زيد بن الحسن بن الحسين

أبو بكر الشهرزوري الواعظ

سكن دمشق ، وحدث بها عن القاضي أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن سلمة الفارقي ، وأبي عبد الله يحيى بن عبد الله المقرئ ، المعروف بابن كرز ، وأبي الحسين أحمد ابن عيسى الصائغ الشهرزوري ، وأبي عبد الله الحسين بن الحسن المعروف بالبقال ، والقاضي أبي القاسم يوسف بن عمر بن يوسف الشهرزوري ـ والقاضي أبي الحسن محمّد بن عليّ بن محمّد بن صخر الأزدي البصري.

__________________

(١) العرق : اللحم بعظمه.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاختل المعنى واضطرب السند ، والذي استدرك عن د ، و «ز».

(٣) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ١٤٣.

٢٢٤

روى عنه ابنه أبو إسحاق ، والفقيه أبو نصر بن إبراهيم ، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمّد البوسنجي.

وحدّثنا ابن نبتة الفقيه أبو الحسن عن وجوده في كتابه.

أخبرنا أبو الحسن السلمي قال : رأيت في كتاب لجدي أبي بكر محمّد بن عقيل بن زيد الشهرزوري رحمه‌الله ، نا القاضي أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن سلمة بن عبد الله المالكي بميافارقين قراءة عليه وأنا أسمع فأقرّ به ، نا الرئيس أبو نصر محمّد بن أحمد الإسماعيلي بجرجان ـ نا أبو العباس أحمد بن منصور بن محمّد بن أحمد الشيرازي الحافظ ، حدّثني أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد البغدادي بالأبلّة ، نا محمّد بن مهدي الواسطي ، نا أحمد بن عبد الله بن يونس نا جعفر بن سليمان ، عن مالك بن دينار عن أنس بن مالك أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين» [١١٤٦٩].

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الشافعي ، ثنا نصر بن إبراهيم الزاهد املاء ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عقيل بن زيد بن الحسن بن الحسين الشهرزوري قرأت عليه ، أنبأنا أبو عبد الله يحيى بن عبد الله المعروف بابن كرز ، ثنا أبو محمّد جرير بن موسى بن جرير الأنصاري ، ثنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن إسحاق الأبهري ، ثنا إبراهيم بن محمّد (١) الشهرزوري ، ثنا عليّ بن عثمان النفيلي الحراني ، ثنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الدمشقي ، ثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الله تبارك وتعالى قال : «يا عبادي إني حرمت الظلم عن نفسي وجعلته بينكم محرما» فذكر الحديث [١١٤٧٠].

قرأت بخط أبي محمّد بن صابر ، سألت ابنه إبراهيم عن مولد أبيه؟ فقال : في سنة ست وسبعين وثلاثمائة بشهرزور.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني قال :

توفي محمّد بن عقيل الشهرزوري الواعظ عشية يوم الأربعاء مستهل جمادى الأولى سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة ، وخرجت جنازته من الغد يوم الخميس وصلي عليه في الجامع

__________________

(١) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن د ، و «ز».

٢٢٥

الظهر ، وكانت له جنازة عظيمة ما رأيت مثلها منذ دهر ، وكان حدث بكتاب الناسخ والمنسوخ للنحاس.

وذكر أبو بكر الحداد أنه ثقة ، مأمون حسن المذهب.

سمعت والدي أبو محمّد الحسن بن هبة الله رحمه‌الله يحكي أنه خرج ذات يوم لزيارة قبر بلال رضي‌الله‌عنه فوجد امرأة أعجمية وهي تبكي عند قبره. فقال البعض من يحسن بالفارسية : سلها عن سبب بكائها؟ فقالت : قبر من هذا الذي إلى جنب (١) قبر بلال؟ فقلت : هذا قبر أبي بكر الشهرزوري ، وهذا قبر أبيه أبي إسحاق أحدهما بين يديه والآخر خلفه ، فقالت : كيف قد زرت قبر بلال مرة ثم خرجت إلى (٢) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وجاورت بها ، فرأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النوم وهو يقول لي : زرت قبر بلال وما زرت جاره ، فرجعت من المدينة لزيارته أو كما قال.

٦٧٥٦ ـ محمّد الأصغر بن عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد

مناف بن قصي بن كلاب الهاشمي العقيلي

كان مع ابن عمّه الحسين بن علي حين توجّه إلى العراق ، فلما قتل الحسين وأهل بيته [استصغر محمّد بن عقيل فلم يقتل ، وقدم به دمشق فيمن أقدم من أهل بيته](٣) وقد مضى ذكر قدومه في ترجمة الحسين.

أخبرنا أبو القاسم عليّ بن إبراهيم ، أنبأنا الأمير أبو المكارم حيدرة بن الحسين بن مفلح ، أنبأنا الحسين بن عبد الله بن محمّد بن أبي كامل الأطرابلسي ، قدم علينا دمشق ، أنبأنا خيثمة بن سليمان ، حدّثنا الحسين بن حميد بن الربيع الخزّاز بواسط ، ثنا مخول بن إبراهيم ، ثنا موسى بن مطير ، عن عبد الله بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جده عقيل ابن أبي طالب أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبيّ بعدي» [١١٤٧١].

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، أنبأنا أبو الحسن بن الحديد ، أنبأنا جدي أبو بكر ، ثنا خيثمة بن سليمان ، ثنا الحسين بن حميد بن الرّبيع الخزّاز ، ثنا مخول بن إبراهيم النهدي ، ثنا

__________________

(١) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

(٢) في «ز» : إلى مدينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح عن د ، و «ز».

٢٢٦

موسى بن مطير ، عن عبد الله بن محمّد بن عقيل عن أبيه ، عن جده عقيل بن أبي طالب قال : نازعت عليا وجعفر بن أبي طالب في شيء فقلت : والله ما أنتما بأحبّ إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم منّي ، إنّ قرابتنا لواحدة ، وإنّ أبانا لواحد ، وإنّ أمّنا لواحدة ، قال : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أما أنت يا جعفر فإن خلقك يشبه خلقي» [١١٤٧٢].

