البهجة المرضيّة على ألفيّة ابن مالك

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

البهجة المرضيّة على ألفيّة ابن مالك

المؤلف:

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع
المطبعة: وفا
الطبعة: ١٩
ISBN: 978-964-6397-13-2
الصفحات: ٥٩٠

وقعت بعده ولم تحك (١) لم تكسر (أو حلّت محلّ حال كزرته وإنّي ذو أمل) أي مؤمّلا.

وكسروا من بعد فعل علّقا

باللّام كاعلم إنّه لذو تقى

بعد إذا فجائة أو قسم

لا لام بعده بوجهين نمى

(وكسروا) إنّ إذا وقعت (من بعد فعل) قلبيّ (علّقا باللّام) المعلّقة (كاعلم إنّه لذو تقى) وكذا إذا وقعت صفة نحو «مررت برجل إنّه فاضل» (٢) أو خبرا عن اسم ذات نحو «زيد إنّه فاضل» فإن وقعت (بعد إذا فجاءة (٣) أو) بعد (قسم لا لام بعده) فالحكم (بوجهين نمى) نحو «خرجت فإذا انّك قائم» ، فيجوز كسرها على أنّها واقعة موقع الجملة وفتحها على أنّها مؤوّلة بالمصدر (٤) وكذلك (٥) «حلفت إنّك كريم».

مع تلو فالجزا وذا يطّرد

في نحو خير القول إنّي أحمد

(مع) كونها (تلوفا الجزاء) نحو (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(٦)(٧) يجوز كسرها (٨)

__________________

(١) نحو أخصك بالقول أنك فاضل فإنها وإن وقعت بعد القول إلا أنها ليست محكية بالقول إذا المراد أتكلم معك فقط لا مع غيرك لأنك رجل فاضل تليق بذلك وليس المراد أني أقول إنك فاضل وإنما فتحت في المثال لكونها مجرورة محلا باللام.

(٢) قوله هذا ينافي قوله أنفا من أنها تفتح إذا كانت تابعة لما ذكر فان من جملتها المجرور.

(٣) مع أنه مثل للزوم الكسر في الابتداء بما إذا وقعت بعد إذا الفجائية فتأمّل.

(٤) والتقدير خرجت فإذا قيامك حاصل فانّ ومدخولها في التقدير مبتداء محذوف الخبر.

(٥) أي : يجوز الكسر على أنها واقعة موقع الجملة وجواب للقسم والفتح على جعلها مفعولا لحلفت بالواسطة والتقدير حلفت على أنك كريم.

(٦) فانها جواب لمن الشرطية.

(٧) الانعام ، الآية : ٥٤.

(٨) جزاء الشرط جملة دائما ففي صورة الكسر جملة في اللفظ وفي صورة الفتح جملة في التقدير كما ذكره الشارح.

١٢١

على معنى فهو غفور رحيم وفتحها على معنى فالمغفرة حاصلة.

(وذا) أي جواز الكسر والفتح (يطّرد فى) كل موضع (١) وقعت فيه «أنّ» خبرا عن قول وخبرها قول وفاعل القولين واحد (نحو خير القول إنّي أحمد) الله ، فالكسر على الإخبار بالجملة (٢) والفتح على تقدير خير القول حمد الله وكذلك يجوز الوجهان إذا وقعت موضع التّعليل (٣) نحو (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ)(٤).

وبعد ذات الكسر تصحب الخبر

لام ابتداء نحو إنّي لوزر

(وبعد) إنّ (ذات الكسر تصحب الخبر) جوازا (لام ابتداء) أخّرت إلى الخبر (٥) لأنّ القصد بها (٦) التأكيد وإنّ للتّأكيد فكرهوا الجمع بينهما (نحو إنّي لوزر) أي لمعين و «إنّ زيدا لأبوه فاضل» (٧).

ولا يلي ذا اللّام ما قد نفيا

ولا من الأفعال ما كرضيا

(ولا يلي ذا اللّام ما قد نفيا) (٨) وشذّ قوله :

__________________

(١) ففي المثال خير القول مبتداء والمبتدا حقيقة هو القول لأن خير بعض القول وإني أحمد خبر فكان إنّ خبرا عن قول وخبر إن أيضا قول لأن الحمد من جملة الأقوال وفاعل القولين واحد وهو المتكلم فكأنه قال خير قولي حمدي الله.

(٢) أي : على أن يكون خبر خير القول جملة وعلى الكسر خبره مفرد مضاف.

(٣) ففي الآية علة إننا ندعو الله إنه برّ رحيم.

(٤) الانعام ، الآية : ٥٤.

(٤) أي : مع أن لام الابتداء ينبغي أن تدخل على الاسم لأنه المبتدا حقيقة تأخرت إلى الخبر لأن لا تجتمع أداتان للتأكيد.

(٥) أي : باللام.

(٦) مثل بمثالين للإشارة إلى أن لام الابتدا كما تدخل على الخبر المفرد كذلك تدخل على الخبر إذا كان جملة أيضا كما في المثال الثاني.

(٧) أي : الخبر المنفى.

١٢٢

واعلم أنّ تسليما وتركا

للا متشابهان ولا سواء

(ولا) يليها (من الأفعال ما) كان ماضيا متصرّفا عاريا من قد (كرضيا) ويليها إن كان غير ماض نحو «إنّ زيدا ليرضى» أو ماضيا غير متصرّف نحو «إنّ زيدا لعسى أن يقوم».

