البهجة المرضيّة على ألفيّة ابن مالك

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

البهجة المرضيّة على ألفيّة ابن مالك

المؤلف:

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع
المطبعة: وفا
الطبعة: ١٩
ISBN: 978-964-6397-13-2
الصفحات: ٥٩٠

فصل في الاستغاثة

إذا استغيث اسم منادي خفضا

باللّام مفتوحا كيا للمرتضى

(إذا استغيث اسم منادى) ليخلّص (١) من شدّة أو يعين علي دفع مشقّة (خفضا) إعرابا (٢) (باللّام مفتوحا) فرقا (٣) بين المستغاث به والمستغاث من أجله (كيا للمرتضى).

وافتح مع المعطوف إن كرّرت يا

وفي سوي ذلك بالكسر ائتيا

(وافتح) اللّام أيضا (مع) المستغاث (المعطوف) علي مثله (إن كرّرت يا) نحو :

يا لقومي ويا لأمثال قومي

لأناس عتوّهم في ازدياد (٤)

(وفي سوي ذلك) وهو المستغاث من أجله والمعطوف بدون يا (بالكسر ائتيا) نحو :

__________________

(١) أي المنادي بكسر الدال

(٢) أي : يكون إعرابه جرّا.

(٣) علة لفتح اللام ففي قولنا (يا لزيد للغريق) المستغاث به (زيد) والمستغاث من أجله (الغريق) واللام الداخلة على الغريق مكسورة ولو كانت اللام الداخلة على زيد المستغاث به أيضا مكسورا لالتبس بينهما.

(٤) اللام في (لقومي) مفتوحة لأنه مستغاث به ، وكذا في (لأمثال) لكونه معطوفا على المستغاث به ، وفي (لأناس) مكسورة لكونه مستغاثا من أجله.

٣٨١

[تكنّفني الوشاة فأزعجوني]

فيا للنّاس للواش المطاع

[يبكيك ناء بعيد الدّار مغترب]

يا للكهول وللشّبّان للعجب (١)

ولام ما استغيث عاقبت ألف

ومثله اسم ذو تعجّب ألف

(ولام ما استغيث عاقبت ألف) (٢) تلي آخره إذا وجدت فقدت اللّام (٣) ، نحو :

يا يزيدا لآمل نيل عزّ

[وغني بعد فاقة وهوان]

واللّام فقدت هي (٤) كما تقدّم ، (٥) وقد لا يوجدان نحو :

ألا يا قوم للعجب العجيب

وللغفلات تعرض للأريب (٦)

(ومثله) أي مثل المستغاث ، في جميع أحواله (٧) (اسم ذو تعجّب ألف) نحو : «يا للعجب» أي يا عجب احضر فهذا وقتك.

__________________

(١) فلان (للواش) مكسورة لأنه مستغاث من أجله و (للشبان) مكسورة لعدم تكرار يا وأن كان عطفا على المستغاث به و (للعجب) أيضا مكسورة ، لأنه مستغاث من أجله.

(٢) أي : ناوبت (ألف) فكل من اللام والألف ينوب الآخر فلا يجتمعان.

(٣) (فقدت) بالمعلوم فاعله (ألف) ومفعوله اللام يعني أن الألف إذا وجدت فقدت اللام أي : عدمته واستقرت هي مكان اللام.

(٤) أي : إذا وجدت اللام فقدت أي عدمت الألف وفقدت هنا أيضا بصيغة المعلوم.

(٥) فقد اللام الألف أي : وجود اللام وعدم وجود الألف تقدّم في البيتين المتقدّمتين.

(٦) فقوم منادي مستغاث به وليس معه اللام ولا الألف.

(٧) من جرّه باللام المفتوحة وتعاقب اللام الألف فيه وحذفهما عنه.

٣٨٢

فصل في النّدبة

وهي كما في شرح الكافية ـ إعلان المتفجّع (١) باسم من فقده لموت أو لغيبة

ما للمنادي اجعل لمندوب وما

نكّر لم يندب ولا ما أبهما

ويندب الموصول بالّذي اشتهر

كبئر زمزم يلي وا من حفر

(ما) ثبت (للمنادى) من الأحكام المتقدّمة (اجعل لمندوب) فضمّه إن كان مفردا [معرفة] وأنصبه إن كان مضافا ، (٢) وإن اضطررت إلى تنوينه (٣) جاز نصبه وضمّه ، ومنه :

وافقعسا وأين منّي فقعس (٤)

[أابلي يأخذها كروّس]

(وما نكّر لم يندب) لأنّه لا يعذر النّادب له (٥) (ولا ما أبهما) كأيّ ، واسم الجنس

__________________

(١) أي : إخبار المصاب باسم من فقده المصاب بموت المفقود أو غيبته كقولك مواجها لابن زيد (وازيدا) معلنا له خبر موت زيد.

(٢) نحو (وا زيد) بالضم و (وا ابن عمرو) بنصب ابن.

(٣) فيما كان مستحقا للبناء على الضم.

(٤) فنصب فقعس منونا لضرورة الشعر مع أنه مفرد معرفة وحقه البناء على الضم.

