البهجة المرضيّة على ألفيّة ابن مالك

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

البهجة المرضيّة على ألفيّة ابن مالك

المؤلف:

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع
المطبعة: وفا
الطبعة: ١٩
ISBN: 978-964-6397-13-2
الصفحات: ٥٩٠

تتمة : من الفواصل (١) «أمّا» ، قاله في الكافية ، والفصل بها مغتفر كقوله :

هما خطّتا إمّا إسار ومنّة

وإمّا دم والموت بالحرّ أجدر (٢)

فصل : في المضاف إلى ياء المتكلّم الصّحيح ، أنّه معرب خلافا لابن الخشّاب والجرجاني في قولهما ، إنّه مبنيّ لإضافته إلى غير متمكّن (٣) ـ لإعراب المضاف (٤) إلى الكاف والهاء ، والمثنّى المضاف إلى الياء ولبعضهم (٥) في قوله : إنّه ليس بمبنيّ لعدم الشّبه ولا معرب لعدم تغيّر حركته.

آخر ما أضيف لليا اكسر إذا

لم يك معتلّا كرام وقذا

أو يك كابنين وزيدين فذي

جميعها اليا بعد فتحها احتذي

(آخر ما أضيف لليا اكسر إذا لم يك معتلّا) أو جاريا مجراه (٦) كصاحبي وغلامي وظبيي ودلوي (٧) ولك حينئذ (٨) في الياء الفتح والسّكون وحذفها لدلالة الكسر عليها نحو :

__________________

(١) بين المضاف والمضاف إليه إمّا العاطفة.

(٢) فصلت (إمّا) بين المضاف (خطّتا) والمضاف إليه (أسار).

(٣) أي : لإضافته إلى المبني وهو ياء المتكلّم فكأنه كسب البناء من المضاف إليه.

(٤) ردّ لقول ابن الخشاب والجرجاني وحاصله أنّه لو كان المضاف إلى غير المتمكّن سببا للبناء لبني المضاف إلى الكاف والهاء كغلامك وغلامه لإضافتهما إلى المبني مع أنهما معرفان وحتّي بعض ما يضاف إلى الياء نفسها أيضا معرب كالتثنية نحو غلاماي.

(٥) أي : وخلافا لبعضهم إذ لا معني لكونه مبنيّا من جهة تغيّر حركته فأن هذا يقتضي أن لا يوجد معرب تقديري لوجود الملاك في الجميع.

(٦) أي : مجري غير المعتل ، فأنّ المعتلّ اللام الثلاثي الساكن الوسط بحكم الصحيح.

(٧) المثال الأول للمضاف الصحيح المشتق ، والثاني للصحيح الجامد ، والثالث والرابع للجاري مجري الصحيح أوّلهما يائيّ اللام وثانيهما واويّها.

(٨) أي : حين إضافة اسم إلى الياء لك أن تفتح الياء أو تسكنها أو تحذفها.

٢٨١

خليل أملك منيّ (١) [بالّذي كسبت

يدي ومالى فيما يعطني طمع

وفتح ما وليته (٢) فتقلب ألفا نحو :

[أطوّف ما أطوّف] ثمّ آوي

إلى أمّا (٣) [ويرويني النّقيع]

وحذف الألف وإبقاء الفتح نحو :

ولست بمدرك مافات منيّ

بلهف ولا بليت ولا لو أنّي (٤)

فإن يك (٥) معتلّا (كرام وقذا (٦) أو يك) مثنّي أو مجموعا جمع سلامة (كابنين وزيدين فذي جميعها الياء) المضاف إليها (بعد) بالضّمّ (٧) (فتحها) وسكون الياء الّتي في آخر المضاف (٨) (احتذى).

ثمّ في ذلك تفصيل (٩)

وتدغم اليا فيه والواو وإن

ما قبل واو ضمّ فاكسره يهن

__________________

(١) أي : خليلي.

(٢) أي : فتح الحرف الذي وقعت الياء بعده فتقلب الياء ألفا.

(٣) أصله أمّي فتح الميم فقلبت الياء ألفا.

(٤) الشاهد في لهف وليت أصلهما لهفي وليتي فتحت ألفا والتاء فقلبت الياء ألفا ثم حذفت الياء وبقيت الفتحة.

(٥) أي : المضاف إلى الياء.

(٦) الأول للمنقوص والثاني للمقصور.

(٧) صفة للياء أي : الياء التي بعد المعتل والتثنية والجمع وفتحها نايب الفاعل لأحتذي وتقدير البيت فهذه جميعها انتخب فتح الياء بعدها.

(٨) يعني الياء التي آخر الكلمة وجزئها كياء قاضي.

(٩) لأن الحرف الذي قبل ياء المتكلّم قد يكون ياء وقد يكون واوا ، وقد يكون ألفا ، فالياء تدغم في الياء المتكلّم ، والواو إن كان ما قبلها مضموما أو مكسورا تقلب ياء ، وتدغم في الياء أيضا بعد تبديل الضمة بالكسرة ، وإن كان ما قبلها مفتوحا كمصطفين أبقي الفتحة فيصير مصطفي وإن كان ما قبلها ألفا بقي على حاله كمحياي.

٢٨٢

(و) ذلك أنّه (تدغم الياء) الّتي في آخر المضاف (فيه) أي في الياء المضاف إليه نحو «جاءني قاضيّ» (١) و «رأيت قاضيّ» و «غلاميّ» و «زيديّ» و «مررت بقاضيّ» و «غلاميّ» و «زيديّ».

