البهجة المرضيّة على ألفيّة ابن مالك

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

البهجة المرضيّة على ألفيّة ابن مالك

المؤلف:

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع
المطبعة: وفا
الطبعة: ١٩
ISBN: 978-964-6397-13-2
الصفحات: ٥٩٠

الثّلاثة ارتقي من غير ما مضى) (١) فقل في جعفر جعافر وفي أفضل أفاضل (ومن خماسيّ جرّد (٢) الآخر انف) (٣) أي احذف إذا جمعته (بالقياس) فقل في سفرجل سفارج.

والرّابع الشّبيه بالمزيد قد

يحذف دون ما به تمّ العدد

(والرّابع) منه (٤) (الشّبيه بالمزيد) في كونه أحد حروف الزّيادة (٥) (قد يحذف دون ما به تمّ العدد) وهو الآخر كقولك في حذف خدرنق خدارق ، لكنّ الأجود حذف الآخر نحو خدارن.

وزائد العادي الرّباعي احذفه ما

لم يك لينا إثره اللّذ ختما

(وزائد العادى) أي المجاوز (الرّباعىّ) وهو الخماسيّ (احذفه) أي الزائد منه (ما) دام (لم يك لينا إثره) أي بعده الحرف (اللّذ ختما) الكلمة ، (٦) أي آخرها فقل في سبطري سباطر وفي فدوكس فداكس (٧) ، بخلاف ما إذا كان لينا قبل الآخر نحو عصفور وقنديل وقرطاس فلا يحذف (٨).

__________________

(١) أي : من غير مافوق الثلاثي الذي ذكرنا أنّ جمعه على فواعل وفعائل فعالي وفعالي وفعاليّ مشدّدا.

(٢) أي : الخماسي المجرّد بأن تكون حروفه الخمسة أصليّة لا المزيد نحو (إخراج).

(٣) الآخر مفعول مقدّم لأنف أي : أنف الآخر منه.

(٤) أي : من الخماسيّ.

(٥) وهي عشرة تجمعها حروف (سألتمونيها) وإنما قال (الشبيه) لأنّ النون في خدرنق مثلا وإن كانت من الزوائد العشرة لكنّها ليست بشرائط الزيادة كما سيجيء.

(٦) أي : ما لم يكن الزائد حرف لين وقع قبل الآخر.

(٧) فإن حرف اللين فيهما وهو الألف في الأول والواو في الثاني لم يقع قبل الآخر.

(٨) بل يبقي فيقال عصافير وقناديل وقراطيس.

٥٠١

والسّين والتّامن كمستدع أزل

إذ ببنا الجمع بقاهما مخلّ

والميم أولي من سواه بالبقا

والهمز والياء مثله إن سبقا

(والسّين والتّاء من كمستدع أزل إذ ببنا الجمع بقاهما مخلّ) (١) فقل فيه مداع (والميم) من كمستدع (أولى من سواه بالبقا) لمزيّته على غيره باختصاص زيادته بالأسماء (٢).

(والهمز والياء مثله) أي الميم في الأولويّة بالبقاء (إن سبقا) غيرهما من الحروف ، (٣) بأن كانا في أوّل الكلمة لكونهما موضع ما يدلّ على (٤) معني فيقال في «ألندد ويلندد» «ألادّ ويلادّ». (٥)

والياء لا الواو احذف أن جمعت ما

كحيزبون فهو حكم حتما

(والياء لا الواو احذف إن جمعت ما كحيزبون) وهي الدّاهية ، لمزيّة الواو بإغناء حذف الياء عن حذفها ، (٦) بخلاف العكس (٧) فأبقها واقلبها ياء لانكسار ما قبلها وقل

__________________

(١) فإنّ بناء الجمع (مفاعل) وبقائهما يخل بهذا البناء.

(٢) أي : لأنّ الميم أنما تزيد في الأسماء فقط ، كاسم الفاعل والمفعول واسم المكان والزمان والمصدر الميميّ بخلاف السين ، فإنها تزيد في الفعل نحو سيضرب ، وكذا التاء نحو تضرب فكما أنّ الاسم له مزية على غيره فما يختص زيادته به أيضا يمتاز على الزوائد التي تزيد في غيره.