(٥) الضمير يعود إلى (ما نكّر) أي : لأن الندبة أمر يستوحش منه الناس لا يحسن عند الناس إلّا لعذر مثل أن

٣٨٣

المفرد (١) واسم الإشارة (و) لكن (يندب الموصول بالّذي اشتهر) (٢) شهرة تزيل إبهامه (كبئر زمزم يلي وا من حفر) أي كقولك «وا من حفر بئر زمزماه» فإنّه بمنزلة «وا عبد المطّلباه» (٣).

ومنتهي المندوب صله بالألف

متلوّها إن كان مثلها حذف

(ومنتهي المندوب) أي آخره (صله بالألف) بعد فتحة ، نحو :

[حمّلت أمرا عظيما فاصطبرت له]

وقمت فيه بأمر الله وا عمرا

وأجاز يونس وصلها بآخر الصّفة ، (٤) نحو «وا زيد الظّريفاه».

(متلوّها) أي الّذي (٥) قبل هذه الألف ، وهو آخر المندوب (إن كان مثلها) أي ألفا (حذف) نحو «وا موساه».

كذاك تنوين الّذي به كمل

من صلة أو غيرها نلت الأمل

(كذاك) حذف (تنوين الّذي به كمل) المندوب (من صلة) (٦) نحو «وا من نصر

__________________

يقول النادب إنّي أردت إعلان ولد الميت بموت أبيه ، وهذا العذر أنما يتحقق إذا كان المندوب شخصا معينا ، وأما إذا كان نكرة فلا عذر للنادب.

(١) المفرد هنا في مقابل الكلّي ففي قولك (وا إنسانا) إن أردت به أحد أفراد الإنسان لا يصحّ ، لأنه مبهم ، وإن أردت به كلّي الإنسان صحّ.

(٢) أي : يصحّ أن يندب الموصول بشرط أن تذكر معه صلة مشهورة ليرفع بها إبهام الموصول ويصحّ ندبته.

(٣) لتساوي (من حفر بئر زمزم) و (عبد المطلب) في الشهرة لعلم الناس بأن حافر بئر زمزم هو عبد المطلب لا غير بخلاف قولك وا من أعاننى.

(٤) أي : صفة المندوب

(٥) أي : الحرف الذي قبل ألف الندبة (وهو الحرف الآخر من الإسم المندوب) إن كان ألفا كألف موسي حذف عند الندبة لتعذّر التلفظ بألفين مجتمعين.

(٦) بيان (للذي به كمل المندوب) فإن المكمل له قد يكون صلة إذا كان المندوب موصولا ، وقد يكون مضافا

٣٨٤

محمّداه» (أو غيرها) كمضاف إليه وعجز مركّب ، نحو «وا غلام زيداه» ، «وا معد يكرباه» (١) (نلت الأمل).

والشّكل حتما أوله مجانسا

إن يكن الفتح بوهم لابسا

(والشّكل) الّذي (٢) في آخر المندوب (حتما أوله) حرفا (مجانسا) له (٣) بأن تقلب الألف ياء أو واوا (إن يكن الفتح) والألف لوبقيا (بوهم لابسا) نحو «وا غلامكى» للمخاطبة ، و «وا غلامهو» للغائب ، و «وا غلامكموا» للجمع ، لأنّك لو لم تفعل وأبقيت الألف لأوهم الإضافة إلى كاف الخطاب [المذكر] وهاء الغيبة [المؤنّث] والمثنّى (٤).

وواقفا زدهاء سكت إن ترد

وإن تشأ فالمدّ والها لا تزد

(وواقفا زدهاء سكت إن ترد) (٥) ولا تزدها في الوصل ، وشذّ :

__________________

إليه إذا كان المندوب مضافا ، وقد يكون عجز مركب (أي : آخر جزء منه) إذا كان المندوب مركبا.

(١) حذف من (محمّد) و (زيد) تنوينهما الملفوظ ومن (كرب) وهو عجز المركب تنوينه المقدر.

(٢) أي الحركة التي في أخر المندوب من ضم أو كسر يجب حفظها وتبديل الألف بحرف يجانس تلك الحركة.

(٣) علمنا مما سبق أن المندوب يجعل في آخره ألف مفتوح قبلها كما مر في الأمثلة.

هذا فيما لا يوجب الألف لبسا واشتباها ، وأما إذا أوجب الألف والفتحة قبلها لبسا ، كما إذا كان المندوب مضافا إلى كاف المخاطبة نحو (وا غلامك) بكسر الكاف فبلحوق الألف يصير (وا غلامكا) ويوهم الإضافة إلى كاف الخطاب المذكر.

وإذا كان مضافا إلى ضمير المفرد الغائب المذكر فبإلحاق الألف يصير (وا غلامها) ويلتبس بالمضاف الغائبة المؤنثة.

وكذا المضاف إلى ضمير جمع المخاطب يلتبس بالمضاف إلى التثنية فلأجل دفع اللبس يجب إبقاء حركة الآخر من ضم أو كسر وتبديل الألف بالياء في الكسر والواو في الضم.

