البهجة المرضيّة على ألفيّة ابن مالك

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

البهجة المرضيّة على ألفيّة ابن مالك

المؤلف:

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع
المطبعة: وفا
الطبعة: ١٩
ISBN: 978-964-6397-13-2
الصفحات: ٥٩٠

فعلت) من التّذكير في المذكّر والتّأنيث في المؤنّث (فافعل) أيضا معه (١) (قصدا) وهذا (٢) جواب الشّرط المقدّر في كلامه ، الّذي أبرزته.

ولثلاثة وتسعة وما

بينهما إن ركّبا ما قدّما

(ولثلاثة وتسعة وما بينهما إن ركّبا) مع عشر (ما قدّما) من ثبوت التّاء في التّذكير وسقوطها في التّأنيث نحو «عندي ثلاثة عشر رجلا» و «ثلاث عشرة امرأة».

وأول عشرة اثنتى وعشرا

اثني إذا أنثي تشا أو ذكرا

واليا لغير الرّفع وارفع بالألف

والفتح في جزأي سواهما ألف

(وأول عشرة) بالتّاء (اثنتى) كذلك (٣) (وعشرا) بغير تاء (اثنى) كذلك (٤) (إذا أنثى تشا) راجع للاوّل (٥) (أو ذكرا) راجع للثّاني (٦) نحو (فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ) اثنتي (عَشْرَةَ عَيْناً)(٧)(٨) ، (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً)(٩).

__________________

(١) أي : مع (عشر) حال تركيبه مع غير أحد وإحدى.

(٢) يعنى قوله (فافعل) جواب شرط لم يذكره المصنف صريحا وأنا (الشارح) أبرزته بقولي (إذا كان).

(٣) أي : بالتاء مثل عشرة.

(٤) أي : بغير تاء مثل (عشر).

(٥) يعني قوله (إذا أنثي تشا) مرتبط بالقسم الأول وهو عشرة واثنتي أي : إذا أردت عدّ مؤنّث فاذكر عشرة بالتاء بعد اثنتي بالتاء وقل اثنتي عشرة امرأة.

(٦) أي : لعشر وأثنى.

(٧) فإن (عين) مؤنّث سماعى.

(٨) البقرة ، الآية : ٦٠.

(٩) التوبة ، الآية : ٣٦.

٤٦١

هذا ، والمعرب ممّا ذكر (١) اثني واثنتي (واليا) فيهما (٢) (لغير الرّفع).

(وارفع بالألف) كما تقدّم في أوّل الكتاب (٣) (والفتح) بناء (في جزئي سواهما ألف) (٤) أمّا البناء فلتضمّنه معني حرف العطف (٥) وأمّا الفتح فلخفّته وثقل المركّب ، (٦) واستثنى (٧) في الكافية «ثماني» فيجوز إسكان يائها وكذا حذفها مع بقاء كسر النّون ومع فتحها (٨).

وميّز العشرين للتّسعينا

بواحد كأربعين حينا

(وميّز العشرين) وما بعدها (٩) (للتّسعينا) أي معها (بواحد) نكرة منصوبة (كأربعين حينا) و (ثَلاثِينَ لَيْلَةً)(١٠)(١١).

وميّزوا مركّبا بمثل ما

ميّز عشرون فسوّينهما

__________________

(١) أي : من الأعداد المركبة من أحد عشر إلى تسعة عشر كلا الجزئين مبنيان سوي اثني واثنتي فهما معربان.

(٢) أي : اثني واثنتي يكونان بالياء في حالتي النصب والجر وبالألف في حالة الرفع.

(٣) في باب المعرب والمبني بقوله (كلتا كذاك اثنان واثنتان).

(٤) أي : كلا جزئي سوي اثني واثنتي مبني على الفتح كثلاثة عشر بفتح ثلاثة وعشر واثني عشر بفتح عشر فقط.

(٥) فثلاث عشر بتقدير ثلاث وعشر وكذا تسعة عشر بتقدير تسعة وعشر.

(٦) أي : لكون هذه الأعداد مركبة والمركب ثقيل انتخب لها أخف الحركات وهي الفتحة ليتعادل ثقل المركب بخفّة الحركة.

(٧) أي : استثني المصنف من البناء على الفتح في المركبات المذكورة (ثمانى).

(٨) فيجوز في ثمانية عشر ثلاث وجوه : ثماني عشر بسكون الياء ، وثمان عشر بكسر النون وفتحها.

(٩) كثلاثين وأربعين.

(١٠) فالمذكر والمؤنث سواء.

(١١) الأعراف ، الآية : ١٤٢.

٤٦٢

(وميّزوا مركّبا بمثل ما ميّز عشرون (١) فسوّينهما) (٢) نحو «عندي أحد عشر رجلا» و (قَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً)(٣) أي فرقة أسباطا (٤).

وإن أضيف عدد مركّب

يبق البنا وعجز قد يعرب

(وإن أضيف عدد مركّب) غير اثني عشر واثنتي عشرة (يبق البنا) في الجزأين نحو «هذه خمسة عشرك» (٥) (وعجز) وحده (قد يعرب) (٦) في لغة رديّة كما قال سيبويه.

