البهجة المرضيّة على ألفيّة ابن مالك

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

البهجة المرضيّة على ألفيّة ابن مالك

المؤلف:

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع
المطبعة: وفا
الطبعة: ١٩
ISBN: 978-964-6397-13-2
الصفحات: ٥٩٠

فتأمّل (١).

وكفّ مستعل ورا ينكفّ

بكسر را كغارما لا أجفو

ولا تمل لسبب لم يتّصل

والكفّ قد يوجبه ما ينفصل

(وكفّ) حرف (مستعل و) كفّ (را ينكفّ بكسر را) (٢) فتأتي الإمالة (كغارما لا أجفو (٣) ولا تمل لسبب لم يتّصل) (٤) كلزيد مال (٥) (والكفّ (٦) قد يوجبه ما ينفصل) ككتاب قاسم (٧) ، وخالف ابن عصفور في المسألتين (٨) وقوّاه ابن هشام (٩) رادّا به على

__________________

المصنف متردد فى ذلك فلا بأس لإمكان أن يكون المصنف قاطعا في عدم المانعية في الصورة الأولى وشاكا في الثانية.

(١) قيل في وجهه أنه إشارة إلى إمكان أن يكون مراد المصنف من قوله (يجوز ...) عدم التحتم الاستحساني لا الحقيقي والأمر في ذلك سهل.

(٢) يعني مانعية حرف الاستعلاء وكذا مانعية الراء ترتفع إذا وجد في الكلمة راء مكسورة.

(٣) فوجود الغين وهو حرف استعلاء لا يمنع عن إمالة الألف لوجود راء مكسورة بعدها.

(٤) يعني إن السبب كالكسرد والياء إذا لم يكن متصلا بالألف بأن يكون السبب في كلمة والألف في كلمة أخري فلا تمل الألف.

(٥) بإدغام نون تنوين الدال في الميم فيكون الألف واقعا بعد حرف (الميم) تال لسكون (نون التنوين) تال لكسر (دال زيد) فينبغي أن يمال بألف (مال) لكن لانفصال السبب وهو كسرة الدال عن الألف لكونها في كلمتين لم يمل.

(٦) يعني وأما الكف فليس مثل السبب في عدم تأثيره في المنفصل بل قد يوجب كف حرف مستعل في كلمة عن إمالة ألف في كلمة أخرى.

(٧) فكف القاف في (قاسم) وهو حرف استعلاء عن إمالة ألف (كتاب) وهما منفصلان.

(٨) فاجاز الامالة بسبب منفصل ومنع الكف بحرف في كلمة منفصلة يعني جوز الامالة إذا كان الحرف المستعلي في كلمة والألف في كلمة اخري من دون ان يؤثّر الحرف المستعلي عكس المصنف.

(٩) يعنى إن ابن هشام قوى قول ابن عصفور وأيده وبتقويته قول ابن عصفور رد على المصنف بأنه لا وجه

٥٤١

المصنّف.

أقول : الفرق قوّة المانع (١) ولذا قدّم على المقتضي. وأيضا (٢) فالمقتضي هنا (٣) إذا وجد لا يوجب (٤) الإمالة كما قال في الكافية وشرحها والمانع إذا وجد وجب الكفّ ، فاتّضحت تفرقة المصنّف ، وإتيانه بقد (٥) يشعر بأنّه قد لا يكفّ ، وبه صرّح في شرح الكافية.

وقد أمالوا لتناسب بلا

داع سواه كعماذا وتلا

(وقد أمالوا لتناسب) في رؤوس الآي وغيرها (بلا داع) أي طالب (٦) للإمالة (سواه (٧)

__________________

لإلغاء السبب عن سبيته فى الصورة الأولى كما لا وجه لمانعية المانع فى الصورة الثانة مع وجود المقتضى وانفصال المانع وإذا كان المانع المنفصل مانعا عن إمالة المنفصل فلم لم يؤثر السبب المنفصل في إمالة المنفصل وما الفرق بينهما.

(١) أشار بذلك إلى قاعدة كلية في المقتضي والمانع وهي أنه إذا تعارض المقتضي والمانع في شيء فالمانع متقدم على المقتضي لقوته التأثير كاجتماعهما في أكل الصائم نهارا فأن المقتضي للأكل وهو الجوع موجود لكن وجود المانع وهو الحرمة الشرعية أقوى فيمتنع عن الأكل فمقتضي القاعدة المذكورة في الصورة الأولي السبب لا يؤثر في المنفصل لأنه مقتض والمقتضي ضعيف وأما الصورة الثانية أي الكف فالمانع يؤثر لقوة المانع.

(٢) هذا دليل ثان للفرق بين الصورتين وحاصله أن أسباب الامالة في حد ذاتها ضعيفة عن التأثير وإن لم يوجد مانع لأنها إذا وجدت اقتضت الجواز والرجحان لا الوجوب لأن الامالة جائزة لا واجبة وأما المانع مثل حروف الاستعلاء إذا وجدت فالكف واجب ولا يجوز الإمالة فالمانع هنا أقوي من المقتضي لأن أثره الوجوب وأثر المقتضي هنا الجواز وإن لم يكن أقوي في مورد آخر.

(٣) أي : في الإمالة.

(٤) أي : لا يؤثر الوجوب بل أثره الجواز فقط.

(٥) في قوله : (والكف قد يوجبه ما ينفصل).

(٦) أي : موجب لها كالياء والكسرة.

(٧) أى : سوى التناسب.

٥٤٢

كعمادا) أي كألفه الأخيرة ، أميلت لتناسب الألف الّتي قبلها (١) (و) كألف (تلا) في قوله تعالى :

(وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها)(٢) أميلت وإن كان أصلها واوا (٣) لتناسب رؤوس الآي (٤).

ولا تمل ما لم ينل تمكّنا

دون سماع غيرها وغيرنا

(ولا تمل ما (٥) لم ينل تمكّنا) بأن كان مبنيّا (دون سماع) يحفظ نحو «الحجّاج وراء» (٦) ونحوها (٧) من فواتح السّور (غيرها وغيرنا) (٨) فأملهما وإن كانا غير متمكّنين قياسا.