(٤) المخاطب.

(٥) أي : يجوز عند الوقف أن تزيد (هاءا) إلى المندوب كوا زيداه.

٣٨٥

ألا يا عمرو عمراه

وعمرو بن الزّبيراه (١)

(وإن تشأ فالمدّ) كاف في الوقف (والهاء لا تزد).

وقائل وا عبديا وا عبدا

من في النّدا اليا ذا سكون أبدى

وقائل ، إذا ندب المضاف إلى الياء (٢) (وا عبديا وا عبدا ، من) فاعل ، قائل أي يقول ذلك الّذي (في النّداء الياء ذا سكون أبدى) أي أظهر ، ومن أتي بها مفتوحة ، يقول : «وا عبديا» فقطّ ، ومن فعل غير ذلك (٣) يقول : «وا عبدا» فقطّ.

تتمة : إذا ندب المضاف إلى مضاف إلى الياء (٤) لزمت الياء لأنّ المضاف إليها (٥) غير مندوب.

__________________

(١) زاد الهاء مع (عمراه) مع عدم الوقف لإصاله بما بعده.

(٢) مر في المضاف إلى الياء بقوله (واجعل منادى صح ...) اختلاف اللغات إلى خمس ، وزاد الشارح سادسا فمن الوجوه الخمسة قولان بإثبات الياء أحدهما سكونها ، والثاني فتحها فالقائل بسكون الياء عند النداء إذا أراد الندبة به يجوز له أن يقول وا عبديا بزيادة ألف الندبة وتحريك الياء حذرا من اجتماع ساكنين ، ويجوز له أيضا أن يقول عبدا لأنّ الياء والألف كلاهما ساكنان فيحذف الياء لإلتقاء الساكنين.

ومن يقول في النداء عبدي بفتح الياء ففي الندبة يقول عبديا فقط ، لأن عبدي بفتح الياء مهيئة للحوق ألف الندبة ، وليس في هذا الوجه التقاء ساكنين ليلزم حذف الياء ولا داعي له لأن يقول عبدا.

(٣) وهي الوجوه الثلاثة بحذف الياء ففي الندبة يقولون وا عبدا لعدم وجود ياء على قولهم ليقولوا وا عبديا.

(٤) نحو وا غلام عبدى.

(٥) أي : إلى الياء كعبد في المثال ، لأن الياء أنما يجوز حذفها إذا أضيف إليها المندوب والمندوب هنا هو الغلام والمضاف إلى الياء (عبد) فلا وجه لحذف الياء.

٣٨٦

فصل في التّرخيم

وهو حذف بعض الكلمة على وجه مخصوص

ترخيما أحذف آخر المنادى

كياسعا فيمن دعا سعادا

وجوّزنه مطلقا في كلّ ما

انّث بالها والّذي قد رخّما

بحذفها وفّره بعد واحظلا

ترخيم ما من هذه الها قد خلا

إلّا الرّباعي فما فوق العلم

دون إضافة وإسناد متمّ

(ترخيما) أي لأجل التّرخيم (احذف آخر المنادى ، كياسعا فيمن دعا سعادا ، وجوّزنه (١) مطلقا في كلّ ما أنّث بالها) علما كان أم لا زائدا على ثلاثة أم لا.

(واللّذي قد رخّما بحذفها وفّره بعد) (٢) فلا تحذف منه شيئا آخر ، فقل في عقنباة «يا عقنبا» (واحظلا) أي امنع (ترخيم ما من هذه الها قد خلا (٣) إلّا الرّباعي فما

__________________

(١) أي : جوز الترخيم في المؤنث بالتاء مطلقا ، سواء كان علما كفاطمة فيقال يا فاطم أو غير علم كقائمة فيقال : يا قائم ، وسواء كان ثلاثيا كالمثالين أو زايدا كعقبناه ، فيقال : يا عقبنا ، وترخيم المؤنث بالتاء بحذف تائه فقط ، ولا يجوز حذف حرف آخر منه.

(٢) أي : الإسم الذي رخم بحذف تائه كالأمثلة المذكورة أبقه على الباقي من حروفه ، ولا تحذفه منه حرفا آخر ، فلا يجوز في عقبناة حذف حرف منها غير التاء.

(٣) يعني وأما في غير المؤنث بالتاء فليس كالمؤنث بالتاء في إطلاق ترخيمه ، بل يشترط فيه أمور :

٣٨٧

فوق العلم (١) دون) تركيب (إضافة وإسناد متمّ) فأجز ترخيمه ، نحو : جعفر ، وسيبويه ، ومعد يكرب (٢) بخلاف الثّلاثي كعمر ، وغير العلم ، كعالم ، والمضاف ، كغلام زيد والمسند كتأبّط شرّا ، وسيأتي نقل ترخيم هذا (٣).

ومع الآخر احذف الّذي تلا

إن زيد لينا ساكنا مكمّلا

أربعة فصاعدا والخلف فى

واو وياء بهما فتح قفى

(ومع) حذفك (الآخر احذف الّذي تلا (٤) إن زيد) وكان (لينا ساكنا مكمّلا أربعة فصاعدا) قبله حركة من جنسه ، نحو «يا عثم» و «يا منص» و «يا مسك» (٥) في عثمان ،

__________________

منها : أن يكون رباعيّا كجعفر ، أو فوق الرباعي كإبراهيم.

