البهجة المرضيّة على ألفيّة ابن مالك

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

البهجة المرضيّة على ألفيّة ابن مالك

المؤلف:

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع
المطبعة: وفا
الطبعة: ١٩
ISBN: 978-964-6397-13-2
الصفحات: ٥٩٠

المبدوّة ببنت كما قلنا بأنّه كنية ولم أر من ذكره (١).

فيما سوي هذا انسبن للأوّل

ما لم يخف لبس كعبد الأشهل

(فيما سوي هذا) المقرّر كالّذي ليس مصدرا بما عرّف بالثّاني ، ولا بكنية كما في شرح الكافية (٢) وهو يقوّي بحثي إلّا أن يمنع أنّه كنية (٣) (انسبن للأوّل) واحذف الثّاني (ما) دام (لم يخف لبس) فقل في امري القيس «امرئيّ» ، فإن خيف فاحذف الأوّل وانسب للثّاني (كعبد الأشهل) فقل فيه أشهليّ ، وهذا (٤) يعضد نظري في القسم السّابق.

واجبر بردّ اللّام ما منه حذف

جوازا ان لم يك ردّه ألف

في جمعي التّصحيح أو في التّثنية

وحقّ مجبور بهذا توفية

(واجبر بردّ اللّام (٥) ما منه حذف) عند النّسب (جوازا إن لم يك ردّه ألف في جمعي التّصحيح أو في التّثنية) (٦) فقل في غد غدوي وإن شئت غدي (وحقّ مجبور)

__________________

تلحق ياء النسبة بالمضاف إليه إذا كانت الإضافة مصدرة بها كبنت الشاطي فيقال شاطوي أم لا ولا وجه لافتراقه عن الابن والأب والأم.

(١) أي : من ذكر البنت في عداد تلك الثلاثة في باب النسب.

(٢) يعني إن تعبير المصنف في شرح الكافية عن القسم الأول (اذا كانت الإضافة مبدوة بكنية) ولم يقل كما في هذا الكتاب (مبدوة بابن أو أب) وتعبيره هناك يقوي بحث الشارح أنفا (وفي القسم الأول بحث) لأن البنت كنية فيشمله كلام المصنف في شرح الكافية.

(٣) أي : إلّا أن يمنع كون البنت كنية فلا يشمله كلام المصنف في شرح الكافية.

(٤) أي : قول المصنف (ما لم يخف لبس) يؤيد الإيراد الذي أورده في القسم السابق وقال (وعندي في هذا القسم نظر) فاللبس أمر يجب الاجتناب عنه سواء كان النسبة للجزء الأول أو الثاني.

(٥) أي : لام الكلمة (لام الفعل).

(٦) يعني إذا كان اسم حذف لامه قبل النسبة ولم يكن معهودا رد لامه في التثنية والجمع فيجوز عند النسبة

٥٢١

بالرّدّ (١) (بهذا) أي بجمعي التّصحيح أو بالتّثنية (توفية) له بالرّدّ بالنّسب حتما فيقال في أخ وعضة «أخويّ وعضويّ» ليس غير (٢).

وبأخ أختا وبابن بنتا

ألحق ويونس أبي حذف التّا

(وبأخ أختا) ألحق (٣) فقل فيها بعد حذف تائها أخويّ (وبابن بنتا ألحق) فقل فيها بعد حذف تائها بنويّ كما تقول ذلك في ابن (٤) بعد حذف همزته. هذا (٥) مذهب سيبويه والخليل (ويونس) بن حبيب الظّبييء اولاء (٦) من البصريّين (أبي حذف التّاء) منهما فقال أختيّ وبنتيّ ، وهو الّذي أميل إليه لأجل اللّبس (٧).

__________________

أن ترد لامه جبرا للحذف قبل النسبة نحو (غد) فإن أصله (غدو) ولا يرد في التثنية والجمع بل يثني ويجمع بغير واو فيقال غدان وغدات فتقول في النسبة إليه (غدوي) ويجوز عدم الرد فتقول (غدي).

(١) يعني وأما المحذوف اللام الذي يجير رد لامه في التثنية والجمع أي يرد فيهما فحقه يجب الوفاء به في النسب بأن ترد اللام فيه والحاصل أن اللام الذي يرد في التثنية والجمع يجب رده في النسب بخلاف ما لا يرد فيها فيكون الرد في النسب هناك جوازا.

(٢) أي : لا يجوز النسبة بغير رد اللام فلا يقال أخي وعضي فإن أصلها (أخو وعضو) ويرد واوهما في التثنية فيقال (أخوان وعضوان) ولا يجب أن يكون مردودا في الجمع السالم أيضا والرد في أحدهما كاف لأن المصنف عطف التثنية على الجمع بأو في قوله (في جمعي التصحيح أو في التثنية) أي في أحدهما.

(٣) لأن أخت لم يحذف منه الواو وليكون ذكره في النسب ردا له بل ذكر الواو فيه أنما هو إلحاق بأخ وكذا البنت.

(٤) أي : كما تقول بنوي في النسبة إلى (ابن) فتحذف همزته كما حذفت التاء في بنت يعني إنهما متشابهان في حذف حرف منهما عند النسبة.

(٥) أي : أن حذف التاء من (أخت وبنت) وتعويضها الواو فيقال أخوي وبنوي أنما هو مذهب سيبويه والخليل وأما يونس الذي هو من نحاة البصرة فلا يجوّز حذف التاء منهما بل يقول في النسب إليهما (أختي وبنتي) بإبقاء التاء.

(٦) يعني أن حبيب أبا يونس كان منسوبا إلى قبيلة بني ظبة ولاءا أي لم يكن من أفراد القبيلة قرابة بل كان من عبيدهم ومواليهم.

