الكلام على وقفه المشهور :
معظم أوقافه واقعة في مكان واحد في دائرة واحدة في المحلة المعروفة بالجديدة ، وهناك جامعه في جملة هذه الدائرة ، ومن جملة شروط وقفه أن يصرف لرجل عالم ليقرأ الناس في العلوم والأحاديث في الأشهر الحرم ، وله في كل يوم خمسة عثامنة ، وأن يصرف لرجل من أهل العلم ليقرىء أطفال المسلمين بالمكتب الذي أنشأه الواقف بالقرب من الجامع خمسة عثامنة. وبعد أن ذكر رواتب باقي الموظفين بهذا الجامع ذكر صدقات كثيرة لأناس مخصوصين في الحرمين الشريفين ، ثم قال : وما فضل من الوقف المرقوم بعد الترميم والتعمير وإصلاح الوقف وصرف المعين لأربابه يقسم الباقي أثلاثا ، الثلث يرسل أيضا إلى مكة المشرفة والثلثان إلى المدينة المنورة يفرق إلى الفقراء والمساكين. حرر في ١٥ شوال سنة ١٠٦٤.
قال في شرط وقفه : إن للمتولي في كل يوم مقابلة أجرة توليته عشرين من العثامنة ، ولم يذكر أن يكون نقيب أشراف حلب هو المتولي عليه.
وفي المدة الأخيرة أثبتوا استنادا على التعامل اشتراط ذلك ، ويغلب على الظن أنه لا أصل له في شرط الواقف ، وقد كان المتولي عليه منذ أربعين سنة أبو الهدى أفندي الصيادي الخان شيخوني المولد (قرية من قرى المعرة) نزيل الآستانة الذي حصل له التقدم العظيم والقبول التام عند السلطان عبد الحميد والمتوفى فيها حوالي سنة ١٣٢٨ ، ووكل أمر هذا الوقف إلى الشيخ محمد العبيسي الحموي من حين أن أتى من بلدته حماة إلى حلب وذلك سنة ١٣٠٩ وبقي فيه مدة طويلة ، فباشر أمره مباشرة حسنة ورممه وزاد في ريعه ، ثم وكل أمره إلى عبد الرزاق أفندي الصيادي أخي أبي الهدى أفندي ، ثم انتقل منه إلى السيد مسعود أفندي الكواكبي حينما صار نقيبا للأشراف في حلب بعد وفاة أبي الهدى أفندي ، ولما عزل عن هذه الوظيفة وصارت النقابة لعبد الرزاق أفندي المذكور وذلك منذ ثلاث سنين سلم إليه الوقف برمته وذلك بعد أخذ ورد طال أمره بينه وبين دائرة الأوقاف بحلب والمراقبة العامة للأوقاف في بيروت ، وأخيرا أجبرت دائرة الأوقاف على تسليمه فسلمته إليه وهو بيده إلى هذه السنة وهي سنة ١٣٤٣ ، وتبلغ وارادته ١٥٠٠ ليرة عثمانية ذهبا ، وحقوق أهل الحرمين الصريحة في هذا الوقف متهاون فيها وقد كان يصلهم بعض حقوقهم ، وأما الآن فلا يصلهم منها شيء ولله الأمر من قبل ومن بعد.