وقد يليها مع قد كإنّ ذا

لقد سما على العدى مستحوذا

(وقد يليها) الماضي المتصرّف (مع) كون (قد) قبله (كإنّ ذا لقد سما على العدى مستحوذا) أي مستوليا.

وتصحب الواسط معمول الخبر

والفصل واسما حلّ قبله الخبر

(وتصحب) اللّام (الواسط) (١) بين الاسم والخبر (معمول الخبر) إذا كان الخبر صالحا لدخول اللّام نحو «إنّ زيدا لطعامك آكل» ولا تدخل على المعمول إذا تأخّر ـ كما أفهمه كلام المصنّف ـ (٢) ولا على الخبر إذا دخلت على المعمول المتوسّط (٣).

(و) تصحب ضمير (الفصل) نحو (إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُ)(٤) وسمّي به (٥) لكونه فاصلا بين الصّفة والخبر.

(و) تصحب (اسما حلّ قبله الخبر) (٦) أو معموله وهو (٧) ظرف أو مجرور نحو

__________________

(١) أي : كما أنّ اللام تدخل على خبر «أنّ» كذلك تدخل على معمول الخبر إذا كان المعمول واقعا بين الاسم والخبر بشرط أن يكون الخبر في تلك الجملة صالحا لدخول اللام بأن لا يكون ماضيا متصرفا عاريا من قد مثلا أو منفيا.

(٢) لقوله الواسط.

(٣) فلا يقال إن زيدا لغلامك لضارب.

(٤) آل عمران ، الآية : ٦٢.

(٥) أي : سمي بالفصل لكونه فاصلا أي مفرقا بين الصفة والخبر إذ لولاه لأشتبه الخبر بالصفة.

(٦) أي : تصحب اللام اسم إن إذا تقدم الخبر على الاسم أو تقدم معمول الخبر على الاسم.

(٧) والحال أن الخبر المتقدم ظرف أو مجرور أي شرط دخول اللام وكذا الحال في المعمول كما في المثال.

١٢٣

(إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى)(١) و «إنّ فيك لزيد راغب».

تتمة : لا تدخل اللّام على غير ما ذكر (٢) وسمع في مواضع خرّجت (٣) علىّ زيادتها نحو :

أمّ الحليس لعجوز شهربة (٤)

[ترضى من اللّحم بعظم الرّقبة]

[يلومونني في حبّ ليلى عواذل]

ولكنّني من حبّها لعميد (٥)

قال ابن النّاظم : وأحسن ما زيدت فيه قوله :

إنّ الخلافة بعدهم لذميمة

وخلائف ظرف لممّا أحقر

أي لتقدّم إنّ في احد الجزئين (٦).

ووصل ما بذي الحروف مبطل

إعمالها وقد يبقّي العمل

(ووصل ما) الزائدة (بذي الحروف) المذكورة في أوّل الباب (٧) إلّا ليت (مبطل إعمالها) لزوال اختصاصها (٨) بالأسماء كقوله تعالى : (إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ واحِدٌ)(٩) (وقد

__________________

(١) اللّيل ، الآية : ١٢.

(٢) أي : غير خبر إنّ ومعموله الواسط واسمها إذا حلّ قبله الخبر.

(٣) أي : أولت على أنها زائدة وليست بلام الابتداء.

(٤) دخلت على خبر المبتدا.

(٥) دخلت على خبر لكن.

(٦) أي : أحد جزئي الشعر وهو الجزء الأول فإن اللام زيدت في الجزء الثاني من البيت على خبر المبتدا فمن حيث إنها دخلت على غير خبر «إنّ» فهي زائدة ومن حيث ذكر «إنّ» في الجزء الأول وهو أن الخلافة فذكر اللام حسن ومناسب.

(٧) أي : الحروف المشبهة بالفعل.

(٨) أي : الحروف المشبهة وذلك لأن من جملة أسباب إعمالها كونها مختصا بالاسم كالفعل فإذا وصلت بما فقد دخلت على الحرف فزال ذلك الاختصاص.

(٩) النساء ، الآية : ١٧١.

١٢٤

يبقّي العمل) في الجميع حكى الأخفش «إنّما زيدا قائم» وقس عليه البواقي هكذا قال النّاظم (١) تبعا لابن السّرّاج والزّجّاج وأمّا ليت فيجوز فيها الإعمال والإهمال ، قال في شرح التسهيل : بإجماع وروي بالوجهين (٢) :

قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا

[إلى حمامتنا أو نصفه فقد]

قال في شرح الكافية : ورفعه أقيس (٣).

وجائز رفعك معطوفا على

منصوب إنّ بعد أن تستكملا

(وجائز رفعك معطوفا على منصوب إنّ بعد أن تستكملا) الخبر (٤) نحو «إنّ زيدا قائم وعمرو» بالعطف على محلّ اسم إنّ (٥) وقيل على محلّها مع إسمها (٦) وقيل هو مبتدأ حذف خبره (٧) لدلالة خبر إنّ عليه (٨) ولا يجوز العطف بالرفع قبل استكمال الخبر ، وأجازه (٩) الكسائيّ مطلقا (١٠) والفرّاء بشرط خفاء إعراب الإسم. (١١) ثمّ الأصل : (١٢) العطف بالنّصب كقوله :

__________________

(١) أي : المصنف في شرح التسهيل.