(٧) يعني إن قول يونس (إبقاء التاء) هو الذي أنا أختاره لأن التاء إذا حذفت يلتبس بين النسبة إلى أخ والنسبة

٥٢٢

وضاعف الثّاني من ثنائي

ثانيه ذو لين كلا ولائي

(وضاعف الثّاني) وجوبا (من ثنائي ثانيه ذو لين) عند النّسب إليه (١) ثمّ إن كان (٢) ألفا قلب المضاعف همزة ويجوز قلبها واوا (كلا ولائيّ) ولاويّ وفي وفيويّ ولو ولوويّ أعلاما ، (٣) أمّا الّذي (٤) ثانيه صحيح فيجوز فيه التّضعيف وعدمه ككم وكمميّ وكميّ.

وإن يكن كشية ما الفا عدم

فجبره وفتح عينه التزم

(وإن يكن كشية) في اعتلال اللّام (ما الفاء عدم (٥) فجبره) عند النّسب إليه بردّ الفاء (وفتح عينه التزم) عند سيبويه فيقال فيه وشويّ وأجاز الأخفش السّكون فقال «وشييّ» (٦) أمّا غير المعلّ اللّام منه (٧) فلا يجبر ، كقولك في عده عديّ (٨).

والواحد اذكر ناسبا للجمع

إن لم يشابه واحدا بالوضع

__________________

الى اخت لأن كليهما على حذف التاء (أخوي) وكذا يلتبس بين النسبة إلى ابن وبنت لأن كليهما على الحذف (بنوي).

(١) يعني إذا كان الاسم بحرفين والحرف الثاني منه لين أي حرف علة نحو (لا) فضاعف الحرف الثاني منه عند النسب.

(٢) أي : الحرف الثاني (اللين) أن كان الفا قلب همزة أو واوا لتعذر التلفظ بألفين متقاربين.

(٣) أي : إذا كان (لا وفي ولو) علما لشخص أو شيء ففي (لا) وجهان وأما (في) فالنسبة إليه (فيوي) ولو (لووي) بقلب الياء الثاني من (في) واوا لثقل التلفظ بيائين ثانيتهما مكسورة.

(٤) أي : الاسم الثنائي الذى.

(٥) أي : إذا كان فائه محذوفا ف (شية) أصلها (وشي) ومعناها العلامة ومنها قوله تعالى (لا شية فيها).

(٦) بفتح الواو (فاء الكلمة) وسكون الشين (عين الكلمة) وكسر الياء (لام الكلمة).

(٧) أي : من الاسم الذي الفاء منه عدم.

(٨) أصل عدة (وعدة) حذف منها الفاء أي الواو ولم يجبر في النسب لعدم اعتلال لامها.

٥٢٣

(والواحد اذكر ناسبا للجمع (١) إن لم يشابه واحدا بالوضع) أي بوضعه (٢) علما فقل في «فرائض» «فرضيّ» ، (٣) بخلاف ما إذا شابهه ـ بأن وضع (٤) علما ـ فيقال في أنمار أنماريّ وفي الأنصار أنصاريّ. (٥)

ومع فاعل وفعّال فعل

في نسب أغني عن اليا فقبل

(ومع فاعل وفعّال) بفتحة فتشديد (فعل) بفتحة فكسرة (في نسب أغني عن الياء) السّابقة (٦) (فقبل) إذ ورد (٧) كقولهم لابن وتمّار وطعم (٨) أي صاحب لبن وتمر وطعم ، وليس في هذين الوزنين (٩) معني المبالغة الموضوعين له ، (١٠) وخرّج

__________________

(١) يعني إذا ردت أن تنسب الجمع فألحق ياء النسبة إلى مفرده بشرط أن لا يكون الجمع شبيها بالمفرد في الوضع أي بشرط أن لا يكون الجمع علما وذلك لأن المفردات موضوعة في الأصل أعلاما إما للشخص أو للجنس وإنما تنكر أفراد الجنس في الاستعمال وأما الجموع فليست أعلاما بحسب الوضع الأولي نعم قد يوضع بعض الجموع علما كأنمار فيشبه وضعه وضع المفرد.

(٢) أي : وضع الجمع.

(٣) الفرائض جمع فريضة (الواجب الشرعي) كالصلاة والحج وكذا تطلق على سهم الإرث والفرائض ليست علما ففي النسبة تلحق ياء النسبة بمفردها فيقال (فرضي) نسبة إلى الفريضة كخلفي في خليفة.

(٤) أي : الجمع.

(٥) (أنمار) في الأصل جمع (نمر) سبع معروف ثم صارت علما لبطن من العرب ففي النسبة إليها لا تلحق الياء بمفردها فلا يقال (نمري) بل بالجمع نفسه فيقال (أنماري) لكونها علما.

وانصار في الأصل جمع لناصر ثم صار علما لجمع من اصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم هم اهل المدينة فلكونه علما لحقت ياء النسبة به لا بمفرده فلا يقال ناصري بل يقال انصارى.

(٦) اي ياء النسبة.

(٧) يعني إذا وردت هذه الأوزان الثلاثة للنسبة بأن قصد بها النسبة فيستغني بها عن ياء النسبة.

(٨) أي : طعام كحنطة وشعير ونحوهما فلا حاجة إلى قولنا لبني وتمري وطعمي.

(٩) هما فعال وفعل.

(١٠) يعني إذا استعملا للنسبة فليس فيهما معني المبالغة التي كانت لهما في أصل الوضع لأنهما من صيغ

٥٢٤

عليه (١) قوله تعالى : (وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)(٢) أي بذي ظلم.

وغير ما أسلفته مقرّرا

علي الّذي ينقل منه اقتصرا

(وغير ما أسلفته) من القواعد (مقرّرا على الّذي ينقل منه) عن العرب (اقتصرا) (٣) ولا تقس عليه كقولهم في الدّهر دهريّ (٤) وفي أميّة أموىّ (٥) وفي البصرة بالفتح بصريّ (٦) بالكسرة ، وفيه نظر إذ الكسر لغة فيها ، (٧) وفي مرو مروزيّ (٨) وفي الرّيّ رازيّ (٩) وفي الخريف خرفيّ (١٠) ولعظيم الرّقبة رقبانيّ (١١).

__________________

المبالغة في الأصل.