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (١) : أمّا عقيل بفتح العين محمّد بن عقيل بن أبي طالب يروي عن أبيه ، روى عنه ابنه عبد الله بن محمّد.

٦٧٥٧ ـ محمّد بن عقيل بن محمّد بن عبد المنعم بن هاشم بن ريش

أبو عبد الله القرشي البزّاز

سمع أبا محمّد بن أبي نصر.

سمع منه عمر بن عبد الكريم الدّهستاني ، وأبو محمّد بن الأكفاني ، وابن السّمرقندي ، وغيث بن علي ، وقال غيث : كان صدوقا ، وذكر أخوه أبو علي الحسن بن محمّد أنه ولد سنة خمس وتسعين وثلاثمائة ، فاعترف أبو عبد الله بصحة ذلك.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ونقلته من خطه ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن عقيل بن عبد المنعم بن ريش الدمشقي ـ بها ـ ثنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر ، ثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي ، ثنا مقدام بن داود ، ثنا أسد بن موسى ، ثنا ابن المبارك ، عن معمر ، عن صالح بن مسمار أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «للحارث بن مالك : «كيف أنت ، أو ما أنت يا حارث» قال : مؤمن يا رسول الله ، فساق نحو الحديث الذي.

أخبرناه أبو غالب بن البنّا ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا محمّد بن إسماعيل بن الورّاق ، ومحمّد بن العبّاس الخزاز ، قالا : أنبأنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، ثنا الحسين بن الحسن المروزي ، أنبأنا عبد الله بن المبارك ، أنبأنا معمر ، [عن صالح](٢) بن مسمار أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال للحارث بن مالك : «كيف أنت يا حارث؟ أو ما أنت يا حارث؟» قال : مؤمن يا رسول الله ، قال : «مؤمن حقّا» [قال : مؤمن حقّا](٣) قال : «فإنّ لكل حقّ حقيقة فما

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ٦ / ٢٢٩ و ٢٣٤.

(٢) استدركت عن هامش الأصل ، وبعدها صح.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك للإيضاح عن د ، و «ز».

٢٢٧

حقيقة ذلك؟» قال : عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي ، وأظمأت نهاري ، وكأني أنظر إلى عرش ربّي جلّ وعزّ وكأنّي أنظر إلى أهل الجنّة يتزاورون فيها ، وكأنّي أسمع عواء أهل النار ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مؤمن نوّر الله قلبه» [١١٤٧٣].

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا (١) قال : أما عقيل بفتح العين : أبو عبد الله محمّد بن عقيل بن محمّد بن عبد المنعم بن هاشم بن ريش القرشي البزّاز ، دمشقي ، وأخوه أبو علي الحسين بن عقيل ، حدّثا عن ابن أبي نصر قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني سنة سبع وستين وأربعمائة : فيها توفي أبو عبد الله محمّد بن عقيل بن محمّد بن هاشم بن ريش البزّاز في شهر ربيع الأوّل ، حدّث عن أبي محمّد بن أبي نصر ، وكان يحفظ القرآن ، وكان ثقة ، رحمه‌الله ، وذكر غيث بن علي أنه توفي ليلة الثلاثاء الحادي عشر من الشهر ، ودفن بباب الصغير.

٦٧٥٨ ـ محمّد بن عكاشة بن محصن أبو عبد الله الكرماني (٢)

رحل ، وحكى عن جماعة ممن ذكر أنه لقيه من شيوخ أهل دمشق ، منهم : الوليد بن مسلم ، ومحمّد بن عبد الله بن الحارث ، وأحمد بن مالك ، وأميّة بن عثمان الدّمشقيين.

وحدّث عن سفيان بن عيينة ، ووكيع بن الجرّاح ، ومحمّد بن عبد الله الأنصاري ، وعلي ابن عاصم ، وشعيب بن حرب ، وعبد الوهّاب بن عطاء ، وأزهر بن سعد السّمّان ، ويزيد بن هارون ، ويعلى ، ومحمّد ابني عبيد ، وعبد الله بن داود الخريبي ، وقبيصة بن عقبة ، وأبي نعيم ، وأبي عبد الرّحمن المقرئ ، ومحمّد بن يوسف الفريابي ، والنضر بن شميل ، وعبد الرزّاق بن همّام ، وكثير بن هشام ، وشبابة بن سوّار ، ومحمّد بن عمر الواقدي ، ومندل بن علي العنزي.

روى عنه : إسماعيل بن قتيبة ، وإبراهيم بن محمّد بن هانئ ، ومحمّد بن حمدان بن مهران ، ومحمّد بن زيد الثعلبي النيسابوريّون ، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمّد البزوري ، وأبو جعفر محمّد بن سليمان ابن بنت مطر البصريان ، وصالح بن أبي صالح ، ومحمّد بن إبراهيم ابن بكير الطيالسي.

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ٦ / ٢٢٩ و ٢٣٩.

(٢) ترجمته في ميزان الاعتدال ٣ / ٦٥٠ ولسان الميزان ٥ / ٢٨٦ والجرح والتعديل ٨ / ٥٢.

٢٢٨

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر ، قالا : أنبأنا أبو سعد الجنزرودي ، أنبأنا أبو نصر أحمد بن الحسين [بن أحمد بن عبيد المرواني الضبي ، أنا أبو محمّد زنجويه بن محمّد بن الحسن](١) اللبّاد ، ثنا صالح بن أبي صالح ، حدّثنا محمّد بن عكاشة الكرماني ، ثنا عبد الرزّاق ، ثنا معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أطعموا حبالاكم اللّبان (٢) فإن يكن ما في بطن (٣) المرأة غلاما خرج عالما غازيا ، ذكي القلب ، شجاعا سخيا ، وإن يكن ما في بطنها (٤) جارية حسن خلقها ، وعظم عجيزتها وحظيت عند زوجها» (٥) [١١٤٧٤].