ومنها : أن يكون علما كالمثالين ، وشرط العلم الّا يكون مركبا إضافيا كعبد الله ، ولا مركبا إسناديا كتأبط شرا.

(١) هذا هو الشرط الثاني.

(٢) فالأول رباعي غير مركب ، والثاني مركب من اسم وحرف ، والثالث مركب من اسمين ، وكلها واجدة لشرائط الترخيم ، إذ ليس فيها مركب إضافي ولا إسنادي ، وكلها أعلام رباعي فما فوق فعند ترخيمها تقول يا جعف ويا سيب ويا معدي.

(٣) بقوله (وذا عمرو نقل).

(٤) أي : في ترخيم غير المؤنث بالتاء ، كما يحذف الحرف الآخر كذا يحذف الحرف ما قبل الآخر أيضا بشروط خمسة :

الأول : أن يكون زائدا ، ولا يكون من الحروف الأصليّة للكلمة.

الثانى : أن يكون من حروف اللين ، أي : الألف والواو الياء.

الثالث : أن يكون ساكنا.

الرابع : أن يكون رابع حروف الكلمة أو أكثر.

والخامس : أن يكون قبله حركة من جنس ذلك الحرف ، فإن كان ألفا يجب أن يكون قبله فتحة أو واو فضمة أو ياء فكسرة.

(٥) فحذف ما قبل الآخر من هذه الثلاثة ، وهو الألف في عثمان والواو في منصور ، والياء في مسكين ، وكلها

٣٨٨

ومنصور ، ومسكين ، بخلاف نحو : مختار وهبيّخ وسعيد وفرعون وغرنيق (١).

(والخلف) ثابت (فى) حذف (واو وياء) ليس قبلهما حركة من جنسهما بل (بهما فتح قفي) (٢) فأجازه الفرّاء والجرمي لعدم اشتراطهما ما ذكرناه (٣) ومنعه غيرهما.

والعجز احذف من مركّب وقلّ

ترخيم جملة وذا عمرو نقل

(والعجز (٤) احذف من مركّب) كقولك في معديكرب وسيبويه وبخت نصّر : «يا معدي» و «يا سيب» و «يا بخت».

(وقلّ ترخيم جملة) إسناديّة (وذا (٥) عمرو) وهو سيبويه (نقل) عن العرب.

وإن نويت بعد حذف ما حذف

فالباقي استعمل بما فيه ألف

(وإن نويت بعد حذف) بالتّنوين (ما حذف (٦) فالباقي استعمل بما فيه ألف) قبل

__________________

زائدة ومن حروف اللين ورابع في الكلمة وساكنة وقبلها حركة تناسب كلّا من الحروف الثلاثة كفتح الميم قبل الألف في عثمان ، وضمّ الصاد قبل الواو في منصور وكسر الكاف قبل الياء في مسكين.

(١) لكون ما قبل الآخر في مختار أصليا ، لأنه لام الفعل ولتحركه في (هبيخ) والشرط سكونه ولكونه ما قبل الآخر ثالث حروف الكلمة في سعيد ولعدم كون حركة ما قبل اللين من جنسه لفتح العين قبل الواو في فرعون مع أن المناسب للواو الضمة ولفتح نون غرنيق مع أن المناسب للياء الكسرة.

(٢) أي : اختلف النحاة في حذف واو وياء مفتوح قبلهما.

(٣) بقوله (قبله حركة من جنسه).

(٤) أي : الجزء الأخير من المركب يحذف في الترخيم.

(٥) أي : ترخيم الجملة.

(٦) يعني : إن كان الحرف المحذوف من المرخم منويا عند المتكلم فيجب إبقاء باقي الكلمة على حالتها السابقة ، ولا يجوز تغيير حركات حروفها ولا تغييرها وإن لم يكن المحذوف منويّا عنده فليفرض

٣٨٩

الحذف ، فأبق حركته ولا تعلّه إن كان حرف علّة.

واجعله إن لم تنو محذوفا كما

لو كان بالآخر وضعا تمّما

(واجعله) أي الباقي (إن لم تنو محذوفا كما لو كان (١) بالآخر وضعا تمّما) فأعلّه وأجر الحركات عليه.

فقل علي الأوّل في ثمود يا

ثمو ويا ثمي علي الثّاني بيا

(فقل علي الأوّل (٢) في ثمود) وعلاوة وكروان (يا ثمو) بالواو ، و «يا علاو» و «يا كرو» بإبقاء الواو المفتوحة ، وفي جعفر ومنصور وحارث «يا جعف» بالفتح و «يا منص» بالضّم و «يا حار» بالكسر.

(و) قل (يا ثمي علي الثّاني بيا) مقلوبة عن الواو لأنّه ليس لنا اسم معرب آخره واو قبلها ضمّة غير الأسماء السّتّة وقل : «يا كرا» (٣) بقلب الواو ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها ، و «يا جعف» و «يا حار» بضمّهما (٤).