وضع من اثنين فما فوق إلى

عشرة كفاعل من فعلا

(وصغ (٧) من اثنين فما فوق إلى عشرة) أي معها (كفاعل) المصوغ (من فعلا).

واختمه في التّأنيث بالتّاء ومتى

ذكّرت فاذكر فاعلا بغيرتا

(واختمه في التّأنيث) للمعدود (٨) (بالتاء) فقل ثانية وثالثة إلى عاشرة (ومتي

__________________

(١) يعني إن تمييز المركب من حيث الإفراد والنصب مثل تميز العشرين إلى التسعين فالمركب أيضا تمييزه مفرد منصوب.

(٢) أي : سوّبين تمييز المركب وتمييز العشرين إلى التسعين يعني إن تمييزهما متساويان.

(٣) الأعراف ، الآية : ١٦٠.

(٤) هذا دفع توهم ، وهو أن (أسباطا) جمع ، وقلتم أن تمييز المركب مثل تمييز العشرين إلى التسعين فيجب أن يكون مفردا فدفع التوهم بأن التمييز هنا مقدّر وهو فرقة وأما أسباط فهو بدل عن التمييز الأصلي.

(٥) بفتح خمسة وعشر كليهما مع إضافة المركب إلى الكاف.

(٦) أي : الجزء الثاني من المركب قد يعرب في لغة غير فصيحة ففي مثال (هذا خمسة عشرك) يقرء برفع عشر.

(٧) أي : يشتقّ اسم الفاعل من هذه الأعداد كما يشتقّ فاعل من (فعل) ويؤنّث مع المعدود المؤنث ويذكر مع المذكر ، يقال : امرأة ثانية وعاشرة ورجل ثان وعاشر.

(٨) أي : إذا كان المعدود مذكّرا.

٤٦٣

ذكّرت) بتشديد الكاف المعدود (فاذكر فاعلا) هذا المصوغ (١) (بغير تاء) فقل ثان وثالث إلى عاشر.

وإن ترد بعض الّذي منه بني

تضف إليه مثل بعض بيّن

(وإن ترد به (٢) بعض الّذي منه بني) أي صيغ (تضف إليه) نحو (ثانِيَ اثْنَيْنِ)(٣) أي أحدهما ، و (ثالِثُ ثَلاثَةٍ)(٤) أي أحدها ، ولا يجوز تنوينه ونصبه (٥) وهذا (مثل بعض بيّن) فإنّه لا يستعمل إلّا مضافا إلى كلّه (٦) كبعض ثلاثة.

وإن ترد جعل الأقلّ مثل ما

فوق فحكم جاعل له احكما

(وإن ترد) به (٧) (جعل) العدد (الأقلّ مثل ما فوق) بأن تستعمله مع ما سفل (فحكم جاعل) أي اسم الفاعل (له احكما) فأضفه (٨) أو نوّنه وانصب به نحو «رابع

__________________

(١) (فاعلا) في عبارة الناظم مفعول لا ذكر ، وأما في عبارة الشارح فهو حال أي اذكر حال كونك جاعلا هذا المصوغ أي : المشتق بغير تاء.

(٢) أي : باسم الفاعل المشتق من هذه الأعداد بعضا من العدد المشتق منه ، مثلا أردت من الثالث بعض الثلاثة أي : فردا من الثلاثة فتضيف الثالث إلى الثلاثة فتقول ثالث ثلاثة.

(٣) التوبة ، الآية : ٤٠.

(٤) المائدة ، الآية : ٧٣.

(٥) أي : لا يجوز أن تنوّن الفاعل أي (الثاني والثالث) مثلا ولا أن تنصب بالفاعل الاسم المشتق منه أي : بأن تنصب بالثاني اثنين وبالثالث ثلاثة كما ينصب اسم الفاعل مفعوله فتقول ضارب زيدا بتنوين ضارب.

(٦) فاسم الفاعل من هذه الأعداد أيضا لا يستعمل إلا مضافا إلى العدد المشتق منه.

(٧) أي : باسم الفاعل من هذه الأعداد يعني إن أردت أن ترفع عددا إلى ما فوقه بسبب اسم فاعل من عدد الفوق ، كما إذا كان عندك ثلاث كتب فأردت أن تضم إليها كتابا آخر فتقول هذا رابع ثلاثة فلك في إعراب هذا التركيب أن تضيف (رابع) إلى ثلاثة وأن تنصب ثلاثة برابع لأن (رابع) اسم فاعل وهو بمعني جاعل واسم الفاعل قد يضاف إلى مفعوله وقد ينصبه.

(٨) أي الفاعل إلى العدد أو نوّن الفاعل وانصب به العدد.

٤٦٤

ثلاثة» و «رابع ثلاثة» أي جاعلها أربعة (١).

وإن أردت مثل ثاني اثنين

مركّبا فجيء بتركيبين

(وإن أردت) به بعض الّذي منه بني (٢) (مثل) (ما سبق في (ثاني اثنين) وكان الّذي منه بني (مركّبا فجي بتركيبين) أوّلهما فاعل مركّبا مع العشرة ، وثانيهما ما بني منه مركّبا أيضا مع العشرة ، وأضف جملة المركّب الأوّل إلى جملة المركّب الثّاني ، فقل : ثاني : «عشر اثني عشر» و «ثانية عشرة اثنتي عشرة».

