البهجة المرضيّة على ألفيّة ابن مالك

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

البهجة المرضيّة على ألفيّة ابن مالك

المؤلف:

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع
المطبعة: وفا
الطبعة: ١٩
ISBN: 978-964-6397-13-2
الصفحات: ٥٩٠

(واللّام إن قدّمت) على اسم الإشارة (ها) للتّنبيه فهي (ممتنعة). (١) نحو :

[رأيت بني غبراء لا ينكروننى]

ولا أهل هذاك الطّراف الممدّد

وتمتنع أيضا (٢) مع التّثنية والجمع إذا ما مدّ (٣).

وبهنا أو ههنا أشر إلى

داني المكان وبه الكاف صلا

في البعد أو بثمّ فه أو هنّا

أو بهنالك انطقن أو هنّا

(وبهنا أو ههنا أشر إلى داني المكان) أي قريبه (وبه الكاف) المتقدّمة (٤) (صلا في البعد) فقل هناك وههناك (أو بثمّ) بفتح الثاء المثلّثة (فه) أي انطق ، ويقال في الوقف «ثمّة» (أو هنّا) بفتح الهاء وتشديد النون (أو بهنالك انطقن) ولا تقل ها هنالك (أو هنّا) بكسر الهاء وتشديد النون.

تنبيه : ذكر المصنّف في نكته على مقدّمة ابن الحاجب أنّ هنالك يأتي للزّمان ، مثل (هُنالِكَ تَبْلُوا)(٥) كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ (٦).

__________________

(١) أي : اللام ممتنعة مع وجود الهاء قبل اسم الإشارة فلا يقال هذا لك.

(٢) أي : اللام مع التثنية فلا يقال ذان لك وتان لك.

(٣) قيد للجمع فلا يقال أولاء لك ويجوز أولا لك.

(٤) أي : كاف الخطاب.

(٥) إشارة إلى يوم القيامة.

(٦) يونس ، الآية : ٣٠.

٦١

الرابع من المعارف الموصول

وهو قسمان حرفيّ ، واسميّ فالحر فيّ ما أوّل مع صلته (١) بمصدر وهو أن ، وأنّ ، ولو ، وما ، وكى. ولم يذكره المصنّف (٢) هنا لأنّه لا يعدّ من المعارف وذكره في الكافية استطرادا (٣).

ف «أن» توصل بالفعل المتصرّف ماضيا أو مضارعا أو أمرا (٤) وأمّا (٥)(أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى)(٦) و (أَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ)(٧) فهي مخفّفة من المثقّلة.

و «أنّ» توصل (٨) باسمها وخبرها ، وإن خفّفت فكذلك (٩) لكن اسمها يحذف كما

__________________

(١) وهي جملة فعلية أو اسميّة لكنها بحكم المفرد لتأويلها بالمصدر المضاف إلى معموله دائما فتكون مفردا.

(٢) أي : الموصول الحرفي لأنه في مقام بيان المعارف وهي لا تكون الّا اسماء.

(٣) أي : ذكر المصنف في الكافية الموصول الحرفي طرد الباب الموصول الاسمي وفي ضمنها.

(٤) فالأوّل نحو ان سخط الله عليهم والثاني نحو اعوذ بك ان يحضرون والثالث نحو ان اشكر لي.

(٥) أي : لا يرد على قولنا من اختصاص «أن» بالفعل المتصرّف دخولها في الأيتين على الفعل غير المتصرف لأنّ «أن» فيهما محففّة من المثقلة.

(٦) النّجم ، الآية : ٣٩.

(٧) الأعراف ، الآية : ٨٥.

(٨) يعني «أنّ» صلة اسمها وخبرها.

(٩) أي : أنّها بعد تخفيفها أيضا يكون لها اسم وخبر والجملة صلتها.

٦٢

سيأتي (١).

و «لو» توصل (٢) بالماضي والمضارع وأكثر وقوعها بعد ودّ ونحوه (٣).

و «ما» توصل بالماضي والمضارع وبجملة اسميّة بقلّة و «كى» توصل بالمضارع فقطّ.

موصول الاسماء الّذي الأنثي الّتي

واليا إذا ما ثنّيا لا تثبت

وأمّا (موصول الأسماء) فيذكره بالعدّ (٤) فللمفرد المذكر (الّذى) وفيها لغات تخفيف الياء ، وتشديدها ، وحذفها مع كسر ما قبلها وسكونه (٥) وعدّها (٦) بعضهم من الموصولات الحرفيّة وضعّفه في الكافية.

وللمفردة (الأنثى الّتي) وفيها ما في الّذي من اللّغات (والياء) الّتي في الّذي والّتي (إذا ما ثنّيا لا تثبت) بضمّ أوّله (٧) للفرق (٨) بين تثنية المعرب وتثنية المبنىّ.

بل ما تليه أوله العلامة

والنّون إن تشدد فلا ملامة

(بل ما تليه) الياء وهو الذّال والتّاء (أوله العلامة) (٩) أي علامة التّثنية فتفتح الذّالّ

__________________

(١) في باب إنّ وأخواتها.

(٢) يعني صلتها الماضي والمضارع.

(٣) من الأفعال التي تدل على المحبة والتمني كقولك أحببت لو تقدم ويعجبني لو تكتب.

(٤) أي : يعدها المصنف واحدا بعد واحد.

(٥) أي : سكون ما قبل الياء وهو الذال.

(٦) أي : الذي.

