البهجة المرضيّة على ألفيّة ابن مالك

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

البهجة المرضيّة على ألفيّة ابن مالك

المؤلف:

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع
المطبعة: وفا
الطبعة: ١٩
ISBN: 978-964-6397-13-2
الصفحات: ٥٩٠

أصله «أأخذ» و «أوادم» جمع «آدم» أصله «اأدم» (وياء) إن كان المفتوح (إثر) ذي (كسر ينقلب) كإيمّ (١) مثال «إصبع» من الأمّ (٢) أصله «إئمم» ، فنقلت فتحة الميم الأولي إلى الهمزة توصّلا للإدغام (٣) ثمّ أبدلت الهمزة ياء والهمز

ذو الكسر مطلقا كذا وما يضمّ

واوا أصر ما لم يكن لفظا أتمّ

فذاك ياء مطلقا جا وأؤمّ

ونحوه وجهين في ثانية أمّ

(ذو الكسر مطلقا) سواء كان إثر ضمّ أو فتح أو كسر (كذا) أي ينقلب ياء كأينّه (٤) أي أجعله يئنّ وأيمّه (٥) وإيمّ مثال إثمد (٦) من الأمّ.

(وما يضمّ) من ثاني الهمزتين (واوا أصر) مطلقا (٧) (ما) دام (لم يكن لفظا أتمّ) (٨) بأن لم يكن في آخر الكلمة كأوّم (٩) مثال أبلم من الأمّ (١٠) وأوبّ جمع أبّ (١١) وإومّ مثال إصبع (١٢)

__________________

مفتوحة والأولي مكسورة تنقلب الثانية ياء.

(١) أمر من أمّ يأمّ أي : اقصد.

(٢) بفتح الهمزة مصدر بمعني القصد.

(٣) أي : نقلت حركة الميم ليسكن ويصح إدغامه في الميم الثاني إذ لو لم يسكن الأول لم يدغم في الثاني.

(٤) متكلم وحده من باب الإفعال.

(٥) أصله أئمّة جمع إمام قلبت الهمزة المكسورة ياء فصار أيمّة.

(٦) يعني إن أصله (أأمم) على وزن أضرب ثم نقل حركة الميم الأول إلى الهمزة الثانية للإدغام ثم قلبت الهمزة المكسورة ياء وهو أمر من أمّ يأمّ على ضرب يضرب أمّا أي : قصدا.

(٧) أي : سواء كانت الأولي مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة.

(٨) أي : بشرط أن لا تكون الهمزة متمّا للفظ أي : لا يكون آخر الكلمة.

(٩) أصله أومم كانصر أمر من أمّ يئمّ كنصر ينصر.

(١٠) بفتح الهمزة هو القصد فيأتي عين مضارعه بالحركات الثلاث.

(١١) بتشديد الباء بمعني المرعى.

(١٢) لم أعثر على معني لإوم بكسر الهمزة وضم الواو والظاهر أنه مثال فرضي لتفهيم القاعدة.

٥٦١

بضمّ الباء من الأمّ ، فإن كان أتمّ اللّفظ (فذاك ياء مطلقا) (١) سواء كان إثر ضمّ أو فتح أم كسر ، وكذا سكون (جاء) كالقرئي والقرئي والقرئي وقرئي أمثلة (٢) برثن وجعفر وزبرج وقمطر من القراء ، (٣) والياء في الأخير سالمة (٤) لسكون ما قبلها ، (٥) وفي الثّالث ساكنة لأنّها كياء قاض ، (٦) وفي الثّاني مقلوبة ألفا ، (٧) وفي الأوّل (٨) فعل بها ما فعل بأيد من تسكينها وإبدال الضّمّة قبلها كسرة (٩) (وأؤمّ ونحوه) وهو كلّ ذي همزين : الأوّل مفتوح والثّاني مضموم (وجهين) للقلب والتّصحيح (١٠) (في ثانيه أمّ) أي أقصد.

وياء اقلب ألفا كسرا تلا

أو ياء تصغير بواو ذا افعلا

في آخر أو قبل تاء التّأنيث أو

زيادتي فعلان ذا أيضا رأوا

في مصدر المعتلّ عينا والفعل

منه صحيح غالبا نحو الحول

فصل : (وياء اقلب ألفا كسرا تلا) (١١) كمصباح ومصابيح ومصيبيح (أو) تلا (ياء

__________________

(١) فذاك يعني الهمز المتم أي : الواقع آخر الكلمة ياء سواء فتح ما قبله أو ضمّ أم كسر.

(٢) المراد أنها أمثلة لوزنها الأصلي لا الفعلي كما سيجيء من إعلال كل واحدة منها وتغييرها إلا في الأخيرة كما سيأتي.

(٣) بمعني طلب الضيافة.

(٤) أي : سالمة من القلب والحذف والسكون فهو باق على وزن قمطر.

(٥) فإن القلب أو السكون الذي يأتي في البقيّة أنما هو من أجل حركة ما قبل الياء كما ستعلم ولئلّا يلتقي الساكنان.

(٦) في سكون ما قبل الياء والمراد هو القاضي المعرف باللام لا الخالي عنها.

(٧) لتحرّكها وانفتاح ما قبلها.

(٨) الذي كبرثن المضموم ما قبل آخره.

(٩) بمناسبة الياء.

(١٠) أي : يجوز قلب الثاني واوا ويجوز إبقائه على حاله.

(١١) أي : الألف المكسور قبله أقلبه ياء.