أو فاعلا بحالتيه أضف

إلي مركّب بما تنوي يفي

(أو فاعلا بحالتيه) التّذكير والتّأنيث (أضف) بعد حذف عجزه (٣) (إلى مركّب) ثان ، فإنّه (بما تنوي) أي تقصد (يفي) نحو «ثالث ثلاثة عشر» و «ثالثة ثلاث عشرة».

وشاع الاستغنا بحادي عشرا

ونحوه وقبل عشرين اذكرا

وبابه الفاعل من لفظ العدد

بحالتيه قبل واو يعتمد

(وشاع الإستغناء) عن الإتيان بتركيبين أو بفاعل مضافا إلى مركّب (٤) (بحادي

__________________

(١) لأنه إذا انضمّ واحد إلى ثلاثة يجعل الثلاثة أربعة.

(٢) أي : لكن كان العدد الذي بني منه الفاعل مركبا مثلا أردت أن تقول هذا مكمّل لإثني عشر فأت بتركيبين التركيب الأول اسم فاعل العدد مع عشرة فتقول ثاني عشر.

والتركيب الثاني : نفس العدد المشتق منه مع عشر أي إثني عشر فتضيف التركيب الأول إلى التركيب الثاني وتقول هذا ثاني عشر إثني عشر.

(٣) أي : (عشرة) فالمضاف مفرد والمضاف إليه مركب.

(٤) أي : يستغني عن الوجهين السابقين بحادي عشر وثاني عشر مثلا ويفيد نفس المعني المستفاد من الوجهين.

٤٦٥

عشرا) وهو المركّب الأوّل ، وحذف الثّاني كما قاله في شرح الكافية (ونحوه) إلى تاسع عشر.

(وقبل عشرين اذكرا وبابه) (١) إلى تسعين (الفاعل) المصوغ (من لفظ العدد بحالتيه) التّذكير والتّأنيث (قبل واو) عاطفة (يعتمد) فقل «حادي وعشرون» ، «حادية وتسعون».

__________________

(١) يعني إن أردت أن تجعل العدد الأقل مثل ما فوق بسبب اسم الفاعل من عدد ما فوق فطريقته أن تجعل الفاعل المشتق من عدد الفوق قبل عشرين مثلا وتعطف عليه (عشرين) بواو فتقول ثاني وعشرون كما تقول هذا اليوم الثاني والعشرون من الشهر ، أي : هذا اليوم جاعل الواحد والعشرين اثنين وعشرين.

٤٦٦

فصل في كم وكأي وكذا

وهي ألفاظ عدد مبهم الجنس والمقدار (١).

ميّز في الاستفهام كم بمثل ما

ميّزت عشرين ككم شخصا سما

(ميّز) إذا كان (في الاستفهام كم) بأن تكون بمعني أي عدد (بمثل ما ميّزت عشرين) أي بتمييز منصوب (ككم شخصا سما) أي علا

وأجز أن تجرّه من مضمرا

إن وليت كم حرف جرّ مظهرا

واستعملنها مخبرا كعشرة

أو مائة ككم رجال أو مرة

(وأجز أن تجرّه) أي تمييز كم الاستفهاميّة (من مضمرا (٢) إن وليت كم حرف جرّ مظهرا) نحو «بكم درهم تصدّقت» أي بكم من درهم ، وفيه (٣) دليل على أنّ «كم» اسم وبناءها لشبهها الحرف في الوضع. (٤) (واستعملنها) حال كونها (مخبرا) بها (٥) ، بأن تكون بمعني كثير (كعشرة) فميّزها بمجموع مجرور (أو مائة) فميّزها بمفرد

__________________

(١) يعني إنّ معني هذه الثلاثة (العدد) وأمّا مقدار العدد أو جنس المعدود فلا يفهم منها.

(٢) أي : كما يجوز أن ينصب تميزها كذا يجوز أن يجرّ تمييزها بمن المقدّرة بشرط أن تدخل على كم حرف جرّ ظاهر.

(٣) أي : في دخول حرف الجرّ على (كم) وذلك لأن حرف الجرّ لا تدخل إلا على الاسم.

(٤) لأنها بحرفين كما أنّ أكثر الحروف بحرفين كمن وفي.

(٥) أي : حال كونها خبريّة لا استفهاميّة.

٤٦٧

مجرور (١) (ككم رجال) جاؤوني (أو) كم (مرة) لغة في مرأة تأنيث مرء.

ككم كأيّن وكذا وينتصب

تمييز ذين أو به صل من تصب

(ككم) الخبريّة (كأي وكذا) في إفادة التّكثير وغيره (٢) (و) لكن (ينتصب تمييز ذين) نحو :

أطرد اليأس بالرّجا فكأيّن

آلما حمّ يسره بعد عسر (٣)

و «رأيت كذا وكذا رجلا» (أو به) أي بتمييز كأي كما في الكافية (٤) (صل من) الجنسيّة (٥) (تصب) نحو (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها)(٦) ولا يتّصل بتمييز «كذا» ، ولا يجب تصديرها. بخلاف كأيّن وكم ، فلا يعمل فيها إلّا متأخّر. (٧) وقد يضاف إلى «كم» متعلّق ما بعدها ، أو يجرّ بحرف متعلّق به (٨) كقولك «أنباء كم رجل علمت» (٩) و «من كم كتاب نقلت» (١٠) ولا حظّ لكأيّن في ذلك (١١) قاله في شرح الكافية.