(٧) يعني أنه نهي من باب الأفعال.

(٨) فإن الاسم المعرب إذا ثنّي يخفض يائه ولو كان محذوفا في المفرد نحو قاض فأن تثنيته قاضيان بخلاف المبني فيحذف الياء من تثنيته سواء ذكر في مفرده أم لا.

(٩) أي : اجعل علامة التثنية بعد الحرف الذي قبل الياء وهي الدال والتاء لا بعد الياء فتقول الذان والتان.

٦٣

والتّاء لأجلها (١).

(والنّون) منهما إذا ما ثنّيا (إن تشدد) مع الألف وكذا مع الياء (٢) كما هو مذهب الكوفيّين واختاره المصنّف (٣) (فلا ملامة) عليك لفعلك الجائز. نحو (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ)(٤) ، (رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ)(٥)(٦).

والنّون من ذين وتين شدّدا

أيضا وتعويض بذاك قصدا

(والنّون من) تثنية اسمي الإشارة (ذين وتين شدّدا أيضا) نحو (فَذانِكَ بُرْهانانِ)(٧)(إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ)(٨)(٩) ، (وتعويض بذاك) التّشديد عن الياء المحذوفة في الموصول (١٠) والألف المحذوفة في اسم الإشارة (قصدا) وقد يحذف النّون من اللّذين واللّتين كقوله :

أبني كليب إنّ عمّى اللّذا

[قتلا الملوك وفكّكا الأغلالا]

وقوله :

هما اللّتا لو ولدت تميم

[لقيل فخر لهم صميم]

__________________

(١) لأجل العلامة.

(٢) في النصب والجر.

(٣) أي : اختار المصنف مذهب الكوفيين من تشديد النون حتى مع الياء أيضا.

(٤) النساء ، الآية : ١٦.

(٥) على قرائة من قرأ بالتشديد فيهما.

(٦) فصّلت ، الآية : ٢٩.

(٧) القصص ، الآية : ٣٢.

(٨) على بعض القراءات.

(٩) القصص ، الآية : ٢٧.

(١٠) أي الذي والألف في ذا.

٦٤

جمع الّذي الأولى الّذين مطلقا

وبعضهم بالواو رفعا نطقا

(جمع الّذي الأولى) للعاقل وغيره ، وندر مجيئها (١) لجمع المؤنّث ، واجتمع الأمران (٢) في قوله :

وتبلي الأولى يستلئمون على الأولى

تراهنّ يوم الرّوع كالحدإ القبل

وفي قوله (٣) كغيره جمع تسامح وللّذي أيضا (الّذين) للعاقل فقطّ وهو بالياء (مطلقا) رفعا ونصبا وجرا ، ولم يعرب في هذه الحالة (٤) مع أنّ الجمع من خصائص الأسماء (٥) لأنّ الّذين ـ كما سبق ـ للعقلاء فقطّ والّذي عامّ له (٦) ولغيره ، فلم يجريا (٧) على سنن الجموع المتمكّنة وقد يستعمل الّذي بمعنى الجمع كقوله تعالى : (كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً)(٨)(٩) (وبعضهم بالواو رفعا نطقا) فقال :

__________________

(١) أي : أولي.

(٢) أحد الأمرين استعمال أولى في العاقل وغير العاقل والثاني استعماله في المذكر والمؤنث فاجتمعا في هذا البيت لأن أولى الأوّل للمذكر العاقل وهو الشباب المذكور في الشعر قبله بدليل يستلئمون والثاني للمؤنث غير العاقل وهو الخيل إذ الاستلئام على الشىء هو الركوب مدرعا عليه فالمراد هو الخيل والخيل غير عاقل وأما تأنيث الخيل فبدليل تراهّن.

(٣) أي : قول المصنف : «جمع الذي أولى» مسامحة كما أن غير المصنف أيضا ارتكب هذه المسامحة وذلك لأن أولى ليس بجمع بل اسم جمع لعدم وجود مفرد من لفظه.

(٤) أي : حالة الجمع.

(٥) فكان ينبغى أن يعرب لتقربه من الأسمية حينئذ كما أعربت تثنيته لذلك الجمع هنا ليس على قاعدة الجموع المعربة لاختلاف معنى المفرد مع معنى الجمع.

(٦) للعقلاء ولغير العقلاء.

(٧) أي : الذين والذي على طريقة المجموع المعربة.

(٨) فيه أن الذي في الآية ليس بمعني الجمع بدليل إفراد صلته بل أريد به الجنس المطلق على المهية العارية عن الوحدة والتعدّد.

(٩) البقرة ، الآية : ١٧.

٦٥

نحن الّذون صبّحوا الصّباحا

يوم النخيل غارة ملحاحا

بالّلات والّلاء الّتي قد جمعا

واللّاء كالّذين نزرا وقعا

(بالّلات) واللّائي واللوائي (واللّاء) واللّواتي (الّتي قد جمعا (١) واللّاء كالّذين (٢) نزرا) أي قليلا (وقعا) قال :

فما آباؤنا منه

علينا اللّاء قد مهدوا الحجورا (٣)

ومن وما وأل تساوي ما ذكر

وهكذا ذو عند طيّ قد شهر

(ومن) تساوي ما ذكر من الّذي والّتي وفروعهما أي تطلق على ما تطلق عليه بلفظ واحد وهي (٤) مختصّة بالعالم وتكون لغيره (٥) إن نزّل بمنزلته نحو :

أسرب القطاهل من يعير جناحه

لعلّي إلى من قد هويت أطير

أو اختلط به (٦) تغليبا للأفضل (٧) نحو قوله تعالى : (يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ الْأَرْضِ)(٨) أو اقترن به (٩) في عموم فصّل بمن نحو (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ

__________________

(١) يعني أن هذه الخمسة جموع للمؤنث فالتقدير قد جمع التي باللات وما بعده.