والفتح قبل كسر راء في طرف

أمل كللأيسر مل تكف الكلف

كذا الّذي تليه ها التّأنيث فى

وقف إذا ما كان غير ألف

(والفتح قبل كسر راء في طرف أمل (٩) كـ «للأيسر مل تكف الكلف) أي كسينه (١٠) (كذا) أمل فتح الحرف (الّذي تليه ها التّأنيث في وقف) كرحمة ونعمة. وقوله (إذا ما كان) (١١) في (غير ألف) زيادة توضيح ، إذ معلوم أنّ الألف لا تفتح (١٢).

__________________

(١) وهي الألف التي بعد ميم (عماد) لأنها تستحق الإمالة لكونها واقعة بعد تالي الكسرة لأنها بعد الميم والميم بعد كسرة العين ومر بقوله (أو يلي ـ تالي كسر).

(٢) الشمس ، الآية : ٢.

(٣) لأنه من (التلو) وليس أصلها ياء لتستحق الإمالة.

(٤) لأن قبلها (ضحاها) وبعدها (جليها ويغشاها وبناها).

(٥) (ما) مفعول لـ «لا تمل» أي : لا تمل كلمة غير متمكنة إلا أن يكون مسموعا ومحفوظا من العرب.

(٦) فأمالوا (وراء) مع كونه مبنيا لأنه سمع هذا المثل من العرب بالإمالة.

(٧) أي : نحو (وراء) من فواتح السور مثل (قاف وصاد) فهي مبنية ولكن سمع إمالتها.

(٨) يعني يستثني من إمالة المبني لفظا (هاونا) فأنهما مبنيان لأنهما ضمير ومع ذلك إمالتهما قياسي.

(٩) يعني إذا كان حرف مفتوح قبل راء مكسورة في آخر الكلمة فالفتحة أملها إلى الكسرة تبعا لكسرة الراء.

(١٠) أي : سين (أيسر) في حالة الجر كما في المثال.

(١١) أي : الحرف الذى قبل تاء التأنيث غير ألف مثل فتاة.

(١٢) فلم تكن حاجة إلى القيد.

٥٤٣

هذا باب التّصريف

هو ـ كما في شرح الكافية ـ تحويل الكلمة من بنية إلى غيرها لغرض لفظيّ أو معنويّ (١) ، ولكثرة ذلك (٢) أتى بالتّفعيل الدّالّ على المبالغة.

حرف وشبهه من الصّرف بري

وما سواهما بتصريف حري

(حرف وشبهه) وهو (٣) المبنيّ (من الصّرف بريّ) عبّر به (٤) هنا دون التّصريف ، للإشعار بأنّه لا يقبله (٥) بوجه ، بخلاف ما لو أتي به (٦) فإنّه يوهم نفي كثرته والمبالغة فيه دون أصله (وما سواهما) وهو الاسم المتمكّن والفعل الّذي ليس بجامد (٧) (بتصريف

__________________

(١) فالتغيير لغرض لفظي كتغيير (قول وغزو) الفعلين الماضيين إلى قال وغز التحرك الواو وانفتاح ما قبلها فتغيرا لغرض لفظي أي : لقاعدة لفظية ولا أثر له في المعنى.

والتغيير لغرض معنوي كتغيير المفرد إلى التثنية والجمع وتغيير المصدر إلى الفعل والوصف.

(٢) أي : لكثرة التحويل والتغيير في الكلمات أتي بالتفعيل فقال (باب التصريف) ولم يقل باب الصرف لأن من معاني وزن (تفعيل) المبالغة فدل بذلك على كثرة وقوع الصرف.

(٣) أي : شبه الحرف هو المبنى.

(٤) أي : عبر هنا بالصرف ولم يعبر بالتصريف ليفهم أن الحرف وشبهه بريئان من أصل الصرف ولو عبر بالتصريف توهم أنهما بريئان من كثرة الصرف وهو خلاف المقصود.

(٥) أي : بأن الحرف وشبهه لا يقبل الصرف أصلا.

(٦) أي : بالتصريف.

(٧) الفعل الجامد كليس وعسى.

٥٤٤

حري) أي حقيق.

وليس أدني من ثلاثي يرى

قابل تصريف سوي ما غيّرا

(وليس أدنى من ثلاثي يري قابل تصريف) (١) إذ لا يكون كذلك (٢) إلّا الحرف وشبهه (٣) (سوى ما غيّرا)

بالحذف ، بأن كان أصله ثلاثة ثمّ حذف بعضه فإنّه يقبله كـ «يد» و «ق» و «بع» (٤).

ومنتهي اسم خمس ان تجرّدا

وإن يزد فيه فما سبعا عدا

(ومنتهى) حروف (اسم خمس إن تجرّدا) من زائد نحو سفرجل ، وأقلّه ثلاثة كرجل وما بينهما أربع كجعفر (وإن يزد فيه فما سبعا عدا) أي جاوز بل جاء على ستّة كانطلاق ، وسبع كاستخراج ، وقد يجاوز سبعا بتاء تأنيث كقز عبلانة ، قال بعضهم وبغيرها كقولهم : كذّبذبان.

وغير آخر الثّلاثي افتح وضمّ

واكسر وزد تسكين ثانيه تعمّ

(وغير آخر الثّلاثيّ) (٥) وهو أوّله وثانيه (افتح وضمّ واكسر) بتوافق وتخالف (٦)

__________________

(١) يعني الكلمة التي أقل من ثلاثة أحرف لا يجري فيها الصرف.

(٢) أي : أقل من ثلاثة.

(٣) كبعض الأسماء المبنية وضعا مثل الضمائر وأسماء الإشارة.

(٤) فإن الأول حذف منه الياء في آخره والثاني حذف منه الواو من أوله والياء من آخره والثالث حذف منه الياء من وسطه.

(٥) من الاسم.

(٦) أي : بتوافق الأول مع الثاني في الحركة واختلافهما.