(٢) أي : بنصب الحمام ورفعه.

(٣) أي : اوفق بالقواعد.

(٤) أي : بعد أن تستكمل إن خبرها فالخبر مفعول تستكمل والفاعل إنّ.

(٥) فإن محله مرفوع لكونه مبتداء في الأصل وعلى هذا الوجه فالمعطوف مشمول لتأكيد إن لكون العطف على مدخولها فيشملها حكمها المعنوي وهو التوكيد ، وإن لم يشملها الحكم اللفظي وهو النصب.

(٦) فلا يكون المعطوف على هذا الوجه مؤكدا بإنّ.

(٧) فيكون من باب عطف الجملة على الجملة.

(٨) أي : على خبره.

(٩) أي : العطف بالرفع قبل الاستكمال.

(١٠) أي : سواء كان إعراب الاسم خفيّا أم ظاهرا مثال الظاهر ظاهر ومثال الخفيّ يأتي في التعليقة التالية.

(١١) بأن يكون مبنيا أو مقدر الإعراب فالاول نحو إنك وزيد ذاهبان والثاني نحو إن موسى وزيد عالمان.

(١٢) أى : القاعدة الأصلية في المعطوف على اسم إنّ النصب وما ذكر من جواز الرفع خلاف الأصل.

١٢٥

إنّ الرّبيع الجود والخريفا

يدا أبي العبّاس والصّيوفا (١)

وألحقت بإنّ لكنّ وأنّ

من دون ليت ولعلّ وكأنّ

(وألحقت بإنّ) المكسورة فيما ذكر (٢) (لكنّ) باتّفاق (وأنّ) المفتوحة على الصّحيح بشرط تقدّم علم عليها. كقوله :

وإلّا فاعلموا أنا وأنتم (٣)

بغاة ما بقينا في شقاق

أو معناه (٤) نحو (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ)(٥) إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ (٦). (من دون ليت ولعلّ وكأنّ) فلا يعطف على اسمها إلّا بالنّصب ، ولا يجوز الرّفع لا قبل الخبر ولا بعده وأجازه (٧) الفرّاء بعده.

وخفّفت إنّ فقلّ العمل

وتلزم اللّام إذا ما تهمل

(وخفّفت إنّ) المكسورة (فقلّ العمل) وكثر الإلغاء لزوال اختصاصها بالأسماء (٨) وقرئ بالعمل والإلغاء (٩) قوله تعالى : (وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ)(١٠) (وتلزم

__________________

(١) فنصب الصيوف عطفا على الربيع اسم إن بعد استكمال الخبر وهو يدا أبي العباس.

(٢) وهو العطف على اسمها بالرفع بعد استكمال الخبر.

(٣) فأنتم ضمير رفع معطوف على اسم أن المفتوحة.

(٤) أي : معنا العلم فأن الأذان في الآية بمعني الإعلام وهو من العلم.

(٥) فرفع رسوله وهو عطف على اسم أن المفتوحة وهو الله.

(٦) التوبة ، الآية : ٣.

(٧) أي : الرفع.

(٨) فإنها إذا خففت دخلت على الفعل أيضا.

(٩) أي : برفع كل.

(١٠) هود ، الآية : ١١١.

١٢٦

اللّام) أي لام الإبتداء في خبرها (إذا ما تهمل) لئلّا يتوهّم كونها (١) نافية فإن لم تهمل لم تلزم اللّام.

وربّما استغنى عنها إن بدا

ما ناطق أراده معتمدا

(وربّما استغنى (٢) عنها) أي عن اللّام إذا أهملت (إن بدا) أي ظهر (ما ناطق أراده معتمدا) عليه كقوله :

[أنا ابن أباة الضّيم من آل مالك]

وإن مالك كانت كرام المعادن

فلم يأت باللّام لأمن الإلتباس بالنّافية (٣).

والفعل إن لم يك ناسخا فلا

تلفيه غالبا بإن ذي موصلا

(والفعل إن لم يك ناسخا فلا تلفيه) أي لم تجده (غالبا بإن ذى) المخفّفة (موصلا) بخلاف ما إذا كان ناسخا فيوصل بها. قال في شرح التسهيل : والغالب كونه (٤) بلفظ الماضي نحو (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً)(٥) وقلّ وصلها بالمضارع نحو (وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا)(٦) وكذا (٧) بغير النّاسخ نحو :

شلّت يمينك إن قتلت لمسلما

حلّت عليك عقوبة المتعمّد

__________________

(١) أي : أنها إن النافية.

(٢) وذلك لأن الحاجة اليها لمكان الاشتباه بينها وبين ان النافية فإذا زالت الشبهة لظهور مراد المتكلم والاعتماد عليه زالت الحاجة.

(٣) للعلم بأن الشاعر في مقام إثبات كرم المعدن لقبيلة مالك لا نفيه لكونه في مقام المدح.

(٤) أي : الغالب في الفعل الناسخ الذي تدخله إن المخففة كون ذلك الفعل ماضيا.

(٥) البقرة ، الآية : ١٤٣.

(٦) القلم ، الآية : ٥١.

(٧) أي : كذا قل لحوقها بالفعل غير الناسخ.