(٢) أي : استعمل اللاء في المذكر مثل الذين.

(٣) فأن المراد باللاء في البيت الآباء وهم ذكور.

(٤) أي : من.

(٥) أي : تكون من لغير العالم أن ننزّل غير العالم بمنزلة العالم أي بأن تتصور غير العالم في نظرك عالما كما في من يعير في الشعر فأن الشاعر بخطابه لطير القطا فرضها من ذوي العقول.

(٦) أي : اختلط غير العالم بالعالم.

(٧) وهو العالم على غير الأفضل وهو غير العالم أي بفرض غير العالم كالمعدوم.

(٨) الحج ، الآية : ١٨.

(٩) أي : اقترن غير العالم بالعالم أي جمع بينهما في عموم من كل دابة الشاملة للعالم وغيره ثم فصّل وقسم ذالك العموم بمن في قوله تعالي «فمنهم من يمشى» فاستعمل من في من يمشي على بطنه في غير العالم.

٦٦

فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ)(١) لاقترانه (٢) بالعالم في كلّ دابّة.

(وما) أيضا تساوي ما ذكر (٣) من الّذي والّتي وفروعهما ، وهي صالحة لما لا يعلم ولغيره ـ كما قال في شرح الكافية ـ خلاف «من» (٤) لكنّ الأولى بها (٥) ما لا يعلم ، نحو (وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ)(٦) ولهذا (٧) ذكر كثير أنّها مختصّة بما لا يعلم عكس «من» ، وذلك وهم (٨) ، ومن ورودها في العالم قوله تعالى : (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ)(٩)(١٠).

(وأل) أيضا (تساوي ما ذكر) من الّذي والّتي وفروعهما وتأتي للعالم وغيره ـ أي على السّواء ـ كما يفهم من عباراتهم وفهم من كلامه أنّها موصول اسميّ (١١) وهو كذلك (١٢) بدليل عود الضّمير عليها (١٣) في نحو قولهم : «قد أفلح المتّقي ربّه» وقال

__________________

(١) النور ، الآية : ٤٥.

(٢) أي : غير العالم بالعالم دليل لصحة الاستعمال.

(٣) من الموصولات التي ذكر من أول الباب إلى هنا فما تأتي للمذكر والمؤنث والمفرد والمثني والجمع العالم وغيره.

(٤) فانها مختصّة بالعالم.

(٥) أي : بما يعني مع آنها للعالم وغيره لكن الأولى بها والأنسب أن تستعمل فيما لا يعلم.

(٦) الصافات ، الآية : ٩٦.

(٧) أي : لكون الأنسب بها ما لا يعلم توهم كثير أنها خاصّة بما لا يعلم.

(٨) وقوع في الاشتباه بين الأولوية والاختصاص.

(٩) فإن المراد بما في الآية النساء وهنّ ذوات العقول.

(١٠) النساء ، الآية : ٣.

(١١) لذكرها في بحث الموصول الاسمي.

(١٢) أي : الصحيح عندي أيضا آنها موصول اسمى.

(١٣) ولو كأنت حرفا لما عاد الضمير إليها.

٦٧

المازنيّ : موصول حرفيّ. وردّ بأنّه لو كان كذلك (١) لانسبك بالمصدر ، وقال الأخفش : حرف تعريف (٢).

(وهكذا) أي كـ «من» وما بعدها في كونها تساوي «الّذي» و «الّتي» وفروعهما (ذو عند طيّ قد شهر) كما نقله الأزهري ، نحو :

[فإنّ الماء ماء أبي وجدّي]

وبئري ذو حفرت (٣) وذو طويت

ويقال : رأيت ذو فعل (٤) وذو فعلا ، وذو فعلت ، وذو فعلتا ، وذو فعلوا ، وذو فعلن ، وبعضهم يعربها (٥) ـ ذكره ابن جنّي ، كقوله :

[فإمّا كرام موسرون لقيتهم]

فحسبى من ذي عندهم ما كفانيا

وكالّتي أيضا لديهم ذات

وموضع الّلاتي أتي ذوات

(وكالّتي أيضا لديهم) أي لدى بعضهم (٦) ، كما ذكره في شرح الكافية (ذات) مبنيّة على الضّمّ نحو : «والكرامة ذات أكرمكم الله به» (٧) وقد تعرب إعراب مسلمات (٨).

(وموضع اللّات (٩) أتى) عند بعضهم (ذوات) مبنيّة على الضّمّ نحو :

__________________

(١) أي : لو كان موصولا حرفيا لتأوّل مع صلته بالمصدر كما في كل موصول حرفي مثل أن ولو.

(٢) يعني أنّ أل ليس بموصول اصلا وإنما هو حرف تعريف اينما وقع.

(٣) أي : الذي حفرت.

(٤) المراد أنّ ذو هذه مبنية لا تتغيّر باختلاف العوامل وأنها لا تثنّي ولا تجمع ولا تذكر ولا تؤنث كما في الأمثلة.

(٥) أي : بعض قبيلة طي يعربها بالحروف كذي بمعني صاحب.