(والواو) تدغم فيه (٢) أيضا بعد قلبها ياء نحو :

أودى بنيّ (٣) [وأعقبوني حسرة

بعد الرّقاد وعبرة لا تقلع]

(وإن ما قبل واو ضمّ فاكسره يهن) (٤) وإن فتح سابقه فأبقه نحو «هؤلاء مصطفيّ». (٥)

وألفا سلّم وفي المقصور عن

هذيل انقلابها ياء حسن

(وألفا سلّم) نحو محياي وعصاي (٦) وغلاماي وسلامة الألف الّتي في المثنّى في لغة الجميع (و) الّتي (في المقصور عن هذيل انقلابها ياء حسن) نحو :

سبقوا هويّ (٧) [واعنقوا لهواهم

فتخرّموا ولكلّ جنب مصرع]

خاتمة : المستعمل في إضافة أب وأخ وحم وهن إلى الياء أبي وأخي وحمي وهني ، وأجاز المبرّد «أبيّ» بردّ اللّام (٨) وفي «فم» «فيّ» وقلّ «فمي» ، وأجاز الفّرّاء في «ذي» «ذيّ» ، وصحّحوا (٩) أنّها لا تضاف إلى مضمر أصلا.

__________________

(١) ولم يمثل للتثنية رفعا لكونها بالألف ، وسيذكر حكمه بقوله (وألفا سلّم).

(٢) أي : في الياء.

(٣) أصله بنون جمع ابن أضيف إلى الياء بعد حذف النون وقلب الواو ياء وتبديل ضم النون بالكسرة.

(٤) بكسر الهاء جواب الشرط المقدر أي إن كسرت ما قبل الواويهن أي : يسهل تبديل الواو ياءا.

(٥) أصله مصطفون بفتح ألفاء فلما أضيف إلى الياء حذف نونه وقلب واوه ياءا وأبقي فتحة ألفا على حالها.

(٦) مثّل للمقصور بمثالين لأن المقصور قد يكون ألفه مقلوبة عن الياء كمحيي فأن أصله محييي وقد يكون مقلوبا عن الواو كعصي فأن أصله عصو يعني أن حكم المقصور كذلك في الصورتين.

(٧) أصله هواي قلبت ألفه ياءا.

(٨) أي : لام الفعل وهو الواو فقلب الواو ياءا وبدّل ضم الياء بالكسر.

(٩) أي : قالوا أنّ الصحيح عدم إضافة ذي إلى الضمير فينتفي مورد إجازة الفرّاء.

٢٨٣

هذا باب إعمال المصدر وفيه (١) إعمال اسمه

بفعله المصدر ألحق في العمل

مضافا أو مجرّدا أو مع أل

إن كان فعل مع أن أو ما يحلّ

محلّه ولاسم مصدر عمل

(بفعله المصدر ألحق في العمل) سواء كان (مضافا) وهو أكثر (أو مجرّدا) ومنوّنا وهو أقيس (٢) (أو مع أل) وهو أندر.

ثمّ إنّه لا يعمل مطلقا بل (إن كان) غير مضمر (٣) ولا محدود (٤) ولا مجموع وكان (فعل مع أن أو) مع (ما) المصدريّة (يحلّ محلّه) (٥) نحو (وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ)(٦)(٧)(أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً)(٨)(٩).

__________________

(١) أي : في هذا الباب.

(٢) أي : مجيء المصدر مجرّدا عن الإضافة وأل بل بالتنوين أوفق بالقياس.

(٣) أي : لا يكون المصدر بصورة الضمير.

(٤) أي : لا يكون محدودا بعدد معيّن كمّرة ومرّتين نحو ضربة وضربتين فلا يعمل حينئذ.

(٥) أي : بأن يصحّ في المعني أن يجعل «أن» أو «ما» المصدريّة مع فعل من جنسه محله.

(٦) فيصحّ «أن» نقول لو لا أن يدفع الله الناس مثال لعمل المصدر المضاف.

(٧) البقرة ، الآية : ٢٥١.

(٨) فيصحّ أن نقول أو أن يطعم مثال للمصدر المجرّد.

(٩) البلد ، الآية : ١٤ و ١٥.

٢٨٤

ضعيف النّكاية أعداءه (١)

[يخال الفرار يراخي الأجل]

بخلاف المضمر نحو «ضربك المسيء حسن وهو المحسن قبيح (٢) والمحدود نحو «عجبت من ضربتك زيد» (٣) وشذّ

يحابي به الجلد الّذي هو حازم

بضربة كفّيه الملا نفس راكب (٤)

والمجموع ، وشذّ «تركته بملاحس البقر أولادها» (٥).

(ولاسم مصدر) وهو الاسم الدّالّ على الحدث غير الجاري (٦) على الفعل إن كان (٧) غير علم ولا ميميّ (عمل) عند الكوفيّين والبغداديّين نحو :

[أكفرا بعد ردّ الموت عنىّ]

وبعد عطائك المائة الرّتاعا (٨)

فإن كان علما (٩) كسبحان للتّسبيح وفجار وحماد للفجرة (١٠) والمحمدة

__________________

(١) مثال لعمل المصدر المعرّف باللام.

(٢) برفع المحسن ، لأن (هو) وإن كان المراد به الضرب لكنّه لم يعمل لكونه ضمير أو لو عمل لنصب المحسن فنصبه مجرّد فرض.

(٣) لم يعمل في زيد ، لكونه محدودا بالوحدة.

(٤) فعمل (ضربة) في (نفس) ونصبها مع كونه محدودا بالوحدة.

(٥) الملاحس جمع ملحس مصدر ميمي نصب أولادها مع أنه جمع.