٥٤٥

تبلغ تسعة (١) وهى من جملة أبنيته (٢) نحو فرس وعضد وكبد وعنق وصرد ودئل. وسيأتي (٣) أنّ هذا قليل «إبل ، ضلع» وسيأتي أنّ فعل مهمل (٤) (وزد (٥) تسكين ثانيه) مع فتح أوّله وضمّه وكسره تبلغ ثلاثة ، وهي مع ما تقدّم (تعمّ) أبنيته فلا يخرج عنها شيء نحو فلس برد جذع.

وفعل أهمل والعكس يقلّ

لقصدهم تخصيص فعل بفعل

(وفعل) بكسر الأوّل وضمّ الثّاني (أهمل) لثقل الانتقال من الكسر إلى الضّمّ ، والحبك إن ثبت فمن التّداخل (٦) (والعكس) وهو فعل بضمّ الأوّل وكسر الثّاني (يقلّ) في الأسماء (لقصدهم تخصيص فعل) وهو فعل المفعول (بفعل) (٧) وممّا جاء منه (٨) دئل لدويبة ودئم للأست (٩) ووعل للوعل (١٠).

وافتح وضمّ واكسر الثّاني من

فعل ثلاثي وزد نحو ضمن

__________________

(١) لأن صور التوافق ثلاثة فتحتان وضمتان وكسرتان كفرس وعنق وإبل وصور التخالف ستة فتح الأول وضم الثاني كعضد وفتح الأول مع كسر الثاني ككبد وضم الأول مع فتح الثاني كصرد وضم الأول مع كسر الثاني كدئل وكسر الأول مع فتح الثاني كضلع وكسر الأول مع ضم الثاني كحبك إن ثبت.

(٢) يعني هذه التسعة من جملة أبنية الاسم لا جميع أبنيته لأنها أكثر كما سيأتي.

(٣) بقوله : (والعكس يقل).

(٤) بقوله : (وفعل أهمل).

(٥) أي : زد على الأوزان التسعة هذه الثلاثة.

(٦) أي : الخلط بين القراءة بكسرتين والقراءة بضمّتين ، فالكسرة من الأولي والضمّة من الثانية.

(٧) أي : لأنّ العرب قصدوا اختصاص وزن فعل بالفعل (المجهول) ولهذا قلّ هذا الوزن في الاسم.

(٨) أي : مما سمع من العرب من وزن فعل في لاسم (دئل).

(٩) أي : الدبر.

(١٠) الشاة الجبليّة.

٥٤٦

(وافتح وضمّ واكسر الثّاني من فعل ثلاثىّ) مع فتح أوّله نحو ضرب ظرف علم ، وهذه فقط أبنيته الأصلية كما ذكر سيبويه (وزد) في أصوله عند بعضهم (نحو ضمن) بضمّ أوّله وكسر ثانيه والصّحيح أنّه ليس بأصل وإنّما هو مغيّر من فعل الفاعل (١).

وما احتجّ به ذلك البعض من أنّه جاءت أفعال لم ينطق لها بفاعل قطّ (٢) كزهي ولو كان فرعا للزم أن لا يوجد إلّا حيث يوجد الأصل مردود بأنّ العرب قد تستغني بالفرع عن الأصل (٣) ، ألا تري أنّه قد جاءت جموع لم ينطق لها بمفرد (٤) كمذاكير (٥) ونحوه وهي لا شكّ ثوان عن المفردات (٦).

ومنتهاه أربع إن جرّدا

وإن يزد فيه فما ستّا عدا

(ومنتهاه) أي الفعل (أربع إن جرّدا) من زائد كعربد وأقلّه ثلاث (وإن يزد فيه فما ستّا عدا) بل جاء على خمس كانطلق وستّ كاستخرج.

لاسم مجرّد رباع فعلل

وفعلل وفعلل وفعلل

ومع فعلّ فعلل وإن علا

فمع فعلّل حوي فعلللا

(لاسم مجرّد رباع) أوزان هي (فعلل) بفتح الأوّل والثّالث كثعلب (وفعلل)

__________________

(١) فهو فعل مجهول وفرع من المعلوم لا أصل برأسه.

(٢) أي : لم يستعمل الفعل المعلوم منه أبدا مثل (زهي) بمعني تكبّر ، إذ لم يأت منه زهي بفتح الزاء فهو وزن أصيل برأسه ولو كان فرعا من أصل لاستعمل أصله.

(٣) يعني إن عدم وجود الأصل في الاستعمال لا يدل على عدم وجوده المطلق بل يدل على الاستغناء عنه بوجود فرعه الموجود ، فالأصل موجود باقتضاء الوضع وان لم يحتج إليه بوجود فرعه.

(٤) أي : لم يستعمل مفردها.

(٥) للذكر والخصيتين ولم ينطق بمفردها (مذكر) ليكون بمعني أحد الثلاثة.

(٦) أي : لا شكّ أن هذه الجموع فروع عن مفرداتها فأصلية المفرد محفوظ وإن لم يوجد في الكلام.

٥٤٧

بكسرهما كزبرج (١) (وفعلل) بكسر الأوّل وفتح الثّالث كقلفع (٢) (وفعلل) بضمّهما كدملج (٣) (ومع فعلّ) بكسر الأوّل وفتح الثّاني وتشديد اللّام كفطحل (٤) (فعلل) بضمّ الأوّل وفتح الثّالث رواه الأخفش والكوفيّون كطحلب (٥).

(فإن علا) الاسم بأن كان خماسيّا (فمع) كونه حاويا لوزن (فعلّل) بفتح الأوّل والثّاني وتشديد اللّام الأولي وفتحها كشقحطب (٦) (حوي فعلللا) بفتح الأوّل والثّالث وكسر الرّابع كقهبلس (٧).

كذا فعلّل وفعللّ وما

غاير للزّيد أو النّقص انتمى

(كذا فعلّل) بضمّ الأوّل وفتح الثّاني وتشديد اللّام الأولي وكسرها من أوزان الخماسيّ كخبعثن (٨) (وفعللّ) بكسر الأوّل وفتح الثّالث وتشديد اللّام الأخيرة كقرطعب (٩).