(٦) أي : بعض قبيلة طي.

(٧) أي : التي أكرمكم الله بها.

(٨) فترفع بالضم وتكسر في الجر والنصب.

(٩) أي : تأتي ذوات بمعني اللات للجمع المؤنث.

٦٨

[جمعتها من أينق موارق]

ذوات ينهضن بغير سائق

وقد تعرب إعراب مسلمات.

تتمّة : قد تثنّى (١) «ذو» وتجمع ، فيقال : ذوا ، وذوي ، وذووا ، وذوي ويقال في «ذات» : ذاتا ، وذواتا ، وذوات.

ومثل ما ، ذا بعد ما استفهام

أو من إذا لم تلغ في الكلام

(ومثل ما) فيما تقدّم (٢) (ذا) الواقعة (بعد ما استفهام أو من) أختها (٣) (إذا لم تلغ في الكلام) بأن تكون زائدة أو يصير المجموع للاستفهام (٤) ولم تكن (٥) للإشارة كقوله :

ألا تسألان المرء ما ذا يحاول

[انحب فيقضي أم ضلال وباطل]

بخلاف ما إذا ألغيت كقولك : «لما ذا جئت؟» أو كانت للإشارة كقولك «ماذا التّواني؟» (٦) ولم يشترط الكوفيّون (٧) تقدّم «ما» أو «من» مستدلّين بقوله :»

[عدس ما لعبّاد عليك إمارة

أمنت] وهذا تحملين طليق (٨)

وأجيب عنه (٩) بأنّ هذا طليق جملة اسمية وتحملين حال أي محمولا. وقال

__________________

(١) أي : قد يتفق على خلاف ما ذكر من انها لا تثني ولا تجمع.

(٢) من كونها مساوية للأسماء الموصولة مفردا وتثنية وجمعا مذكرا ومؤنثا عالما وغير عالم.

(٣) يعني من الاستفهاميّة.

(٤) فهي ملغاة في حالتين إذا كأنت زائدة أو كان المجموع استفهاما.

(٥) عطف على قول المصنف «لم تلغ».

(٦) يعنى ما هذا الكسل؟

(٧) في كون ذا موصولا كما شرطنا أن يكون بعد «ما» أو «من».

(٨) فذا موصول وتحملين صلته ولو كان اسم إشارة لكان مبتدا وطليق خبره فلم يبق لتحملين محلّ من الإعراب.

(٩) توضيح الجواب : إنا إذا جعلنا ذا اسم إشارة أيضا لا تبقي جملة تحملين بلا محل لكونها حالا.

٦٩

الشيخ سراج الدّين البلقينى : (١) يجوز أن يكون ممّا حذف فيه الموصول من غير أن يجعل هذا موصولا ، والتقدير هذا الّذي تحملين على حدّ قوله :

فو الله ما نلتم وما نيل منكم

بمعتدل وفق ولا متقارب

أي ما الّذي نلتم (٢) قال : ولم أر أحدا خرّجه ـ أي وهذا تحملين طليق ـ على هذا (٣) إنتهى. وهو حسن أو متعيّن. (٤)

وكلّها تلزم بعده صله

على ضمير لائق مشتمله

(وكلّها) أي كلّ الموصولات (تلزم بعدها صلة على ضمير) يسمّي العائد (لائق) بالموصول مطابق له إفرادا وتذكيرا وغيرهما (٥) (مشتملة) ويجوز في ضمير «من» و «ما» مراعاة اللّفظ والمعنى (٦).

وجملة أو شبهها الّذي وصل

به كمن عندي الّذي ابنه كفل

(وجملة) خبريّة خالية من معنى التّعجّب معهود معناها غالبا (٧) (أو شبهها) وهو الظّرف والمجرور إذا كانا تامّين (٨) (الّذي وصل) الموصول به (كمن عندي) والّذي في

__________________

(١) حاصل ما قال أنّ هذا اسم إشارة وطليق خبره وأما جملة تحملين فهي صلة لموصول محذوف.

(٢) لضرورة تقدير الموصول ليكون مبتدا لقوله بمعتدل فأنه خبر قطعا ولا يوجد قبله في البيت ما يصلح لأن يكون مبتدا فإن «ما» في الموردين نافية والحرف لا يصلح للابتدا فلزم تقدير الموصول بعد «ما».

(٣) أى : على هذا الوجه من الإعراب.

(٤) يعني أن قول البلقيني إما حسن كالقول الأول أو نقول أن غيره باطل فقوله متعين.

(٥) أي : تثنية وجمعا وتأنيثا.

(٦) فيجوز أن يكون الضمير العائد إليهما مفردا مذكرا رعاية للفظهما وأن يكون مطابقا للمعني المراد منهما فيختلف باختلاف المعني.

(٧) أي : معلوما عند المخاطب والسامع معني تلك الجملة ومضمونها لأن معرفة الموصول بمعرفة صلته.

(٨) متعلقين بفعل من أفعال العموم.

٧٠

الدّار (الّذي ابنه كفل) ويتعلّق الظّرف والمجرور الواقعان صلة بإستقرّ محذوفا وجوبا.