__________________

(١) نحو كم رجل أكرمته.

(٢) كالإبهام والبناء ولزوم التصدير في (كأيّن).

(٣) يعني اطرد عنك اليأس برجاء الفرج من الله فربّ ألم قدّر يسره بعد عسر الشاهد في آلما أنّه تمييز لكأيّن ومنصوب.

(٤) أي : لا بتمييزكم وكذا.

(٥) أي : التي لبيان الجنس.

(٦) العنكبوت ، الآية : ٦٠.

(٧) أي : لا يعمل في كأيّن وكم إلا عامل متأخّر عنهما لوجوب تصديرهما.

(٨) أي : بما بعدها.

(٩) فأضيف (أنباء) وهو مفعول علمت إلى كم.

(١٠) دخلت عليها (من) وهي متعلّقة بما بعد (كم) أي (نقلت) فالتقدير نقلت من كم كتاب.

(١١) يعني إن إضافة معمول العامل المتأخّر ودخول حرف الجرّ المتعلّق بالعامل المتأخّر مختصّ بكم ، وأمّا كأيّن فلا نصيب لها في هذين الأمرين.

٤٦٨

هذا باب الحكاية (١)

إحك بأي ما لمنكور سئل

عنه بها في الوقف أو حين تصل

(إحك بأي ما) ثبت (٢) (لمنكور سئل عنه بها) من رفع ونصب وجرّ وتذكير وتأنيث وإفراد وتثنية وجمع ، سواء كان (في الوقف أو حين تصل) (٣) فقل لمن قال رأيت رجلا وامرأة وغلامين وجاريتين وبنين وبنات : أيّا وأيّة وأيّين وأيّتين وأيّين وأيّات.

ووقفا احك ما لمنكور بمن

والنّون حرّك مطلقا وأشبعن

(ووقفا (٤) احك ما) ثبت (لمنكور بمن والنّون) منها (حرّك مطلقا (٥) وأشبعن)

__________________

(١) الحكاية نقل المتكلّم أحكام كلمة في كلام غيره إلى كلمته التي يستعملها هو.

(٢) يعني انقل إلى أي الاستفهاميّة الأحكام التي هي لنكرة في كلام غيرك إذا سئلت عن ذلك النكرة بأي مثلا اذا قال لك شخص رأيت رجلا وسئلت عن ذلك الرجل قلت (أي رجل) بنصب أيّ وإفرادها وتذكيرها كما أنّ رجلا كان منصوبا مفردا مذكّرا.

(٣) أي : سواء وقفت (أيّ) بأن لم تذكر بعدها شيئا أو وصلتها بكلمة بعدها ، ففي السؤال عن (رجلا) في قوله (رأيت رجلا) لك أن تحكيها وقفا وتقول أيّا أو وصلا فتقول : أيّ رجل.

(٤) من دون اتّصال بكلمة بعدها أي ليس لك أن تذكر بعد (من) كلمة في الحكاية فإن وصلتها فلا تكون حكاية بها بل استفهام محض بلا حكاية.

(٥) أي : في جميع حالات الإعراب.

٤٦٩

حتّى ينشأ واو في حكاية المرفوع وألف في المنصوب وياء في المجرور ، فقل لمن قال «لقيني رجل» «منو» ولمن قال «رأيت رجلا» «منا» ، ولمن قال «مررت برجل» «مني» وصل بمن ألفا أو ياء ونونا (١)

وقل منان ومنين بعد لى

إلفان كابنين وسكّن تعدل

(وقل منان ومنين بعد) قول شخص (لي إلفان كابنين) حاكيا (٢) له موافقا في التّثنية والإعراب (وسكّن) نون «منان» و «منين» (تعدل).

وصل بمن تاء التّأنيث

وقل لمن قال أتت بنت منة

والنّون قبل تا المثنّي مسكنة

(وقل لمن قال أتت بنت) حاكيا (منة والنّون) من منة إذا وقعت (قبل تاء المثنّى) عند التّثنية (٣) (فهي مسكنة) (٤) كقولك لمن قال «عندي جاريتان» «منتان»

والفتح نزر وصل التّا والألف

بمن بإثرذا بنسوة كلف

(والفتح نزر) لها ، أي قليل (وصل التّاء والألف بمن) (٥) إذا حكيت جمعا مؤنّثا فقل «منات» (بإثر) قول شخص (ذا بنسوة كلف) (٦) وصل بمن واوا أو ياء ونونا

__________________

(١) أي : في السؤال بمن عن نكرة تثنية صل بها ألفا ونونا في الرفع وياء أو نونا في النصب والجرّ كما في كلّ تثنية فإن قال (لي ألفان) قل منان وإن قال كابنين قل منين بياء مفتوح قبلها.

(٢) حال من فاعل (قل).

(٣) أي : إذا كانت (من) تثنية في حكاية التثنية المؤنثة.

(٤) كما ذكر في تثنية المذكّر.

(٥) كما في كل جمع مؤنث.

(٦) أي : هذا عشق بنسوة فتسئل عن النسوة حاكيا وتقول منات.