[قال ابن عساكر](٦) هذا حديث منكر ، تفرّد به عكاشة بإسناد صحيح لا يحتمل مثله.

أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب قالا : أنا أبو القاسم بن منده ، أنا حمد (٧) إجازة.

ح قال : وأنا ابن سلمة ، أنا علي.

قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم (٨) قال :

محمّد بن عكاشة الكرماني ، روى عن عبد الرزّاق ، وسئل أبو زرعة عنه فقال : قد رأيته وكتبت عنه وكان كذّابا ، قدم إلينا مع محمّد بن رافع النيسابوري ، وكان رفيقه ، فأوّل ما أملى حديث كذب على الله وعلى رسوله ، حدّث بحديث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن جبريل (٩) عن الله أنه قال : «من لم يؤمن بالقدر فليس منّي» [١١٤٧٥].

أخبرنا جدي القاضي أبو المفضّل يحيى بن علي القرشي ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنبأنا عليّ بن أحمد الرّزّاز ، أنبأنا أبو عمرو (١٠) بن السّمّاك ، حدّثنا محمّد بن عبيد بن محمّد بن خلف البزاز ، ثنا أحمد بن إسحاق السكري ، حدّثنا محمّد بن عكاشة الكرماني

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك لتقويم السند عن د ، و «ز».

(٢) اللبان : ضرب من الصمغ ، وقيل : الصنوبر (راجع اللسان).

(٣) بالأصل : بطون المرأة ، والمثبت عن د ، و «ز».

(٤) بالأصل : بطونها ، والمثبت عن د ، و «ز».

(٥) ميزان الاعتدال ٣ / ٦٥٠.

(٦) زيادة منا للإيضاح.

(٧) في «ز» : أحمد ، تصحيف.

(٨) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٥٢.

(٩) بالأصل : جابر ، تصحيف ، والتصويب عن د ، و «ز» ، والجرح والتعديل.

(١٠) في «ز» : عمر ، تصحيف.

٢٢٩

قال (١) : أصول السّنّة المأخوذ به من المتروك ممّا اجتمع عليه أهل السّنّة والجماعة ، منهم : سفيان بن عيينة ، ووكيع بن الجرّاح ، ومحمّد بن يوسف الفريابي ، وشعيب بن حرب ، وعلي ابن عاصم ، وعبد الوهّاب بن عطاء الخفاف ، ويزيد بن هارون ، وكثير بن هشام ، ومحمّد بن عمر الواقدي ، وداود بن المحبّر ، وشبابة بن سوّار ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، وعبد العزيز ابن أبان القرشي ، ويعلى ، ومحمّد الطنافسيان ، وعبد الله بن داود ، وقبيصة ، وسعيد بن عامر ، وزهير بن نعيم البابي ، وأزهر السّمّان ، وأبو عبد الرّحمن المقرئ ، والنضر بن شميل ، ومنبّه بن عثمان الدّمشقي ، والوليد بن مسلم الدمشقي ، وعبد الله بن الحارث العسقلاني ، وعامة أصحابه ابن المبارك ، ويحيى بن يحيى ، وإسحاق بن راهوية وغيرهم ، ومن السنة والجماعة وأبو عمر الضرير ، ويحيى بن سعيد القطّان ، وعبد الرّحمن بن مهدي ، قالوا : السنة الرضا بقضاء الله عزوجل والاستسلام لأمره ، والصّبر على حكمه ، والأخذ بما أمر الله به ، والنهي عمّا نهى الله عنه ، وإخلاص من العمل لله عزوجل ، والإيمان بالقدر خيره وشرّه ، وترك الجدال والمراء والخصومات في الدّين ، والمسح على الخفّين ، والجهاد مع كل خليفة ، والجماعة مع كل برّ وفاجر ، والصّلاة على من مات من أهل القبلة ، والإيمان قول وعمل يزيد وينقص ، والقرآن كلام الله غير مخلوق ، والصّبر تحت لواء السّلطان على ما كان منهم من عدل أو جور ، وأن لا يخرج على الأمراء بالسّيف وأن لا ينزل أحدا من أهل القبلة جنّة ولا نارا (٢) ، وأن لا يكفّر أحدا (٣) من أهل التوحيد وإن عمل بالكبائر ، والكفّ عن مساوئ أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وإنّ أفضلهم بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي رضوان الله عليهم أجمعين.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، ثنا نصر بن إبراهيم ، أنبأنا سليم بن أيّوب الفقيه ، أخبرني أبو منصور بشرى بن عبد الله العمروي ، أنبأنا أبو عمرو سعيد بن القاسم بن العلاء البردعي ، قال : سمعت أبا العبّاس محمّد بن إبراهيم بن سفيان التوزي (٤) ـ بالبصرة ـ في بني نبت قال : سمعت محمّد بن عكاشة الكرماني قال : أصول السّنّة وما اجتمع (٥) عليه أهل السّنّة والجماعة مثل سفيان بن عيينة ووكيع بن الجرّاح ، ومحمّد بن يوسف الفريابي ، وشعيب بن

__________________

(١) الخبر في لسان الميزان.

(٢) بالأصل : نار ، خطأ ، والمثبت عن د ، و «ز».

(٣) بالأصل : أحد ، خطأ ، والمثبت عن د ، و «ز».

(٤) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : الثوري.

(٥) في «ز» : اجترح.