(١) أي : على النسب يعنى ذكر المفسرون من الوجوه المحتملة فى (ظلّام) أنه فعال للنسبة بمعنى صاحب ظلم فيرتفع بذلك ما يتوهم من أن المنفي كثرة الظلم لا أصل الظلم وذلك لانسلاخه عن معنى المبالغة إذا أريد به النسب.

(٢) فصّلت ، الآية : ٤٦.

(٣) يعني إذا جاء نسب علي خلاف ما قررناه أي على خلاف القواعد المقررة فهو سماع ولا يقاس عليه مثله.

(٤) بفتح الأول والثاني والقياس سكون الثاني.

(٥) بفتح الهمزة والقياس ضمها.

(٦) بكسر الباء والقياس فتح الباء.

(٧) أي : في البصرة يعني قد يتلفظ بفتح الباء وقد يتلفظ بكسرها فيمكن أن تكون النسبة إلى المكسورة.

(٨) والقياس مروي.

(٩) والقياس (ريي) و (روي).

(١٠) والقياس خريفي كما سبق في عقيل أن قياسه عقيلي.

(١١) هنا لحوق ياء النسبة على خلاف القاعدة فإن النسبة غير مرادة فيه أصلا بل المراد بيان عظمة الرقبة لا النسبة إليها.

٥٢٥

هذا باب الوقف (١)

تنوينا اثر فتح اجعل ألفا

وقفا وتلو غير فتح احذفا

(تنوينا اثر فتح) في معرب أو مبني (اجعل ألفا وقفا) (٢) كرأيت زيدا وأيها (٣) (و) تنوينا (تلو غير فتح) وهو الضّمّ والكسر (احذفا) وقفا كجاء زيد ومررت بزيد (٤).

واحذف لوقف في سوي اضطرار

صلة غير الفتح في الإضمار

(واحذف لوقف في سوى اضطرار صلة غير الفتح فى الإضمار) (٥) أي الحرف الّذي ينشأ في اللّفظ عن إشباع الحركة في الضّمير وهو في غير الفتح وهو الضّمّ والكسر والواو والياء كرأيته ومررت به ، وأثبت صلة الفتح وهي الألف كرأيتها ، (٦) أمّا في الضّرورة فيجوز إثبات الجميع.

__________________

(١) الوقف هو قطع النطق عند آخر الكلمة.

(٢) يعني التنوين الذي يقع بعد الفتحة اجعله ألفا في حالة الوقف سواء كان المدخول معربا أو مبنيا.

(٣) الأول مثال للمعرب والثاني (أيها) للمبني وأيها بفتح الهمزة وسكون الياء اسم فعل ماض بمعني (بعد).

(٤) بحذف التنوين فيهما.

(٥) يعني الواو أو الياء الذي يتولد من إشباع الضمير المضموم والمكسور عند الوصل احذفهما عند الوقف فمثل (له) يقرء عند الوصل بما بعده (لهو) وعند الوقف (له) بسكون الهاء وكذا الياء المتولد من (به).

(٦) وفيه أن الألف في الضمير الغائبة ليست صلة للضمير بل هي جزء له.

٥٢٦

وأشبهت إذا منوّنا نصب

فألفا في الوقف نونها قلب

(وأشبهت إذا منوّنا نصب (١) فألفا في الوقف نونها قلب) (٢) وبه قرأ السّبعة (٣) واختار ابن عصفور تبعا لبعضهم أنّ الوقف عليها بالنّون ، (٤) وهو الّذي أميل إليه فرارا من الالتباس (٥) والقراءة سنّة متّبعة (٦).

وحذف يا المنقوص ذي التّنوين ما

لم ينصب أولي من ثبوت فاعلما

(وحذف يا المنقوص ذي التّنوين) (٧) عند الوقف (ما) دام (لم ينصب أولى من ثبوت) لها (فاعلما) كقراءة السّتّة (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ)(٨) و (ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ)(٩) ، وبإثبات الياء فيهما (١٠) قراءة ابن كثير بخلاف المنصوب فإنّه يبدل تنوينه ألفا إن كان منوّنا كقطعت واديا (١١) وتثبت ياؤه ساكنة إن

__________________

(١) يعني أن (إذا) يتلفظ مثل تلفظ الاسم المنون المنصوب نحو زيدا في كون أخره نونا ساكنة ، فهذا المصراع من البيت بيان لكيفية التلفظ بإذا ومقدمة للمصرع الثاني.

(٢) وتقدير البيت (فقلب نونها الفا في الوقف) فيكون لفظها في الوقف مثل لفظ إذا الشرطية.

(٣) أي : بقلب النون ألفا في الوقف قرء القراء السبعة ما ورد منها في القرآن كقوله تعالي (إذا لأذقناك).

(٤) أي : اختاروا أن الوقف على إذن يكون بالنون لا بالألف فيقال (إذن) لا إذا.

(٥) أي : الالتباس بينها وبين إذا الشرطية.

(٦) يعني إن قرائة القراء سنة يجب إتباعها فما ورد منها في القرآن يقرء كما قرء السبعة إتباعا للسنة وأما في غير القرآن فالوقف عليها بالنون فرارا من اللبس.

(٧) أي : ياء المنقوص الذي يقرء بالتنوين والمراد من حذف يائه إبقائه بلا ياء وحذف تنوينه وإلا فالياء لم تكن موجودة حالة الوصل لتحذف عند الوقف.

(٨) الرعد ، الآية : ٧.

(٩) الرعد ، الآية : ١١.

(١٠) أي : في (هاد ووال) فقرء ابن كثير هادي ووالي.

(١١) فيقرء عند الوقف (واديا) بالألف.

٥٢٧

لم يكن (١) كأجب الدّاعى ، وبخلاف غير المنوّن كما صرّح به بقوله :

وغير ذي التّنوين بالعكس وفي

نحو مر لزوم ردّ اليا اقتفي

(وغير ذي التّنوين) المرفوع والمجرور (بالعكس) فثبوت يائه أولي من حذفها (٢) (وفي) منقوص محذوف العين (نحو مر) اسم فاعل من أرئى (٣) أو محذوف الفاء كيف (٤) علما كما قال في شرح الكافية (لزوم ردّ الياء) عند الوقف (اقتفي) لئلّا يكثر الحذف (٥).