٤٧٠

وقل منون ومنين مسكنا

إن قيل جا قوم لقوم فطنا

(وقل منون ومنين مسكنا) للنّون منهما (إن قيل جا قوم لقوم فطنا) (١) حاكيا له موافقا في الجمع والإعراب.

وإن تصل فلفظ من لا يختلف

ونادر منون في نظم عرف

(وإن تصل) من بالكلام (فلفظ من لا يختلف) مطلقا (٢) بل يبقي على حاله ، فقل لمن قال «جاء رجل أو امرأة أو رجلان أو امرأت ان أو رجال» «من يا هذا» (ونادر) إلحاقها العلامة (٣) بأن قيل (منون) وهو ثابت (في نظم عرف) وهو قوله :

أتوا ناري فقلت منون أنتم (٤)

[فقالوا الجنّ ، قلت عموا ظلاما]

والعلم احكينّه من بعد من

إن عريت من عاطف بها اقترن

(والعلم احكينّه من بعد من) وحدها (٥) (إن عريت من عاطف بها اقترن) فقل لمن قال «جاء زيد» «من زيد» ، ولمن قال «رأيت زيدا» «من زيدا» ولمن قال «مررت بزيد» «من زيد» ، فإن اقترنت بعاطف نحو «ومن زيد» تعيّن الّرفع مطلقا (٦).

__________________

(١) يعني إذا كانت الحكاية بمن عن الجمع فاجمع (من) بالواو والنون والياء والنون ففي السؤال عن قوم في جاء قوم قل (منون) وان قال مررت بقوم قل (منين) وكذا نصبا.

(٢) أي : في جميع حالات الإعراب فلا يقال منو ومنا ومني ولا تثني ولا تجمع ، لأنّ الحكاية بمن كما مر مختصة بحالة الوقف فقط وفي الوصل لا يحكي بها.

(٣) في حالة الوصل.

(٤) فذكر علامة الجمع مع (من) في حالة الوصل بأنتم على خلاف الأصل.

(٥) أي : لا بعد أىّ.

(٦) أي : في جميع حالات الإعراب.

٤٧١

تتمة : لا يجوز حكاية غير ما ذكر (١) ، وأجاز يونس حكاية كلّ معرفة. قال المصنّف : ولا أعلم له موافقا.

__________________

(١) أي : غير العلم من المعارف.

٤٧٢

هذا باب التّأنيث

وهو فرع من التّذكير ولذلك (١) افتقر إلى علامة.

علامة التّأنيث تاء أو ألف

وفي أسام قدّروا التّا كالكتف

(علامة التّأنيث تاء) كفاطمة وتمرة (أو ألف) مقصورة أو ممدودة كحبلي وحمراء (وفي أسام) بفتح الهمزة مؤنّثة (قدّروا التّاء (٢) كالكتف).

ويعرف التّقدير بالضّمير

ونحوه كالرّدّ في التّصغير

(ويعرف التّقدير) للتّاء في ألاسم (بالضّمير) إذا أعيد إليه نحو «الكتف نهشتها» (ونحوه) كالإشارة إليه نحو (هذِهِ جَهَنَّمُ)(٣) (كالرّدّ) لها ، (٤) أي ثبوتها (في التّصغير) نحو «كتيفة» وفي الحال (٥) نحو «هذه الكتف مشويّة» والنّعت والخبر نحو «الكتف

__________________

(١) أي : لكون التأنيث فرعا احتاج إلى علامة ، وأمّا التذكر فلكونه اصلا لا يحتاج إلى العلامة.

(٢) يعني إن في كلام العرب مؤنثا تقديريا لتقدير التاء فيه.

(٣) يس ، الآية : ٦٣.

(٤) أي : للتاء

(٥) أي : يعرف تقدير التاء فيه بالحال التي يؤتي منه وبنعته وخبره فإن كانت هذه الأمور مؤنثة يعرف أنّ ذا الحال والمنعوت والمبتداء أيضا مؤنث وقدّر فيه التاء للزوم تطابق ذي الحال مع الحال والمنعوت مع النعت والمبتدا مع الخبر في التذكير والتأنيث.

٤٧٣

المشويّة لذيذة» ، وكسقوطها في عدده (١) نحو «اشتريت ثلاث أزود».

هذا والأكثر في التّاء أن يجاء بها للفرق بين صفة المذكّر وصفة المؤنّث كمسلم ومسلمة ، وقلّ مجيئها (٢) في الاسماء كامرء وامرأة ورجل ورجلة ، وجاءت لتمييز الواحد من الجنس (٣) كثيرا كتمر وتمرة ، ولعكسه (٤) قليلا ككمأ وكمأة وللمبالغة كراوية (٥) ، ولتأكيدها (٦) كنسّابة ، ولتأكيد التّأنيث كنعجة (٧) وللتّعريب (٨) ككيالجة ، وعوضا عن فاء كعدة (٩) وعين كإقامة ، (١٠) ولام كسنة (١١) ومن زائد (١٢) لمعني كأشعثي وأشاعثة ، (١٣) أو لغير معني كزنديق وزنادقة ، (١٤) ومن مدّة تفعيل (١٥) كتذكية.

__________________

(١) لأن العدد من الثلاثة الى العشرة تسقط عنه التاء مع المعدود المؤنث فإذا رأينا عددا منها بدون التاء يعرف أن المعدود مؤنث كما في ثلاث أزود فيعلم أن (زاد) مفرد أزود مؤنث.