١٢٧

وإن تخفّف أنّ فاسمها استكن

والخبر اجعل جملة من بعد أن

(وإن تخفّف أنّ) المفتوحة (فاسمها) ضمير الشّأن (استكن) أي حذف ولا يبطل عملها بخلاف المسكورة لأنّها (١) أشبه بالفعل منها ـ قاله في شرح الكافية (والخبر اجعل جملة من بعد أن) كقوله :

[في فتية كسيوف الهند قد علموا]

أن هالك كلّ من يحفي وينتعل (٢)

وقد يظهر اسمها فلا يجب أن يكون الخبر جملة كقوله :

بأنك ربيع وغيث مريع

[وانك هناك تكون الثّمالا]

وإن يكن فعلا ولم يكن دعا

ولم يكن تصريفه ممتنعا

فالأحسن الفصل بقد أو نفي أو

تنفيس أو لو وقليل ذكر لو

(وإن يكن) الخبر (٣) (فعلا ولم يكن دعا ولم يكن تصريفه ممتنعا فالأحسن الفصل) بينهما (٤) (بقد) نحو (وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا)(٥) (أو) حرف (نفى) نحو (أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً)(٦) (أو) حرف (تنفيس) (٧) نحو : (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ)(٨) (أو لو) نحو (أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ)(٩) (وقليل ذكر لو) في كتب النّحو في

__________________

(١) أي : المفتوحة أشبه بالفعل من المكسورة لفتح أولها كالفعل الماضي.

(٢) فها لك مبتداء وكل خبره والجملة خبر أن واسمها ضمير الشأن المقدر.

(٣) أي : خبر أن المحفّفة.

(٤) بين أن وخبرها وهو الفعل المتصرف غير الدعاء.

(٥) المائدة ، الآية : ١١٣.

(٦) طه ، الآية : ٨٩.

(٧) وهي سين وسوف.

(٨) المزّمّل ، الآية : ٢٠.

(٩) السّباء ، الآية : ١٤.

١٢٨

الفواصل (١) فإن كان دعاء أو غير متصرّف لم يحتج إلى الفصل نحو (وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْها)(٢)(٣)(وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ)(٤)(٥)(وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى)(٦) وقد يأتي متصرّفا بلا فصل كما أشار إليه (٧) بقوله : «فالأحسن الفصل» نحو :

علموا أن يؤمّلون فجادوا

[قبل أن يسألوا بأعظم سؤل]

وخفّفت كأنّ أيضا فنوي

منصوبها وثابتا أيضا روي

(وخفّفت كأنّ أيضا فنوى) أي قدّر (منصوبها) ولم يبطل عملها لما ذكر في أنّ (٨) وتخالف أنّ في أنّ خبرها (٩) يجيء جملة كقوله تعالى : (كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ) ومفردا ، كالبيت الآتي (١٠) وفي أنّه لا يجب حذف اسمها بل يجوز إظهاره كما قال : (وثابتا أيضا روى) في قول الشاعر :

[ويوما توافينا بوجه مقسّم]

كأن ظبية تعطو إلى وارق السّلم

في رواية من نصب ظبية وتعطو هو الخبر ، روي برفع ظبية على أنّه خبر كان ،

__________________

(١) إشارة إلى أنّ القليل في كلام المصنف أنما هو في كتب النحو لا في كلام العرب لكثرة استعمال لو فاصلا بين أن وخبرها عند العرب ، والمراد بالفواصل الحروف التي تفصل بين أن وخبرها كقد وما بعده.

(٢) فإن غضب فعل دعاء عليه.

(٣) النور ، الآية : ٩.

(٤) مثال للفعل غير المتصرف وكذا المثال بعده.

(٥) الاعراف ، الآية : ١٨٥.

(٦) النجم ، الآية : ٣٩.

(٧) أي : إلى إثبات الفعل المتصرف بدون فصل فأن معني الأحسن أن خلافه حسن أيضا.

(٨) من كونها أشبه بالفعل من المكسورة وذلك لفتح أوّلها.

(٩) أي : يخالف أنّ في أنّ خبر كان يأتي جملة ومفردا بخلاف خبر أن للزوم أن يكون خبرها جملة ويخالفها أيضا في جواز ذكر اسمها بخلاف اسم أنّ.

(١٠) وهو كان ظبية بناء على رفع ظبية ليكون الخبر مفردا وأما على نصبها فالخبر تعطو وهو جملة.

١٢٩

وهو مفرد واسمها مستتر.

تتمة : لا تخفّف لعلّ وأمّا لكنّ فإن خفّفت لم تعمل شيئا بل هي حرف عطف ، وأجاز يونس والأخفش إعمالها قياسا (١) وعن يونس أنّه حكاه (٢) عن العرب.

__________________

(١) أي : أعمال لكنّ قياسا على أخواتها حينما تخفّف.

(٢) أي : أن يونس حكي إعمال لكن عن العرب يعني أنه نقل عن العرب أنهم يعملونها.

١٣٠

الخامس من النواسخ

لا التي لنفي الجنس (١)

والأولى ، التّعبير بلا المحمولة على إنّ (٢) كما قال المصنف في نكته على مقدّمة ابن الحاجب ، لأنّ لا المشبّهة بليس (٣) قد تكون نافية للجنس وقد يفرّق (٤) بين إرادة الجنس وغيره بالقرائن ، وإنّما أعملت لأنّها لمّا قصد بها نفي الجنس (٥) على سبيل الاستغراق اختصّت بالاسم ولم تعمل جرّا لئلّا يتوهّم أنّه بمن

__________________

(١) أي : نفي خبرها عن جنس اسمها لا عن فرد من الأفراد ولازم ذلك أن يكون اسمها اسم جنس أي نكرة.