٥٦٢

تصغير) كغزال وغزيّل (١) (بواو ذا) أي القلب ياء (افعلا) (٢) إن كانت (في آخر) بعد كسر كرضي أصله رضو إذ هو من الرّضوان بخلاف الواقعة وسطا كعوض (أو) كانت (قبل تاء التّأنيث) كشجية أصله شجوة إذ هو من الشّجو (أو) كانت قبل (زيادتي فعلان) وهما الألف والنّون كغزيان مثل قطران من الغزو (٣) (ذا) أي قلب الواو ياء (أيضا رأوا) مجيئه (في مصدر) الفعل (المعتلّ عينا (٤) الموزون بفعال كصام صياما ، (٥) بخلاف المصحّح وإن كان معتلّا (٦) كـ «لاوذ لواذا» والموزون بغير فعال (٧) كما قال :

(والفعل منه) أي ومن المعتلّ عينا (صحيح غالبا (٨) نحو الحول) مصدر حال

وجمع ذي عين أعلّ أو سكن

فاحكم بذا الإعلال فيه حيث عنّ

وصحّحوا فعلة وفي فعل

وجهان والإعلال أولي كالحيل

(وجمع) اسم (ذي عين أعلّ أو سكن) وتلاه ألف (٩) (فاحكم بذا الإعلال) أي قلب الواو ياء (فيه حيث عنّ) نحو دار وديار وثوب وثياب (١٠) بخلاف ذي العين

__________________

(١) بتضعيف الياء أولهما ياء التصغير وثانيهما بدل الألف.

(٢) أي : أفعل بالواو والمتأخر ما فعلت بالألف المكسور قبلها والتالي ياء التصغير فأقلب الواو المتأخر أيضا ياء بشرط أن يكون ما قبله مكسورا.

(٣) فأصل غزيان (عزوان) قلب الواو ياء لوقوعه قبل الألف والنون.

(٤) أي : المصدر الذي أجري الإعلال على عينه أي : تغيّر.

(٥) فإن أصله صوام أجري الإعلال على عينه وهو الواو فصار ياء بمناسبة الكسرة ما قبله.

(٦) أي : بخلاف ما لم يتغيّر عينه وأن كان العين حرف علة.

(٧) أي : المصدر الذي على غير وزن فعال.

(٨) أي : لا ينقلب واوه ياء غالبا.

(٩) يعني الجمع الذي أجري الإعلال على عين مفرده أو كان عينه واوا ساكنا بعده ألف في الجمع فأقلب واوهما في الجمع ياء.

(١٠) فمفرد الأول (دار) أجري عليه الاعلال ، لأنّ أصله (دور) ففي جمعه يقلب الواو ياء (ديار) ومفرد الثاني

٥٦٣

المصحّح كطويل وطوال (١) والسّاكن الّذي لم يتله في الجمع ألف كما قال : (وصحّحوا فعلة) فقالوا كوز وكوزة (وفي فعل وجهان) : الإعلال والتّصحيح (والإعلال أولي كالحيل) جمع حيلة ، (٢) ومن التّصحيح حاجة وحوج (٣).

والواو لاما بعد فتح يا انقلب

كالمعطيان يرضيان ووجب

إبدال واو بعد ضمّ من ألف

ويا كموقن بذا لها اعترف

(والواو) إن كان (لاما) رابعا فصاعدا واقعا (بعد فتح (٤) يا انقلب كالمعطيان) أصله المعطوان وكذا (يرضيان) أصله يرضوان.

(ووجب إبدال واو بعد ضمّ) أي أخذها بدلا (من ألف) كبويع (٥) (وياء) ساكنة مفردة (٦) في غير جمع (٧) (كموقن بذا) أي القلب واوا (لها اعترف) كمثال المصنّف ، إذ أصله ميقن لأنّه من اليقين بخلاف المحرّكة كهيام والمدغمة كحيّض وكائنة في جمع لكن لها حكم آخر ، وهو قلب الضّمّة قبلها كسرة (٨) كما قال :

__________________

(ثوب) عينه واو ساكن وبعده ألف پفي الجمع (ثواب) فيقلب واوه ياء (ثياب).

(١) فإنّ الواو في مفرده لم يعلّ أي : لم يغير.

(٢) فإن أصلها حولة أعلّ فصار حيلة.

(٣) لإن أصل (حاجة) حوجة فلم ينقلب واوه في الجمع (حوج).

(٤) فهنا ثلاث شروط :

الأول : أن يكون الواو لام الكلمة.

الثانى : أن يقع رابعا فصاعدا.

الثالث : أن يكون بعد فتح.

(٥) مجهول (بايع) فلما أرادوا بناء المجهول ضم بائه فقلب الألف واو الضم ما قبله.

(٦) أي : غير مدغمة.

(٧) أي : بأن يكون الياء في غير الجمع فموقن مثلا لا يوجد ياء في جمعه (موقنين أو موقنات) بل في مفرد مثل (يقين وإيقان).

(٨) لا قلب الياء واوا.

٥٦٤

ويكسر المضموم في جمع كما

يقال هيم عند جمع أهيما

وواوا إثر الضّمّ ردّ اليامتى

ألفي لام فعل أو من قبل تا

كتاءبان من رمي كمقدرة

كذا إذا كسبعان صيّرة

(ويكسر المضموم) قبل الياء السّاكنة (في جمع (١) كما يقال هيم عند جمع أهيما).

(وواوا إثر الضّمّ ردّ اليا متى ألفي لام فعل) (٢) كنهو الرّجل (٣) إذا كمل نهيه أي عقله أصله نهيّ (أو) ألفيّ [الياء] لام اسم (من قبل تاء) التّأنيث (كتاء بان من رمي كمقدرة) (٤) فإنّه يقول مرموة والأصل مرمية.

(كذا) يردّ الياء واوا لوقوعها إثر ضمّ (٥) (إذا) الباني (كسبعان) بضمّ الباء (صيّره) أي بناه من رمى (٦) فإنّه يقول رموان والأصل رميان.