وغيرها التّأنيث من محرّك

سكّنه أوقف رائم التّحرّك

فصل : (٦) (وغيرها (٧) التّأنيث من محرّك سكّنه) عند الوقف وهو الأصل (أوقف رائم التّحرّك) (٨) بأن تخفيّ الصوت بالحركة ضمّة كانت أو كسرة أو فتحة ، وخصّه (٩)

__________________

(١) أي : لم يكن منونا.

(٢) ففي قوله تعالى (هو (الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ) وقوله تعالى (يَوْمَ التَّلاقِ) ثبوت الياء بأن يقرء (المتعالي والتلاقي) خير من حذفها.

(٣) فهو مرئي كمرعي نقلت حركة الهمزة إلى الراء لكونه ساكنا صحيحا ثم حذفت الهمزة للتخفيف ثم اعل إعلال قاض.

(٤) مضارع مجزوم أصله (يوفي) فإذا صار علما كان اسما ناقصا محذوف الفاء.

(٥) إذ لو لم يرد الياء للزم حذف حركة الراء في (مر) وحركة الفاء في (يف) للوقف فيكثر الحذف.

(٦) يبين في هذا الفصل خمسة وجوه لوقف ما ليس أخره تاء التأنيث

(٧) أي : غير تاء التأنيث ، يعني إذا كانت كلمة متحركة وليس في آخرها تاء التأنيث فسكنه عند الوقف وهذا أول الوجوه الخمسة.

(٨) (رائم) حال من فاعل (قف) أي قف حالونك قاصدا للتحرك بأن يكون لك صوت بين السكون والحركة ولا تجهر بالحركة بل يكون لك صوت خفي بها ، وهذا الوجه الثاني.

(٩) أي خص هذا الوجه (الوقف قاصدا التحرك).

٥٢٨

الفرّاء تبعا للقرّاء بالأوّلين (١).

أو أشمم الضّمّة أوقف مضعفا

ما ليس همزا أو عليلا إن قفا

محرّكا وحركات انقلا

لساكن تحريكه لن يحظلا

(أو أشمم الضّمّة) فقط عند الوقف ، بأن تشير إليها بشفتيك من غير تصويت (٢) (أو قف مضعفا) أي مشدّدا (ما) أي حرفا (ليس همزا أو عليلا (٣) إن قفا) أي تبع الحرف الموقوف عليه الموصوف بما ذكر (٤) حرفا (محرّكا) كهذا جعفر وهذا وعلّ (٥) بخلاف الهمز كخطأ والعليل كالقاضي ويخشي ويدعو والتّابع ساكنا كعمرو (٦) (أو حركات انقلا) عند الوقف من الموقوف عليه (٧) (لساكن) قبله (تحريكه لن يحظلا) (٨) أي يمنع نحو (وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ)(٩)(١٠).

__________________

(١) يعني قال الفراء أن الوقف بهذه الكيفية والكسرة دون الفتحة تبعا للفراء.

(٢) يعني قف بالسكون لكن أشر بشفتيك إلى الضمة دون أن يسمع منك صوت الضمة كمن يستشم رائحة ، وهذا الوجه الثالث وهو مختص بالضمة.

(٣) أي : حرف علة.

(٤) أي : بعدم كونه همزة أو حرف علة يعني يشترط أيضا أن يكون ما قبل الأخير حرفا متحركا.

(٥) فجعفر ووعل أخرهما حرف صحيح غير همزة ولا علة وقبل الأخر منها متحرك و (وعل) المعز الجبلي ، وهذا الوجه الرابع من الوجوه الخمسة وهذا أيضا مختص بالضم.

(٦) لسكون الميم فلا يضعف.

(٧) وهو الحرف الأخير.

(٨) جملة (تحريكه لن يحظلا) صفة لساكن يعني انقل عند الوقف حركة الأخر إلى ما قبله الساكن بشرط أن يكون ذلك الساكن لم تكن تحركه ممنوعا ، وهذا الوجه الخامس.

(٩) فينقل حركة الراء إلى الباء لأنه ساكن يجوز تحريكه ولا مانع منه فيقال (بالصبر) بفتح الأولين وسكون الأخير.

(١٠) العصر ، الآية : ٣.

٥٢٩

[أنا ابن ماويّة] إذ جدّ النّقر (١)

[وجاءت الخيل وأثابي زمر]

ولا ينقل إلى متحرّك كجعفر ولا ممتنع التّحريك إمّا لتعذّر كالإنسان (٢) أو استثقال كقضيب وخروف (٣) أو أداء إلى بناء لا نظير له (٤) كبشر مرفوعا وذهل مجرورا (٥) كما سيأتي.

ونقل فتح من سوي المهموز لا

يراه بصري وكوف نقلا

(ونقل فتح من سوي المهموز لا يراه) نحوي (بصري) (٦) أمّا من المهموز كخبء فيراه (وكوف نقلا) الفتح من سوي المهموز أيضا (٧).

والنّقل ان يعدم نظير ممتنع

وذاك في المهموز ليس يمتنع

(والنّقل إن يعدم نظير) للاسم حينئذ (٨) ـ بأن يكون المنقول ضمّة مسبوقة

__________________

(١) بفتح النون والقاف وسكون الراء بنقل حركة الراء إلى القاف.

(٢) لأن ما قبل الأخير وهو الألف لا يقبل الحركة ولا يمكن التلفظ به إلا ساكنا.

(٣) فإن الياء والواو وإن أمكن تحركها لكن الحركة عليها ثقيلة وسكونهما أخف فلا ينقل حركة الباء إلى الياء ولا حركة الفاء إلى الواو.

(٤) أي : وأما لا ينقل حركة الآخر إلى ما قبله لأن النقل يؤدي إلى بناء ووزن لا نظير له في لسان العرب.

(٥) لأنا إذا نقلنا ضمة الراء إلى الشين في (بشر) صار اسما ثلاثيا مكسور الأول ومضموم الثاني ولا يوجد في الأسماء الثلاثي اسم بهذا الوزن وكذا إذا نقلنا كسرة اللام إلى الهاء في (ذهل) صار اسما مضموم الأول مكسور الثاني وهذا الوزن أيضا معدوم النظير في الثلاثي.