(٢) أي : في العمل وهو نصب الاسم ورفع الخبر.

(٣) حاصله أن تسمية «لا» هذه بالنافية للجنس غير صحيح لأن نفي الجنس لا يختص بها بل لا المشبهة بليس أيضا قد تاتي لنفي الجنس فالأوّلي تسميتها بلا المحمولة على أنّ.

(٤) يعني حيث إن لا المشبهة بليس قد تاتي لنفي الفرد فالتميز بين الموردين لا يمكن إلّا بقرينة إما لفظية نحو لا رجل في الدار ولا رجلين فيفهم من رجلين أن المراد بلا رجل هو نفي رجل واحد لا جنس الرجل ونحو لا رجل أفضل منك يفهم من كون المتكلم في مقام بيان مدح المخاطب أن مراده نفي الجنس ففي المثال الأخير القرينة حالية كما أنّها في المثال الأول لفظية.

(٥) أي : لمّا كان معناها نفي الجنس على سبيل الشمول لجميع الأفراد اختصت بالاسم إذ الكلية والجزئية من مختصات الاسم فشابهت الفعل الذي هو الأصل في العمل لأنه أيضا لا يدخل إلّا على الاسم وقوله وإنما أعملت إلى قوله اختصت بالاسم دليل لأصل إعمالها ومن قوله ولم تعمل جرّا إلى قوله فتعين النصب دليل لنوع إعراب اسمها.

١٣١

المقدّرة (١) لظهورها في قوله :

[فقام يذوذ النّاس عنها بسيفه

وقال] ألا لا من سبيل إلى هند

ولا رفعا لئلّا يتوهّم أنّه (٢) بالابتداء فتعيّن النّصب (٣) ولذا (٤) قال :

عمل إنّ اجعل للا في النّكرة

مفردة جاءتك أو مكرّرة

(عمل انّ اجعل للا) حملا لها عليها (٥) لأنّها لتوكيد النّفي وتلك لتوكيد الإثبات ، ولا تعمل هذا العمل (٦) إلّا (في النّكرة) متّصلة بها (٧) (مفردة جاءتك أو مكرّرة) كما سيأتي ، فلا تعمل في معرفة ولا في نكرة منفصلة بالإجماع كما في التّسهيل.

فانصب بها مضافا او مضارعة

وبعد ذاك الخبر اذكر رافعة

(فانصب بها مضافا) (٨) إلى نكرة نحو «لا صاحب برّ ممقوت» (أو مضارعه) أي مشابهه وهو الّذي ما بعده من تمامه (٩) نحو «لا قبيحا فعله محبوب» (وبعد ذاك) أي

__________________

(١) يعني أنها لم تعمل جرا لئلا يتوهم أن الجر بمن فإنها في مظنة هذا الوهم لتقدير معني «من» فيها فأن قولنا لا رجل في الدار معناه أنه ما من رجل في الدار والشاهد لذلك ظهور «من» بعد لا في قول الشاعر.

(٢) أي : الرفع بالابتداء فأن اسم «لا» في الأصل مبتدا.

(٣) يعني بعد ما بينّا من عدم صحة الجر ولا الرفع فلم يبق من أنواع الإعراب إلا النصب وهذا دليل انحصار إعراب اسمها في النصب.

(٤) أي : لما بينّا من الدليل على لزوم إعمالها عمل النصب.

(٥) يعني أنا نجعل عمل إنّ للا حملا أي تشبيها للا على إنّ لتوكيد النفي كونها لنفي جميع الأفراد وتلك أي إنّ لتوكيد الإثبات.

(٦) أي : النصب.

(٧) أي : بشرط أن تكون النكرة متّصلة بها.

(٨) مفعول «لا» نصب أي انصب بلا اسما مضافا إلى نكرة.

(٩) فكما أن المضاف لا يتم إلّا بالمضاف إليه فكذلك ما هو شبيهه ففي المثال لا يتم قبيحا إلّا بقولنا فعله إذ لا ـ يعلم أنه قبيح في أي شىء في شمائله أو إخلاقه أو غير ذلك فكان ناقصا لوجود الإبهام فارتفع الإبهام بقولنا فعله.

١٣٢

الاسم ، (الخبر اذكر) حال كونك (رافعه) بها (١) كما تقدّم.

وركب المفرد فاتحا كلا

حول ولا قوّة والثّان اجعلا

مرفوعا او منصوبا او مركّبا

وإن رفعت أوّلا لا تنصبا

(وركّب المفرد) (٢) معها ، والمراد به هنا ما ليس مضافا ولا مشبها به (فاتحا) أي بانيا له على الفتح أو ما يقوم مقامه (٣) لتضمّنه معنى «من» الجنسيّة (كلا حول ولا قوّة) و «لا زيدين ولا زيدين عندك) ويجوز في نحو لا مسلمات الكسر ، استصحابا (٤) والفتح ، وهو أولى ، كما قال المصنف والتزمه (٥) ابن عصفور (والثّانى) من المتكرّر (٦) كالمثال السّابق (اجعلا مرفوعا او منصوبا او مركّبا) (٧) إن ركّبت الأوّل مع لا فالرّفع نحو :

[هذا وجدّكم الصّغار بعينه]

لا أمّ لى إن كان ذاك ولا أب

__________________

(١) أي : حالكونك رافعا الخبر بلا كما تقدم من أن عملها عمل إن وهو نصب الاسم ورفع الخبر.