وإن تكن عينا لفعلي وصفا

فذاك بالوجهين عنهم يلفى

(وإن تكن) الياء (عينا لفعلى) بضمّ الفاء حال كونها (وصفا فذاك بالوجهين) :

__________________

(١) يعني إذا وقع حرف مضموم قبل ياء ساكنة في الجمع كسر الحرف المضموم قبل الياء نحو (هيم) جمع أهيم فأن الأصل (هيم) بضم الهاء كحمر جمع أحمر ثم انكسر الهاء بمناسبة الياء و (الأهيم) المصاب بداء الهيام أي : شدة العطش.

(٢) تقدير البيت هكذا (ورد الياء واوا بعد ضم متي ألفي الياء لام الفعل) يعني إذا وجدت لام الفعل ياء قبله ضمة فرده إلى الواو.

(٣) مرّ في باب فعل المدح أن (فعل) مضموم العين يؤتي به للمدح بقوله (واجعل فعلا عن ذي ثلاثة كنعم مسجلا).

(٤) أى : كتاء من صيغة بناء بأن من مادّة (رمى) على وزن مقدرة فتكون (مرموة).

(٥) علّة لردّ الياء واوا.

(٦) يعني إذا الباني بنا وزن سبعان من مادة رمي فيصير (رموان) ردّ الياء واوا لانضمام ما قبله.

٥٦٥

الإعلال (١) والتّصحيح وقلب الضّمّة حينئذ (٢) كسرة (عنهم يلفى) (٣) ككوسي وكيسي مؤنّث أكيس ، بخلاف فعلي اسما فلا يجوز فيه إلّا الإعلال كطوبى (٤) [اسما] لشجرة.

من لام فعلي اسما أتي الواو بدل

ياء كتقوي غالبا جاذا البدل

بالعكس جاء لام فعلي وصفا

وكون قصوي نادرا لا يخفى

فصل : في نوع من الإبدال ، (من لام فعلى) بفتح الفاء حال كونه (اسما أتي الواو بدل ياء (٥) كتقوى) أصله تقيا لأنّه من وقيت ، بخلاف فعلي وصفا كصديى ، (٦) وقوله : (غالبا جاذ البدل) لا دائما إحتراز من نحو ريّا (٧) بمعني الرّائحة (بالعكس) أي بعكس إتيان الواو بدل الياء وهو إتيان الياء بدل الواو (جاء لام فعلى) بالضّمّ حال كونه (وصفا) (٨) كالعليا بخلافه اسما كالحزوي (وكون قصوى) الوصف (٩) المصحّح (نادرا لا يخفى) علي أهل الفنّ.

إن يسكن السّابق من واو ويا

واتّصلا ومن عروض عريا

__________________

(١) بقلب الياء واوا ككوسي.

(٢) أي : حين التصحيح وبقاء الياء قلب ضمّة ما قبلها كسرة بمناسبة الياء.

(٣) يعني الوجهان يوجدان في أقوال النحاة.

(٤) أصله طيبى.

(٥) أي : أن كان اسم على وزن فعلي وكان لامه ياء قلب الياء واوا.

(٦) فإنّه وصف مؤنث صديان بمعني عطشان فلا يقلب يائه واوا.

(٧) فإنّه على وزن فعلي ومع أنّه اسم لم يبدل يائه واوا وقوله بمعني الرائحة لئلّا. بتوّهم أنه وصف مؤنث ريّان بمعني الشبعان من الماء.

(٨) يعني إنّ فعلى بالضم بعكس فعلى بالفتح فيما ذكر ففى الوصفى منه (من المضموم) يبدل واوه ياء كالعليا وأصله علوا لأنّه من العلو وأمّا الاسمى منه فلا يقلب كالحزوى اسم لموضع.

(٩) أي : مع أنه وصف على فعلي بالضمّ لم يقلب واوه ياء بل بقي صحيحا ، فهذا نادر لا ينقض القاعدة.

٥٦٦

فياء الواو اقلبنّ مدغما

وشذّ معطي غير ما قد رسما

فصل : في نوع منه. (إن يسكن السّابق من واو وياء واتّصلا) في كلمة واحدة (ومن عروض) للسّابق أو للسّكون (عريا فياء الواو اقلبنّ مدغما) (١) بعد القلب في الياء الأخري كهيّن أصله هيون بخلاف ما إذا لم يتّصلا كابني وافد (٢) أو كان السابق أو السّكون عارضا كرؤية (٣) مخفّف رؤية وقوى (٤) مخفّف قوي.

(وشذّ معطي غير ما قد رسما) (٥) كالإعلال (٦) العارض السّابق في قولهم ريّة وتركه (٧) مع استيفاء الشّروط في قولهم ضيون والإعلال بقلب الياء واوا في قولهم هو نهوّ (٨) عن المنكر.

من ياء أو واو بتحريك أصل

ألفا أبدل بعد فتح متّصل

إن حرّك التّالي وإن سكّن كفّ

إعلال غير اللّام وهي لا يكفّ

__________________

(١) يعني إذا اجتمع واو وياء متواليين في كلمة والأول منهما ساكن ولم يكن سكون الأول ولا نفس الأول عارضيا فأقلب الواو ياء وأدغم الياء في الياء.

(٢) فإن الياء في كلمة الواو في كلمة أخري فهما منفصلان.

(٣) فإن الواو منه عارضي لكونه منقلبا عن الهمزة.

(٤) لأن الواو متحرك في الأصل ، وأنما سكن لعارض التخفيف.

(٥) أي : شذّ في كلامهم أن يعطوا لاجتماع الواو والياء حكما على خلاف ما قررناه بأن يعلّوا غير واجد الشرائط منه ويتركوا الاعلال في الواجد للشرائط.

(٦) أي : من الشاذ إعلالهم الواو العارض الذي مرّ سابقا في (ريّة) مخفف رؤية بقلب الواو ياء وإدغامه في الياء الأصلى ، مع أنا ذكرنا أن شرط الإعلال عدم عروض الأول.

(٧) أى : وكذا من الشاذ ترك الإعلال في الواجد لشرائط الإعلال مثل (ضيون) بفتح الضاد وسكون الياء فمع وجود الشرائط لم يعلّوها.