(٢) أي : التاء الفارقة بين المذكر والمؤنث.

(٣) أي : جائت لتدلّ على ان مدخولها فرد من الجنس فتاء تمرة تدلّ على ان هذه حبّة من التمر الكلّى.

(٤) أي : لتمييز الجنس من الفرد فتاء كمأة تدلّ على أنّ مدخولها جنس الكماء والكماء بدون التاء للواحد عكس التمر والتمرة والكمأة بالفارسيّة (قارچ).

(٥) بمعني كثير الرواية رجلا كان أو امرأة.

(٦) أي : لتأكيد المبالغة فنسّاب مبالغة بمعني كثير العلم في النسب والتاء تأكيد لها فيكون معناها أكثر علما في النسب.

(٧) فإن (نعج) بدون التاء للأنثي من الغنم فإذا لحقتها التاء تكون مبالغة في التأنيث.

(٨) أي : تأتي لجعل كلمة عجميّة عربيّا فكيالجة جمع كيلج لفظ عجمي موضوع لنوع من المكيال ، فلمّا استعمله العرب زادوا لجمعها تاء علامة لكونها عربيّة.

(٩) فإن أصلها (وعد) حذف منها الواو وعوّض عنها تاء في آخرها.

(١٠) أصلها إقوام كإفعال حذف الواو وهي عين الكلمة وعوّض عنها في آخرها تاء.

(١١) أصلها سنو كفعل حذف لام الكلمة وهي الواو ثمّ عوّض عنها التاء.

(١٢) أي : تأتي عوضا من حرف زائد لا من حرف أصلي كما سبق.

(١٣) تائها عوض عن ياء النسبة في المفرد فالياء ليست من الحروف الأصلية للكلمة لكن لها معني وهي النسبة.

(١٤) فتائها عوض عن الياء في زنديق وهي زائدة لا معني لها كما في اشعثي التي كانت بمعني النسبة.

(١٥) أي : تضعيف التفعيل فالتاء في تذكية عوض من الياء الثاني من تذكي بالتشديد.

٤٧٤

ولا تلي فارقة فعولا

أصلا ولا المفعال والمفعيلا

(ولا تلي) تا (فارقة) بين صفة المذكّر وصفة المؤنّث توسّعا (١) (فعولا) حال كونه (أصلا) بأن كان بمعني فاعل (٢) كرجل صبور وامرأة صبور ، بخلاف ما إذا كان فرعا ، بأن كان بمعني مفعول كجمل ركوب وناقة ركوبة (ولا المفعال) كرجل مهذار ، وامرأة مهذار (و) لا (المفعيلا) كرجل معطير وامرأة معطير.

كذاك مفعل وما تليه

تا الفرق من ذي فشذوذ فيه

ومن فعيل كقتيل إن تبع

موصوفة غالبا التّا تمتنع

(كذاك مفعل) كرجل مغشم وامرأة مغشم. (وما تليه تا الفرق من ذى) المذكورة (٣) كقولهم : امرأة عدوّة وميقانة ومسكينة (فشذوذ فيه ومن فعيل) بمعني مفعول (كقتيل إن تبع موصوفه (٤) غالبا التّاء تمتنع) كرجل قتيل ، وامرأة قتيل ، وندر قولهم «ملحفة جديدة» (٥) فإن كان بمعني فاعل ، أو لم يتبع موصوفه ـ بأن جرّد عن معني الوصفيّة ـ لحقته نحو «امرأة وجيهة» (٦) ونحو ذبيحة ونطيحة (٧).

وألف التّأنيث ذات قصر

وذات مدّ نحو أنثي الغرّ

__________________

(١) أى : ليكون الشخص المستعمل في سعة وحريّة من استعماله وهذا جهة رجحان للكلمة كما أنّ مجيء التاء للفرق بين المذكّر والمؤنّث جهة رجحان أيضا.

(٢) لأنّ الأصل في هذه الأوزان أن تكون بمعني الفاعل فإن أتت للمفعول كانت فروعا.

(٣) أي : من هذه الصيغ المذكورة يعني (فعول ومفعال ومفعيل ومفعل).

(٤) أي : وقع نعتا وتابعا لموصوفه.

(٥) بالمهملة ضد البالية العتيقة.

(٦) فوجيهة هنا بمعني الفاعل أي : ذات وجاهة.

(٧) مثالان لما لم يتبع موصوفه ومجرّد عن الوصفيّة كقولنا اشتريت ذبيحة أو تحرم النطيحة.

٤٧٥

والاشتهار في مباني الأولى

يبديه وزن أربي والطّولى

ومرطي ووزن فعلي جمعا

أو مصدرا أو صفة كشبعى

وكحباري سمّهي سبطرى

ذكري وحثّيثي مع الكفرّى

فصل : (وألف التّأنيث) ضربان (ذات قصر وذات مدّ نحو أنثي الغرّ) (١) أي الغرّاء (والاشتهار في مباني الأولى) أي أبنية أوزان المقصورة (يبديه (٢) وزن) فعلي بضمّة ففتحة نحو (أربى) لداهية (٣). وفي شرح الكافية في باب المقصور والممدود : أنّ هذا (٤) من النّادر.