(وما غاير) ما ذكرناه (١٠) (للزّيد) أي للزّيادة وهما (١١) مصدرا زاد (أو النّقص) أو

__________________

(١) بمعني الزينة.

(٢) الورد إذا شق وظهر سنبلته.

(٣) ما يربط على العضد من حلى.

(٤) قيل هو زمن خروج نوح من السفينة.

(٥) شيء أخضر يعلو الماء خاصة المياه العفنة في الغدران.

(٦) غنم كريه القرن.

(٧) هو الغمام.

(٨) الإبل الضخم.

(٩) بكسر الأول وسكون الثاني وفتح الثالث وسكون الرابع : الشيء الحقير.

(١٠) من أوزان الاسم.

(١١) أي : الزيد والزيادة مصدران لزاد.

٥٤٨

نحوه (١) (انتمى) (٢) كعلبط ، أصله علابط ومحرنجم ومنطلق وجخدب (٣).

والحرف إن يلزم فأصل والّذي

لا يلزم الزائد مثل تا احتذي

بضمن فعل قابل الأصول في

وزن وزائد بلفظه اكتفي

(والحرف (٤) إن يلزم) تصاريف الكلمة (٥) (فأصل) كضاد ضرب (٦) (والّذي لا يلزم) هو (الزّائد مثل تا اجتذى) لسقوطها من جذي يجذو جذوة (بضمن فعل) أي بما تضمنه من الحروف وهو الفاء والعين واللّام (قابل) (٧) يا أيّها الصّرفيّ (الأصول في وزن) الكلمة فقابل الأوّل بالفاء والثّاني بالعين والثّالث باللّام وقل : (٨) وزن ضرب فعل ويضرب يفعل.

(وزائد بلفظه اكتفى) (٩) كقولك في مكرم مفعل ، ويستثني المبدل من تاء الافتعال (١٠) كمصطفي فوزنه مفتعل أو المكرّر كما سيأتي (١١).

__________________

(١) أى : نحو النقص كتغيير شكل مثل تغيير جخدب بضم الجيم والدال إلى جخدب بفتح الدال.

(٢) أي : ينتسب الوزن المغاير لما ذكر إلى نقص أو زيادة فهو من الأوزان المذكورة لا أنه وزن آخر مستقل.

(٣) فالأول ناقص ، والثاني والثالث زائد والرابع (جخدب) مغير.

(٤) والمراد به الحرف الذي يعدّ من أجزاء الكلمة لا الحرف مقابل الاسم والفعل.

(٥) أي : إن كان ملازما لجميع صيغ الكلمة فهو من الحروف الأصليّة لها وإن وجد في بعض دون بعض فهو زائد.

(٦) فإنّه ملازم له في المفرد والتثنية والجمع ماضيا أو مضارعا أو أمرا فعلا أو وصفا.

(٧) فعل أمر من المقابلة يعني عليك أن تقابل وتوازن الحروف الأصليّة في كل كلمة مع حروف (فعل) مثلا كلمة (ضرب) تقابله معه وتقول ضاد فاء الفعل وراء عين الفعل وباء لام الفعل.

(٨) هذه مقابلة أخري وهي في شكل الكلمة من ناحية الحركات.

(٩) يعني إذا كان في الكلمة حرف زائد وأردت مقابلته (بفعل) فأت بلفظ الحرف الزائد في مقام المقابلة كما في الميم الزائدة في (مكرم) تأتي بالميم نفسه في المقابل وتقول (مفعل).

(١٠) أي : يستثني من الإتيان بلفظ الزائد الحرف المبدل من تاء الافتعال كالطاء في مصطفي الذي هو بدل عن التاء فلا يؤتي بلفظ الطاء في مقام المقابلة بل تأتي بالتاء فلا تقول مفطعل بل تقول (مفتعل).

(١١) بقوله (وإن يك الزائد ...) كحلتيت فلا يؤتي في الميزان بلفظ التاء بل بلفظ اللام لأنه تكرار له فيقال (فعليل) ولا يقال (فعليت).

٥٤٩

وضاعف اللّام إذا أصل بقي

كراء جعفر وقاف فستق

(وضاعف اللّام) في الميزان (إذا أصل) بعد ثلاثة (بقي (١) كراء جعفر) فقل وزنه فعلل (وقاف فستق) (٢) فقل وزنه فعلل.

وإن يك الزّائد ضعف أصل

فاجعل له في الوزن ما للأصل

(وإن يك) الحرف (الزّائد ضعف أصل) (٣) كتاء حلتيت ودال إغدودن (فاجعل له في الوزن ما للأصل) بأن تقابله بحرف من حروف فعل.

واحكم بتأصيل حروف سمسم

ونحوه والخلف في كلملم

(واحكم بتأصيل حروف سمسم ونحوه) (٤) لأنّه لا يصحّ إسقاط شيء منها (والخلف) (٥) ثابت (فى) ما صحّ إسقاطه (كلملم) بكسر الثّالث وكبكب (٦) فالكوفيّون

__________________

(١) يعني إذا رأيت أن أصل الكلمة لا يتمّ بثلاثة حروف من أوّلها مثلا رأيت أن أصل جعفر لا يتمّ بجعف بل الأصل بعد باق ففي ميزان هذه الكلمة كرّر اللام للحرف الرابع فقل جعفر على وزن (فعلل).

(٢) لأن أصله لا يتمّ بفست بدون القاف فقل (فستق على وزن فعلل).

(٣) أي : مماثلا لأحد الحروف الأصلية من الكلمة كحلتيت فأن التاء الأول أصل لأنه لام الكلمة والحرف الزائد وهو التاء الآخر مماثل للحرف الأصلى ، لأنه مماثل للام الكلمة ففي الميزان يؤتي باللام بدل الزائد فيقال (حلتيت على وزن فعليل) لا فعليت وكذا (اغدودن) فإن الدال الأول أصل وهو عين الكلمة فالدال الثاني الزائد يؤتي مقابله في الميزان عين كالدال الأصلي ولا يؤتي بالدال نفسه فيقال في الميزان (افعوعل) لا افعودل وإن كان الدال زائدا.