(٦) أي : غير المصدر الذي هو جار على الفعل ويستعمل في مورد استعمال ذلك الفعل ففي مورد استعمال الغسل بالضم مثلا إذا أردنا الإخبار به في الماضي قلنا اغتسل فالجاري على اغتسل هو الاغتسال لأنه مأخوذ منه لا الغسل وفي مورد استعمال العطاء كما في البيت الآتي نقول أعلى والجاري عليه هو الإعطاء لا العطاء وهكذا.

(٧) حاصله أن اسم المصدر على ثلاثة أقسام فأنه قد يكون علما وهو لا يعمل إجماعا ، وقد يكون ميمّيا ، وهو عامل بالإجماع أيضا ، وقد يكون غير علم ولا ميمّي فهو عامل عند الكوفيّين والبغدادييّن وأما غيرهم فيقولون أنه لا يعمل.

(٨) فعمل عطاء وهو اسم مصدر غير علم ولا ميمي في المأة ونصبها.

(٩) علم جنس كسعالة التي هي علم لجنس الثعلب لا علم شخص.

(١٠) أي : الفجور والفسق.

٢٨٥

فلا عمل له بالإجماع أو ميميّا فكالمصدر بالإجماع نحو :

أظلوم إنّ مصابكم رجلا

أهدي السّلام تحيّة ظلم (١)

وبعد جرّه الّذي اضيف له

كمّل بنصب او برفع عمله

(وبعد جرّه) أي المصدر معموله (الّذي أضيف له كمل بنصب) عمله إن أضيف إلى الفاعل وهو الأكثر (٢) كـ «منع ذي غني حقوقا شين» (٣).

(أو) كمّل (برفع عمله) إن أضيف الى المفعول ، وهو كثير (٤) إن لم يذكر الفاعل نحو (لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ)(٥)(٦) وقليل (٧) إن ذكر نحو «بذل مجهود مقلّ زين» (٨). وخصّه بعضهم بالشّعر وردّ (٩) بقوله تعالى : (لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)(١٠).

تتمة : وقد يضاف إلى الظّرف توسّعا ، فيعمل فيما بعده الرّفع والنّصب كـ «حبّ يوم عاقل لهوا صبى» (١١).

__________________

(١) فمصاب اسم للاصابة ونصب رجلا على المفعوليّة.

(٢) أي : الأكثر إضافة المصدر إلى الفاعل ونصب المفعول.

(٣) أضيف المصدر وهو (منع) إلى فاعله وهو (ذي) ونصب مفعوله وهو حقوقا.

(٣) أي : إضافة المصدر إلى المفعول كثير إذا لم يذكر الفاعل وكان مقدّرا.

(٤) دعاء مصدر أضيف إلى مفعوله ، وهو الخير والفاعل مقدر أي دعاء الإنسان الخير.

(٥) فصّلت ، الآية : ٤٩.

(٦) أي : إضافة المصدر إلى المفعول قليل إذا ذكر الفاعل.

(٧) بذل مصدر مضاف إلى مفعوله (مجهود) مع ذكر فاعله (مقلّ).

(٨) أي : قول البعض بأنّ هذا مختصّ بالشعر مردود بالآية ، فأن المصدر فيها وهو حجّ مضاف إلى المفعول وهو البيت مع ذكر مفعوله وهو من وليس بشعر.

(٩) آل عمران ، الآية : ٩٧.

(١٠) فأضيف المصدر وهو حبّ إلى الظرف (يوم) ورفع الفاعل (عاقل) ونصب المفعول (لهوا).

٢٨٦

وجرّما يتبع ما جرّ ومن

راعي في الاتباع المحلّ فحسن

(وجرّ ما يتبع ما جرّ) (١) مراعاة اللّفظ نحو «عجبت من ضرب زيد الظّريف». (ومن راعي في الاتباع المحلّ) فرفع تابع الفاعل ونصب تابع المفعول المجرورين لفظا (فحسن) فعله كقوله :

[السّالك الثّغرة اليقضان سالكها]

مشي الهلوك عليها الخيعل الفضل (٢)

وقوله :

[(قد كنت داينت بها حسّانا]

مخافة الإفلاس واللّيّانا (٣)

تتمة : يجوز في تابع المفعول المجرور اذا حذف الفاعل مع ما ذكر (٤) الرّفع على تقدير المصدر بحرف مصدريّ موصول بفعل لم يسمّ فاعله.

__________________

(١) يعني إذا كان لما أضيف إليه المصدر تابع من نعت أو بدل أو غيرهما يجرّ ذلك التابع رعاية للفظ المضاف إليه.

(٢) أضيف المصدر وهو مشي إلى فاعله الهلوك والفضل بالرفع صفة الهلوك رعاية لمحلها والهلوك المرئة الفاجرة وجملة عليها الخيعل حال منها مثال لتابع المرفوع.

(٣) مخافة مصدر مضاف إلى مفعوله الإفلاس والليان عطف عليه ونصب رعاية لمحل الإفلاس.

(٤) من جر التابع رعاية للفظ المضاف إليه والنصب رعاية لمحله مع ذلك يجوز وجه ثالث وهو رفع التابع رعاية لمحله الأخر وهو كونه نائب الفاعل بتقدير المصدر فعلا مجهولا مع حرف موصول مصدري مثل «أن» أو «ما» نحو عجبت من ضرب زيد الظريف برفع الظريف بتقدير (من أن يضرب زيد).

٢٨٧

هذا باب إعمال اسم الفاعل

وهو ـ كما قال في شرح الكافية ـ ما صيغ من مصدر موازنا للمضارع (١) ليدلّ على فاعله (٢) غير صالح للإضافة إليه (٣) وفي الباب إعمال اسم المفعول.