(٦) يعني إن نحاة البصرة خصوا النقل في الفتحة بما كان أخره همزة كخبء إذا كان مفتوحا فينقل حركة الهمزة إلى الباء وأما إذا لم يكن أخره همزة وكان مفتوحا فلا ينقل.

(٧) كما مر في (الصبر والنقر).

(٨) أي : حين النقل.

٥٣٠

بكسرة بالعكس (ممتنع) كما تقدّم (١) (و) لكن (ذاك) النّقل (٢) (في المهموز) وإن أدّي إلى ما ذكر (٣) (ليس يمتنع) فيجوز في «ردء وكفء» (٤) «هذا ردء» و «مررت بكفء» (٥).

ثمّ لمّا صدّر في الضّابط اشتراط أن يكون الموقوف عليه غير هاء التّأنيث (٦) ليفعل فيه ما ذكر ، (٧) احتاج إلى بيان ما يفعل فيه (٨) إذا كان هاء ، فقال :

في الوقف تا تأنيث الاسم ها جعل

إن لم يكن بساكن صحّ وصل

(في الوقف تا تأنيث الاسم ها جعل إن لم يكن بساكن صحّ وصل) (٩) كمسلمة وفتاة (١٠) ، بخلاف ما إذا وصل به (١١) كبنت وأخت (١٢) ، وبخلاف تاء تأنيث الفعل (١٣)

__________________

(١) في بشر مرفوعا وذهل مجرورا.

(٢) نقل الحركة من الآخر إلى ما قبل الآخر.

(٣) أي : وأن أدي إلى بناء لا نظير له.

(٤) (ردء) بكسر الأول وسكون الثاني و (كفوء) بضم الأول وسكون الثاني.

(٥) مع أن نقل ضمة همزة ردء إلى داله يؤدي إلى وزن لا نظير له وهو كسر الأول وضم الثاني ونقل كسر همزة (كفوء) إلى فائه أيضا يوجب وزنا بلا نظير وهو ضم الأول وكسر الثاني ولكن ذلك غير ممتنع في الهمزة.

(٦) بقوله (وغيرها التأنيث).

(٧) من سكون وروم تحرك وإشمام وتضعيف ونقل حركة على التفصيل.

(٨) أي : في الموقوف عليه.

(٩) يعني إذا كان آخر الاسم تاء التأنيث فاجعلها هاء عند الوقف بشرط أن لا يكون قبلها حرف ساكن صحيح بأن يكون ما قبل الآخر متحركا أو حرف علة فهنا شرطان اسمية الكلمة وأن يكون قبل آخره متحركا حرف علة.

(١٠) فمسلمة قبل آخرها حرف متحرك وهو الميم وفتاة قبل آخرها حرف علة فيجعل تائهما هاء في الوقف.

(١١) أي : بساكن صحيح.

(١٢) فالنون في (بنت والخاء في (أخت) صحيحان ساكنان فلا تقلب تائهما هاء في الوقف.

(١٣) لاشتراط الاسمية بقوله (تاء تأنيث الاسم).

٥٣١

كقامت ، وأمّا [تاء] تأنيث الحرف كثمّة وربّة فاختار في شرح الكافية جواز ذلك فيها فيقال ربّه وثمّه قياسا على قولهم في لاة ، لاه (١).

وقلّ ذا في جمع تصحيح وما

ضاها وغير ذين بالعكس انتمى

(وقلّ ذا) أي جعل التّاء المذكورة هاء في الوقف (في جمع تصحيح) للمؤنّث كقول بعضهم «دفن البنات من المكرماه» (٢) (و) في (ماضاها) (٣) ه كهيهات وأولاة ، (٤) وكثر في ذلك عدم الجعل المذكور (وغير ذين) أي جمع التّصحيح وماضاهاه كغرفة وغلمة (٥) (بالعكس انتمى) فالكثير فيه جعل التّاء هاء والقليل عدم ذلك.

وقف بها السّكت علي الفعل المعلّ

بحذف آخر كأعط من سأل

فصل : (وقف بها السّكت على الفعل المعلّ بحذف آخر (٦) كأعط من سأل) ولم يعط ، وقل في الوقف عليهما أعطه ولم يعطه وذلك جائز.

وليس حتما في سوي ماكع أو

كيع مجزوما فراع مارعوا

وما في الاستفهام إن جرّت حذف

ألفها واولها الها إن تقف

وليس حتما في سوي ما انخفضا

باسم كقولك اقتضاء م اقتضى

(وليس حتما) في جميع المواضع (سوي ما) إذا كان الفعل قد بقي على حرف واحد

__________________

(١) مع أن (لاة) حرف أيضا.

(٢) بقلب التاء في (مكرمات) هاء عند الوقف وهي جمع مكرمة أي الشرف.

(٣) أي : ما شابه الجمع المؤنث الصحيح في كون أخره الفا وتاء.

(٤) فقليل أن تقلب تائهما هاء عند الوقف.

(٥) مما في أخره تاء ليس قبلها ألف.

(٦) أي : الفعل الذي أعل بحذف أخره كأعط لا ما أعل بالقلب كاعطى.

٥٣٢

(كع (١) أو) حرفين أحدهما زائد (كيع) مجزوما (٢). فإنّه واجب فيقال فيهما عه ولم يعه (فراع ما رعوا وما (٣) في الاستفهام إن جرّت حذف ألفها) وجوبا (وأولها الها إن تقف) نحو :

يا أسديّا لم أكلته لمه (٤)

[لو خافك الله عليه حرّمه]

وذلك (٥) جائز (وليس حتما في) جميع المواضع (سوي ما) إذا (انخفضا باسم (٦) كقولك) في (اقتضاء م اقتضى) اقتضاء مه.