__________________

الكلمة مختومة قبله ويعامل معها معاملة كلمة كاملة وليعطها ما يستحقها من حركة أو إعلال أو غير ذلك.

فمثلا : إن كان دال ثمود منويّا عند الترخيم فقل يا ثمو وإن لم يكن منويا فقل يا ثمى ، لأنك إن لم تنو الدال فقد جعلت (ثمو) كلمة كاملة ، وليس لنا اسم معرب آخره واو قبلها ضمة غير الأسماء الستة مثل أبو فلا بد من إعلاله بقلب واوه ياء.

(١) أي : كما لو كان الباقي وهو الواو في الأمثلة الثلاثة مثلا آخر الكلمة بحسب الوضع الأصلي فعليك أن تطبّق عليه القواعد.

(٢) أي : على نية المحذوف.

(٣) وأنما لم يذكر حكم (علاوة) لوضوح أمرها وهو ضم واوها لكونها مفردا معرفة كجعفر.

(٤) لكونهما مفردي معرفة وحكم المنادي المفرد المعرفة البناء على الضم.

٣٩٠

والتزم الأوّل في كمسلمة

وجوّز الوجهين في كمسلمة

(والتزم الأوّل) وهو نيّة المحذوف (فى) ما فيه تاء التّأنيث للفرق (١) (كمسلمة) بضمّ الميم الأولى (وجوّز الوجهين في) ما ليس فيه التّاء للفرق (كمسلمة) بفتح الميم الأولى (٢)

ولاضطرار رخّموا دون ندا

ما للنّدا يصلح نحو أحمدا

(ولاضطرار رخّموا) علي اللغتين (٣) (دون ندا ما للنّداء يصلح (٤) نحو أحمدا) كقوله :

لنعم الفتي تعشو إلى ضوء ناره

ظريف ابن مال (٥) [ليلة الجوع والخصر]

بخلاف ما لا يصلح للنّداء ، ومن ثمّ كان خطأ قول من جعل من ترخيم الضّرورة :

[القاطنات البيت غير الرّيّم]

أو الفا مكّة من ورق الحمى (٦)

__________________

(١) بين المذكر والمؤنث.

(٢) اسم مكان وتائه للتكثير كمسبعة يقال : بلد مسلمة أي : كثير المسلم ، وأنما يعامل معها معاملة المؤنث لفظا فيجوز في ترخيمها فتح ميمها لنيّة المحذوف وضمّها لفرضها كاملة عند الميم فتكون مفردا معرفة مبنية على الضمّ.

(٣) أي : على نيّة المحذوف وعدم نيّته.

(٤) أي : يجوز في الضرورة ترخيم غير المنادي بشرط أن تكون الكلمة المرخمة صالحة للنداء كأحمد ، فإنه يصلح للنداء لكونه اسما لشخص فيقال في ضرورة الشعر (أحم).

(٥) أي : ابن مالك فرخّم من غير نداء.

(٦) أي : ورق الحمام والحمام طير ، والطير لا يصلح لأن ينادى ، فليس من ترخيم الضرورة لعدم وجود الشرط فيه.

٣٩١

فصل في الاختصاص

الاختصاص كنداء دون يا

كأيّها الفتي بإثر ارجونيا

(الاختصاص كنداء) لفظا (١) لكن يخالفه في أنّه يجيء (دون يا) وفي أنّه لا يجيء في أوّل الكلام. ثمّ إن كان أيّها أو أيّتها استعملا كما يستعملان في النّداء فيضمّان ويوصفان بمعرّف بأل مرفوع (كأيّها الفتى (٢) بإثر ارجونيا) (٣) و «أللهمّ اغفر لنا أيّتها العصابة».

وقد يري ذا دون أي تلو أل

كمثل نحن العرب أسخي من بذل

(وقد يري ذا (٤) دون أي تلو أل) فينصب وحينئذ يشترط تقدّم اسم بمعناه عليه ، والغالب كونه (٥) ضمير تكلّم (كمثل نحن العرب أسخي من بذل) (٦) وقد يكون ضمير خطاب ، نحو بك الله (٧) نرجو الفضل.

__________________

(١) في بنائه على الضم في بعض الأحوال وفي تابعه وفي كونه بتقدير فعل وهو هنا (أخصّ).

(٢) بضم (أي) بناءا ورفع الفتي تقديرا.

(٣) فالتقدير أرجوني أيها الفتي وأنما قيده بأن يكون عقيب أرجوني لما ذكر من أنه لا يجيء أول الكلام.

(٤) أي : قديري المخصوص ، دون (أي) بشرط أن يكون معرفا بأل.

(٥) أي : الاسم المتقدم.

(٦) فنصب (العرب) على الاختصاص وتقدم عليه (نحن) وهو هنا بمعني العرب.

(٧) بنصب (الله) أي : أخص الله تعالى.