كفعله اسم فاعل في العمل

إن كان عن مضيّه بمعزل

(كفعله اسم فاعل في العمل) مقدّما ومؤخّرا ظاهرا ومضمرا جاريا على صيغته الأصليّة ومعدولا عنها (٤) (إن كان عن مضيّه بمعزل) (٥) لأنّه حينئذ (٦) يكون لفظه

__________________

(١) أما موازنته للمضارع في غير الثلاثي المجرد فواضح فأن مكرم مثلا على وزن يكرم وهكذا باقي الأبواب وأما الثلاثي فموازن للمضارع في الحركة والسكون لا في كيفيّة الحركات فكما أن يضرب حرفه الأول مفتوح والثاني ساكن والثالث والرابع متحركان فكذلك ضارب.

(٢) أي فاعل المصدر فاذا وقع ضرب وكان فاعل الضرب زيد ومفعوله عمرا فاللفظ الدال على زيد (الفاعل) هو الضارب والدال على مفعوله مضروب.

(٣) أي : إلى الفاعل فلا يقال ضارب زيد إذا كان زيد فاعلا للضرب.

(٤) الحالات الستة كلها لاسم الفاعل فالمقدم نحو أنا ضارب زيد فضارب عمل في زيد وهو مقدم عليه والمؤخر نحو أنا راكبا ضاربه فعمل في الحال وهو متاخر عنه والظاهر كالمثالين والمضمر كما في اشتغال اسم الفاعل نحو أنا زيدا ضاربه فزيدا منصوب بضارب المقدر يفسّره ضارب المذكور والجاري على الصيغة الأصليّة كالأمثلة السابقه والمعدولة عنها كامثلة المبالغة.

(٥) أي : شرط عمل اسم الفاعل أن لا يكون بمعني الماضي.

(٦) أي : حينما هو بمعني الماضي حاصل كلامه أن اسم الفاعل كما ذكر أول الباب موازن للمضارع فإذا كان

٢٨٨

شبيها بلفظ الفعل المدلول به على الحال والإستقبال وهو المضارع ، فإن لم يكن (١) فإن كان صلة لأل فسيأتي (٢) وإلّا فلا يعمل خلافا للكسائي.

وولي استفهاما أو حرف ندا

أو نفيا أو جاصفة أو مسندا

(و) إن (ولي استفهاما) نحو «أضارب زيد عمرا» (أو حرف ندا) نحو «يا طالعا جبلا» وهو (٣) من قسم النّعت المحذوف منعوته ، ولذا لم يذكره في الكافية (أو نفيا) نحو «ما ضارب زيد عمرا» (أو جاء صفة) نحو «مررت برجل ضارب زيدا» ، أو جاء حالا نحو «جاء زيد ضاربا عمرا» (أو) خبرا (مسندا) لذي خبر (٤) نحو «زيد ضارب عمرا» «كان قيس محبّا ليلى» ، «إنّ زيدا مكرم عمرا» ، «ظننت عمرا ضاربا خالدا».

وقد يكون نعت محذوف عرف

فيستحقّ العمل الّذي وصف

(وقد يكون نعت محذوف عرف (٥) فيستحقّ العمل الّذي وصف) نحو (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ)(٦) أي صنف مختلف.

__________________

معناه أيضا كالمضارع استحق أن يعمل عمل المضارع لمطابقة اللفظ مع المعني وأما إذا كان معناه الماضي ولفظه كما نعلم شبيها بالمضارع الذي هو دالّ على الحال والاستقبال فلا يعمل لتخالف اللفظ والمعني وتخلف المعني عن اللفظ.

(١) أي : لم يكن بمنعزل عن الماضي بل كان بمعني الماضي.

(٢) في قوله (وإن يكن صلة أل ففي المضّي ...)

(٣) أي : الواقع بعد حرف الندا من قسم النعت المحذوف منعوته إذ التقدير يا رجلا طالعا جبلا ويأتي في البيت التالي (وقد يكون نعت ...) فلا معني لذكره مستقلا.

(٤) أي : صاحب خبر وهو المبتدا أو اسم أحد النواسخ أو المفعول الأول لها.

(٥) يعني أنما يجوز حذف المنعوت إذا كان معروفا ومعلوما عند السامع (كصنف) في الآية فإنه معلوم بقرينة عدّ الأصناف قبله لا ما إذا كان مجهولا.

(٦) فاطر ، الآية : ٢٨.

٢٨٩

وإن يكن صلة أل ففي المضي

وغيره إعماله قد ارتضي

(وإن يكن) اسم فاعل (صلة أل ففي المضي وغيره إعماله قد ارتضي) عند الجمهور ، وذهب الرّمّاني إلى أنّه لا يعمل حينئذ في الحال ، وبعضهم (١) علي أنّه لا يعمل مطلقا وأنّ ما بعده بإضمار فعل.

فعّال أو مفعال او فعول

في كثرة عن فاعل بديل

فيستحقّ ماله من عمل

وفي فعيل قلّ ذا وفعل

(فعّال أو مفعال أو فعول) الدّالّات على المبالغة (في كثرة (٢) عن فاعل بديل فيستحقّ ماله من عمل) بالشّروط المذكورة (٣) عند جميع البصريّين نحو «أمّا العسل فأنا شرّاب» (٤) و «إنّه لمنحار بوائكها» (٥).

ضروب بنصل السّيف سوق سمانها (٦)

[إذا عدموا زادا فإنّك عاقر]

(وفي فعيل) الدّالّ علي المبالغة أيضا (قلّ ذا) العمل حتّي خالف فيه جماعة من البصريّين (و) في (فعل) كذلك (٧) قلّ أيضا نحو «إنّ الله سميع دعاء من دعاه» (٨)

أتاني أنّهم مزقون عرضي (٩)

[جحاش الكرملين لها فديد]

__________________

(١) أي : بعضهم يقولون أن اسم الفاعل المدخول لأل لا يعمل مطلقا في الماضي والحال والاستقبال وأما المرفوع أو المنصوب الذي بعده فمعمول لفعل مقدر لا لاسم الفاعل.