٢٣٠

حرب ، ويزيد بن هارون ، وعليّ بن عاصم ، وعبد الوهّاب بن عطاء ، وكثير بن هشام ، ومحمّد بن عمر الواقدي ، وداود بن المحبّر ، وشبابة بن سوّار ، وعبد العزيز بن أبان ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، ويعلى ومحمّد ابني عبيد الطنافسي ، وعبد الله بن داود الخريبي ، وقبيصة بن عقبة ، وسعيد بن عامر ، وزهير بن نعيم الشامي (١) ، وإبراهيم السّمّان ، وأبو عبد الرّحمن المقرئ ، والنضر بن شميل ، وأحمد بن خلف الدّمشقي ، والوليد بن مسلم ، ومحمّد ابن عبد الله بن الحارث الدّمشقي ، وعامة أصحاب عبد الله بن المبارك ، ويحيى بن يحيى (٢) ، وإسحاق بن راهوية ، وأبو عمر الضرير ، ويحيى بن سعيد ، وعبد الرّحمن بن مهدي ، وهو الرضا بقضاء الله ، والتسليم لأمر الله ، والصبر على حكمه ، والأمر بما أمر الله ، والنهي عما نهى الله ، وإخلاص العمل لله ، والإيمان بالقدر خيره وشرّه ، وترك المراء والخصومات في الدّين ، والمسح على الخفين ، والجهاد مع كل خليفة ، وصلاة الجمعة مع كل برّ وفاجر ، والصّلاة على من مات من أهل القبلة ، سنة ، والإيمان قول وعمل يزيد وينقص ، والقرآن [كلام الله](٣) غير مخلوق ، والصّبر تحت لواء السلطان على ما كان فيهم من عدل أو جور ، ولا يخرج على الأمراء بالسيف وإن جاروا ، ولا ينزل أحدا من أهل القبلة جنّة ولا نارا ، ولا يكفّر أحدا (٤) من أهل التوحيد وإن عملوا بالكبائر ، والكفّ عن مساوئ أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأفضل الناس بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أبو بكر ، وعمر.

قال محمّد بن عكاشة : وأخبرنا معاوية بن معاوية بن حمّاد الكرماني عن الزهري قال : من اغتسل ليلة الجمعة ، وصلّى ركعتين يقرأ فيهما (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ألف مرة ثم نام رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في منامه ، قال محمّد بن عكاشة : دمت عليه نحوا من سنتين أغتسل في كل ليلة جمعة وأصلي ركعتين أقرأ فيهما (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ألف مرّة طمعا أن أرى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام فأعرض عليه هذه الأصول ، قال محمّد بن عكاشة : فأتت عليّ ليلة باردة اغتسلت طمعا أن أرى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام ، فصلّيت ركعتين وقرأت فيهما (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ألف مرّة ، فلمّا أخذت مضجعي أصابتني جنابة ، فقمت الثانية فاغتسلت وصلّيت ركعتين قرأت فيهما (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ألف مرة ، فلمّا فرغت منهما كان قريبا من السحر فاستندت إلى الحائط ووجهي إلى القبلة ، فدخل علي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على النعت والصّفة وعليه بردان مثل هذه البرود اليمانية ، قد

__________________

(١) في «ز» : السامي.

(٢) قوله : «بن يحيى» ليس في «ز».

(٣) الزيادة عن د ، و «ز».

(٤) بالأصل : أحد ، خطأ ، والمثبت عن د ، و «ز».

٢٣١

تأزر (١) بواحدة وتردّى بالأخرى ، فجاء فاستوى على رجله اليسرى وأقام اليمنى.

قال محمّد بن عكاشة :

فأردت أن أقول : حيّاك الله ، فبدأني (٢) فقال : حيّاك الله يا محمّد ، وكنت أحبّ أن أرى رباعيته مكسورة ، فتبسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فنظرت إلى رباعيته المكسورة فقلت : يا رسول الله إن الفقهاء قد خلطوا عليّ وعندي أصناف من السّنّة فأعرضهن عليك؟ قال : نعم ، قلت : الرضا بقضاء الله ، والتسليم لأمر الله ، والصّبر على حكمه ، والأخذ بما أمر الله ، والنهي عمّا نهى الله ، وإخلاص العمل لله عزوجل ، والإيمان بالقدر خيره وشرّه ، وترك المراء والخصومات في الدّين ، والمسح على الخفين ، والجهاد مع كل خليفة ، وصلاة الجمعة مع كل برّ وفاجر ، والصلاة على من مات من أهل القبلة ، والإيمان قول وعمل يزيد وينقص ، والقرآن كلام الله غير مخلوق ، والصّبر تحت لواء السلطان على ما كان فيهم من عدل أو جور ، ولا يخرج على الأمراء بالسّيف وإنّ جاروا ، ولا ينزل أحدا من أهل القبلة جنّة ولا نارا ، ولا يكفّر أحدا من أهل التوحيد ، وإن عملوا بالكبائر ، والكفّ عن مساوئ أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأفضل الناس بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أبو بكر وعمر.

قال محمّد بن عكاشة : فوقفت عند علي وعثمان كأنّي تهيّبت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن أفضّل عثمان على علي ، فقلت في نفسي : عليّ ابن عمّه وعثمان ختنه ، فتبسم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كأنه قد علم ما أردت ثم قال : عثمان ثم علي ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : هذه السنّة فشدّ يدك بها ، وضمّ أصابعه ، قال محمّد : عرضت عليه هذه الأصول ثلاث ليال كل ليلة أقف عند علي وعثمان فيتبسم عند وقوفي كأنه قد علم ثم يقول : عثمان ثم علي ، تمسّك بها.

قال محمّد بن عكاشة : أعرض عليه هذه الأصول وعيناه تهملان فلمّا قلت : الكف عن مساوئ أصحابك فانتحب حتى علا صوته قال ابن عكاشة : وجدت حلاوة في فمي وقلبي فمكثت ثمانية أيام لا آكل طعاما حتى ضعفت عن صلاة الفريضة ، فلمّا أكلت ذهبت تلك الحلاوة من في.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز ـ لفظا ـ أنبأنا أبو نصر بن الجبّان ـ

__________________

(١) في «ز» : تأبى.