وصفة صريحة صلة أل

وكونها بمعرب الأفعال قلّ

(وصفة صريحة) أي خالصة الوصفيّة كاسمي الفاعل والمفعول (صلة أل) بخلاف غير الخالصة وهي الّتي غلب عليها الإسميّة كالأبطح (١) (وكونها) توصل (بمعرب الأفعال) وهو فعل المضارع (قلّ) ومنه :

ما أنت بالحكم التّرضى حكومته

[ولا الأصيل ، ولا ذي الرّأى والجدل]

وليس بضرورة (٢) عند المصنّف. قال : لأنّه متمكّن من أن يقول «المرضى» وردّ (٣) بأنّه لو قاله لوقع في محذور أشدّ من جهة عدم تأنيث الوصف المسند إلى المؤنّث ، أمّا وصلها بالجملة الاسمية نحو :

من القوم الرّسول الله منهم

[لهم دانت رقاب بني معدّ]

فضرورة بالاتّفاق.

أىّ كما وأعربت ما لم تضف

وصدر وصلها ضمير انحذف

(أيّ كما) فيما تقدّم (٤) وقد تستعمل بالتاء للمؤنّث (وأعربت) لما تقدّم في

__________________

(١) فإنه في الأصل صفة لكل مكان مبطح ثم صار علما لمكان بمكة وغلب عليه العلمية حتي أنه عند اطلاقه ينتقل الذهن إلى ذلك المكان لا إلى معناه الأصلي.

(٢) دفع دخل : وهو أن الشاعر هنا وقع في الضرورة ولا يصح الاستدلال بالضرورة فأجاب المصنف عنه في بعض تحقيقاته بأنّ الشاعر يمكنه ان يبدل الفعل المجهول بأسم المفعول من دون تغيير في وزن الشعر ولا في معناه فلا ضرورة إذا.

(٣) يعني أنّ دفع المصنف مردود بأن الشاعر لا يمكنه أن يقول بالمرضي وذلك للزوم تبعية اسم المفعول لنائب فاعله وهو الحكومة وهي مونثه فيلزم عليه إذا أن يقول بالمرضاة ويختل حينئذ وزن الشعر.

(٤) يعني في مجيئها بمعني جميع الموصولات المتقدمة مفردا وتثنية وجمعا تذكيرا وتأنيثا عالما وغير عالم.

٧١

المعرب والمبنيّ (١) (ما) دامت (لم تضف) (٢) لفظا (٣) (و) الحال أنّ (صدر وصلها (٤) ضمير) [وذلك الضّمير] مبتدأ (انحذف) بأن كانت (٥) مضافة وصدر صلتها مذكورا ، أو غير مضافة وصدر صلتها محذوفا أو مذكورا ، فإن أضيفت وحذف صدر صلتها بنيت قيل [بناؤها في هذه الحالة] لتأكيد (٦) مشابهتها الحرف من حيث افتقارها إلى ذلك المحذوف (٧) قلت : وهذه العلّة موجودة في الحالة الثّانية (٨) فيلزم عليها (٩) بناؤها فيها (١٠) على أنّ بعضهم قال به (١١) قياسا ـ نقله الرّضيّ ، وهو يردّ (١٢) نفي المصنّف في

__________________

(١) من أن أي مستحق للبناء لشبهها الحرف لكن لزومها للإضافة عارض ذلك الشبه فأعرب.

(٢) يعني أنها معربة بشرط أن لا يجتمع هذان الأمران هما الإضافة وحذف صدر الصلة فإذا اجتمعت بنيت نحو أحب أي الرجلين يكرمني بضم أي بناء وهي واحدة من الحالات الأربعة لأي والثلاثة الآخر : إحداهما ما إذا اضيفت وذكر صدر صلتها نحو أبغضني أيهما هو أشقى ، والثانية : ما إذا لم تضف وحذف صدر الصلة نحو أحب ايا من الرجلين ق أما والثالثة ما إذا لم تضف وذكر صدر الصلة نحو أكرم أيّا من الرجلين ، هما في الدار وأيّ في هذه الحالات الثلاث معربة.

(٣) إشارة إلى أن أي كما ذكر لازمة للإضافة دائما إلّا أنها قد تنقطع عن الإضافة لفظا فقط وهي مضافة أنذاك؟ معني.

(٤) هو الذي نسميّه بالعائد ولكن حيث إنّ العائد في أي يقع في بدء جملة الصلة يسمّي صدر الصلة أو صدر وصلها.

(٥) بيان للحالات الثلاثة التي تعرب فيها.

(٦) انما كانت هذه المشابهة تأكيدا لوجود شبه فيها كما في كل موصول وهو افتقارها إلى الصلة.

(٧) إنما اختص هذا الشبه بصورة حذف صدر الصلة إذ الافتقار أنما يحصل عند فقد ما يفتقر منه ولهذا يقال لفاقد المال فقيرا مع احتياج الغني اليه أيضا.

(٨) وهي ما إذا لم تضف وحذف صدر الصلة.

(٩) أي : يلزم على هذه العلة أن تكون أي مبنية في الحالة الثانية أيضا لحذف صدر الصلة.

(١٠) أي بناء أي في الحالة الثانية.

(١١) أي : بالبناء في الحالة الثانية قياسا على الحالة الأولي.

(١٢) أي : نقل الرضي القول ببنائها في الثانية ، يرد قول المصنف بأنها في الثانية معربة بلا خلاف لأن قول الرضي يثبت الخلاف في إعرابها حينئذ.

٧٢

الكافية الخلاف في إعرابها حينئذ.

ثمّ بناؤها على الضّم لشبهها بقبل وبعد لأنّه (١) حذف من كلّ واحد ما يبيّنه (٢) ومثال بنائها في الحالة الرّابعة (٣) قراءة الجمهور : (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ)(٤) بالضّمّ (٥).