(٤) من كل رباعي بني من حرفين مكررين كصرصر وجعجع فجميع حروفها أصلية ولا يمكن الحكم بزيادة حرف منها إذ لو نقص منها حرف بقي مهملا بلا معنى.

(٥) أي : الاختلاف بين النحاة ثابت فيما إذا صحّ في رباعي مضاعف اسقاط شيء منه.

(٦) لصحّة حذف اللام الثاني من لملم فيقال (لمّ) بتشديد الميم فأنه بمعني الجمع وصحّة إسقاط الكاف الثاني من كبكب فيقال (كب) وهو بمعني الصبّ.

٥٥٠

الثّالث زائد مبدل من حرف مماثل للثّاني ، (١) والزّجاج زائد غير مبدل ، وبقيّة البصريّين أصل.

هذا وحروف الزّيادة عشرة جمعها النّاظم أربع مرّات في بيت ، وهو :

هناء وتسليم تلا يوم أنسه

نهاية مسؤول أمان وتسهيل (٢)

فألف أكثر من أصلين

صاحب زائد بغير مين

واليا كذا والواو إن لم يقعا

كما هما في يؤيؤ ووعوعا

(فألف أكثر من أصلين صاحب زائد بغير مين) (٣) كألف حاجب (٤) بخلاف ألف قال (٥).

(واليا كذا والواو) يكونان زائدين إذا صحبا أكثر من أصلين (إن لم يقعا) مكرّرين ولم يصدّر الواو مطلقا (٦) ولا الياء قبل أربعة أصول في غير المضارع (٧) نحو صيرف وقضيب وعجوز وجوهر ، (٨) فإن لم يصحبا أكثر من أصلين كبيت وسوط أو وقعا

__________________

(١) يعني إن اللام الثاني في (لملم) كان في الأصل ميما فاللام بدل عن الميم والكاف الثاني في (كبكب) أصله الباء والكاف بدل عنه فأصلهما (لمّم) و (كبّب) بتشديد الميم الأول والباء الأول فحذرا من توالى حروف مماثلة أبدلوا الميم باللام والباء بالكاف فصار لملم وكبكب.

(٢) والمرات الأربعة هكذا بين قوسين (هناء وتسليم) (تلا يوم أنسه) نهاية مسئول (أمان وتسهيل).

(٣) يعني إذا وقع الألف في كلمة وكان مع الألف في تلك الكلمة أكثر من حرفين أصليين بأن كانت ثلاثة أو أكثر فالألف زائدة وتقدير البيت هكذا (فألف صاحب أكثر من حرفين زائد).

(٤) لأنه صاحب ثلاث حروف أصلية الحاء والجيم والباء.

(٥) لأنه صاحب حرفين القاف واللام.

(٦) فإذا وقع الواو في الصدر لا يكون زائدا سواء كان قبل أربعة أحرف أو أقلّ.

(٧) يعني إذا وقع الياء في الصدر قبل أربعة أحرف أصول فلا يكون زائدا إلّا في المضارع إذا صدر أربعة أصول كيد حرج فيكون زائدا.

(٨) فالأمثلة الأربعة كلّها واجدة لشرائط الزيادة وأنما كرر المثال للإشعار بأن الياء الزائدة قد تقع بين الفاء و

٥٥١

مكرّرين (كما هما (١) في يؤيؤ) لطائر (ووعوعا) بمعنى صوّت ، أو تصدّر الواو كورنتل أو الياء قبل أربعة أصول كيستعور (٢) فأصلان (٣).

وهكذا همز وميم سبقا

ثلاثة تأصيلها تحقّقا

(وهكذا همز وميم) يكونان زائدين ، إن (سبقا ثلاثة) فقطّ (تأصيلها تحقّقا) (٤) كأصبع ومجذع ، فإن لم يسبقا أو سبقا أربعة أو ثلاثة لم يتحقّق أصالتها فأصلان. (٥)

كذاك همز آخر بعد ألف

أكثر من حرفين لفظها ردف

والنّون في الآخر كالهمز وفي

نحو غضنفر أصالة كفي

(كذاك همز آخر) يكون زائدا إذا وقع (بعد ألف أكثر من حرفين) أصلين (لفظها ردف) (٦) كحمراء وعلباء ، فإن وقع بعد ألف قبلها أصلان فقط كسماء فأصل.

__________________

العين كالأول وقد تقع بين العين واللام كالثاني والواو الزائدة أيضا كذلك كما في الأخيرين.

(١) أي : كالواو والياء في المثالين.

(٢) فإنه على وزن فعللول فالسين والتاء والعين والراء كلها أصليّة والياء صدر هذه الأربعة الأصول فهو أصل وليس بزائد.

(٣) أي : فالواو والياء في هذه الموارد أصلان وليسا زائدين.

(٤) أي : يكون أصليتها ثابتة.

(٥) فمثال عدم السبق نحو (كتأبيل) كخزعبيل اسم موضع باليمن و (ضرغام) اسم للأسد ولسبق أربعة فصاعدا نحو (مرزجوش) بقلة طيّبة الرايحة و (اصطبل) مربط الحيوانات وللسبق على ثلاثة لم يتحقّق أصالتها نحو (أفكل) للرعشة ، للجهل باصالة حروفه الثلاثة بعد الهمزة ، اذ لا يعلم أنّه على أفعل فتكون الثلاثة أصلية أو فعكل فتكون الكاف زائدة و (مهيد) على فعيل علما لشخص ، إذ لا يعلم أنه (فعيل) فتكون الياء زائدة أو اسم مفعول من (هاد) فتكون الثلاثة أصلية. ففي هذه الموارد الثلاثة تكون الهمزة والميم أصليين ولا زائدين.

(٦) يعني الهمزة تكون زائدة إذا وقعت بعد ألف ، والألف كان واقعا بعد أكثر من حرفين أصلين فهمزة

٥٥٢

(والنّون في الآخر كالهمز) فيكون زائدا إذا وقع بعد ألف قبلها أكثر من أصلين كندمان بخلاف رهان وهجان.