(٢) بالأصل : فباداني ، والمثبت عن د ، و «ز».

٢٣٢

إجازة ـ. أنبأنا أحمد بن القاسم بن يوسف ـ إجازة ـ حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم ، أنبأنا سعيد بن عمرو البردعي قال : قلت لأبي زرعة : محمّد بن عكاشة الكرماني ، فحرّك رأسه وقال : قد رأيته وكتبت عنه ، وكان كذّابا. قلت : كتبت عنه الرؤيا التي كان يحكيها؟ قال : نعم ، كتبت عنه ، يزعم أنه قد عرض على شبابة : الإيمان قول وعمل يزيد وينقص ، فقال به ، وعلى أبي [نعيم : أبو](١) بكر وعمر وعثمان وعلي ، فقال به كذاب لا يحسن أن يكذب أيضا ، قلت : أين رأيته؟ قال : قدم علينا هاهنا مع محمّد بن رافع النيسابوري ، وكان رفيقة ، وكنت أراه ، له سمت فسألت محمّد بن رافع عنه ، فكره أن يقول فيه شيئا فقال : لا يخفى عليك أمره إذا فاتحته وكان نازلا في الخان الذي كنت نازلا فيه خان عبدك ـ يعني ـ نزولي فيها أيام مقامي بالرّي فأتيته وهو في المسجد على باب الخان ، فقلت : إن رأيت أن تفيدني شيئا فوقع عليه الرعدة ثم كاد أن يصعق وأقبل بطنه يضطرب ، وهالني ذلك هولا شديدا ، ثم أفاق فابتدأ على أثر الصعقة ، فكان أوّل ما ابتدأ به أن كذب على الله ، وعلى رسوله ، وعلى عليّ بن أبي طالب ، وعلى ابن عبّاس قلت : وكيف كذب عليهم؟ قال : أوّل ما أملاه عليّ قال : حدّثنا عبد الرزّاق عن معمر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك أن ابن عبّاس أخبره أن عليّ بن أبي طالب [أخبره](٢) أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخبره أن جبريل أخبره أن الله تبارك وتعالى قال : من لم يؤمن بالقدر فليس مني ، أو نحو هذا من الكلام.

أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى بن علي القاضي ، أنبأنا أبو روح ياسين بن سهل بن محمّد قال : سمعت أبا منصور (٣) القايني.

ح وقرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي.

قالا : أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال : ومنهم ـ يعني (٤) ـ الكذابين جماعة وضعوا الحديث حسبة كما زعموا يدعون الناس إلى فضائل الأعمال مثل أبي عصمة ومحمّد بن عكاشة الكرماني ، قيل لمحمّد بن عكاشة الكرماني : إنّ قوما عندنا يرفعون أيديهم في الركوع وبعد رفع الرأس من الركوع ، فقال : حدّثنا المسيّب بن واضح ، ثنا عبد الله بن المبارك ، عن

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح عن د ، و «ز».

(٢) زيادة لازمة عن «ز» ، ود.

(٣) كذا بالأصل ، وفي د ، و «ز» : أبا منصور محمّد بن أحمد بن منصور القايني.

(٤) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

٢٣٣

يونس بن يزيد ، عن الزهري ، عن أنس قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من رفع يديه في الركوع فلا صلاة له» [١١٤٧٦].

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا عبد الله محمّد بن العباس الضّبي يقول : سمعت سهل بن السري الحافظ يقول : قد وضع أحمد بن عبد الله الجويباري ، ومحمّد بن عكاشة الكرماني ومحمّد ابن تميم الفاريابي (١) على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أكثر من عشرة آلاف حديث.

قال : وأنبأنا أبو عبد الله الحاكم قال : محمّد بن عكاشة بن محصن أبو عبد الله الكرماني حدّث بنيسابور وله عجائب ، روى عن سفيان بن عيينة ، ووكيع ، ومحمّد بن عبد الله الأنصاري ، روى عنه إسماعيل بن قتيبة ، وإبراهيم بن محمّد بن هانئ (٢) ، ومحمّد بن حمدان بن مهران ، ومحمّد بن زيد.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق ، أنبأنا القاضيان أبو تمام عليّ بن محمّد بن الحسن ، وأبو الغنائم محمّد بن عليّ بن علي في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني قال : محمّد بن عكاشة الكرماني بصري (٣) يضع الحديث.

أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره ، عن أبي بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال : محمّد بن عكاشة يضع الحديث. (٤) أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنبأنا أبو طالب عبد الرّحمن بن محمّد الصوفي الشيرازي ـ بقراءتي عليه ـ أنبأنا أبو ذرّ عبد بن أحمد الهروي ـ إجازة ـ. أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن الحسين بن محمّد بن مقاتل المزكي ، أنبأنا أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن يونس البزاز قال : ومحمّد بن عكاشة الكرماني قدم هاهنا على الياس بن أسد ، سمعت أبا الهيثم يرميه بالكذب ، وكان بكّاء موصوفا بالكذب ، سمعت محمّد بن عبد الرّحمن يقول : كان إذا قرأ وبكى كنت أسمع خفقان قلبه ، كان من أحسن الناس نغمة بالقرآن.

قال أبو إسحاق : وكان يحدّث بأحاديث بواطيل ، وبلغني أنه مات بكرمان ، شهد الجمعة فقرأ الإمام على المنبر آية فصعق فمات ، بلغني أن محمّد بن عكاشة كان حيا إلى سنة خمس وعشرين ومائتين.

__________________

(١) في «ز» : الفريابي ، وكلاهما يقال.

(٢) أقحم بعدها بالأصل : ومحمّد بن هانئ.

(٣) اللفظة سقطت من «ز».

(٤) الخبر التالي سقط من «ز».