(٨) بفتح النون على وزن فعول مبالغة في النهي أصله نهوي والقاعدة تقتضي أن يقال (نهىّ) بقلب الواو ياء فعكسوا وقلبوا الياء واوا.

٥٦٧

إعلالها بساكن غير ألف

أو ياء التّشديد فيها قد ألف

فصل : (من ياء أو واو) محرّكين (بتحريك أصل) أي كان أصلا (ألفا أبدل) إن وقعا (بعد فتح متّصل إن حرّك التّالي) (١) لهما كباع وقال الأصل بيع وقول ، بخلاف ما إذا لم يحرّكا كالبيع والقول أو حرّكا بتحريك عارض كجيل وتوم مخفّفي جيئل وتوأم (٢) ، أو وقعا بعد غير فتح كعوض (٣) أو بعد فتح منفصل كإنّ يزيد ومق (٤) أو لم يتحرّك تاليهما كما ذكره بقوله : (وإن سكّن (٥) كفّ إعلال) ياء أو واو (غير اللّام) كبيان وطويل (٦) (وهي) أي اللّام الياء أو الواو (٧) (لا يكفّ إعلالها) بإبدالها ألفا (بساكن) يقع بعدها (غير ألف ياء التّشديد فيها قد ألف) كيخشون ويمحون أصلهما يخشيون ويمحوون (٨) والألف المبدلة محذوفة لالتقاء السّاكنين ، بخلاف السّاكن الألف كغليان ونزوان (٩) والياء المشدّدة كغنويّ وعلويّ (١٠).

__________________

(١) الواو أو الياء ينقلبان ألفا بشرط تحرّكهما بحركة أصليّة وانفتاح ما قبلهما وحركة ما بعدهما.

(٢) فحركة الياء والواو فيهما عارضي لأجل التخفيف.

(٣) لانكسار العين فيه.

(٤) لأن الواو في كلمة وحركة الدال في كلمة أخري فليسا متصلين.

(٥) أي : إن سكن ما بعدهما فالسكون يمنع إعلال الواو أو الياء إذا لم يكونا لام الفعل.

(٦) فسكون الألف في (بيان) منع إعلال يائه لكون الياء عين الفعل وكذا سكون الياء في (طويل) منع إعلال واوه لأنه عين لا لام.

(٧) يعني لام الفعل إذا كان ياء أو واوا لا يمنعه الساكن الذي بعده من قبله ألفا بل ينقلب مع وجود الساكن.

نعم إذا كان الساكن ألفا أو ياء مشددة يمنعهما من القلب.

(٨) فصارا بالقلب (يخشاون ويمحاون) فالتقا الساكنان الألف والواو بعده فحذف الألف فصار يخشون ويمحون.

(٩) لم ينقلب الياء في الأول والواو في الثاني لكون الساكن بعدهما ألفا.

(١٠) لم ينقلب واوهما لكون الساكن بعدهما وهو الياء الأول مشدّدا في الياء الثاني.

٥٦٨

وصحّ عين فعل وفعلا

ذا أفعل كأغيد وأحولا

(وصحّ عين) مصدر على (فعل) بفتح العين (و) ماض على (فعلا) (١) بكسرها حال كون كلّ منهما (ذا) اسم فاعل على (أفعل كأغيد) أي كمصدره وهو غيد وماضيه وهو غيد (و) نحو (أحولا) أي مصدره وهو حول ، وماضيه وهو حول.

وإن يبن تفاعل من افتعل

والعين واو سلمت ولم تعلّ

(وإن يبن) أي يظهر (٢) (تفاعل) أي معناه وهو التّشارك (من) لفظ (افتعل و) الحال أنّ (العين واو سلمت) جواب إن (٣) (ولم تعلّ) كإجتوروا بمعني تجاوروا ، بخلاف ما إذا لم يظهر فيه التّفاعل كإرتاب وإقتاد ، الأصل إرتيب وإقتود ، وما إذا كانت العين ياء كإبتاعوا (٤).

وإن لحرفين ذا الاعلال استحقّ

صحّح أوّل وعكس قد يحقّ

(وإن لحرفين) (٥) معتلّين في الكلمة (ذا الاعلال استحقّ) بأن يحرّك كلّ وانفتح ما

__________________

(١) يعني إذا كان مصدر معتل العين على وزن (فعل) مفتوح العين وكان له ماض معتل العين على وزن (فعل) بكسر العين وكان اسم الفاعل منهما على وزن (أفعل) لا على وزن (فاعل) فعين ذلك المصدر وذلك الماضي يبقي صحيحا لا ينقلب.

(٢) يعني إذا جاء الافتعال بمعني التفاعل أي : جاء بمعني التشارك بين اثنين وكان عين الافتعال واوا سلمت الواو ولم تنقلب ألفا.

(٣) أي : جواب إن الشرطية في قوله (وإن يبن) يعني إن يبن سلمت.

(٤) أصله (أبتيعوا).

(٥) يعني إذا كان في كلمة حرفان من حروف العلة وكلاهما واجدان لشرائط الإعلال فلا يعلّ الأول بل الثاني فقط.

٥٦٩

قبله (صحّح أوّل) وأعلّ ثان الحوي والحيا والهوى (١) (وعكس) وهو إعلال الأوّل وتصحيح الثّاني (قد يحقّ) كالغاية والثّاية (٢).

وعين ما آخره قد زيد ما

يخصّ الاسم واجب أن يسلما

وقبل با اقلب ميما النّون إذا

كان مسكّنا كمن بتّ انبذا

(وعين ما آخره قد زيد) فيه (ما يخصّ الاسم واجب أن يسلما (٣) من الإعلال كالهيمان والجولان (٤) والحيدي والصّورى (٥) (وقبل با اقلب ميما النّون إذا كان مسكّنا) (٦) سواء كانا في كلمة أو كلمتين (كمن بتّ انبذا (٧) أي من قطعك إطرحه.