(٢) التركيب هو ضم إحدي كلمتين إلى أخري لتوكنا بمعني واحد ، كخمسة عشر لعدد خاص ، وكعبد الله علما لشخص خاص ، فهنا ركب لا وهو بمعني النفى ، مع المفرد النكرة ، وهو بمعني الجنس فأفادآ نفي الجنس وهو معني واحد وأنما بني اسم لا في التركيب لتضمنها معني «من» كما ذكر أنفا كما بني خمسة عشر لتضّمنها معني واو العطف نعم أعرب عبد الله علما لمعارضة الإضافة للتضّمن.

(٣) أي : مقام الفتح كالياء في التثنية والجمع المذكر السالم.

(٤) الاستصحاب هو الإتيان بالسابق إلى اللاحق والمراد به هنا هو إتيان الكسرة التي كانت لمسلمات قبل دخول لا لها بعد دخول لا.

(٥) أي : الفتح ابن عصفور أي جعله واجبا.

(٦) أي : الاسم الواقع بعد لا الثانية فيما تكّرر كقوة في المثال.

(٧) أي : مبنيّا على الفتح إن بني الاسم الأول على الفتح.

١٣٣

وذلك (١) على إعمال لا الثانية عمل ليس ، أو زيادتها (٢) وعطف اسمها على محلّ لا الأولى مع اسمها ، فإنّ موضعهما رفع على الابتداء والنّصب نحو :

لا نسب اليوم ولا خلّة

[اتّسع الخرق على الرّاقع]

وذلك على جعل لا الثّانية زائدة ، وعطف الاسم بعدها على محلّ الاسم قبلها ، فإنّ محلّه النّصب (٣) وقال الزّمخشري : «خلّة» في البيت نصب بفعل مقدّر ، أي ولا ترى خلّة كما في قوله :

ألا رجلا (٤) [جزاه الله خيرا

يدلّ على مخصّلة تبيت]

فلا شاهد في البيت ، والتّركيب نحو «لا حول ولا قوّة» على إعمال الثانية. (٥) (وإن رفعت أوّلا) (٦) وألغيت الأولى (لا تنصبا) الثاني لعدم نصب المعطوف عليه لفظا أو محلّا بل افتحه على إعمال لا الثانية نحو :

فلا لغو ولا تأثيم فيها

[ولا جبن ولا فيها مليم]

أو ارفعه على إلغائها وعطف الاسم بعدها على ما قبلها نحو (لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ)(٧).

ومفردا نعتا لمبنيّ يلي

فافتح أو انصبن أو ارفع تعدل

(ومفردا (٨) نعتا لمبنىّ يلي فافتح) على بنائه مع اسم لا نحو «لا رجل ظريف في

__________________

(١) أي : الرفع بناء على أن تكون لا الثانية مشبهة بليس فيكون أب اسما للا.

(٢) فيكون أب مبتدا وعطف بالواو على محل أمّ لأن محل أمّ مرفوع على الابتداء.

(٣) لأن عمل لا عمل إنّ كما ذكر وهو نصب الاسم وأنما بني على الفتح لعارض.

(٤) والتقدير ألا ترونني رجلا.

(٥) أي : العمل التركيبي وهو فتح اسمها.

(٦) أي : اسم لا الأولي على إلغائها عن العمل وكون الاسم مبتدا.

(٧) البقرة ، الآية : ٢٥٤.

(٨) مفعول لا فتح يعني إذا كان نعت اسم لا المبني مفردا ولم يفصل بينه وبين موصوفه وهو اسم لا بشىء فأفتح ذلك النعت على أن يكون مبنيا كما أن موصوفه مبنّي فيكون تابعا للفظ اسم لا.

١٣٤

الدّار» (أو انصبن) على اتباعه لمحلّ إسم لا ، نحو «لا رجل ظريفا فيها» (أو ارفع) على إتباعه لمحلّ لا مع اسمها (١) نحو «لا رجل ظريف فيها» فإن تفعل ذلك (تعدل).

وغير ما يلي وغير المفرد

لا تبن وانصبه أو الرّفع اقصد

(وغير ما يلي) (٢) من (٣) نعت المبنيّ المفرد (وغير المفرد) من نعت المبنيّ (لاتبن) لزوال التّركيب بالفصل (٤) في الأوّل وللإضافة وشبهها في الثّاني (وانصبه) نحو «لا رجل فيها ظريفا» (٥) و «لا رجلا قبيحا فعله عندك» (٦) ويجوز النّصب والرّفع أيضا في نعت غير المبنيّ (٧).

والعطف إن لم تتكرّر لا احكما

له بما للنّعت ذي الفصل انتمى

(والعطف) أي المعطوف (إن لم تتكرّر) فيه (لا احكما له بما للنّعت ذى الفصل انتمى) فلا تبنه وانصبه أو ارفعه نحو :

فلا أب وابنا مثل مروان وابنه

[إذا هو بالمجد ارتدى وتأزّرا]

__________________

(١) لأن محلهما رفع على الابتداء.

(٢) مفعول للاتين أي غير النعت المتصل.

(٣) «من» هنا بيانية.

(٤) بين جزئي التركيب وهما لا والنعت ولو لا الفاصل لتركّبا لكون الصفة بحكم الموصوف في دخول لا عليه أيضا ولو تقديرا والتركيب شرط اليناء.