٢٣٤

٦٧٥٩ ـ محمّد بن عليّ بن أحمد بن رستم أبو بكر المادرائي الكاتب (١)

نزيل مصر ، وزر لأبي الجيش خمارويه بن أحمد ، وقدم معه دمشق ، وحدّث بمصر عن أحمد بن عبد الجبّار العطاردي.

روى عنه : أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب البغدادي ، وأبو محمّد الصلحي (٢) ، وأبو عبد الله الحسين بن أحمد المنجم النديم ، وابنه أبو محمّد عليّ بن محمّد المادرائي.

أخبرنا [أبو](٣) محمّد عبد الكريم بن حمزة ، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن مكّي بن عثمان بن عبد الله الأزدي المصري ـ بدمشق ـ أنبأنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسين الكاتب البغدادي ـ بمصر ـ حدّثنا أبو بكر محمّد بن علي المادرائي ، حدّثنا أبو عمر [أحمد](٤) بن عبد الجبّار العطاردي الكوفي ، حدّثنا أبو بكر بن عيّاش ، عن عبد العزيز بن رفيع (٥) ، عن سويد بن غفلة ، عن أبي ذرّ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنّة» ، قلت : وإن زنى وإن سرق؟ قال : «وإن زنى وإن سرق» ـ ثلاث مرّات ـ [١١٤٧٧].

رواه الخطيب عن ابن مكي (٦).

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن المالكي ، قالا : حدّثنا وأبو منصور المقرئ ، أنبأنا ـ أبو بكر أحمد بن علي (٧) ، أنبأنا عليّ بن المحسن ، حدّثني أبي (٨) ، حدّثني أبو محمّد الصّالحي (٩) ، حدّثني أبو بكر محمّد بن علي المادرائي بمصر ، وكان شيخا جليلا عظيم الحال والشأن والجاه والمحل ، قديم الولاية لكبار الأعمال ، قد وزّر لخمارويه بن أحمد بن طولون

__________________

(١) ترجمته في تاريخ بغداد ٣ / ٧٩ ووفيات الأعيان ٢ / ٢٥٠ والوافي بالوفيات ٤ / ١١٥ والأنساب (المادرائي) وسير أعلام النبلاء ١٥ / ٤٥١ وشذرات الذهب ٢ / ٣٧١ والمادرائي نسبة إلى مادرايا ، من أعمال البصرة في ظن السمعاني (راجع الأنساب) وفي معجم البلدان : قرية فوق واسط من أعمال فم الصلح.

(٢) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : الصالحي.

(٣) زيادة لازمة عن د ، و «ز».

(٤) زيادة عن د ، و «ز».

(٥) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : رافع.

(٦) تاريخ بغداد ٣ / ٨٠.

(٧) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ٣ / ٨٠.

(٨) قوله : «حدّثني أبي» سقط من تاريخ بغداد.

(٩) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» هنا ، وفي تاريخ بغداد : «الصلحي».

٢٣٥

[وعاش نيفا وتسعين سنة ، قال : كتبت لخمارويه بن أحمد بن طولون](١) وأنا حدث ، فركبتني الأشغال وقطعني ترادف الأعمال عن تصفّح أحوال المعطلين وتفقّدهم ، وكان ببابي شيخ من مشيخة الكتّاب قد طالت عطلته وأغفلت أمره ، فرأيت في منامي ذات ليلة [أبي](٢) وكأنه يقول لي : ويحك يا بني ، أما تستحي من الله جلّ وعزّ أن تتشاغل بلذاتك ، وأعمالك والناس (٣) يتلفون ببابك ضرّا وهزلا. هذا فلان من شيوخ الكتّاب قد أفضى أمره إلى أن تقطع سراويله ، فما يمكنه أن يشتري بدلة وهو كالميت جوعا ، وأنت لا تنظر في أمره ، أحبّ أن لا تغفل أمره أكثر من هذا ، قال : فانتبهت مذعورا ، واعتقدت الإحسان إلى الشيخ ، ونمت وأصبحت وقد أنسيت أمر الشيخ ، فركبت إلى دار خمارويه ، فأنا والله أسير إذ تراءى لي الرجل على دويبة له ضعيفة ، ثم أومأ إلى الترجّل ، فانكشف فخذه فإذا هو لابس خفا بلا سراويل ، فحين وقعت عيني على ذلك ذكرت المنام وقامت قيامتي ، فوقفت في موضعي واستدعيته ، وقلت : يا هذا ، ما حلّ لك أن تركت إذكاري بأمرك؟ أما كان في الدنيا من يوصل لك رقعة أو يخاطبني فيك (٤) ، الآن ، قد قلدتك الناحية الفلانية ، وأجريت عليك رزقا في كل شهر ، وهو مائتا دينار ، وأطلقت عليك من خزانتي ألف دينار صلة ومعونة على الخروج إليها ، وأمرت لك من الثياب والحملان بكذا وكذا ، فاقبض ذلك واخرج ، فإن يحسن أثرك في تصرّفك زدتك وفعلت بك وصنعت ، قال : وضممت إليه غلاما يتنجز له ذلك كله ، ثم سرت فما انقضى اليوم حتى فعل به جميع ما أمرت به.

قالوا : وقال لنا الخطيب (٥) : محمّد بن عليّ بن أحمد بن رستم أبو بكر المادرائي الكاتب نزيل مصر ، كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنبأنا عمّي أبو القاسم بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله بن مندة قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس : ح وأخبرنا أبو القاسم الحسيني [وأبو الحسن](٦) المالكي ، قالا : حدّثنا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (٧) ، حدّثنا الصوري ، حدّثنا محمّد بن عبد

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن د ، و «ز» ، وتاريخ بغداد.

(٢) سقطت من الأصل واستدركت عن د ، و «ز» ، وتاريخ بغداد.

(٣) في تاريخ بغداد : بلذاتك ، وعمالك يتلفون ببابك.

(٤) بالأصل ود ، و «ز» : «قبل» ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٥) تاريخ بغداد ٣ / ٧٩.

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك لتقويم السند عن د ، و «ز».