لساكن صحّ انقل التّحريك من

ذي لين آت عين فعل كأبن

_________________

(١) أصل الثلاثة (جوي وحيي وهوي) ففي كل منها حرفان من حروف العلّة متحرّكان مفتوح ما قبلهما فجوي مثلا واوه متحرّك وقبله الجيم مفتوح وكذا يائه متحرّك وقبله الواو مفتوح فكلا الحرفين واجدان لشرائط الإعلال لكن أعلّ الثاني (الياء) ولم يعلّ الأول (الواو).

(٢) الغاية أصلها (غيية) بفتح اليائين والثاية بمعني مأوي الغنم أصلها (ثوية) بفتح الواو والياء أعلّ الأول وصحّ الثاني عكس ما ذكر.

(٣) أي : يجب سلامة عين اسم زاد في آخره شيء من مختصّات الاسم وأن كان العين واجدا لشرائط الإعلال.

(٤) لم يقلب الياء في الأول والواو في الثاني مع تحركهما وانفتاح ما قبلهما لزيادة الألف والنون وهما من زيادات الاسم خاصة.

(٥) زاد في آخرهما الألف المقصورة وهي من خواص الاسم.

(٦) يعني اذا وقع قبل الباء نون ساكنة فاقلب النون ميما سواء كان النون والباء فى كلمة واحدة أو كان النون فى كلمة والباء فى أخرى.

(٧) فيقلب في التلفظ نون (من) لوقوع باء (بتّ) بعدها فيقال ممّبت وكذا نون (أنبذ) فيقال (أمبذ) والأول مثال لوقوعهما في كلمتين والثاني في كلمة.

٥٧٠

ما لم يكن فعل تعجّب ولا

كابيضّ أو أهوي بلام علّلا

فصل : في نقل حركة المتحرّك المعتلّ إلى السّاكن الصّحيح. (لساكن صحّ انقل التّحريك من ذي لين آت عين فعل كأبن) وأقم وأقام ، الأصل أبين وأقوم وأقوم (١) بخلاف ساكن اعتلّ (٢) كبائع ثمّ هذا (ما) دام (لم يكن فعل تعجّب) كما أقومه وأقوم به (ولا) مضاعفا (كابيض أو) نحو (أهوى) ممّا هو (بلام علّلا) فإن كان (٣) فلا نقل ، حملا للأوّل على شبهه أفعل التّفضيل (٤) وصونا للثّاني عن إلتباسه بباض (٥) من البضاضة لحذف ألفه (٦) للاستغناء بتحريك الباء (٧) وللثّالث عن توالي الإعلال (٨).

ومثل فعل في ذا الاعلال اسم

ضاهي مضارعا وفيه وسم

(ومثل فعل في ذا الإعلال) وهو النّقل المعقّبة القلب (٩) (اسم ضاهي مضارعا

__________________

(١) ففي (أبين) نقل الكسرة من الياء إلى الباء فالتقي الساكنان الياء والنون فحذف الياء فصار أبن وفي (أقوم) نقل الكسرة من الواو إلى القاف ثم حذف الواو لالتقاء الساكنين فصار أقم.

(٢) أي : بخلاف ما إذا كان الساكن الذي قبل اللين حرف علة كألف بايع فلا ينقل حركة الياء في الألف.

(٣) أي : فإن كان فعل تعجّب أو مضاعفا أو معتل عين فلا نقل لحركة من لين إلى حرف صحيح.

(٤) يعني كما أن في أفعل التفضيل مثل أعند لا ينقل حركة اللين إلى الصحيح الساكن ، فكذا فعل التعجب لتشابههما فيحمل أحد المتشابهين على الآخر.

(٥) لأن (أبيض) المضاعف إذا نقل حركة يائه إلى الباء يقلب الياء ألفا لانفتاح ما قبله حينئذ فيصير (أباضّ) وبحركة الباء يستغني عن الألف (الهمزة) فيصير (باضّ) فيلتبس بباضّ اسم الفاعل من البضاضة و (البضاضة) العطاء القليل.

(٦) الصحيح (لحذف همزته).

(٧) في (أبيض).

(٨) لأن (أهوي) أعل لامه وقلب ياءه ألفا ، فإذا أعلّ عينه (الواو) أيضا توالي إعلالان وهو ثقيل أو قبيح فلذا حذر عنه.

(٩) كنقل فتحة الواو في أقوم ثم قلبه ألفا.

٥٧١

وفيه وسم) أي علامة من علاماته (١) إمّا وزنه أو زيادته كتبيع (٢) مثال «تخليء» من البيع (٣) أصله تبيع (٤) ومقام أصله مقوم (٥) بخلاف الحاوي لوزنه وزيادته كأبيض وأسود (٦) وبخلاف غير المضارعة (٧) كما قال :

ومفعل صحّح كالمفعال

وألف الإفعال واستفعال

أزل لذا الإعلال والتّا الزم عوض

وحذفها بالنّقل ربّما عرض

(ومفعل صحّح كالمفعال) (٨) كالمقول والمسواك.

(وألف الإفعال واستفعال أزل لذا الإعلال) (٩) كإقامة واستقامة ، الأصل إقوام واستقوام ، نقلت حركة الواو إلى القاف فانقلبت ألفا فالتقي ساكنان (١٠) ففعل ما ذكر (١١) ثمّ ألحقت التّاء كما قال :

__________________

(١) فعلامة المضارع تتحقق بأحد أمرين وزن المضارع وزيادة المضارع يعني زوائد (أتين).

(٢) بكسر التاء والباء وسكون الياء واعلم أنّ تبيع بهذا الوزن أنما هو بعد إجراء الإعلال المذكور عليه ، فقوله مثال تخليء بسكون الخاء وكسر اللام مراده أنه مثال تخلىء قبل الإعلال لا مثاله بوزنه الفعلي وتبيع مثال لزيادة المضارع وهي التاء لا لوزنه لعدم وجود مضارع مكسور الأول.