(و) وزن فعلي بضمّة فسكون اسما كان نحو «بهمى» (٥) أو صفة نحو (الطّولى) مصدرا نحو «الرّجعى».

(و) وزن فعلي بفتحتين (٦) اسما كان نحو «بردى» لنهر بدمشق ، أو مصدرا نحو (مرطى) لمشية ، (٧) أو صفة نحو «حيدى» (٨).

(ووزن فعلى) بفتحة فسكون (جمعا) كان (كصرعى (٩) أو مصدرا) كدعوي (أو صفة كشبعى) (١٠).

__________________

(١) أي : مؤنث (الغرّ) فإن مؤنثه (غرّاء).

(٢) أي : الاشتهار يكشفه هذه الأوزان وهي اثنا عشر وزنا يعني إنّ الأوزان المشهورة للمقصورة هي هذه.

(٣) أي : مصيبة وبلاء وأعظمها الموت.

(٤) أي : وزن (فعلي) بضمّ الفاء وفتح العين من جملة الصيغ النادرة للمقصورة لا المشهورة.

(٥) اسم لنبت و (طولي) مؤنث أطول و (الرجعي) مصدر رجع.

(٦) بفتح الفاء والعين.

(٧) أي : لنوع من المشى.

(٨) يقال : حمار حيدي أي : يحيد ويميل عن ظلّه وحشة منه.

(٩) جمع صريع أي : الساقط على الارض.

(١٠) مؤنث شبعان ضدّ جوعان.

٤٧٦

(و) وزن فعالى بضمّة وتخفيف (كحبارى) لطائر ، ووزن فعلي بضمّة فتشديد نحو (سهّمى) للباطل (١) ، ووزن فعلّي بكسرة ففتحة فتشديد نحو (سبطرى) لنوع من المشي (٢) ، ووزن فعلي بكسرة فسكون مصدرا كان نحو (ذكرى) أو جمعا نحو «ظربى» (٣) و «حجلى» (٤) قال المصنّف : ولا ثالث لهما (٥).

(و) وزن فعّيلي بكسرتين وبتشديد العين نحو (حثّيثى) لكثرة الحثّ على الشّيء (مع) وزن فعلّي بضمّتين وتشديد ، نحو (الكفرّى) لوعاء الطّلع (٦).

كذاك خلّيطي مع الشّقّارى

واعز لغير هذه استندارا

(كذاك) وزن فعّيلي بضمّة ففتحة فتشديد العين نحو (خلّيطى) للاختلاط (مع) وزن فعّالي بضمّة وتشديد نحو (الشّقّارى) لنبت وزاد في الكافية في المشهورة وزن فعللي كفرتني وفو علي كخوزلي لمشية تبختر وفعلوي كهر نوي لنبت وأفعلاوي كأربعاوي لقعدة المتربّع وفعللولي كجند قوقي لنبت ومفعلّي كمكورّي لعظيم الأرنبة (٧) وفعلوتي كرهبوتي للرّهبة (٨) وفعللي كقرفصي بمعنى القرفصاء (٩) ويفعلّي كيهيرّي للباطل وفعللّي كشقصلّي لنبت يلتوي على الأشجار ، وفعّيلي كهبّيخا

__________________

(١) أي : اللهو والفجور.

(٢) وهو مشي المتبختر.

(٣) جمع ظربان دابّة صغيرة تشبه الهرّة.

(٤) جمع حجل ، طائر يسمّي بالفارسية (كبك).

(٥) أي : لظربي وحجلي يعني لا يوجد في كلام العرب جمع على هذا الوزن غيرهما.

(٦) بالفارسية (شكوفه نخل).

(٧) عظيم شحمة الأذن.

(٨) الخوف.

(٩) نوع جلسة.

٤٧٧

لمشية تبختر ، وفعليّا كمرحيّا للمرح (١) وفعللايا كبردرايا (٢) وفوعالا كحولايا (٣) وفوعولي كفوضوضي للمفاوضة (٤) وفعلايا كبرحايا للعجب.

(واعز) أي انسب (لغير هذه) الاوزان المذكورة (استندارا) (٥) وموضع ذكرها كتب اللّغة.

لمدّها فعلاء أفعلاء

مثلّث العين وفعللاء

فصل : (لمدّها) أي لممدود ألف التّأنيث أوزان. مشهورة أيضا ، هي (فعلاء) بفتحة فسكون اسما كان كجرعاء (٦) أو مصدرا كرعياء (٧) أو صفة كحمراء وديمة هطلاء (٨) أو جمعا في المعني كطرفاء (٩) (وأفعلاء مثلّث العين) أي مفتوحها ومكسورها ومضمومها كأربعاء مثلّث الباء (١٠) للرّابع من أيام الأسبوع (وفعللاء) بفتحتين (١١) بينهما سكون ، كعقرباء للمكان.

__________________

(١) شديد الفرح.

(٢) اسم لمكان.

(٣) الجلد الذي يخرج مع الجنين عند الولادة.

(٤) المذاكرة.

(٥) يعني إذا رأيت المقصورة في وزن غير هذه الأوزان فاحمله على الندرة وهذه النوادر توجد في كتب اللغة فقط لا في كتب النحو لكونها خارجة عن القواعد والنحو للقواعد الكلّية.