ووصل ذي الهاء أجز بكلّ ما

حرّك تحريك بناء لزما

(ووصل ذي الهاء (٧) أجز) كائن (٨) (بكلّ ما حرّك تحريك بناء لزما) عند الوقف عليه نحو (هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ)(٩)(١٠) ولزم صفة بناء (١١) احترز به عمّا لا يلزم بناؤه ،

__________________

(١) أمر من تعي فأنه معل بحذف أخره وباق على حرف واحد هو العين فيجب فيه إلحاق هاء السكت.

(٢) لأن الياء زائد وحرف مضارعة وليس حرفا أصليا للكلمة.

(٣) أي : (ما) الاستفهامية إن جرّت بحرف أو بأضافة يجب حذف ألفها.

(٤) فما في الموضعين حذف ألفها لجرها باللام وفي الثانية لحقتها هاء السكت للوقف.

(٥) أي : لحوق هاء السكت بما.

(٦) اى : باضافة اسم إليه كإضافة (اقتضاء) إليه.

(٧) أي : هاء السكت.

(٨) إنما قدر الشارح (كائن) ليكون متعلقا لقول الناظم (بكل) وعليه يكون البيت جملة اسمية و (وصل) مبتدء وبكل خبره وأجز جملة معترضه في الإعراب ولو لم يكن هذا التقدير من الشارح لكان (بكل) متعلقا بوصل وكان تقدير البيت هكذا (وأجز وصل ذي الهاء بكل ما ...) وكان المعني صحيحا أيضا لكن البيت يكون جملة فعلية ويخالف البيت بعده (ووصلها ...) لأنه جملة اسمية وكلا البيتين لموضوع واحد هو وصل هاء السكت فكان المناسب تماثل البيتين في الاسمية ولتقدير الشارح فوائد أخر أيضا لا يسعها هذا المختصر.

(٩) فاتصل هاء السكت بياء المتكلم المتحرك فتحا وهو مبني دائما لأنه ضمير.

(١٠) الحاقة ، الآية : ١٩.

(١١) أي : بناء لازم ودائم لا بناء مستعار.

٥٣٣

كالمنادي (١) فلا توصل به الهاء ومثله (٢) الفعل الماضي ، وشذّ مجيء ذلك (٣) كما قال :

ووصلها بغير تحريك بنا

أديم شذّ في المدام استحسنا

(ووصلها بغير) ذي (تحريك بناء أديم شذّ) نحو :

[يا ربّ يوم لي لا أظلّلة

أرمض من تحت] وأضحي من علة (٤)

وقوله : (في المدام) بناء (استحسنا) بيان لأحسنيّة الاتّصال (٥) فلا يعدّ مع قوله «ووصل ذي الهاء» البيت (٦) المبيّن للوقوع تكرارا (٧) فتأمّل (٨).

وربّما أعطي لفظ الوصل ما

للوقف نثرا وفشا منتظما

(وربّما أعطيّ لفظ الوصل ما للوقف نثرا) (٩) من إلحاق الهاء نحو (لَمْ يَتَسَنَّهْ

__________________

(١) نحو زيد في (يا زيد) فإن بنائه أنما هو حين وقوعه منادي فقط لا دائما.

(٢) أي : مثل ما لا يلزم بنائه (الفعل الماضي) وهو وإن كان لازم البناء لكنه لمشابهته المضارع في وقوعه صفة وصلة وخبرا وحالا وشرطا خرج عن حكم لازم البناء.

(٣) أي : اتصال هاء السكت بمبني غير لازم البناء.

(٤) (عل) مثل فوق معني وإعرابا فيبني على الضم إذا حذف المضاف إليه ونوي معناه كما مر في باب الإضافة (قبل كغير ... أيضا وعل) ويعرب في غير ذلك من الأحوال وما نحن فيه مبني لنية الإضافة فأتصل هاء السكت به على خلاف القياس لعدم لزوم بنائه.

(٥) يعني إن المصنف بقوله (في المدام استحسنا) في مقام بيان أحسنيّة الاتصال لا جواز الاتصال وقوله : (ووصل ذي الهاء) في مقام بيان أصل وقوع الاتصال وجوازه فقوله الأخير يفيد معني غير الذي أفاده قوله المتقدم فلا يكون تكرارا وهذا دفع لتوهم التكرار عن عبارة المصنف.

(٦) أي : إلى آخر البيت.

(٧) أي : فلا يعد قوله : (في المدام ...) تكرارا لقوله (ووصل ...).

(٨) أمر بالدقة لفهم دفع توهم التكرار وما توهم في وجهه غير وجيه.

(٩) يعني إن ما بينا إعطائه للوقف من تضعيف أو هاء سكت أو قلب أو غير ذلك قد يعطي للوصل أيضا وذلك في النثر قليل والنظم كثير.

٥٣٤

وَانْظُرْ)(١) وغيره (٢)(٣) نحو «هذه حبلو يا فتى» (وفشا) ذلك (منتظما) (٤) نحو :

[تترك ما أبقي الدّبا سبسبا]

مثل الحريق وافق القصبّا (٥)

بتضعيف الباء.

__________________

(١) فأتصل هاء السكت بـ «لم يتسن» مع وصله بـ «وانظر».

(٢) أي : غير هاء السكت كالقلب في (حبلو) فإن واوه مقلوبة عن الألف وأصله (حبلي) مع اتصاله بما بعده (يا فتى).

(٣) البقرة ، الآية : ٢٥٩.

(٤) يعني إن ذلك أي إعطاء الوصل ما للوقف في النظم كثير.

(٥) فضعّف باء (القصب) مع أن مثل هذا التضعيف بيناه سابقا للوقف.

٥٣٥

هذا باب الامالة

هي كما في شرح الكافية أن ينحي بالألف نحو الياء وبالفتحة قبلها نحو الكسرة (١)

الألف المبدل من يا في طرف

أمل كذا الواقع منه اليا خلف

دون مزيد أو شذوذ ولما

تليه ها التّأنيث ما الها عدما

(الألف المبدل من يا في طرف امل) (٢) كالهدي وهدى (٣) (كذا) أمل الألف (الواقع منه الياء خلف). (٤) في بعض التّصاريف (دون) حرف (مزيد) معها (أو شذوذ) (٥) لوقوعها كحبلى ، (٦) بخلاف نحو قفا (٧) فإنّ الياء تخلف ألفه

__________________

(١) فيصوت القاري صوتا بين صوت الألف والياء وبين الفتحة والكسرة.