(٢) أي : بديل عن الفاعل فيما أريد منه الكثرة فأن معني الضرّاب كثير الضرب.

(٣) من كونه بمعني الحال أو الاستقبال والاعتماد على النفي أو الاستفهام أو النداء أو المسند إليه الموصوف.

(٤) بنصب العسل مفعولا لشرّاب.

(٥) بنصب بوائك مفعولا لمنحار يعني أنّه كثير النحر للإبل الشابّة.

(٦) فعمل ضروب في سوق ونصبها على المفعوليّة.

(٧) أي : الدال على المبالغة.

(٨) بنصب دعاء مفعولا لسميع.

(٩) مزقون جمع مزق قصد به المبالغة عمل في (عرضي) ونصبه على المفعوليّة.

٢٩٠

وما سوي المفرد مثله جعل

في الحكم والشّروط حيثما عمل

(وما سوي المفرد) من اسم الفاعل وأمثلة المبالغة كالمثنّي والمجموع (مثله جعل في الحكم والشّروط حيث ما عمل) (١) كقوله :

القاتلين الملك الحلاحلا (٢)

(خير معدّ حسبا ونائلا)

وقوله :

ثمّ زادوا أنّهم في قومهم

غفر ذنبهم غير فخر (٣)

تتمة : المصغّر (٤) من اسم الفاعل والمفعول لا يعمل إلّا عند الكسائي.

وانصب بذي الإعمال تلوا واخفض

وهو لنصب ما سواه مقتض

(وانصب بذي الإعمال تلوا) له (٥) (واخفض) بالإضافة (وهو لنصب ما سواه) من المفاعيل (مقتض) كـ «أنت كاس خالدا ثوبا» (٦) و «معلم العلاء عمرا مرشدا الآن أو غدا» (٧) ، وخرج بذي الإعمال ما بمعني الماضي ، فلا يجوز إلّا جرّ تاليه ونصب ما عداه بفعل مقدّر (٨).

__________________

(١) أي : ما سوي المفرد مثل المفرد يعمل في كل مورد عمل المفرد.

(٢) فعمل (القاتلين) جمع القاتل في الملك ونصبه ، مثال لجمع اسم الفاعل ..

(٣) غفر بضم الغين والفاء جمع غفور صيغة المبالغة عمل فنصب ذنبهم مفعولا له مثال لجمع صيغة المبالغة.

(٤) كجويبر مصغّر جابر وحويطب مصغّر حاطب.

(٥) أي : الوصف الذي هو واجد لشرائط العمل يعمل في المعمول الواقع بعده المتصل به نصبا وجرّا وأما باقي المفاعيل بأن كان ذا مفعولين أو ثلاثة مفاعيل فينصبها.

(٦) فعمل كاس في خالد ونصبه ونصب ثوابا أيضا مفعولا ثانيا له لأنه ذو مفعولين.

(٧) فإن معلم بتخفيف اللام اسم فاعل من أعلم وهو ذو ثلاثة مفاعيل أضيف إلى الأول (العلاء) فجرّه ونصب الثاني والثالث وقوله الآن أو غدا قيد للمثالين فأن شرط عمل الصفة كونها في الحال أو الاستقبال.

(٨) فقولنا أنا معطي زيد درهما أمس تقديره أعطيته درهما.

٢٩١

واجرر أو انصب تابع الّذي انخفض

كمبتغي جاه ومالا من نهض

(واجرر أو انصب تابع) المفعول (الّذي انخفض) بإضافة (١) اسم الفاعل إليه ، أمّا الأوّل (٢) فبالحمل علي اللّفظ ، وأمّا الثّاني فبالحمل علي الموضع عند المصنّف وبفعل (٣) مقدّر عند سيبويه (كمبتغي جاه ومالا من نهض).

وكلّ ما قرّر لاسم فاعل

يعطي اسم مفعول بلا تفاضل

فهو كفعل صيغ للمفعول في

معناه كالمعطي كفافا يكتفي

وقد يضاف ذا إلى اسم مرتفع

معني كمحمود المقاصد الورع

(وكلّ ما قرّر لاسم فاعل) من عمل بالشّروط السّابقة (٤) (يعطي اسم مفعول بلا تفاضل (٥) فهو (٦) كفعل صيغ للمفعول في معناه كالمعطي كفافا (٧) يكتفي ، وقد يضاف ذا إلى اسم مرتفع معنى) (٨) بعد تحويل

__________________

(١) متعلق بانخفض.

(٢) أي : الجرّ.

(٣) أي : انصب بفعل مقدر فمالا في المثال منصوب بيبتغي والتقدير مبتغي جاه ويبتغي مالا.

(٤) من الاعتماد والزمان.

(٥) تفاوت.

(٦) دليل لعمل اسم المفعول فأنه كفعل المجهول في المعني لأنّ قولنا مضروب زيد في قوّة قولنا ضرب زيد فيعمل كعمله.

(٧) فرفع المفعول الأول نائبا فاعلا له ونصب الثاني مفعولا له وهو معتمد على (أل) وقوله يكتفي إشارة إلى اشتراط زمان الحال أو الاستقبال.