(٥) مثال لغير ما يلي.

(٦) مثال للنعت شبه المضاف فأن فعله متمم لقبيح كما أن المضاف اليه متمم للمضاف وأنما لم يمثّل للمضاف لأن المضاف معرفة واسم لا نكرة دائما ولا ينعت النكرة بالمعرفة نعم يمكن التمثيل له بالمضاف إلى النكرة نحو لا رجل غلام امرئة عندك.

(٧) أي : نعت المضاف وشبه نحو لا غلام رجل ظريفا أو ظريف عندك ولا قبيحا فعله مريضا أو مريض عندك.

١٣٥

و «لا رجل وامرأة في الدّار» (١) وجاء شذوذا ، البناء ، حكى الأخفش «لا رجل وامرأة» (٢).

تتمة : لم يذكر المصنّف حكم البدل ولا التّوكيد أمّا البدل فإن كان نكرة فكالنّعت المفصول نحو «لا أحد رجل وامرأة فيها» بنصب رجل ورفعه وكذا عطف البيان عند من أجازه (٣) في النّكرات وإن لم يكن (٤) [نكرة] فالرّفع نحو «لا أحد زيد فيها» وأمّا التّوكيد فيجوز تركيبه (٥) مع المؤكّد ، وتنوينه نحو «لا ماء ماء باردا» (٦) قاله في شرح الكافية.

قال ابن هشام : والقول بأنّ هذا توكيد خطأ ، لانّ التّوكيد اللّفظيّ لا بدّ من أن يكون مثل الأوّل وهذا أخصّ منه (٧) ويجوز أن يعرب عطف (٨) بيان أو بدلا ، لجواز كونهما (٩) أوضح من المتبوع. أمّا التّوكيد المعنويّ فلا يأتي هنا لامتناع توكيد النّكرة به (١٠) كما سيأتي.

__________________

(١) مثال للرفع.

(٢) بفتح التاء بغير تنوين.

(٣) أي : أجاز عطف البيان في النكرات لأن بعضهم منعوا مجىء عطف البيان للنكرة وأجيب عنه بمجيء ذلك في القرآن نحو قاله تعالى توقد من شجرة مباركة زيتونة فزيتونة عطف بيان من شجرة هي نكرة.

(٤) عطف على «فإن كان نكرة» أي وإن لم يكن البدل نكرة فالرفع.

(٥) أي : فتحه بغير تنوين.

(٦) بفتح الماء الثاني ونصبه.

(٧) لأن الماء الأول مطلق والثاني مخصوص بالبارد.

(٨) أي : الماء الثاني في المثال على أن يكون عطف بيان عن الماء الأول أو على البدلية.

(٩) أى : عطف البيان والبدل أوضح من المعطوف عليه والمبدل منه بخلاف التوكيد فلا يرد عليهما ما ورد على التوكيد.

(١٠) بالتوكيد المعنوي.

١٣٦

وأعط لا مع همزة استفهام

ما تستحقّ دون الاستفهام

(وأعط لا مع همزة استفهام) إمّا لمجرّد الاستفهام (١) أو التّوبيخ (٢) أو التّقرير (٣) (ما تستحق دون الاستفهام) من العمل والاتباع على ما تقدّم نحو :

ألا طعان ألا فرسان عادية (٤)

[إلّا تجشّؤكم حول التّنانير]

وقد يقصد بألا التّمنّي فلا تغيّر أيضا (٥) عند المازني والمبرّد نحو :

ألا عمر ولّى مستطاع رجوعه (٦)

[فيرأب ما أثأت يد الغفلات]

وذهب سيبويه والخليل إلى أنّها (٧) تعمل في الاسم خاصّة ولا خبر لها ولا يتبع اسمها إلّا على اللّفظ (٨) ولا تلغى (٩) واختاره (١٠) في شرح التّسهيل. وقد يقصد بها العرض (١١) وسيأتي حكمها في فصل «أمّا» و «لو لا» و «لو ما».

__________________

(١) نحو ألا رجل في الدار.

(٢) نحو ألا عقل لهم.

(٣) التقرير هو ادعاه ثبوت شىء ووضوحه نحو ألا حجة لله على الناس.

(٤) الشاهد في عمل لا مع همزة الاستفهام في طعان وفرسان ونصب عادية على التبعية لاسمها كعلمها بدون الهمزة.

(٥) أي : في العمل كما إذا لم تكن للتمنّي.

(٦) يعني ليت العمر لم يولّ أي ليتنا لم نمت.

(٧) أي : التي للتمني.

(٨) أي : يكون التابع في اللتي للتمني مبنىّ كاسمها ولا ينصب ولا يرفع على أن يكون تابعا لمحل اسمها.

(٩) عن العمل كما تلغي أحيانا في غير مورد التمني.

(١٠) أي : اختار المصنف هذا القول أي قول سيبويه والخليل.

(١١) العرض جعلا المتكلم كلامه في معرض سماع الغير فيلفت نظره ويهيئه باحدي أدوات العرض من ألا وأما ولو لا العرضيّة.