٣٩٢

فصل في التّحذير والإغراء

التّحذير هو إلزام المخاطب الاحتراز من مكروه والإغراء هو إلزامه العكوف (١) على ما يحمد العكوف عليه من مواصلة (٢) ذوي القربي والمحافظة علي العهود ونحو ذلك.

إيّاك والشّرّ ونحوه نصب

محذّر بما استتاره وجب

(إيّاك والشّرّ ونحوه) كإيّاكما وإيّاكم وجميع فروعه (٣) (نصب محذّر) بكسر الذّال (٤) (بما استتاره وجب) لأنّ التّحذير بإيّا (٥) أكثر من التّحذير بغيره ، فجعل بدلا من اللّفظ بالفعل.

__________________

(١) أي : الملازمة والتوجه.

(٢) بيان لما يحمد.

(٣) أي : فروع (إيا) من المخاطب المؤنث والغائب المذكر والمؤنث.

(٤) فمعنى البيت أن المتكلم الذي في مقام التحذير ينصب (إيّاك والشّر) بعامل يجب استتاره كاحذر واتق.

(٥) دليل لوجوب استتار العامل ، وحاصله أن استعمال (إيا) في التحذير أكثر من غيره ، وبلغ في كثرة استعماله فيه إلى حد أغني عن التلفظ بفعل التحذير وصار عند أهل اللسان عوضا عن الفعل العامل وبما أنه لا يجوز الجمع بين العوض والمعوض فلا يجوز ذكر الفعل مع وجود (إيا) وأشار بقوله من اللفظ بالفعل إلى أنه بدل عن لفظ الفعل لا عن نفس الفعل فالعمل باق للفعل مقدّرا.

٣٩٣

ودون عطف ذا لايّا انسب وما

سواه ستر فعله لن يلزما

(ودون عطف) (١) نحو «إيّاك الأسد» (ذا) الحكم المذكور ـ وهو النّصب بلازم الاستتار ـ (لإيّا انسب) أيضا (وما سواه) أي سوي المحذّر بإيّا (ستر فعله لن يلزما) نحو «نفسك الشّرّ» أي جنّب ، وإن شئت فأظهر (٢).

إلّا مع العطف أو التّكرار

كالضّيغم الضّيغم يا ذا السّاري

(إلّا مع العطف) فإنّه يلزم أيضا ستر فعله ، نحو «ماز رأسك والسّيف» (٣) (أو التّكرار) فإنّه يلزم أيضا (٤) (كالضّيغم الضّيغم) أي الأسد الأسد (يا ذا السّاري) والشّائع في التّحذير أن يراد به (٥) المخاطب.

وشذّ إيّاي وإيّاه أشذّ

وعن سبيل القصد من قاس انتبذ

وكمحذّر بلا إيّا اجعلا

مغري به في كلّ ما قد فصّلا

(وشذّ) مجيئه للمتكلّم ، نحو (إيّاى) «وان يحذف أحدكم الأرنب» أي نحّني عن حذف الأرنب ونحّه عن حضرتي (٦) (و) مجيئه للغائب ، نحو (إيّاه) وإيّا

__________________

(١) يعني لا فرق في (إيا) من جهة نصبه في التحذير ووجوب استتار عامله بين صورة العطف كما مرّ ودون عطف بخلاف غير إيّاكما يأتي.

(٢) أي : فقل (جنّب نفسك الشر).

(٣) (ماز) منادي مرخم ، أي : يا مازن جنّب رأسك والسيف فحذف العامل وجوبا لوجود العاطف.

(٤) أي : حذف العامل فتقدير المثال (اتق الإسد).

(٥) أي : بالتحذير.

(٦) فسّر هذه الجملة بوجوه :

منها ما اختاره الشارح ، وحاصله : إنها في تقدير جملتين بقي من كل منهما جزء ، وحذف جزء ، والتقدير

٣٩٤

الشّوابّ (١) (أشذّ وعن سبيل القصد من قاس) علي ذلك (انتبذ (٢) وكمحذّر بلا إيّا اجعلا مغري به في كلّ ما قد فصّلا) (٣) فأوجب إضمار ناصبه مع العطف ، نحو «الأهل والولد» (٤) والتّكرار نحو :

أخاك أخاك إنّ من لا أخا له

كساع إلي الهيجا بغير سلاح (٥)

وأجزه (٦) مع غيرهما ، نحو «الصّلاة جامعة».

__________________

(إياي وحذف الأرنب وعلى أحدكم أن يحذف الأرنب) والحذف في الجملة الأولي بمعني الضرب بالعصى ، وفي الثانية بمعناه المعروف وهو الطرد والتبعيد.

فالمعني نحّوني عن ارتكاب ضرب الأرنب ، وعلى أحدكم أن يحذف الأرنب عن حضوري.

(١) أصل المثل (إذا بلغ الرجل الستين فإياه وإيا الشواب) ، والشواب جمع الشابة ، أي : المرأة الشابة ، والمعني إذا بلغ الرجل الستين فليتجنب من النساء الشابات.

(٢) يعني مجيء التحذير للغائب شاذ منحصر على السماع ومن قاس عليه فقد انتبذ ، أي : ابتعد عن طريق الحق.