(٨) أي : قد يضاف اسم المفعول إلى الاسم الذي هو مرتفع في المعني لكونه نائب فاعل حقيقة ولكن يمنعنا مانع عن هذه الإضافة وهو عدم جواز إضافة الصفة إلى مرفوعها فلرفع هذا المانع ننقل الإسناد الذي بينه

٢٩٢

الإسناد عنه (١) إلى ضمير راجع للموصوف ونصب الإسم علي التّشبيه علي المفعول به وإن كان اسم فاعل لا يجوز فيه هذا (٢) (ك «محمود المقاصد الورع») إذ الأصل : الورع محمود مقاصده (٣) ثمّ صار الورع محمود المقاصد ثمّ أضيف.

__________________

وبين مرفوعه إلى ضمير نجعله في اسم المفعول ويعود إلى موصوفه فيصير ذلك الضمير نائب الفاعل ونقدر نصب ذلك المرفوع على التشبيه بالمفعولية لأنه كالمفعول في وقوعه بعد المرفوع ثم نضيف اسم المفعول إلى ذلك الاسم ويكون إضافة إلى المنصوب لا إلى المرفوع.

(١) عن المرتفع معنى.

(٢) أى : إضافته الى مرفوعه بالتحويل لأن مرفوع اسم الفاعل ليس مفعولا واقعا كمرفوع اسم المفعول.

(٣) الورع هو الموصوف المرجع للضمير المقدر و (مقاصد) هو المرتفع معني لأنه نائب الفاعل لمحمود واقعا.

٢٩٣

هذا باب أبنية المصادر

أخّره وما بعده في الكافية إلي التّصريف ، وهو الأنسب (١).

فعل قياس مصدر المعدّى

من ذي ثلاثة كردّ ردّا

وفعل اللّازم بابه فعل

كفرح وكجوي وكشلل

(فعل) بفتح الفاء وسكون العين (قياس مصدر المعدّي من) فعل (ذي ثلاثة) مفتوح العين (٢) كضرب ضربا ، ومكسورها كفهم فهما أو مضاعفا (كردّ ردّا وفعل اللّازم) بكسر العين (بابه فعل) بفتح الفاء والعين سواء في ذلك الصّحيح (كفرح) مصدر فرح (و) المعتلّ اللّام (كجويّ) (٣) مصدر جويّ (و) المضاعف (كشلل) مصدر شلّت يده أي يبست إلّا أن يدلّ علي حرفة أو ولاية فقياسه الفعالة (٤).

__________________

(١) فإن النحو يبحث فيه عن الإعراب والبناء وأما الأمور المربوطة بكيفيّة بناء الكلمات كبناء المصدر واسم الفاعل والمفعول فهي راجعة إلى الصرف.

(٢) يعني أنّ الفعل الثلاثي إذا كان ماضيه مفتوح العين وكان متعديا فمصدره علي وزن فعل بفتح الفاء وسكون العين كضرب ضربا وكذا المكسور العين المتعدي والمضاعف المتعدي.

(٣) فإن أصله جوي بفتح الواو بعدها ياء منونة مضمومة حذف الضمّة لثقلها على الياء فالتقي الساكنان الياء ونون التنوين فحذف الياء وصار جوي على وزن فعل.

(٤) كالنجارة والحدادة.

٢٩٤

وفعل اللّازم مثل قعدا

له فعول باطّراد كغدا

ما لم يكن مستوجبا فعالا

أو فعلانا فادر أو فعالا

(وفعل اللّازم) بفتح العين (مثل قعدا له فعول) مصدر (باطّراد كغدا) غدوّا (ما لم يكن مستوجبا فعالا) بكسر الفاء (أو فعلانا) بفتح الفاء والعين (فادر أو فعالا) بضمّ الفاء أو الفعيل أو الفعالة بكسر الفاء.

فأوّل لذي امتناع كأبى

والثّان للّذي اقتضي تقلّبا

للدّا فعال أو لصوت وشمل

سيرا وصوتا الفعيل كصهل

فعولة فعالة لفعلا

كسهل الأمر وزيد جزلا

(فأوّل) وهو فعال بالكسر مصدر (لذي امتناع (١) كأبى) إباء ونفر نفارا وشرد شرادا. (والثّاني) وهو فعلان مصدر (للّذي اقتضي تقلّبا) (٢) كجال جولانا (للدّاء) (٣) الثّالث وهو (فعال) بالضّم كسعل سعالا (٤) (أو لصوت) كصرخ صراخا (وشمل سيرا وصوتا) (٥). الرّابع وهو (الفعيل كصهل) صهيلا ورحل رحيلا (٦) وللحرفة والولاية (٧). الخامس كخاطه خياطة وسفر بينهم سفارة أي أصلح (٨). و (فعولة) بضمّ

__________________

(١) أي : لفعل دلّ على العصيان وعدم التسليم.

(٢) التقلب هو التحوّل من مكان إلى آخر كسار سريانا ومال ميلانا ودار دورانا.

(٣) أي : المرض.

(٤) السعال حركة طبيعيّة تخرج من الرئة مادة مؤذية وبالفارسية (سرفة).

(٥) أي : يأتي المصدر على وزن فعيل للفعل الدال على السير والدال على الصوت.

(٦) فالأول للصوت لأن الصهيل صوت الفرس ، والثاني للسير لأن الرحيل بمعني الانتقال من مكان.

(٧) الحرفة طريقة الكسب والولاية القيام بأمر الرعيّة كقيادة القائد وولاية الوالي وزعامة الزعيم.

(٨) بشرط أن يكون مبعوثا من قبل الحاكم ومنه السفير لقيامه بإصلاح الأمور في الخارج.

٢٩٥

الفاء و (فعالة) بفتحها مصدران (لفعلا) بفتح الفاء وضمّ العين (كسهل الأمر) سهولة وصعب صعوبة (وزيد جزلا) جزالة وفصح فصاحة.