وبعضهم أعرب مطلقا وفي

ذا الحذف أيّا غير أي يقتفي

(وبعضهم) كالخليل ويونس (أعرب) أيّا (مطلقا) وإن أضيفت وحذف صدر صلتها ، وقد قرئ شاذا في الآية السّابقة بالنّصب (٦) وأوّلت قراءة الضّم على الحكاية (٧) أي الّذي يقال فيهم أيّهم أشدّ.

(وفي ذا الحذف) أي حذف صدر الصّلة الّذي هو العائد (أيّا غير أيّ) من بقيّة الموصولات (يقتفي) (٨) أي يتّبع ولكن بشرط (٩) ليس في أيّ ، أشار إليه بقوله :

ان يستطل وصل وإن لم يستطل

فالحذف نزرو أبوا أن يختزل

إن صلح الباقي لوصل مكمل

والحذف عندهم كثير منجلي

في عائد متّصل إن انتصب

بفعل او وصف كمن ترجو يهب

__________________

(١) الضمير للشأن.

(٢) وهو صدر الصلة في أي والمضاف اليه في قبل وبعد.

(٣) وهي حالة الإضافة وحذف صدر الصلة إذا التقدير أيّهم هو أشدّ.

(٤) مريم ، الآية : ٦٩.

(٥) بناءا مع أنها مفعول لنزعنّ.

(٦) لكونها مفعولا.

(٧) أي : نقل القول فمفعول ننزعن (الذي يقال) المقدّر وأيهم نايب الفاعل ليقال.

(٨) تقدير البيت : ويقتفي غير أيّ ايّا في ذا الحذف.

(٩) يعني يشترط في حذف عائد غير أيّ شيء لم يشترط في أي وهو طول الصلة.

٧٣

(إن يستطل وصل) أي يوجد طويلا نحو : (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ)(١) أي الّذي هو في السّماء إله (وإن لم يستطل) الوصل (فالحذف) للعائد (نزر) أي قليل كقوله :

من يعن بالحمد لا ينطق بما سفه

[ولا يحد عن سبيل الحلم والكرم]

أي بما هو سفه.

(وأبوا) أي إمتنع النّحاة من تجويز (أن يختزل) أي يقطع العائد أي يحذف (إن صلح الباقي (٢) لوصل مكمل) كأن يكون (٣) جملة أو ظرفا أو مجرورا تامّا. لأنّه لا يعلم أحذف شيء منه أم لا.

(والحذف عندهم (٤) كثير منجلي في عائد متّصل إن انتصب) وكان ذلك النصب (بفعل) تامّا كان أو ناقصا (أو وصف) غير صلة الألف واللّام فالمنصوب بالفعل (كمن ترجو) أي تأمل للهبة (يهب) أي ترجوه وكقوله :

[فأطعمته من لحمها وسنامها]

شواءا وخير الخير ما كان عاجله

أي ما كانه عاجله ـ كذا قال المصنف خلافا لقوم (٥) والمنصوب بالوصف ليس

__________________

(١) الزخرف ، الآية : ٨٤.

(٢) يعني أن شرط جواز حذف العائد في غير أي عدم صلاحية الباقي من الصلة بعد حذف العائد بالنظر إلى المعني ومساس نقص وحاجة لتدل الحاجة إلى وجود محذوف هناك فيكون الاحتياج قرينة على المحذوف واما إذا كان الباقي صالحة لكونها صلة فلا يجوز حذفه لعدم دليل على المحذوف.

(٣) بيان لما إذا كان الباقي صالحا لأن يكون صلة فالجملة نحو جاء الذي يكرمني ، والظرف نحو جاء الّذي عندي ، والمجرور نحو جاء الّذي في الدار.

(٤) أي : عند النحاة حذف العائد منجل ومعروف إذا كان العائد ضميرا منصوبا متصلا بفعل تام أو ناقص أو متصلا بوصف.

(٥) في الفعل الناقص فمنعوه فيه وعليه فالعائد في مثال خير الخير هو اسم كان المستتر وهو ضمير مرفوع يعود إلى الموصول وعاجله منصوب خبرا له.

٧٤

كالمنصوب بالفعل في الكثرة كقوله :

ما الله موليك فضل [فاحمدنه به

فما لدى غيره نفع ولا ضرر]

أي الّذي الله موليكه فضل ، فلا يجوز حذف المنفصل كـ «جاء الّذي إيّاه ضربت» ولا المنصوب بغير الفعل والوصف ، كالمنصوب بالحرف كـ «جاء الّذي إنّه قائم» ، ولا المنصوب بصلة الألف واللّام كـ «جاء الّذي أنا الضّاربه» ذكره (١) في التسهيل.

كذاك حذف ما بوصف خفضا

كأنت قاض بعد أمر من قضى

(كذلك) يجوز (حذف ما بوصف) بمعنى الحال والإستقبال (خفضا) بإضافته إليه (٢) (كأنت قاض) الواقع (بعد) فعل (أمر من قضى) إشارة إلى قوله تعالى : (فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ)(٣) أي قاضيه فلا يجوز الحذف (٤) من نحو «جاء الّذي أنا غلامه ، أو مضروبه أو ضاربه أمس».