(٣) يعني أن الإغراء مثل التحذير بغير (إيا) في جميع الأحكام التي مرّ تفصيلا.

(٤) أي : ألزم وراقب الأهل والولد الشاهد في لزوم حذف العامل لمكان العطف.

(٥) الشاهد في حذف عامل المغري به (أخاك) لأجل التكرار أي (ألزم أخاك).

(٦) أي : يجوز إضمار العامل مع غير العطف والتكرار فقولنا (الصلاة جامعة) أصله (احفظ الصلاة جامعة).

٣٩٥

هذا باب أسماء الأفعال والأصوات

ما ناب عن فعل كشتّان وصه

هو اسم فعل وكذا أوّه ومه

(ما ناب عن فعل) معني واستعمالا (١) (كشتّان) بمعني افترق (وصه) بمعني أسكت (هو اسم فعل) أي اسم مدلوله فعل (٢) (وكذا أوّه) بمعني أتوجّع (ومه) بمعني إنكفف (٣)

وما بمعني افعل كآمين كثر

وغيره كوي وهيهات نزر

(وما) كان (بمعني افعل) في الدّلالة علي الأمر (كآمين) بمعني استجب (كثر) وروده ، ومنه «نزال» بمعني إنزل ، و «رويد» بمعني أمهل ، و «هيت» و «هيا» بمعني أسرع ، و «إيه» بمعني إمض في حديثك ، و «حيّهل» بمعني إئت أو عجّل أو أقبل ، و «ها» بمعني خذ ، و «هلمّ» بمعني أحضر أو أقبل (وغيره) كالّذي بمعني المضارع (كوى) و «وا» ، و «واها» بمعني أعجب ، و «أفّ» بمعني أتضجّر (و) كالّذي بمعني الماضي نحو (هيهات) بمعني بعد. و «وشكان» و «سرعان» بمعني سرع ، و «بطآن» بمعني بطؤ (نزر)

__________________

(١) كرفع الفاعل ونصب المفعول بخلاف ما هو بمعني الفعل ولا يستعمل مثل الفعل كأسماء الإشارة.

(٢) فالإضافة بيانية.

(٣) أي : امتنع واكتف.

٣٩٦

وكذا اسم الأمر من الرّباعي كـ «قرقار» بمعني قرقر.

والفعل من أسمائه عليكا

وهكذا دونك مع إليكا

(والفعل من أسمائه» ما هو منقول عن حرف جرّ وظرف نحو (عليكا) بمعني ألزم (وهكذا دونك) بمعني خذ (مع إليكا) بمعني تنحّ (١) ولا يستعمل هذا النّوع إلّا متّصلا بضمير المخاطب (٢) وشذّ «عليه رجلا» و «علي الشّيء» و «إليّ» ومحلّ الضّمير المتصل بهذه الكلمات جرّ عند البصريّين ونصب (٣) عند الكسائي ورفع عند الفرّاء (٤).

كذا رويد بله ناصبين

ويعملان الخفض مصدرين

و (كذا) أي كما يأتي اسم الفعل منقولا ممّا ذكر ، يأتي منقولا من المصدر ، نحو (رويد) إذ هو من أروده إروادا بمعني أمهله إمهالا ، ثمّ صغّروا الإرواد تصغير ترخيم (٥) ثمّ سمّوا به فعله ، فبنوه علي الفتح ، وكذا (بله) إذ هو في الأصل مصدر فعل مرادف لدع (٦) ، ثمّ سمّي به الفعل وبني.

وهذا (٧) حال كونهما (ناصبين) نحو «رويد زيدا» أو «بله زيدا». (ويعملان

__________________

(١) أي : ابتعد.

(٢) كما مر في الأمثلة والظاهر أن المركب من الجار والمجرور منقول إلى اسم الفعل لا (أن الجار فقط اسم فعل والكاف متصل به) كما يظهر من كلام الشارح.

(٣) على المفعوليّة وهو بعيد كلّ البعد.

(٤) لكونه فاعلا في المعنى ، إذ التقدير (ألزم أنت وخذ أنت) فالكاف عوض (أنت).

(٥) لحذف الهمزة والألف منه.

(٦) لم يذكر لفظ ذلك الفعل ، بل قال مرادف لدع لعدم استعمال هذا الفعل فالمراد أنه مصدر فعل لو كان موضوعا لكان بمعني (دع).

(٧) أي : كونهما اسمى فعل إذا كانا ناصبين وأمّا إذا جرّا فهما مصدران.

٣٩٧

الخفض مصدرين) معربين ، نحو «رويد وبله زيد».

وما لما تنوب عنه من عمل

لها وأخّر ما لذي فيه العمل

(وما لما تنوب عنه من عمل) ثابت (لها) (١) فترفع الفاعل ظاهرا ومستترا ، وتتعدّي إلي مفعول بنفسها وبحرف جرّ ، ومن ثمّ (٢) عدّي «حيّهل» بنفسه لمّا ناب عن «إئت» وبالباء لمّا ناب عن «عجّل» وبعلي لمّا ناب عن «أقبل» (وأخّر ما لذي فيه العمل) عنها (٣) خلافا للكسائي.