(٦) أرض ذات رمل.

(٧) من الرعي (حفظ الشيء).

(٨) المطر الذى ليس فيه رعد ولا برق.

(٩) نوع من الأشجار بالفارسية (گز) يقال : طرفاء الغابة (اسم جمع).

(١٠) أي : بضمّها وفتحها وكسرها.

(١١) فتح الفاء واللام الأول وسكون العين.

٤٧٨

ثمّ فعالا فعللا فاعولا

وفاعلاء فعليا مفعولا

(ثمّ فعالاء) بكسرة كقصاصاء بمعني القصاص (وفعللاء) بضمّتين (١) بينهما سكون كقرفصاء لضرب من القعود (فاعولاء) بضمّ ثالثه كعاشوراء (وفاعلاء) بكسر ثالثه كقاصعاء لأحد حجرة (٢) اليربوع (فعلياء) بكسرة فسكون ككبرياء للكبر و (مفعولاء) كمأتوناء جمع أتان (٣).

ومطلق العين فعالا وكذا

مطلق فاء فعلاء أخذا

(ومطلق العين فعالا) بالتّخفيف ، أي مفتوحها ومكسورها ومضمومها مع فتح الفاء ، نحو «براساء» بمعني النّاس و «قريثاء» و «كريثاء» لنوعين من البسر ، و «عشوراء» بمعني عاشوراء (وكذا مطلق فاء) أي مفتوحها ومكسورها ومضمومها مع فتح العين (فعلاء أخذا) نحو «خنقاء» لمكان و «سيراء» للذّهب و «ظرفاء» و «نفساء» و «رحضاء» (٤) ، وزاد في الكافية في المشهورة فعيلياء كمزيقياء لقب ملك ، وإفعيلاء كإهجيراء للعادة ، ومفعلاء كمشيخاء للإختلاط ، وفعاللاء كخجاد باء لضرب من الجراد ويفاعلاء كينا بغاء ويفاعلاء كينابغاء اسمي مكان وفعليّاء كزكريّاء ، وفعلولاء كمعكوكاء وبعكوكاء اسمين للشّرّ والجلبة ، (٥) وفعّيلا كدخّيلا لباطن الأمر ، وفعنالاء كبرناساء بمعني برنسا بمعني براساء ، (٦) وما عدا هذه الأوزان نادر.

__________________

(١) ضمّ الأول والثالث وسكون الثاني.

(٢) حجرة بفتح الحاء والجيم كطلبة جمع حجرة يعني القاصعاء اسم لاحد بيوت اليربوع وهو بيته الظاهر الذي يدخل فيه ولليربوع بيت آخر يسمّى النافقاء وهي حجرته التي يكتم فيها عند احتمال الخطر.

(٣) أنثي الحمار.

(٤) الظرفاء جمع ظريف والنفساء المرأة أيام الولادة و (رخصاء) عرق الحمى.

(٥) الجلبة الأصوات المختلطة كما في المعارك.

(٦) بمعني الناس.

٤٧٩

هذا باب المقصور والممدود (١)

إذا اسم استوجب من قبل الطّرف

فتحا وكان ذا نظير كالأسف

فلنظيره المعلّ الآخر

ثبوت قصر بقياس ظاهر

كفعل وفعل في جمع ما

كفعلة وفعلة نحو الدّمى

(إذا اسم) صحيح (إستوجب من قبل الطّرف (٢) فتحا وكان ذا نظير) معتلّ

__________________

(١) المقصور هو الاسم المعرب الذي آخره ألف لازمة كالفتي والعصا ، فإذا ليس بمقصور لكونه مبنيّا و (أخا) ليس بمقصور ، لأنّ ألفه غير لازمة لقلبه واوا أو ياء عند الرفع والجرّ والممدود هو الاسم المعرب الذي آخره همزة بعد ألف زائدة نحو (كساء) و (رداء) بخلاف (أولاء وشاء) لكونهما مبنّيين ولأصالة ألفهما.

والمقصور والممدود على قسمين (قياسيّ) و (سماعيّ) فقياس المقصور أن يكون الاسم المعتل مستحقّا أن يفتح ما قبل آخره (حسب القواعد) وكان له نظير في وزنه من الصحيح ، فهذا الاسم المعتلّ الآخر يكون مقصورا ، أي يقرأ بالألف يعني حتّي إذا كان الحرف الآخر واوا أو ياء تقلب ألفا ف (الدمي) جمع دمية معتلّ ومستحقّ أن يفتح ما قبل آخره لأنّ قاعدة جمع (فعلة) مضموم الفاء (فعل) بضمّ الفاء وفتح العين فأصله (دمي) بالياء لوجود الياء في مفرده لكن حيث إنّ له موازنا في الجمع من الصحيح ك (قلل) جمع (قلّة) قلبت ياءه ألفا فصار مقصورا. وقياس الممدود سيأتي بعد قليل.

(٢) أي : قبل الآخر ومراده من (استوجب) أن يكون ما قبل الآخر مستحقّا بمقتضي القواعد أن يكون مفتوحا كما ذكر في (دما) أنّ القاعدة في جمع (فعلة) أن يكون عينه مفتوحا ، وليس المراد أن يكون ما قبله مفتوحا كيف اتّفق كما توهّم.

٤٨٠