كذا الّذي جرّ بما الموصول جرّ

كمرّ بالّذي مررت فهو برّ

(كذا) يجوز حذف الضمير (الّذي جرّ بما) أي بمثل الحرف الّذي (الموصول جرّ) لفظا ومعنى ومتعلّقا (٥) (كمرّ بالّذي مررت) به (فهو برّ) (٦) أي محسن ، فإن جرّ

__________________

(١) أي : المنصوب بصلة الألف واللام وأما سائر الأمثلة فداخلة في كلامه هنا.

(٢) أي : خفض بإضافة الوصف إلى الضمير وضمير إليه يعود إلى الموصول فى قوله «ما بوصف».

(٣) طه ، الآية : ٧٢.

(٤) لعدم كون المضاف وصفا في غلامه ولكون الوصف بمعني الماضي في مضروبه وضاربه بدليل أمس.

(٥) أي : يجب أن يكون الحرف الذي جرّ الضمير مماثلا للحرف الذي جرّ الموصول من حيث اللفظ والمعني والمتعلق.

(٦) فالجار للضمير والموصول حرف واحد هو الياء وكلا البائين للالصاق وكلاهما متعلقان بمرّ.

٧٥

بغير ما جرّ الموصول لفظا كـ «مررت بالّذي غضبت عليه» (١) أو معنى كـ «مررت بالّذي مررت به على زيد» (٢) أو متعلّقا كـ «مررت بالّذي فرحت به» (٣) لم يجز الحذف.

__________________

(١) لاختلاف الجارين لأن أحدهما على والآخر باء.

(٢) لاختلاف الحرفين في المعني فأن الباء الأول للالصاق والثاني للسببية إذ المعني مررت بالشخص الذي مررت أنت بسببه على زيد.

(٣) لاختلافها في المتعلق فأن متعلق بالذي مررت ومتعلق به فرحت وقوله «لم يجز» جزاء للشرط وهو قوله فإن جرّ.

٧٦

الخامس من المعارف المعرّف بأداة التعريف أي بآلته

أل حرف تعريف أو اللّام فقط

فنمط عرّفت قل فيه النّمط

(أل) بجملتها هل هي (حرف تعريف أو اللّام فقط) فيه خلاف : فالخليل على الأوّل (١) ورجّحه المصنّف في شرح الكافية والتسهيل ، فالهمزة همزة قطع وسيبويه والجمهور ـ كما قال أبو البقاء في شرح التّكملة ـ على الثّانى (٢) فالهمزة اجتلبت (٣) للنّطق بالساكن وجزم (٤) المصنف في فصل زيادة همزة الوصل بأنّ همزة أل وصل يشعر (٥) بترجيحه لهذا القول ولسيبويه قول آخر : إنّها بجملتها حرف تعريف والألف زائدة (٦) (فنمط عرّفت) أي أردت تعريفه (قل فيه النّمط) وهو ثوب يطرح على الهودج والجمع «أنماط».

__________________

(١) أي أنها بجملتها حرف تعريف.

(٢) أي : على القول بأن اللام فقط حرف تعريف.

(٣) أي : جيء بها لكون اللام ساكنة وعدم إمكان الابتداء بالساكن.

(٤) بسكون الزاء وضم الميم مبتداء وخبره يشعر.

(٥) يعني بما أنّ ذلك الفصل انعقد لزيادة همزة الوصل والمصنف ذكر همزة أل في ذلك الفصل وجزم هناك بأنها همزة وصل ينتج ذلك بأنّ همزة أل زائدة.

(٦) توجيه ذلك أنّ الموضوع للتعريف في الأصل هو اللام فقط إلّا أنّ كثرة استعمال الألف الزائدة معها أوجب لزوم الألف بحيث لو لم تذكر معها لم تفد التعريف وحدها.

٧٧

واعلم أنّ أل يكون لاستغراق (١) أفراد الجنس إن حلّ محلّها كلّ على سبيل الحقيقة ولاستغراق صفات الأفراد إن حلّ على سبيل المجاز (٢) ولبيان الحقيقة إن أشيربها وبمصحوبها (٣) إلى الماهيّة من حيث هي هي (٤) ولتعريف العهد (٥) الذّهني والحضوري والذّكري.

وقد تزاد لازما كاللّات

والآن والّذين ثمّ اللّاتي

(وقد تزاد لازما) (٦) بأن كان (٧) ما دخلت عليه معرّفا بغيرها (كاللات) اسم صنم كان بمكّة (والآن) اسم للوقت الحاضر ، وهو (٨) مبنيّ لتضمّنه معنى أل الحضورية ، قيل : وهذا من الغريب (٩) لكونهم جعلوه متضمّنا معنى أل الحضوريّة وجعلوا أل الموجودة

__________________

(١) أي : لشمول الحكم لجميع أفراد الجنس نحو «السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما» فحكم القطع شامل لجميع أفراد السارق والسارقة ويصح وضع كل محلها حقيقة فيقال : كل سارق وسارقة فاقطعوا من غير تجوّز.

(٢) كقولك لشخص : أنت الرجل تريد في ادعائك مدحا أنّه جامع لجميع صفات الرجل وأنه كلّ الرجل ومعلوم أن كل هنا مجاز لعدم وجود جميع الصفات في هذا الشخص وأيّ شخص غيره.

(٣) أي : بمدخولها.

(٤) أي : من حيث إنها ماهية وذات لا من حيث أفرادها الخارجية نحو الرجل خير من المرئة إذ المراد أنّ ذات الرجل وخلقته الأصلية خير من خلقة المرئة لا أن أفراد الرجل خير من أفراد المرئة وإلّا فكم من امرئة خير من رجل.