وما أتى مخالفا لما مضى

فبابه النّقل كسخط ورضى

(وما أتي مخالفا لما مضي فبابه النّقل) عن العرب (١) كشكور وشكران وذهاب و (كسخط ورضى) وبلجة وبهجة وشبع وحسن مصادر (٢) شكر وذهب وسخط ورضي وبلج وبهج وشبع وحسن.

وغير ذي ثلاثة مقيس

مصدره كقدّس التّقديس

(وغير ذي ثلاثة مقيس مصدره) فقياس فعّل صحيح اللّام التّفعيل ومعتلّها التّفعلة (٣) وأفعل الصّحيح العين الإفعال والمعتلّ كذلك (٤) لكن تنقل حركتها إلى الفاء فتنقلب ألفا فتحذف ، ويعوّض عنها التّاء وتفعّل التّفعّل واستفعل الإستفعال فإن كان معتلّا فكأفعل (٥) (كقدّس التّقديس) وسلّم التّسليم.

__________________

(١) يعني أنه من باب السماع وليس بقياسيّ.

(٢) وأما قياس مصادر هذه الأفعال فقياس (شكر) شكر بفتح الأول وسكون الثاني وقياس (ذهب) ذهوب وقياس (سخط ورضي بكسر الثاني فيهما) فعل بفتحتين على وزن فرح وقياس (بلج) بفتح العين أي أشرق وأضاء بلوج وكذا (بهج) لكونهما من فعل مفتوح العين لازم وقياس (شبع) بكسر الثاني شبع مفتوح العين كفرح فسكونه على خلاف القياس وحسن بضم العين قياسه فعولة أو فعالة.

(٣) نحو تزكية.

(٤) أي : المعتل العين أيضا قياسه الإفعال لكن تنقل حركتها أي : حركة العين الذي هو حرف علّة إلى الفاء فتنقلب الفا ثم تحذف ذلك الألف لاجتماع ألفين ولا يمكن التلّفظ بهما مجتمعين فعوّض عنها التاء نحو إعادة فأن أصلها إعواد نقل حركة الواو إلى العين ثم قلب الواو ألفا لكونها في محل الفتحة وانفتاح ما قبلها ثم حذف الألف لاجتماعها مع ألف الأفعال وعوّض عنها التاء فصار إعادة.

(٥) أي : قياسه الاستفعال أيضا ، لكن ينقل حركة العين إلى الفاء ثم يحذف ويعوّض عنه التاء نحو استعاذة

٢٩٦

وزكّه تزكية وأجملا

إجمال من تجمّلا تجمّلا

واستعذ استعاذة ثمّ أقم

اقامة وغالبا ذا التّا لزم

(وزكّه تزكية) وسمّ تسمية (١) (وأجملا إجمال من تجمّلا تجمّلا) (٢) وأكرم إكرام من تكرّم تكرّما (واستعذ استعاذة) واستقم استقامة (٣) (ثمّ أقم إقامة) وأعن اعانة (٤) (وغالبا ذا) المصدر (٥) (التّاء لزم) ونادرا عري منها كقوله (وَإِقامَ الصَّلاةِ)(٦)(٧).

وما يلي الآخر مدّ وافتحا

مع كسر تلو الثّان ممّا افتتحا

بهمز وصل كاصطفي وضمّ ما

يربع في أمثال قد تلملما

(وما يلي الآخر مدّ وافتحا مع كسر تلو الثّاني) وهو الثّالث (ممّا افتتحا بهمز وصل) (٨) فيصير مصدره (كاصطفى) اصطفاء (٩) واقتدر اقتدارا واحرنجم احرنجاما.

__________________

أصلها استعواذ.

(١) مثالان للمعتل اللام فأن أصلهما المجرد زكي وسمى.

(٢) الثاني فعل ماض وألفه إطلاق والذي قبله مصدر مفعول مطلق مقدم على فعله والتقدير من تجمّل تجمّلا ، كما في مثال الشارح.

(٣) مثالان للمعتل العين فأصلهما استعواذا واستقواما.

(٤) مثالان للمعتل العين من باب الافعال فأصلهما اقوام واعوان.

(٥) أي : المصدر المعتل من باب الإفعال والاستفعال ملازم للتاء التي هي عوض عن حرف العلّة كما في الأمثلة.

(٦) فأصله إقامة الصلاة.

(٧) الأنبياء ، الآية : ٧٣.

(٨) وهو كلّ مزيد مبدوّ بالألف غير الأفعال.

(٩) فمدّ وفتح ما قبل الآخر ، وهو الفاء والمراد بالمدّ الألف بعده همزة وكسر الثالث وهو الطاء وهكذا باقي الأمثلة.

٢٩٧

(وضمّ ما يربع) أى الرّابع في (أمثال قد تلملما) (١) فيصير مصدره كتدحرج تدحرجا وتلملم تلملما

فعلال او فعللة لفعللا

واجعل مقيسا ثانيا لا أوّلا

لفاعل الفعال والمفاعله

وغير ما مرّ السّماع عادله

(فعلال) بكسر الفاء (أو فعللة) بفتحها مصدران (لفعللا) بفتح الفاء والملحق به (٢) كدحرج دحرجة وحوقل حوقلة وسرهف سرهافا.

(واجعل مقيسا ثانيا لا أوّلا) (٣) ومنهم من يجعله أيضا مقيسا (لفاعل) مصدران (الفعال) بكسر الفاء (والمفاعلة) نحو قاتل قتالا ومقاتلة ويغلب ذا (٤) فيما فاؤه ياء نحو ياسر مياسرة (وغير ما مرّ السّماع عادله) (٥) نحو كذّب كذّابا ونزّي تنزيّا وتملّق تملاقا (٦).