(و) النّون إذا كان ساكنا (في) الوسط (١) (نحو غضنفر) للأسد (أصالة كفي) وأعطي زيادة ، (٢) بخلاف ما إذا كان متحرّكا نحو غرنيق (٣) أولا في الوسط نحو عنبر (٤).

والتّاء في التّأنيث والمضارعة

ونحو الاستفعال والمطاوعة

والهاء وقفا كلمة ولم ترة

واللّام في الإشارة المشتهرة

(والتّاء) تكون زائدة (في التّأنيث) كمسلمة (والمضارعة) كتضرب (ونحو الاستفعال) والتّفعيل وما صرّف منهما كاستخراج وتسنيم (والمطاوعة) كالتّعلّم والتّدحرج والاجتماع والتّباعد وما صرّف منها.

تتمة : تكون السّين زائدة في الاستفعال (والهاء) تكون زائدة (وقفا) في [ما] الاستفهاميّة المجرورة (كلمة) و «جئت مجىء مه (٥)» (و) الفعل المجزوم نحو (لم تره) ولم يقضه وفي الأمّهات والإهراق (٦) (واللّام) تكون زائدة (في الإشارة المشتهرة)

__________________

(حمراء) زائدة لوقوعها بعد ألف والألف بعد ثلاثة حروف أصلية.

(١) أي : الوسط الحقيقي بأن يكون قبله حرفان وبعده حرفان كما في غضنفر.

(٢) هذه العبارة من الشارح تكميل لمعني (كفي) وكفي بمفعولين الأول نائب الفاعل وهو ضمير النون والثاني أصالة فمعني البيت أن النون إذا كان في الوسط فهو كاف لتكميل الحروف الأصلية للكلمة ، إذ لا اقلّ من احتفافه بحرفين ومعه تكون ثلاثة ، والثلاثة كاف لحروف الأصول ، فيستحق هذه الكلمة أن يعطي حرفا زائدا لاستكماله من ناحية الأصول.

(٣) طائر من طيور الماء طويل العنق.

(٤) نونه أصليّة لعدم وقوعه في الوسط الحقيقي.

(٥) هذا مثال لجرّ (ما) بالإضافة.

(٦) أصل الأمهات أماّت جمع أم ، والهاء زائدة وأصل أهراق أراق وهائه زائدة.

٥٥٣

نحو ذلك وتلك وهنالك وفي طيسل (١).

وامنع زيادة بلا قيد ثبت

إن لم تبيّن حجّة كحظلت

(وامنع) يا أيّها الصّرفي (زيادة بلا قيد ثبت) (٢) كما بيّناه (إن لم تبيّن حجّة) على زيادته من اشتقاق (٣) ، فإن بيّنت قبلت فيحكم بزيادة نونّي «حنظل وسنبل» لسقوطهما (٤) (كحظلت) الإبل وأسبل الزّرع وهمزتي «شمأل وإحبنطأ» وميمي «دلامص وابنم» وتائي «ملكوت وعفريت» وسيني «قدموس واستطاع (٥)» لسقوطها في «الشّمول والحبط والدلاصة والبنوّة والملك والعفر والقدم والطّاعة».

__________________

(١) كجعفر بمعني الرمل الكثير والماء الكثير لازمه زائدة ، لأن (طيس) بغير لام أيضا بهذا المعنى.

(٢) يعني لا يصحّ أن يقع هذه الحروف زائدة من دون وجود الشروط المذكورة في زيادتها.

(٣) من بيانية أي : ما لم يقم دليل على زيادتها والدليل لذلك أن يشتقّ منه صيغة فاقدة لذلك الحرف فيكشف ذلك عن زيادته.

(٤) أى : لأن نونيهما سقطا في حظلت وأسبل الزرع المشتقين من (حنظل وسنبل).

(٥) يعني هذه الحروف أيضا زائدة في هذه الكلمات لأنها سقطت في الكلمات المشتقة منها فشمأل مشتق من (شمول) وهو فاقد للهمزة وهكذا باقي الأمثلة.

٥٥٤

فصل في زيادة همزة الوصل

للوصل همز سابق لا يثبت

إلّا إذا ابتدي به كاستثبتوا

وهو لفعل ماض احتوي على

أكثر من أربعة نحو انجلى

والأمر والمصدر منه وكذا

أمر الثّلاثي كاخش وامض وانفذا

(للوصل همز سابق (١) لا يثبت إلّا إذا ابتدي به) لأنّه جيء به لذلك (٢) (كاستثبتوا وهو) لا يكون للمضارع مطلقا (٣) ولا لماض ثلاثيّ ولا رباعيّ بل (لفعل ماض احتوي على أكثر من أربعة نحو انجلى) واستخرج (والأمر والمصدر منه) (٤) نحو انجل واستخرج وانجلاء وإستخراجا (وكذا أمر الثّلاثي كاخش وامض وانفذا) (٥).

وفي اسم است ابن ابنم سمع

واثنين وامري وتأنيث تبع

وايمن همز أل كذا ويبدل

مدّا في الاستفهام أو يسهّل

(و) هو (في اسم) و (أست) وهو العجز و (ابن) و (ابنم) وهو ابن زيدت عليه

__________________

(١) أي : في أول الكلمة.

(٢) أي : لأنه جىء به ، لأن يثبت ويتلفظ به وذلك لسكون الحرف الذي بعده وعدم إمكان الابتداء بالساكن فثبوته في الابتداء ضروريّ.

(٣) ثلاثيا كان أو رباعيا مجردا أو مزيدا لضرورة تصدر المضارع بحروف (أتين).

(٤) أي : مما احتوي على أكثر من أربع يعني الأمر والمصدر من المزيد.

(٥) مثل بثلاث أمثلة ليدل على أن همزة الوصل تكون في الأمر من الثلاثي سواء كان مكسور العين أو مفتوحه أو مضمومه.