واحكم بتنكير الّذي ينوّن

منها وتعريف سواه بيّن

(واحكم بتنكير الّذي ينوّن منها) لزوما (٤) نحو «واها» و «ويها» ، أولا كـ «صه» و «مه» (وتعريف سواه) أي الّذي لم ينوّن (بيّن) لزوما ، (٥) نحو «نزال» أولا كـ «صه» و «مه».

__________________

(١) أي : كل عمل للفعل المنوب عنه من رفع أو نصب أو كليهما فهو ثابت لاسم الفعل النائب عن ذلك الفعل.

(٢) أي : من أجل نيابته عن الفعل المنوب عنه في جميع الخصوصيّات يتعدّي (حيّهل) بنفسه إذا جاء بمعني (ائت) فإن (ائت) متعدّ بنفسه يقال (ائت زيدا) ويتعدّي بالباء إذا كان بمعني (عجّل) فإن (عجّل) يتعدّي بالباء ، يقال : عجّل بسفرك ويتعدّي بعلى إذا ناب عن (أقبل) فإن أقبل يتعدّي بعلي يقال : (اقبل على آخرتك).

(٣) أى : يجب تأخير معمول أسماء الأفعال.

(٤) أي : ما ينّون من أسماء الأفعال فهو نكرة سواء كان تنوينه دائميّا كواها وويها فإنهما يستعملان مع التنوين دائما أو لم يكن تنوينه دائميّا ، كصه ومه فإنهما قد ينوّنان وقد لا ينوّنان فإذا استعملا مع التنوين فهما نكرتان.

(٥) أي : غير المنوّن معرفة سواء كان خلوّه من التنوين لازما بأن لا يستعمل مع التنوين أبدا كنزال أو غير لازم ، بأن يستعمل تارة مع التنوين وأخري بلا تنوين فاذا استعمل بلا تنوين فهو معرفة.

ومعني تعريف هذه الأسماء وتنكيرها تعيين متعلّقها وعدم تعيينها فمعني صه المعرفة أي : (بلا تنوين)

٣٩٨

وما به خوطب ما لا يعقل

من مشبه اسم الفعل صوتا يجعل

(وما به خوطب ما لا يعقل) (١) أو ما هو في حكمه ، كصغار الآدميّين (من مشبه اسم الفعل (٢) صوتا يجعل) كقولك لزجر الفرس «هلا هلا» وللبغل «عدس» وللحمار «عد».

كذا الّذي أجدي حكاية كقب

والزم بنا النّوعين فهو قد وجب

(كذا الّذي أجدى) أي أعطي بمعني أفهم (حكاية) لصوت (كقب) لوقع السّيف ، و «غاق» للغراب ، و «خاز باز» للذّباب ، و «خاق باق» للنّكاح.

(والزم بناء النّوعين فهو قد وجب) (٣) لما سبق في أوّل الكتاب. (٤)

__________________

الأمر بالسكوت في كل زمان أو في وقت معيّن ومعني (صه) مع التنوين الأمر بسكوت ما ، أي : غير معيّن المقدار والزمان وهكذا.

(١) أي : الكلمات التي يخاطب بها غير ذوي العقول أي الحيوانات أو يخاطب بها ما بحكم ما لا يعقل فإن صغار الآدميّين وإن كانوا من صنف ذوي العقول لكنهم لقصورهم ؛ حكم غير ذوي العقول.

(٢) وجه شبه أسماء الأصوات بأسماء الأفعال ، أنّه كما يكتفي باسم الفعل عن الفعل فكذا يكتفي باسم الصوت عن الفعل الذي هو بمعناه.

(٣) يعني أن كلا النوعين من أسماء الأصوات مبنيّان (نوع الخطاب) و (نوع الحكاية).

(٤) من أنّها مبنيّة للشبه الإهمالي.

٣٩٩

هذا باب فيه نونا التّاكيد

للفعل توكيد بنونين هما

كنوني اذهبنّ واقصدنهما

يؤكّدان افعل ويفعل آتيا

ذا طلب أو شرطا إمّا تاليا

(للفعل توكيد بنونين هما) شديدة وخفيفة (كنوني اذهبنّ واقصدنهما يؤكّدان افعل) أى الأمر مطلقا (١) نحو «اضربن» (ويفعل) أي المضارع بشرط أن يكون (آتيا ذا طلب) نحو :

فإيّاك والميتات لا تقربنّها (٢)

[ولا تأخذن سهما حديدا لتفصدا]

ونحو :

وهل يمنعني ارتياد البلاد (٣)

[من حذر الموت أن يأتين]

ونحو :

هلا تمنّن بوعد غير مخلفة (٤)

[كما عهدتك في أيّام ذي سلم]

ونحو :

__________________

(١) أي : من غير شرط بخلاف المضارع كما سيجيء.

(٢) فأكد النهي وهو طلب (بالثقيلة).

(٣) والاستفهام طلب.

(٤) أكد المضارع بالثقيلة لوقوعه تحضيضا والتحضيض طلب.

٤٠٠