وفعلة لمرّة كجلسة

وفعلة لهيئة كجلسة

(وفعلة) بفتح الفاء (لمرّة) من الثّلاثي إن لم يكن بناء المصدر العامّ (٧) عليه (كجلسة) فإن كان (٨) فيدلّ علي المرّة منه بالوصف كرحم رحمة واحدة (وفعلة) بكسر

__________________

(١) أي : باب التفعلل فضم الرابع وهو اللام الثاني في تلملم والراء في تدحرج.

(٢) الملحق بفعلل ستّة أفعال اتّخذ بعضها من أسماء جامدة وبعضها من جمل معروفة وهى حوقل حوقلة وبيطر بيطرة وسرهف سرهافا وجلبب جلببة وسلقى سلقية وقلنس قلنسة.

(٣) يعني أن المصدر القياسي لفعلل هو فعللة لافعلال.

(٤) يعني مفاعلة.

(٥) أي : السماع الذي ذكرنا في الثلاثي بقوله (فبابه النقل) يعود لغير الثلاثي أيضا.

(٦) فقياس الأول تكذيب ، والثاني تنزيه والثالث تملّق.

(٧) أي : إن لم يكن مصدره الأصلي الذي يعم الواحد والكثير بالتاء.

(٨) أي : فإن كان مصدره العام بالتاء فلا يمكن أن يدلّ على المرّة بفعله للالتباس بين المرّة ومصدره الأصلي

٢٩٨

الفاء (لهيئة) منه كذلك (كجلسة) فإن كان بناء العامّ عليها فبالوصف كنشدت الضّالّة نشدة عظيمة.

في غير ذي الثّلاث بالتّا المرّة

وشذّ فيه هيئة كالخمره

(في غير ذي الثّلاث بالتّا) يدلّ علي (المرّة) إن لم يكن بناء المصدر عليها كانطلق انطلاقه فإن كان ، فبالوصف كاستعانة واحدة (وشذّ فيه) أي في غير الثّلاثي (هيئة كالخمرة) والعمّة والقمصة (١).

فصل

في أبنية أسماء الفاعلين والصّفات المشبّهة بها (٢) وفيه (٣) أبنية أسماء المفعولين.

كفاعل صغ اسم فاعل إذا

من ذي ثلاثة يكون كغذا

(كفاعل صغ اسم فاعل إذا من ذي ثلاثة) مجرّد مفتوح العين لازما أو متعدّيا أو مكسورها متعدّيا (يكون (٤) كغذا) بالمعجمتين أي سال (٥) فهو غاذ وذهب فهو ذاهب وضرب فهو ضارب وركب فهو راكب (٦).

__________________

فلا سبيل للدلالة على المرّة إلّا أن يؤتي بوصف للمصدر يدل على المرّة كواحدة.

(١) فالأولي لهيئة المختمر والثانية لهيئة المتعمّم ، والثالثة لهيئة المتقمّص.

(٢) أي : بأسماء الفاعلين.

(٣) أي : في الفصل.

(٤) أي : إذا يكون اسم الفاعل من ذي ثلاثة.

(٥) يقال غذا العرق (بكسر العين وسكون الراء) أي : سال دما.

(٦) فغاذ وذاهب للمفتوح العين اللازم أولهما معتل ، والثاني سالم وضارب للمفتوح العين المتعدّي وراكب للمكسور العين المتعدّي.

٢٩٩

وهو قليل في فعلت وفعل

غير معدّي بل قياسه فعل

(وهو (١) قليل) مقصور علي السّماع (في فعلت) بضمّ العين (وفعل) بكسر العين حال كونه (غير معدّى) كحمض فهو حامض وأمن فهو آمن (بل قياسه) أي فعل بالكسر ، أي إتيان الوصف منه في الأعراض (فعل).

وأفعل فعلان نحو أشر

ونحو صديان ونحو الأجهر

(و) في الخلقة والألوان (أفعل) ، وفيما دلّ علي الامتلاء وحرارة الباطن (فعلان أشر) (٢) وفرح (ونحو صديان) وعطشان وشبعان وريّان (٣) (ونحو الأجهر) وهو الّذي لا يبصر في الشّمس ، والأحول والأعور والأخضر (٤).

وفعل أولي وفعيل بفعل

كالضّخم والجميل والفعل جمل

وأفعل فيه قليل وفعل

وبسوي الفاعل قد يغني فعل

(وفعل) بسكون العين (أولي وفعيل بفعل) بضمّها من فاعل وغيره (٥) (كالضّخم) والفعل ضخم (والجميل والفعل جمل وأفعل فيه قليل) مقصور علي السّماع كخطب فهو أخطب (و) كذا (فعل) بفتح العين كبطل فهو بطل ، وفعال بفتح

__________________

(١) أي : وزن (فاعل) لاسم الفاعل من هذين قليل.

(٢) وهو الطاغي بالنعمة أو المستخفّ بها وهو وفرح وصفان عارضان غير ذاتييّن.

(٣) الرّيان هو الشبعان بالماء والأمثلة الثلاثة لفعلان فعطشان لحرارة الباطن ، والأخيران للامتلاء.

(٤) الأجهر ، والأحول ، والأعور للخلقة ، والأخضر للّون ، والأحول المتحوّل حدقة عينه ، والأعور الذي ذهب حسّ أحد عينيه.

(٥) يعني إذا كان الفعل على وزن فعل مضموم العين فاسم الفاعل منه على وزن فعل وفعيل أحسن من وزن فاعل وغيره كفعلان وأفعل.

٣٠٠