١٣٧

وشاع في ذا الباب إسقاط الخبر

إذا المراد مع سقوطه ظهر

(وشاع) عند الحجازيّين (في ذا الباب (١) إسقاط الخبر) أي حذفه (اذا المراد مع سقوطه ظهر) (٢) كقوله تعالى (لا ضَيْرَ)(٣) ونحو «لا إله إلّا الله» أي موجود. (٤) وبنو تميم يوجبون حذفه (٥) فإن لم يظهر المراد لم يجب الحذف عند أحد فضلا عن أن يجب ، كقوله صلّي الله عليه وآله : «لا أحد أغير من الله (٦) عزّ وجلّ». قال في شرح الكافية : وزعم الزّمخشريّ وغيره أنّ بني تميم يحذفون خبر لا مطلقا (٧) على سبيل اللّزوم. وليس بصحيح لأنّ حذف خبر (٨) لا دليل عليه يلزم منه عدم الفائدة ، والعرب (٩) يجمعون على ترك التّكلّم بما لا فائدة فيه. وقد يحذف اسم لا للعلم به ، كما ذكر في الكافية كقولهم «لا عليك» أي لا بأس عليك.

__________________

(١) أي : باب لا التي لنفس الحبس.

(٢) أي : إذا كان المراد ظاهرا مع سقوط خبرها لوجود قرينة.

(٣) الشعراء ، الآية : ٥٠.

(٤) تقدير لخبر لا إله وتقدير لا ضير لا ضير علينا.

(٥) أي : الخبر إذا كان المراد ظاهرا.

(٦) إذ لو حذف أغير لم يعلم مراد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

(٧) سواء ظهر المراد أم لم يظهر.

(٨) بالتنوين وقوله لا دليل عليه صفته يعني أن حذف الخبر الذي لا دليل عليه يسقط الكلام عن الفائدة.

(٩) بل جميع العقلاء.

١٣٨

(السادس من النّواسخ)

(ظن وأخواتها)

وهي أفعال تدخل على المبتدأ والخبر بعد أخذها الفاعل فتنصبهما مفعولين لها.

انصب بفعل القلب جزأى ابتدا

أعني رأى خال علمت وجدا

(انصب بفعل القلب جزأى ابتدا) أي المبتدأ والخبر ولمّا كانت (١)

أفعال القلوب كثيرة وليست كلّها عاملة هذا العمل (٢) ، والمفرد المضاف (٣) يعمّ بيّن ما أراده منها فقال : (أعني) بالفعل القلبيّ العامل هذا العمل (رأى) إذا كانت بمعنى علم كقوله :

رأيت الله أكبر كلّ شيء

[محاولة وأكثرهم جنودا]

__________________

(١) فإن منها ما هو لازم مثل فكر وتفكر ومنها ما يتعدّى لواحد نحو فهمت المسئلة وعرفت الحق ومنها ما يتعدي لمفعولين والمراد من أفعال القلوب هنا هو هذا القسم.

(٢) أي : نصب مفعولين.

(٣) يعني قول المصنف بفعل القلب فأن المفرد المضاف مما يدل على العموم مع أن العموم ليس مراد المصنف لما ذكر أن كل فعل قلبي لا يعمل هذا العمل فكان يجب على المصنف أن يبيّن مراده فلأجل بيان ذلك قال : أعني.

١٣٩

أو بمعنى ظنّ نحو (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً)(١)(٢) لا بمعنى أصاب الرّية (٣) أو من رؤية العين (٤) أو الرّأي. (٥)

(خال) ماضي يخال بمعنى ظنّ نحو :

[ضعيف النّكاية أعداءه]

يخال الفرار يراخي الأجل (٦)

أو [بمعنى] علم نحو :

[دعاني الغواني عمّهن] وخلتني

لي اسم (٧) [فلا أدعى به وهو أوّل]

لا ماضي يخول بمعنى يتعهّد (٨) أو يتكبّر (٩).

(علمت) بمعنى تيقّنت نحو (فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ)(١٠) لا بمعنى عرفت ، أو صرت أعلم (١١). (وجدا) بمعنى علم نحو (إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً)(١٢) لا بمعنى أصاب (١٣) أو غضب أو حزن (١٤).

__________________

(١) الشاهد في يرونه لا في نراه لأن نراه بمعنى العلم.

(٢) المعارج ، الآية : ٦ و ٧.

(٣) فإنه لازم نحو راي السكين أي أصاب السكين الرية.

(٤) نحو رأيت الهلال فهو متعد لمفعول واحد.

(٥) كقولنا العالم الفلاني يري حرمة العصير فهي أيضا متعديّة لواحد.

(٦) الفرار مفعولها الأول ويراخي الأجل مفعوله الثاني أي يظن أن الفرار يراخى أي يؤخر الأجل.

(٧) مفعولها الأول ياء المتكلم والثاني جملة لى اسم أي عملت بأني لي اسم.

(٨) نحو خال زيد أخاه أي تعهده يعني دبّر أموره وكفاه فهي متعدية لواحد.

(٩) ومنه قوله تعإلى كل مختال فخور وخال بهذا المعني لازمة.

(١٠) الممتحنة ، الآية : ١٠.

(١١) اعلم هنا ليس بفعل بل هو أفعل وصفي بمعني منشق الشفة السفلي ويقال له بالفارسية (لب شكرى).

(١٢) ص ، الآية : ٤٤.

(١٣) نحو وجدت دابّتي أي أصبتها بعد ما ضيّعتها فهي متعدية لواحد.

(١٤) هما من الوجد بسكون الجيم وهي بهذين المعنين لازمة نحو وجدت على زيد أي غضبت عليه أو حزنت عليه.

١٤٠