٥٥٥

ميم (سمع) فحفظ (١) ولم يقس عليه (و) سمع أيضا في (اثنين وامري وتأنيث) لهذه الثّلاثة (تبع) وهو ابنة واثنتان وامرأة (و) في (أيمن) في القسم. قال ابن هشام : وينبغي أن يعدّوا «أل» الموصولة و «أيم» لغة في «أيمن» (٢) ، فإن قالوا (٣) هي أيمن فحذفت اللّام ، قلنا في جوابهم و «ابنم» هو «ابن» فزيدت الميم. قلت : وعلى هذا (٤) ينبغي أن يعدّوا أيضا «أم» لغة فيه فاعلم. (همز أل) المعرفة (كذا) أي وصل ، وهذا اختيار لمذهب سيبويه ، والخليل يقول إنّه قطع كما تقدّم في بابه (٥) مبيّنا ويخالف همزتها ما قبله (٦) في أنّه (يبدل مدّا في الاستفهام) نحو (قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ)(٧) الأنعام ـ ١٤٣ (أو يسهّل) (٨) نحو :

أألحقّ إن دار الرباب تباعدت

أو انبتّ حبل أنّ قلبك طائر (٩)

__________________

(١) أي : فقيل وجوده في هذه الكلمات لصدوره من أهل اللسان ، ولكن لا يقاس عليه.

(٢) يعني قال ابن هشام أنه كان ينبغي أن يعدوا من جملة ما فيه همزة الوصل (أل الموصولة وأيم الذي هو لغة في أيمن) لأن همزتهما أيضا همزة وصل ، فهذا غفلة من القوم.

(٣) يعني أن قالوا في مقام رفع الإشكال (إشكال عدم ذكر أيم في كلامهم) أن أيم ليس لفظا مستقلا ، بل هو أيمن بحذف النون منه فلا حاجة إلى ذكره.

(٤) يعني بناء على عدّ اللغاة الشاذة في عداد الألفاظ المشهورة كما فعله ابن هشام فينبغي أن يعدوا (أم) الذي هو لغة في (أل) أيضا في عدادها وهذا الكلام من الشارح إمّا ايراد على ابن هشام أو تأييده له.

(٥) أي : في باب (المعرف بأداة التعريف) بقوله (أل حرف تعريف أو اللام فقط) وقوله مبينا أي : مفصّلا وموضّحا.

(٦) يعني يخالف همزة أل المعرفة همزة الكلمات التي ذكرت قبله مما فيه همزة الوصل في أن همزة تلك الكلمات لا تنقلب ألفا أبدا ولا تسهّل وأما همزة أل المعرفة فتنقلب ألفا إذا تقدم عليه همزة الاستفهام أو تسهّل.

(٧) فإن الأصل (أألذكرين).

(٨) التسهيل هنا هو التلفظ بالهمزة بصوت بين الهمزة والألف.

(٩) يعني هل ينبغي أن بعدت دار رباب أو انقطع حبل مودّها أن يطير قلبك فتموت شوقا اليها. الشاهد في تسهيل الهمزة الثانية في (أألحق) لوقوفها بعد همزة الاستفهام.

٥٥٦

هذا باب الابدال

أحرف الإبدال هدأت موطيا

فأبدل الهمزة من واو ويا

آخرا اثر ألف زيد وفي

فاعل ما أعلّ عينا ذا اقتفي

(أحرف الإبدال) عدّها في التّسهيل ثمانية وزاد هنا الهاء ، وتقدّم أنّها بدل من التّاء (١) في الوقف على نحو «رحمة ونعمة» فصارت تسعة يجمعها قولك : (هدأت موطيا).

(فأبدل الهمزة) أي خذها بدلا (من واو و) من (ياء) حال كون كلّ منهما (آخرا إثر ألف زيد) (٢) نحو رداء وكساء (٣) بخلاف «تعاون وتباين» لعدم تطرّفهما (٤) ونحو «غزو وظبي» لعدم تلوهما الألف ، ونحو «واو وواي» لأصالة الألف (٥).

(وفي) اسم (فاعل ما) أي فعل (أعلّ عينا ذا) أي إبدال الهمزة من ياء ومن واو

__________________

(١) فليس حرفا آخر.

(٢) يعني إذا وقع واو أو ياء آخر الكلمة وكان قبلهما ألف زائدة فأبد لهما ألفا فهنا ثلاث شروط :

(الأول) : وقوعهما آخر الكلمة.

(الثانى) : أن يكونا بعد ألف.

(الثالث) : أن يكون الألف زائدة.

(٣) أصلهما (رداو) و (كساي).

(٤) أي : لعدم كون الواو والياء في آخر الكلمة.

(٥) أي : لأن الألف فيهما أصلي وليس زائدا والشرط زيادته و (واو) اسم للحرف و (واي) اسم لمفازة.

٥٥٧

(اقتفي) كبائع وقائم ، (١) بخلاف ما لم تعلّ عينه (٢) وإن اعتلّت (٣) نحو عين فهو عاين وعور فهو عاور ، والإعلال إعطاء الكلمة حكمها (٤) من حذف وقلب ونحو ذلك ، والاعتلال كونها حرف علّة.

والمدّ زيد ثالثا في الواحد

همزا يري في مثل كالقلائد

(والمدّ) الّذي (زيد ثالثا في الواحد (٥) همزا يرى) بالإبدال (فى) جمعه على مفاعل (مثل كالقلائد) والصّحائف والعجائز ، (٦) بخلاف الّذي لم يزد نحو مفازة ومفاوز ومسيرة ومساير ومثوبة ومثاوب (٧).

كذاك ثاني ليّنين اكتنفا

مدّ مفاعل كجمع نيّفا

(كذاك) يبدل همزا (ثاني) حرفين (ليّنين اكتنفا مدّ مفاعل) أي وقع أحدهما قبله والآخر بعده وتوسّطهما (كجمع) شخص (٨) (نيّفا) على «نيائف» و «أوّل» على «أوائل» و «سيّد» على «سيائد» ، (٩) بخلاف نحو «طواويس» ، (١٠) وقدّرت فاعل جمع المحذوف

__________________

(١) لأن أصل فعلهما (بيع وقوم) فاعل عينهما ألفا.

(٢) أي : بخلاف ما لم يجر الإعلال في عينه ، أي : لم يغيّر عينه وبقي على حاله.

(٣) أي : وإن كان عينه حرف علة.