(٢) يعني الألف الذي هو بدل عن ياء في آخر الكلمة أقرء ذلك الألف مايلا إلى الياء والفتحة قبله مايلا إلى الكسرة فالهدي مثلا يقرء بين (الهدي) بالياء و (الهدا) بالألف وبين فتح الدال وكسره.

(٣) الأول اسم والثاني فعل فالإمالة تجري في الاسم والفعل.

(٤) أي : الألف الذي ينقلب ياء في بعض التصاريف كما في تثنية (الهدي) هديان وفي (هدي) الفعل هديت.

(٥) أي : بشرط أن لا يكون قلب الألف ياء بسبب حرف زائد آخر معها وبشرط أن لا يكون مجيء الياء في تلك التصاريف شاذا ومخالفا للقاعدة.

(٦) فإن ألفها يقلب ياء في التثنية فيقال (حبليان) وفي جمع المؤنث (حبليات) وليس القلب فيه بسبب حرف زائد آخر وكذا ليس القلب فيه شاذا بل القلب على القاعدة.

(٧) (قفا) اسم بمعني مؤخذ العنق.

٥٣٦

بزيادة (١) في التّصغير كقفيّ وفي التّكسير كقفيّ (٢) وشذوذ (٣) كقول هذيل في إضافته. (٤) إلى الياء قفيّ.

(و) ثابت (لما تليه ها التّأنيث) حكم (ما الها عدما) (٥) من الإمالة كرماة

وهكذا بدل عين الفعل إن

يؤل الي فلت كماضي خف ودن

(وهكذا) أمل الألف الكائنة (بدل عين الفعل إن يؤل) ذلك الفعل عند إسناده إلى التّاء (إلى) وزن (فلت) (٦) بكسر الفاء (كماضي خف ودن) وهو خاف ودان (٧) فإنّك تقول فيهما خفت ودنت

كذاك تالي الياء والفصل اغتفر

بحرف او مع ها كجيبها أدر

__________________

(١) يعني إنما قلب يائه ألفا بسبب حرف زائد هو ياء التصغير فإن قفا أصله (قفو) بالواو فلما صغر عاد الواو الأصلي فصار (قفيو) وبأمتزاج الواو مع الياء قلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء فصار (قفي) فانقلاب الألف ياء أنما وقع بسبب مجاورة الألف المقلوب عن الواو مع زائد آخر هو ياء التصغير وامتزاجه معه.

(٢) أصله (قفو) بضم القاف وتشديد الواو معلوم قلبت الواو الأخيرة ياء كراهة اجتماع واوين فصار قفوي فاجتمعت الواو والياء والأولي منهما ساكنة فقلت الواو ياء وأدغمت الياء فصار قفي بضم القاف والفاء ثم قلبت ضمة ألفاء بمناسبة الياء إلى الكسرة فصارت قفي بضم القاف وكسر الفاء ثم كسرت القاف أيضا تبعا لعين الكلمة وهو الفاء فصار قفي بكسرتين.

(٣) عطف على (زيادة) فقفا مثال للزيادة والشذوذ كليهما.

(٤) أي : إضافة (قفا) إلى ياء المتكلم والقياس (قفاي) بسلامة الألف فقلبه ياء على لغة هذيل شذوذ ومخالف للقياس.

(٥) يعني إذا كان في آخر الكلمة بعد الألف تاء التأنيث فحكمه حكم فاقد التاء فتجري الامالة فيه أيضا ولا يضر عدم كون الألف في طرف إذا كان بعده التاء لفرض وجود التاء كالعدم.

(٦) بأن يحذف عينه عند إسناده إلى الضمير المتحرك.

(٧) فإن ألف خاف منقلب عن واو وألف دان منقلب عن ياء فأقرء الألف منهما بصوت بين الألف والياء وفتحة الخاء والدال بين الفتح والكسر.

٥٣٧

(كذاك) أمل ألفا (تالي الياء) كبيان ، وكذا سابق الياء كبائع كما في شرح الكافية (والفصل) بين الياء وبين الألف المتأخّرة (اغتفر) في جواز الإمالة إن كان (بحرف) وحده كيسار (١) (أو) بحرف (مع هاء (٢) كجيبها أدر).

كذاك ما يليه كسر أو يلي

تالي كسر أو سكون قد ولي

كسرا وفصل الها كلا فصل يعدّ

فدرهماك من يمله لم يصدّ

(كذاك) أمل (ما) أي ألفا (يليه كسر) كعالم (أو يلى) حرفا.

(تاليّ كسر) ككتاب (٣) (أو) يلي حرفا تالي (سكون قد وليّ) ذلك السّكون (كسرا) كشملال (٤).

وحرف الاستعلا يكفّ مظهرا

من كسر او يا وكذا تكفّ را

(وفصل الهاء) بين السّاكن. (٥) وبين الحرف التّالية الألف (كلا فصل يعدّ) لخفائها (٦) (فدرهماك من يمله لم يصدّ) أي لم يمنع من إمالته (وحرف الاستعلا) أي حروفه ، وهي مجموع «قظ خصّ ضغط» (يكفّ مظهرا من كسر أويا) عن الإمالة (٧)

__________________

(١) فتجري فيه الإمالة لوقوع الألف بعد الياء بفاصل واحد هو السين.

(٢) يعني لا مانع من فصل حرفين بين الألف والياء إذا كان أحد الحرفين هاء ففي (جيبها) الفاصل بين الياء والألف هو الباء مع الهاء فتجري الامالة في الألف.

(٣) فالألف واقع بعد حرف هو التاء وهو واقع بعد كسرة الكاف.

(٤) الألف بعد اللام واللام بعد سكون هو الميم والسكون بعد كسر هو الشين.