(٣) فالتاء زائدة لا من التبع لتكون التاء أصلا ليخرج المثال عمّا نحن فيه.

(٤) بكسر التاء وسكون الباء وكسر الياء فنقل حركة الياء (حرف علّة) إلى الباء الصحيح.

(٥) فنقل فتح الواو إلى القاف ثمّ قلب الواو الفا لكونه موضع حركة ولانفتاح ما قبله.

(٦) على وزن (أفعل) وهما اسمان وصفان لا فعلان لأنّ الكلام فى خصوص الاسم لقوله (اسم ضاهى ...) وهما حاويان لوزن المتكلّم وحده من المضارع وزيادته أيضا لأن الهمزة فى أولهما من زوائد المضارع.

(٧) أي : بخلاف الاسم الذي لا يضاهي المضارع في الوزن والزيادة.

(٨) يعني هذان الوزنان لا يجري عليهما الإعلال من نقل أو قلب إن كانا معتلّين.

(٩) يعني إن ألفهما يحذف بسبب هذا النوع من الإعلال وهو النقل المتعقّب للقلب.

(١٠) هما الألفان.

(١١) يعني حذف الالف.

٥٧٢

(والتّاء الزم عوض) من الالف (وحذفها بالنّقل نادرا عرض) (١) وتقدّم ذلك في أبنية المصادر.

وما لإفعال من الحذف ومن

نقل فمفعول به أيضا قمن

نحو مبيع ومصون وندر

تصحيح ذي الواو وفي ذي اليا اشتهر

(وما لأفعال من الحذف ومن نقل فمفعول به أيضا قمن نحو مبيع ومصون) الأصل مبيوع ومصوون نقلت حركة الياء والواو إلى ما قبلهما فالتقي ساكنان (٢) فحذفت الواو فيهما (٣) ونقلت ضمّه مبيع كسرة (٤) لكراهتهم إنقلاب يائه واوا (وندر تصحيح) مفعول (ذي الواو) فقيل «فرس مقوود» (وفي ذي اليا اشتهر) التّصحيح فقيل مبيوع.

وصحّح المفعول من نحو عدا

وأعلل ان لم تتحرّ الأجودا

(وصحّح المفعول) المبنيّ (من) فعل المفتوح العين المعتلّ اللّام بالواو (نحو عدا) إن تحرّيت الأجود (٥) فقل فيه معدوّ (وأعلل إن لم تتحرّ الأجودا) فقل فيه معديّ بخلاف المبنيّ من فعل مكسورها كمرضيّ والمعتلّ اللّام بالياء كمرميّ (٦).

__________________

(١) كقوله تعالى (وَأَقامَ الصَّلاةَ).*)

(٢) الساكنان في الأول الياء والواو ، وفي الثاني واوان.

(٣) فصار مبيع بضم الباء ومصون فمصون تمّ إعلاله إلى هنا وبقي لمبيع عمل آخر سيجري عليه بقوله (وتلت ...)

(٤) أي : قلب ضمة الباء إلى الكسرة بمناسبة الياء بعده لأنهم لو لم يفعلوا ذلك لاضطرّوا إلي قلب الياء واوا بمناسبة الضمة قبله وقلب الحركة أحسن وأهون من قلب الحرف.

(٥) أي : تطلّبت اللغة الأكثر فصاحة.

(٦) فالأجود فيهما الإعلال كما في المثالين ، لأنّ أصلهما مرضوي ومرموي اجتمع الواو والياء في كلمة و

٥٧٣

كذاك ذا وجهين جا الفعول من

ذي الواو لام جمع او فرد يعنّ

(كذاك (١) ذا وجهين) : التّصحيح والإعلال ، وذا بمعني صاحب حال عامله قوله : (٢) (جاء الفعول) بالضّمّ (٣) (من ذي الواو) (٤) سواء كانت (لام جمع أو فرد يعنّ) كعصيّ وأبوّ وعلوّ وعتىّ ، (٥) و «من» ههنا بيانيّة.

وشاع نحو نيّم في نوّم

ونحو نيّام شذوذه نمي

(وشاع نحو نيّم) (٦) بالإعلال (في نوّم) الّذي هو الأصل (ونحو نيّام) (٧) في نحو نوّام (شذوذه نمي) أي نسب لأهل الفنّ.

__________________

الأولي منهما ساكنة فقلبت الواو ياء وأدغمت في الياء ثم قلبت الضمة فيما قبل كسرة بمناسبة الياء فصارا (مرضي ومرمّي).

(١) أي : مثل مفعول في جواز التصحيح والإعلال وزن (فعول) بضمّ الفاء إذا كان لامه واو سواء كان مفردا أو جمعا.

(٢) فتقدير البيت هكذا (كذاك جاء المفعول من ذى الواو ذا وجهين).

(٣) أي : بضم الفاء.

(٤) أي : فعول الذي لامه واو لا ياء.

(٥) المثالان الأولان للجمع أولهما معلّ والثاني مصحّح ، فإن (عصيّ) جمع عصا ، وهو في الأصل عصوي على فعول اجتمع الواو والياء والأولي منها ساكنة فقلبت ياء وأدغمت في الياء ثم قلب ضمّ الصاد بمناسبة الياء كسرا فصار عصي وأما (أبو) جمع أب فهو مصحح لبقاء الواو على حاله فأن الأصل أب أبو.

والمثالان الأخيران للمفرد أولهما مصحح ، والثاني معلّ فعلوّ على فعول مصحح لبقاء والواو سالما و (عتيّ) مصدر عتا يعتو معلّ ، لأن أصله عتوّ كفعول قلب الواو ياء والضمة كسرة فصار عتيّ.

(٦) يعني وزن (فعل) بضم الفاء وتشديد العين المفتوحة إذا كان عينه واوا فاعلا له بقلب واوه ياء كثير كنيّم في (نوّم).