(٧) تاريخ بغداد ٣ / ٧٩ ـ ٨٠.

٢٣٦

الرّحمن الأزدي ، حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن مسرور ، ثنا أبو سعيد بن يونس قال : محمّد ابن عليّ بن أحمد المادرائي الكاتب ـ زاد ابن مندة : يكنى أبا بكر وقالا : ـ وزير أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون ، ولد بالعراق ، وقدم مصر هو وأخوه ـ زاد ابن مندة : أبو الطيب وقالا : ـ أحمد بن علي ، وكانا بمصر مع أبيهما عليّ بن أحمد ، وكان أبوهما يلي خراج مصر لأبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون ، وكان محمّد بن علي قد كتب الحديث ببغداد عن أحمد بن عبد الجبّار العطاردي وطبقة نحوه ، وكان مولده سنة سبع وخمسين ومائتين ، واحترقت كتبه في احتراق داره ، وبقي له منها شيء عند بعض الكتّاب ممّن سمع منه جزءا أو جزءين على العطاردي ـ زاد ابن مسرور وغيره : فسمع ذلك منه ولده ، وقال ابن مندة : بعض ولده ـ وأهله وقوم من الكتاب ، وتوفي بمصر في شوّال سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.

٦٧٦٠ ـ محمّد بن عليّ بن أحمد بن أبي فروة أبو الحسين الملطي المقرئ (١)

روى عن : محمّد بن شاهمرد بن مخلد الفارسي ، وأبي بكر وهب بن عبد الله الحاج ، وعبيد الله بن عبد الرّحمن بن الحسين الصّابوني ، وأبي عبد الله الحسين بن عليّ بن العبّاس الشّطّي ، والمظفّر بن محمّد بن بشران الرقي ، وإبراهيم بن حفص العسكري ، وأبي البهي ميمون بن أحمد المعري المقرئ ، وأبي أيّوب سليمان بن محمّد بن إدريس الحلبي.

روى عنه : قسام بن محمّد ، وأبو الحسن عليّ بن الحسن الربعي ، وعليّ بن محمّد الحنائي ، وأبو نصر بن الجبّان ، وإبراهيم بن الخضر الصّائغ.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا تمام بن محمّد ، أنبأنا محمّد بن عليّ بن أحمد بن [أبي](٢) فروة الملطي ـ قراءة عليه ـ ثنا عبيد الله بن الحسين ، ثنا أحمد بن عبد الله البرقي ، ثنا عمرو (٣) بن حكام ، ثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن أبي بردة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا نكاح إلّا بوليّ» [١١٤٧٨].

قال تمام : كذا في الأصل قرأت بخطّ عليّ بن محمّد الحنّائي ، سمعت أبا (٤) الحسين محمّد بن علي الملطي المقرئ المعروف بأبي فروة وقد ظهر في الجامع من يقول باللفظ في

__________________

(١) ترجمته في غاية النهاية ٢ / ٢٠٦ ومعرفة القراء الكبار ١ / ٣٨٣. وفي «ز» : المالطي ، تصحيف ، والملطي نسبة إلى ملطية مدينة من بلاد الروم تتاخم الشام راجع معجم البلدان.

(٢) زيادة عن د ، و «ز».

(٣) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : عمر.

(٤) بالأصل : أبي الحسين.

٢٣٧

القرآن والتلاوة غير المتلوّ ، فقال لي يوما : يقدر إنسان أن يضيف شعر امرئ القيس إلى نفسه؟ قلت : لا ، قال : أليس إذا أنشده إنسان قلنا : شعر امرئ القيس؟ فكذلك القرآن ممّن سمعناه ، قلنا كلام الله ، ولا يجوز أن يضيفه إنسان إلى نفسه.

قال لي [أبو](١) محمّد بن الأكفاني : فيها ـ يعني ـ سنة أربع وأربعمائة توفي أبو الحسين (٢) الملطي ، وكذا قرأته بخط أبي الحسن عليّ بن محمّد الحنّائي.

٦٧٦١ ـ محمّد بن عليّ بن أحمد بن موسى بن عبد الله أبو عبد الله السّمرقندي

قدم دمشق ، وحدّث بها عن أبي علي عبد الله بن عبد الرّحمن النيازكي (٣).

روى عنه : عبد العزيز الكتّاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، ثنا عبد العزيز الكتّاني ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن عليّ بن أحمد بن موسى بن عبد الله السّمرقندي ، قدم علينا. قراءة عليه ، ثنا أبو علي عبد الله ابن عبد الرّحمن النيازكي (٤) ، ثنا الشيخ الصالح أبو يعقوب يوسف بن محمّد بن إسحاق المذكر ، ثنا أبو بكر محمّد بن الفضل ، ثنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن يعقوب ، ثنا محمّد ابن منصور ، ثنا عليّ بن أبي طالب البصري ، ثنا عمرو بن جميع ، عن أبان ، عن أنس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «ما من مسلم يصوم فيقول عند إفطاره : يا عظيم ، يا عظيم ، أنت إلهي ، لا إله غيرك ، اغفر لي الذنب العظيم فإنه لا يغفر الذنب العظيم إلّا العظيم ، إلّا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه» ، وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «علّموها عقبكم فإنها كلمة يحبها الله ورسوله ، ويصلح بها أمر الدنيا والآخرة» [١١٤٧٩].

شاذ بمرة ، وفي أسناده مجاهيل.

٦٧٦٢ ـ محمّد بن عليّ بن أحمد أبو عبد الله الشّيرازي المعروف بالصافي (٥)

والد عبد الواحد الحنبلي.

سكن دمشق وكان صوفيا ، وسمع بها الحسن بن السّمسار ، وأبا عثمان الصابوني ،

__________________

(١) سقطت من الأصل واستدركت عن د ، «ز».

(٢) بالأصل ، ود ، و «ز» هنا : أبو الحسن.