(٥) أي بين الساكن الذي قبل ما قبل الألف وبين الحرف الذي قبل اللام فدرهماك (الهاء) فاصل بين الراء وهو الساكن الذي قبل ما قبل الألف وبين الميم الذي هو قبل الألف ومتصل به.

(٦) أي : لأن الهاء حرف خفى فوجوده كعدمه وفصله كلا فصل.

(٧) هذا البيت مرتبط ببيتين قبل هذا البيت وهما (كذاك تالي الياء) و (كذاك مايلي كسرا) وعلم من البيت

٥٣٨

بخلاف الخفيّ.

منهما (١) كالكسرة المقدّرة (٢) وما إذا أتي ألفها عن ياء (٣).

(وكذا تكفّ را) غير مكسورة من الإمالة ، نحو هذا عذار وعذاران وراشد (٤)

إن كان ما يكفّ بعد متّصل

أو بعد حرف أو بحرفين فصل

(إن كان ما يكفّ) من حروف الاستعلاء (٥) (بعد) بالضّمّ ، أي بعد الألف (متّصل) بها كناصح (٦) (أو بعد حرف) تلاها (٧) كواثق (أو بحرفين فصل) عنها كمواثيق

__________________

الأول أن من أسباب الإمالة وقوع الألف بعد الياء أو قبل الياء كما نقل عن شرح الكافية ومن البيت الثاني أن من أسبابها وقوع الألف قبل كسرة أو وقوعه بعد ما بعد كسرة فالياء والكسرة من أسباب الامالة.

وفي هذا البيت يقول ان كانت كلمة ذات ألف وكان فيها أحد السببين (الياء أو الكسرة) مع شرائطهما ولكن في تلك الكلمة حرف من حروف الاستعلاء يمنع ذلك الحرف الاستعلائي عن امالة الألف ان كانت الياء أو الكسرة ظاهرتين والياء الظاهر نحو (خايف) فوجود الخاء يمنع من امالة الألف مع وجود السبب وهو الياء بعده والكسرة الظاهرة نحو (مطامع) فوجود الطاء يمنع من إمالة الألف مع وجود السبب وهو كسرة الميم بعده.

(١) أي : من كسر وياء.

(٢) نحو (خاف) فإن أصله خوف بكسر الواو ثم قلب ألفا لتحركه وانفتاح ما قبله فالكسرة المقدرة التي كانت على الواو قبل قلبه هي السبب لإمالة الألف ولا يمنع منها الخاء الذي من حروف الاستعلاء لخفاء الكسرة وعدم ظهورها.

(٣) نحو طاب وقال فوجود الطاء والقاف لا يمنع من إمالة الألف المقلوب عن ياء لكون السبب وهو الياء المقلوبة خفيا مقدرا وغير ظاهر.

(٤) وإنما مثل بثلاثة أمثلة ليعلم بأنه لا فرق في مانعية الراء الغير المكسورة بين أن يكون الراء قبل الألف كما في راشد والألف الثاني في عذاران أو بعده كما في عذار والألف الأول في عذاران وبين أن يكون الراء مضموما كالأول أو مفتوحا كالثاني والثالث.

(٥) هذا شرط مانعية حروف الاستعلاء عن الإمالة.

(٦) فالصاد وهو من حروف الاستعلاء بعد الألف بلا فصل.

(٧) أي : كان حرف الاستعلاء بعد حرف تلا الألف فواثق وقع القاف بعد الثاء والثاء تالى الألف.

٥٣٩

كذا إذا قدّم ما لم ينكسر

أو يسكن إثر الكسر كالمطواع مر

(كذا) يكفّ حرف الإستعلاء (إذا قدّم) على الالف (ما) دام (لم ينكسر أو) لم (يسكن إثر الكسر) كغالب (١) بخلاف ما إذا انكسر كغلاب أو سكن إثر الكسر (كالمطواع (٢) مر) فلا يمنع الإمالة.

وفي شرح الكافية فيما إذا انكسر (٣) لا يمنع وفي السّاكن تاليه يجوز أن يمنع وأن لا يمنع ، (٤) فإن أراد به (٥) عدم تحتّم الإمالة فهذا شأنها (٦) في جميع أحوالها كما سيأتي (٧) فلا وجه لتخصيصه (٨) بهذه الصّورة (٩) والإشعار بتغايره (١٠) لما قبل ، وإن أراد بيان احتمالين متساويين (١١) في وجوب الكفّ وعدمه فلا بأس ، ولعلّه المراد (١٢)

__________________

(١) فالغين مقدم على الألف لا مكسور ولا ساكن بعد كسرة.

(٢) فالطاء ساكن بعد كسرة الميم و (مر) أمر من ماريمير أي أطعم المطواع لا العاصي وهو من تمام البيت.

(٣) أي : حرف الاستعلاء.

(٤) على خلاف ما ذهب إليه هنا من تحتم عدم المنع في الصورتين.

(٥) أي : بقوله في شرح الكافية (من جواز الأمرين في الثانية).

(٦) أي : شأن الإمالة.

(٧) من أن الإمالة أمر راجح لا واجب بقوله فيما بعد (وأيضا المقتضي لا يوجب الإمالة).

(٨) أي : لتخصيص عدم التحتم.

(٩) صورة (الساكن تاليه).

(١٠) أي : ولا وجه أيضا لا شعار المصنف في شرح الكافية بتغاير عدم تحتم الإمالة في الصورة الثانية لعدم التحتم في الصورة الأولي (إذا انكسر) فإن عدم تحتم الإمالة في الصورتين سواء.

(١١) يعني إن المصنف متردد من حيث القواعد في الصورة الثانية في وجوب كف حرف الاستعلاء عن الإمالة وعدمه فمعني (يجوز) في شرح الكافية أي يحتمل أن يمنع ويحتمل أن لا يمنع.

(١٢) والحاصل أن قول المصنف (يجوز أن يمنع وأن لا يمنع) إن كان المراد به عدم وجوب الإمالة فالصورة الأولى أيضا كذلك إذ ليس لنا إمالة واجبة وإن كان مراده أنه يحتمل المنع ويحتمل عدم المنع بمعنى أن

٥٤٠