(٧) أما وزن (فعال) واوي العين فنقل عن أهل الفن أن إعلاله بقلب الواو ياء شاذ.

٥٧٤

ذو اللّين فاتا في افتعال أبدلا

وشذّ في ذي الهمز نحو ائتكلا

فصل : في نوع من الإبدال. (ذو اللّين فا) حال (١) من «ذو» المبتدأ المخبر عنه بـ «أبدل العامل في قوله : (تا في افتعال أبدلا) كاتّسر واتّصل (٢) ، الأصل إيتسر وإيتصل والظّاهر إوتصل (٣) وكذا تصاريفها (٤) (وشذّ) إبدال الفاء تاء (فى) افتعال (ذي الهمز) (٥) كاتّزر والفصيح إيتزر ، وأمّا قوله : (نحو ائتكلا) افتعل من الأكل فمثال لذي الهمز في الجملة (٦) وليس ممّا نحن فيه.

__________________

(١) يعني (فا) حال من (ذو) وذو مبتدء وخبره (أبدل) وأبدل مجهول بمفعولين أحدهما نائب الفاعل وهو ضمير يعود إلى (ذو) والثاني (نا) فتقدير البيت (ذو اللين ، أي : حرف العلّة أبدل تاء في الافتعال حالكونه (ذو اللين) فاء.

وحاصل المعني أنه متي كان فاء الافتعال واوا أو ياء قلبت تاء.

(٢) فقلب يائهما تاء وأدغم في التاء.

(٣) يعني إن في أصل (اتّصل) قولين ظاهر وغير ظاهر (راجع ومرجوح) والظاهر الراجح أن تقول أن أصله (أو تصل) لأنه من وصل ، قلب الواو تاء فصار اتّصل ، وغير الظاهر المرجوح أن نقول أن أصله (إيتصل) يعني إن (أو تصل) صار (إيتصل) بقلب الواو ياء بمناسبة الكسرة قبلها ، ثم صار (اتّصل) بقلب الياء تاء ، والثاني غير ظاهر لكونه كالأكل من القفاء بغير حاجة.

(٤) كباقي الصيغ من الماضي وكالمضارع والأمر وغيرها ففي الجميع يقع هذا القلب.

(٥) أي : إذا كان فائه همزة كما في اتّزر فإن أصله ائتزر.

(٦) يعني ليس مراد المصنف بهذا المثال أن ائتكل قلبت همزته تاء فصار اتّكل لعدم سماع ذلك من العرب ، بل المراد به أن يكون مثالا لافتعل المهموز الفاء ، وأما المسموع فيه ذلك فهو اتّزر فقط.

٥٧٥

فصل في نوع آخر من الإبدال

طاتا افتعال ردّ إثر مطبق

في ادّان وازدد وادّكر دالا بقي

(طاء) مفعول ثان (تا افتعال) مفعول أوّل لقوله : (ردّ) بمعني صيّر تاء افتعال طاء إذا وقع (إثر) حرف (مطبق) (١) وهو الصّاد والضّاد والطّاء والظّاء كإصطفي واضطرب واطّعن واظطلم ، وإن وقع (فى) إثر دال أوزاء أو ذال نحو (إدّان وازدد وادّكر) فإنّه (دالا بقي) أي صار ، إذ أصل هذه الأمثال إدتان وازتد واذتكر (٢).

فا أمر أو مضارع من كوعد

احذف وفي كعدة ذاك اطّرد

فصل : في الحذف (فا أمر أو مضارع من) معتلّ الفاء (كوعد احذف) فقل يعد ، عد (وفى) مصدره (كعدة ذاك) الحذف (اطّرد) وعوّض عنه الهاء آخرا (٣)

وحذف همز أفعل استمرّ في

مضارع وبنيتي متّصف

ظلت وظلت في ظللت استعملا

وقرن في اقررن وقرن نقلا

__________________

(١) كما قال في التصريف متي كان فاء افتعل صادا أو ضادا أو ظاء قلبت تائه طاء.

(٢) الأول ماضي افتعل من الدين. والثاني أمر من الإزدياد. والثالث : أمر من الادّكار.

(٣) هذا فيما إذا حذف الفاء من المصدر كعدة ، وأما إن لم يحذف فلا يذكر التاء كوعد.

٥٧٦

(وحذف همز أفعل استمرّ في مضارع) منه كأكرم (١) وهو الأصل في الحذف (٢) لاجتماع الهمزتين ، ويكرم وتكرم ونكرم محمولة عليه طردا للباب.

(و) في (بنيتي متّصف) (٣) بكسر الصّاد ، أي اسمي الفاعل والمفعول منه كمكرم ومكرم (ظلت) بفتح الظّاء (وظلت) بكسرها (في ظللت) بفتحها وكسر اللّام الأولى ، الماضي المضاعف المكسور العين المسند إلى الضّمير المتحرّك (استعملا) الثاني (٤) على حذف العين (٥) بعد نقل حركتها إلى الفاء والأوّل (٦) على حذفها ولا نقل ، (٧) وأمّا الثّالث فإنّه الأصل (٨) من الإتمام.

(و) استعمل (قرن) بكسر القاف (في اقررن) (٩) بكسر الرّاء الأولي على حذفها (١٠) بعد نقل حركتها إلى القاف على قياس ما تقدّم في

__________________

(١) متكلّم مضارع أصله أأكرم حذف همزة الإفعال وبقي همزة المضارع.

(٢) يعني أصل حذف الهمزة في مضارع باب الإفعال هو صيغة المتكلّم وحده إذ فيها تجتمع همزتان فتحذف إحداهما للثقل ، وأما بقية الصيغ فتحذف منها الهمزة إلحاقا لها بصيغة المتكلّم وحده لعدم وجود علة في البقية.