(٥) العهد هو العلم بشىء سابقا فالذهني نحو قولك طلعت الشمس لوجود الشمس في ذهن السامع والحضوري كقولك في رجل حاضر عندك ما بال الرجل لا يتكلم والذكري كقولك رأيت رجلا فأكرمت الرجل.

(٦) أي : زيادة لازمة لا يجوز حذفها.

(٧) بيان للزيادة فأن مدخولها وهو لات وأن معرفان بالعلمية قبل دخول أل فلات علم لصنم وأن علم لوقت خاص وهو الوقت الحاضر.

(٨) يعني : الآن.

(٩) فإن تضمنه معني أل يقتضي أن يكون أل جزء الازما له وهذا ينافي زيادته.

٧٨

فيه زائدة وبني على الحركة لالتقاء الساكنين (١) وكانت فتحة ليكون بناؤه على ما يستحقّه الظّروف (٢).

(والّذين ثمّ اللّاتي) جمع الّتي. وهذا (٣) على القول بأنّ تعريف الموصول بالصّلة وأمّا على القول بأنّ تعريفه باللّام إن كانت فيه (٤) وبنيّتها إن لم تكن فليست زائدة.

ولاضطرار كبنات الأوبر

كذا وطبت النّفس يا قيس السّري

(و) تزاد زائدة غير لازمة بأن دخلت (لإضطرار كبنات الأوبر) في قول الشّاعر :

[ولقد جنيتك أكمئا وعساقلا]

ولقد نهيتك عن بنات الأوبر

أراد به (٥) بنات أوبر وهو ضرب من الكمأه (كذا وطبت النّفس) في قول الشاعر : (٦)

رأيتك لمّا إن عرفت وجوهنا

صددت وطبت النّفس (يا قيس) عن مرو

أراد نفسا ، وقوله (السّري) معناه الشريف تمّم به البيت.

وبعض الأعلام عليه دخلا

للمح ما قد كان عنه نقلا

كالفضل والحارث والنّعمان

فذكر ذا وحذفه سيّان

(وبعض الأعلام) المنقولة (عليه دخلا للمح ما) (٧) أي لأجل ملاحظة الوصف

__________________

(١) بين الألف والنون.

(٢) إذ الأصل في الظروف البناء على الفتح كقبل وبعد والجهات الستّ.

(٣) أي : كون أل زائدة مبني على القول بأن تعريف الموصول بالصلة ليستغني عن التعريف بأل.

(٤) أي : إن كانت أل فيه نحو الذين واللتي ومقدرة إن لم تكن فيه نحو من وما.

(٥) أي : أراد الشاعر ببنات الأوبر بنات أوبر المعروف بدون اللام فاللام زائدة.

(٦) فإن النفس هنا تمييز والأصل طبت نفسا.

(٧) أي : للإشارة إلى الوصف الذي نقل إلى العلمية.

٧٩

الّذي (قد كان عنه (١) نقلا كالفضل) يسمّى (٢) به من يتفأّل بأنّه يعيش ويصير ذا فضل (والحارث) يسمّى به من يتفأّل بأنّه يعيش ويحرث (والنّعمان (٣) فذكر ذا) أي أل (وحذفه) بالنسبة إلى التّعريف (سيّان) (٤).

وقد يصير علما بالغلبة

مضاف او مصحوب أل كالعقبة

(وقد يصير (٥) علما بالغلبة) كابن عباس وابن عمر وابن مسعود للعبادلة (٦) (أو مصحوب أل كالعقبة) لإيلة والمدينة للطّيبة والكتاب لكتاب سيبويه. ثم الّذي صار علما بغلبة الإضافة لا تنزع منه (٧) بنداء ولا بغيره كما قال في شرح الكافية.

وحذف أل ذي إن تناد أو تضف

أوجب وفي غيرهما قد تنحذف

(وحذف ال) ذي (٨) من الاسم الّذي كان علما بغلبتها (إن تناد أو تضف أوجب)

__________________

(١) الضمير يعود إلى الموصول.

(٢) بصيغة المجهول وكذا يتفأل (الذى) يسمي بالفضل المولود الذي يؤمل أن يعيش فاضلا كمن يسمي ابنه بالحسن يأمل أن يعيش حسنا فيستفاد من أل هنا معناها العهدي.

(٣) النعمان اسم للدم يمكن أن يكون لمحا للحرب والقتل ، كما هو ديدن الجاهليّة.

(٤) لكونه معرفة بالعلميّة.

(٥) تقدير البيت هكذا ، وقد يصير مضاف أو مصحوب أل علما بسبب غلبة استعمالهما في شخص أو شيء كابن عباس فأن معناه الأصلي ولد عباس فكل ابن لعباس يصدق عليه ذلك إلّا أن كثرة استعماله في الولد الخاص منه صيّرته علما له وهكذا العقبة فأنها في الأصل لكل مرتفع جبلي الا أنّ كثرة استعمالها في عقبة مخصوصة وهي إيله جعلتها علما لها.

(٦) وهم عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن مسعود.

(٧) أي : لا تنزع الإضافة مما صار علما بغلبة الإضافة ، بمعنى أن أحكام الإضافة الإعرابية باقية بعد على حالها لا تزول بعلميته فإذا وقع منادى ينصب لكونه منادي مضافا ولا يبني لكونه مفردا معرفة.

(٨) أي : أل التي تدخل على العلم.

٨٠