(٤) أي : إجراء قواعد الصرف عليها.

(٥) يعني إذا كان الحرف الثالث من المفرد حرف مدّ وهو الألف والواو والياء ، وكان زائدا لا أصليا فإذا جمعته على (مفاعل) أبدل ذلك المدّ همزة.

(٦) فإن الألف في قلادة والياء في صحيفة والواو في عجوز ثالث حروف الكلمة وزائد لأنّ الحروف الأصلية منها (قلد وصحف وعجز).

(٧) فإن أصولها (فوز وسير وثوب) فالمدّ فيها أصلي.

(٨) أي : مثل أن يجمع شخص كلمة نيّف على نيائف فجمع هنا بمعناه المصدرى.

(٩) وأصلها نيايف وأوايل وسيايد.

(١٠) لأنه على (مفاعيل) وشرط أن يكون على مفاعل بقوله (مدّ مفاعل).

٥٥٨

المنويّ (١) بشخص تبعا للكافية.

وافتح وردّ الهمز يا فيما أعلّ

لاما وفي مثل هراوة جعل

واوا وهمزا أوّل الواوين ردّ

في بدء غير شبه ووفي الأشدّ

(وافتح وردّ الهمز) المبدل (٢) من ثاني اللّينين المكتنفين مدّ مفاعل (يا فيما أعلّ لاما) المبدل (٣) منه كقضيّة وقضايا أصلها قضائي فأبدلت الهمزة ياء مفتوحة فانقلبت الياء المتطرّفة ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها.

(و) الهمز (في مثل هراوة) (٤) إذا جمع (جعل واوا) لأنّه حينئذ (٥) يصير «هرائي» ، فتفتح الهمزة للاستثقال (٦) فتقلب الياء ألفا لما سبق (٧) فيصير هراءا (٨) فيكره اجتماع

__________________

(١) أي : الفاعل المقدر قدّرتها بشخص تبعا للكافية والّا لأمكن أن يجعل (جمع) اسما ويضاف إلى نيّفا ويجعل الألف أطلاقا للضرورة.

(٢) أي : الهمز الذي هو بدل من ثاني اللينين حسب القاعدة السابقة بقوله (كذاك ثاني لينين ...).

(٣) يعني الهمزة التي كانت بدلا عن ياء حسب البيت السابق ردّها في خصوص معتل اللام إلى الياء.

وهذه القاعدة تنطبق على نحو (قويّة) إذا جمعت على مفاعل فتكون قوائي لأنّ المدّين في هذا المثال وهما الواو والياء مكتنفان بألف مفاعل فحسب هذه القاعدة تردّ الهمزة ياء مفتوحة فتنقلب الياء الأخيرة ألفا فتصير قوايا وكذا نحو (حوايا) جمع حوّية ، وأما تمثيله بنحو (قضيّة وقضايا) فهو توسعة في القاعدة أي إشعار بأنّ رد الهمزة ياء لا ينحصر بالمبدل من ثاني مكتنفين بل يشمل المبدل من لين بعد مدّ مفاعل مطلقا وإن لم يكن قبله لين كما في (قضية) فإن مد المفاعل فيها غير مكتنف بلينين لعدم لين قبله.

(٤) العصا الضخمة كهراوة الفاس والمعول ، أي : يدتهما.

(٥) أي : لأن جمع هراوة حينما تجمع على مفاعل يصير هرائى حسب القاعدة التي مضت في نحو قلائد جمع قلادة.

(٦) أي : لثقل كسرة بعدها ياء.

(٧) في (قضائي) أي : لتحركها وانفتاح ما قبلها.

(٨) براء وألف وهمزة وألف.

٥٥٩

الأمثال (١) ففعل به ما ذكر (٢) وقيل (٣) هراوي.

(وهمزا أوّل الواوين ردّ) (٤) إذا كانا متواليين (في بدء) كلمة (غير شبه ووفي الأشدّ) (٥) كأواصل (٦) بخلاف ما إذا كانا في بدء شبه ووفى ، وهو كلّ ما ثاني واويه منقلب عن ألف فاعل (٧) إذ أصله وافي فلا يردّ همزا.

ومدّا أبدل ثاني الهمزين من

كلمة أن يسكن كآثر وائتمن

فصل : (ومدّا أبدل ثاني الهمزين من كلمة إن يسكن) ذلك الهمز ثمّ المدّ يكون من جنس الحركة الّتي قبله (٨) (كآثر) أصله أأثرو (أوتمن) بضمّ التّاء أصله ائتمن وإيثار أصله إئثار.

وقيّد الهمز بالسّكون لأنّ في غيره (٩) تفصيلا أشار إليه بقوله :

إن يفتح إثر ضمّ أو فتح قلب

واوا وياء إثر كسر ينقلب

(إن يفتح) ثاني الهمزين وكان (إثر) همز ذي (ضمّ أو فتح قلب واوا) (١٠) كأواخذ

__________________

(١) ألف وهمزة وألف ، لأن الهمزة بحكم الألف فاجتمع ثلاث أمثال.

(٢) أي : جعل همزته واوا.

(٣) أي : فصار هراوي بألف وواو وألف.

(٤) يعني إذا اجتمع واوان أول كلمة وكانا متواليين بأن لم يفصل بينهما حرف فأبدل أولهما همزة فقل في (وواصل) أواصل بشرط أن لا يكون الواو الثاني بدلا عن ألف المفاعلة.

(٥) أى : في غير المجهول الماضى من المفاعلة.

(٦) أصله (وواصل) جمع واصلة كضوارب جمع ضاربة.

(٧) (فاعل) ماض من المفاعلة فإن (ووفي) مجهول وافي كضورب مجهول ضارب.

(٨) أي : يكون المدّ من جنس حركة الهمزة الأولي فإن كانت الأولي مفتوحة فالمد ألف أو مضمومة فواو أو مكسورة فياء.

(٩) أي : في غير الساكن وهو المتحرك.

(١٠) يعني أن كانت الهمزة الثانية مفتوحة والأولي مضمومة أو مفتوحة قلبت الثانية واوا وأن كانت الثانية

٥٦٠