بحثان
١ ـ الرذائل الأخلاقية
بالرغم من أنّ الآيات أعلاه تحدّثت عن الصفات الأخلاقية الرذيلة للمخالفين والمعاندين لرسول الإسلام محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إلّا أنّها في الوقت نفسه تعكس لنا نماذج ومفردات للصفات السلبية التي تبعد الإنسان عن الله عزوجل ، وتسقطه في وحل الشقاء والبؤس ، ممّا يستدعي من المؤمنين الملتزمين أن يكونوا على حذر منها ويراقبوا أنفسهم بدقّة من التلوّث بها ، ولذا فقد أكّدت الروايات الإسلامية كثيرا على هذا المعنى. ومن جملة ذلك ما يلي :
١ ـ نقرأ في حديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : «ألا أنبئّكم بشراركم؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : المشّاءون بالنميمة ، المفرّقون بين الأحبّة ، الباعثون للبرءاء المعايب» (١).
لقد كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يؤكّد كثيرا على البناء الأخلاقي للشخصية الإسلامية ، حتّى أنّه قال : «لا يبلّغني أحد عن أحد من أصحابي شيئا ، فإنّي أحبّ أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر» (٢).
٢ ـ وأخيرا نقرأ في حديث عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : «لا يدخل الجنّة جواظ ، ولا جعظري ، ولا عتل زنيم».
يقول الراوي : قلت : فما الجواظ؟ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : كلّ جمّاع منّاع ، قلت : فما الجعظري؟ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : الفضّ الغيظ؟ قلت : فما العتل الزنيم؟ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : رحب الجوف سيء الخلق أكول شروب غشوم ظلوم» (٣).
__________________
(١) اصول الكافي ، ج ٢ ، باب النميمة / حديث رقم ١.
(٢) (سنن أبي داود) أو (صحيح الترمذي) مطابقا لما نقل في ظلال القرآن ، ج ٨ ، ص ٢٣٠.
(٣) نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ١٩٤.