(٣) أي : في صيغتي صاحب وصف ، وهو الفاعل أو المفعول وصيغتاهما اسم الفاعل واسم المفعول يعني كما يحذف الهمزة من مضارع أفعل كذا يحذف من اسم الفاعل واسم المفعول منه أيضا.

(٤) أى : ظلت بكسر الظاء.

(٥) أي : اللام الأولى.

(٦) أي : بفتح الظاء.

(٧) لبقاء الفاء (الظاء) على الحركة الأصلية.

(٨) يعني (ظللت) بغير حذف في كلام المصنف هو القسم الأصلي من الأقسام الثلاثة وقوله (من الإتمام) بيان للأصل يعني الأصل (ظللت) من قسم التمام لعدم نقص العين منه في قبال الناقص وهو القسمان الأولان.

(٩) جمع مؤنث من الأمر الحاضر.

(١٠) يعني إن (قرن) في (اقررن) أنما هو مبتن على حذف الراء الأولي بعد نقل حركتها إلى القاف فيصير (اقرن) فيستغني بحركة القاف عن الهمزة فتحذف فيصير قرن.

٥٧٧

ظللت (١) فيما يظهر (٢) وأمّا قول بعض الشّرّاح أنّ المحذوف الثّانية ثمّ نقل كسرة الأولي فبعيد (٣) (وقرن) بفتح القاف في اقررن (٤) (نقلا) نقله ابن القطّاع وقرأ به نافع وعاصم في قوله تعالى : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ)(٥) وبالكسر قرأ الباقون.

__________________

(١) من حذف العين والعين هنا هو الراء الأولى.

(٢) من القواعد المتبعة.

(٣) إذ لا موجب لرفع اليد عن الأولي وحذف الثانية والأولي أولي بالتصرف.

(٤) وهي المعمول به الآن.

(٥) الأحزاب ، الآية : ٣٣.

٥٧٨

هذا باب الإدغام

بسكون الدّال ، عبّر به إيثارا (١) للتّخفيف ، وإن قال ابن يعيش إنّه عبارة الكوفيّين وإنّ الإدغام بالتّشديد كما عبّر به سيبويه عبارة البصريّين وهو إدخال حرف ساكن في مثله متحرّك ، كما يؤخذ من كلامهم.

أوّل مثلين محرّكين في

كلمة ادغم لا كمثل صفف

وذلل وكلل ولبب

ولا كجسّس ولا كاخصص أبي

ولا كهيلل وشدّ في ألل

ونحوه فك بنقل فقبل

وحيي افكك وادّغم دون حذر

كذاك نحو تتجلّي واستتر

(أوّل مثلين محرّكين في كلمة أدغم) بعد تسكينه (٢) في الثّاني وجوبا كردّ يردّ ، لكن يشترط لذلك أن لا يصدّر (٣) أوّلهما كما في الكافية نحو ددن وأن (لا) تكون الكلمة علي أوزان هي فعل بضمّة ففتحة (كمثل صفف و) فعل بضمّتين نحو (ذلل) وفعل بكسرة ففتحة نحو (كلل و) بفتحتين نحو (لبب) وهو ما يشدّ على صدر الدّابّة

__________________

(١) يعني عبّر المصنف بالإدغام بتخفيف الدال دون الإدغام بتشديده لترجيح جانب الخفة لا لداع آخر كالأخذ بقول الكوفيين.

(٢) أي : الأول في الثاني.

(٣) أي : لا يكون أول الحرفين في صدر الكلمة.

٥٧٩

يمنع الرّحّل من الاستيخار (١) وما استرقّ من الرّمل أيضا (و) أن (لا) يكون قبل أوّل المثلين حرف مدغم (كجسّس (٢) و) أن (لا) يكون حركة آخر المثلين عارضة (كاخصص أبي) بنقل حركة الهمزة إلى الصّاد (٣) (و) أن (لا) يكون ملحقا (كهيلل) (٤) إذا قال «لا إله إلّا الله» (٥) فإن كان كذلك فهو ممتنع في الصّور كلّها.

(وشذّ فى) ما استوفي شروط الإدغام مثل (الل) السّقا : إذا تغيّر (٦) (ونحوه).

كالحمد لله المليك الأجلل

الواحد الفرد القديم الأوّل

(فك بنقل) عن العرب (فقبل) ولم يقس عليه (و) إذا كان المثلان يائين لازما تحريك ثانيهما نحو (حيي (٧) فياء (افكك وادّغم) أي يجوز لك كلّ منهما (دون حذر) ومن الإدغام (وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ)(٨)(٩) (كذاك) يجوز الوجهان إذا كان المثلان تائين مصدّرين في كلمة (نحو تتجلّى) والفكّ واضح (١٠) ومن أدغم ألحق ألف الوصل (١١) وقال : «إتّجلّى».

__________________

(١) أي : ليمنع رحل الدابة من التأخر إلى عجزها فيسقط.

(٢) المراد بأول المثلين هنا السين الثاني الوسط ، وأنه لا يدغم في الثالث لوجود حرف مدغم هو السين الأول.

(٣) وحذف الهمزة فيتلفظ (اخصصبي) بضم الصادين فلا يدغم الصاد الأول في الثاني ، لأنّ حركة الصاد الثاني عارضة ومنقولة من الهمزة.

(٤) زيد فيه الياء ليلحق بدحرج.

(٥) يقال هيلل فلأن ، يعني : قال لا إله إلا الله.

(٦) أي : تغير رائحته ، والسقاء هو قربة الماء.

(٧) لزوم تحريك الياء فيه من أجل عدم وجود فتح قبلها لتنقلب ألفا فيسكن.

(٨) فيجوز أن يقال حيي بالفك.

(٩) الأنفال ، الآية : ٤٢.

(١٠) وذلك لتعذر الابتداء بالساكن والإدغام يستلزم السكون.

(١١) ليتمكّن من إسكان التاء الأول وإدغامه في الثاني.

٥٨٠