(٣) تقرأ بالأصل : ود ، «ز» : التنازكي ، ولعل الصواب ما أثبت وهذه النسبة : النيازكي إلى نيازى قرية بين كس ونسف (الأنساب).

(٤) بالأصل ود ، و «ز» هنا : النياتكي.

(٥) في «ز» : المصافي.

٢٣٨

وإبراهيم بن عمر القصّار (١).

وحدّث عن أبي عبد الله محمّد بن إبراهيم بن مانيك (٢) الأرجاني.

روى عنه : أبو الحسن عليّ بن فارس المعروف بالولي ، وصنّف جزءا في قدم الحروف ، رأيته بخطه يدل على تقضي كثير.

٦٧٦٣ ـ محمّد بن عليّ بن أحمد بن المبارك أبو عبد الله البزّاز

سمعت أبا عثمان الصّابوني ، والخليل بن هبة الله بن الخليل التميمي ، وأبا محمّد عبد الله بن الحسين بن عبيد الله بن أحمد بن عبدان ، وأبا بكر محمّد بن الحرمي بن الحسين المقرئ ، وأبا الحسن بن عوف ، وأبا الفرج عمر بن عبد الله بن جعفر الرقي ، وأبا الفتح سليم بن أيّوب ، وأبا عبد الله بن سلوان ، والقاضي أبا الحسين يحيى بن زيد (٣) الحسيني ، وأبا عمرو عثمان بن أبي بكر السفاقسي ، وأبا الحسن سهل بن محمّد بن الحسن الخشّاب ، [حد] ثنا عنه أبو الحسن الفرضي ، وخالي أبو المعالي ، وأبو القاسم بن عبدان.

حدّثنا أبو الحسن عليّ بن المسلّم ـ إملاء ـ أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن عليّ بن أحمد ابن المبارك ، أنبأنا إسماعيل بن عبد الرّحمن النيسابوري ، أنبأنا محمّد بن عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى ، أنبأنا صالح بن محمّد بن حبيب الحافظ ، حدّثنا محمّد بن عمرو بن جبلة ، حدّثنا حرمي بن عمارة ، حدّثني هارون بن موسى قال : سمعت الحسن يحدّث عن أنس بن مالك قال : كان يقال في أيّام العشر : بكلّ يوم ألف يوم ، ويوم عرفة عشرة آلاف يوم ، قال : يعني في الفضل.

أخبرناه عاليا أبو سعد بن أبي صالح ، وأبو الحسن بن أبي طالب ، قالا : أنبأنا أحمد ابن علي الأديب ، أنبأنا محمّد بن عبد الله فذكره.

ذكر أبو محمّد بن صابر قال : سألته عن مولده فقال : في العشر الأخير من شهر رمضان سنة خمس وعشرين ، ثقة ، قال لنا [أبو](٤) محمّد بن الأكفاني : سنة خمس وثمانين وأربعمائة فيها توفي أبو عبد الله محمّد بن عليّ بن أحمد بن المبارك البزّاز في صفر بدمشق.

__________________

(١) في «ز» : القطان.

(٢) كذا رسمها بالأصل ود ، وفي «ز» : ياتيك ، وفوقها ضبة وورد في الأنساب (الأرجاني) أبو عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن ماسك.

(٣) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : يزيد.

(٤) زيادة عن د ، و «ز» ، للإيضاح.

٢٣٩

وذكر أبو محمّد في موضع آخر : أنه مات يوم الثلاثاء الرابع من صفر.

وقال لي أبو الحسن الفرضي : توفي أبو عبد الله يوم الثلاثاء الرابع من صفر سنة خمس وثمانين وأربعمائة ، ودفن من يومه بعد العصر في مقبرة باب الصغير ، وذكر لي أن مولده سنة خمس وعشرين وأربعمائة.

٦٧٦٤ ـ محمّد بن عليّ بن أحمد أبو بكر الطوسي الخطيب

سمع بدمشق أبا الحسن الحنّائي.

روى عنه : الفقيه أبو الفتح الزاهد ، وأبو القاسم عبد الرحمن بن عليّ بن القاسم الكاملي.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه (١) ، وأبو محمّد بن طاوس ، وأبو الفرج أحمد ، وأبو أحمد عبد السّلام ابنا الحسن بن عليّ بن زرعة ، قالوا : أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن أحمد الطوسي ، أنبأنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي ، أنبأ أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان ، ثنا أبو علي الحسن بن حبيب ، ثنا أبو بكر أحمد بن زرقان المصيصي ، ثنا حسنويه بن الفرج الخيّاط ، حدّثني عبد العزيز بن عبد الصّمد العمي ، عن أبان بن أبي عيّاش عن أنس بن مالك قال :

خطبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على ناقته الجدعاء وليست بالعضباء فقال : «أيّها الناس كأن الموت فيها على غيرنا كتب ، وكأنّ الحق فيها على غيرنا وجب ، وكأنّ الذي تشيع من الأموات سفر ، عما قليل إلينا راجعون ، نبوّئهم أجداثهم ونأكل تراثهم ، كأنا مخلدون بعدهم ، قد أمنّا كلّ جائحة ونسينا كلّ موعظة ، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ، وأنفق من مال اكتسبه من حلال من غير معصية ، ورحم أهل الذل والمسكنة ، وخالط أهل الفقه والحكمة ، واتّبع السّنّة ، ولم يعدها إلى بدعة ، فأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله ، طوبى لمن حسنت سريرته وطهرت خليفته» [١١٤٨٠].

٦٧٦٥ ـ محمّد بن عليّ بن أحمد بن منصور بن محمّد بن عبد الله

أبو عبد الله بن قيس الغسّاني الفقيه الشافعي

ابن شيخنا أبي (٢) الحسن المالكي.

__________________

(١) من قوله : أبو الفتح إلى هنا سقط من «ز».

(٢) بالأصل : أبو.

٢٤٠