(٣) أي : حروف الكلمة.

(٤) فإنّ كثيرا من الزوائد أنما تزيد أوّل الكلمة لتدلّ على معني كزيادة حروف (أتين) أول المضارع لتدلّ على الغائب أو المخاطب أو المتكلّم وكزيادة الميم أول الاسم لتدلّ على الفاعل أو المفعول.

فإن زاد حرف أول الكلمة فله أولويّة البقاء لكونه في محلّ الزيادة للمعني وإن لم يكن له معنى.

(٥) بتشديد الدال أبقي الهمزة والياء ، لما ذكر وحذف النون لاخلاله بوزن الجمع وأدغم الدال في الدال.

(٦) أي : لأن الياء إذا حذفت فباقي حروف الكلمة مع الواو يناسب وزن الجمع (فعاعيل) من دون حاجة إلى حذف الواو بل تبقي وتقلب ياء كقلبها ياء في عصفور جمعا فالمحذوف حرف واحد.

(٧) بأن تحذف الواو وتبقي الياء ، وذلك لأنّ وزن فعايل وفعاعيل يقتضي أن يكون الحرف الثاني في الجمع

٥٠٢

فيه «حزابين» (فهو حكم حتما).

وخيّروا في زائدي سرندى

وكلّ ما ضاهاه كالعلندى

(وخيّروا) الحاذف (في) حذف ما أراد من (زائدي سرندى) وهما نونه وألفه لتكافئهما (١). فإن شاء يقول «سراند» أو «سراد» ومعناه الشّديد (وكلّ ما ضاهاه (٢) كالعلندى) وهو البعير الضّخم ، فإن شاء يقول «علاند» و «وعلاد» (٣).

__________________

عين الكلمة وهو هنا الزاء لا الياء لكونها زائدة فيجب حينئذ حذف الياء أيضا فلم يغن حذف الواو عن حذف الياء فينتج كثرة الحذف.

(١) أي : لتماثلهما وعدم مزيّة أحدهما على الآخر لعدم وقوع أحدهما أول الكلمة أو إغناء حذفه عن حذف الآخر ، بل هما متساويان في فقدان أي مزيّة.

(٢) في التكافي وعدم مزيّة أحد الحرفين على الآخر.

(٣) ففي الأول حذف الألف وفي الثاني النون.

٥٠٣

هذا باب التصغير

فعيلا اجعل الثّلاثي إذا

صغّرته نحو قذي في قذى

عبّر به سيبويه وبالتّحقير ، وهو تفنّن (١).

(فعيلا) بضمّة ففتحة فياء ساكنة (اجعل الثّلاثيّ إذا صغّرته نحو قذيّ) في تصغير (قذى) وهو ما يسقط في العين والشّراب (٢).

فعيعل مع فعيعيل لما

فاق كجعل درهم دريهما

(فعيعل) بضبط الوزن قبله بزيادة عين مكسورة (مع فعيعيل) بضبط الوزن قبله بزيادة ياء ساكنة اجعلا (لما فاق) الثّلاثي (كجعل درهم دريهما) وجعل قنديل قنيديل.

وما به لمنتهي الجمع وصل

به إلي أمثلة التّصغير صل

(وما به لمنتهي الجمع وصل) من الحذف السّابق (٣) (به إلى أمثلة التّصغير صل)

__________________

(١) أي : تعبير سيبويه بالتصغير تارة وبالتحقير أخري مجرّد تغيير في اللفظ من دون تغيير في المعنى.

(٢) من تبن أو حشيش ونحوهما.

(٣) أي : الحروف التي كنت تحذفها من المفرد للتوصل إلى الجمع (منتهي الجموع) فاحذفها لتتوصّل إلى التصغير.

٥٠٤

فقل في «سفرجل وخدرنق وسبطري ومستدع وألندد ويلندد وحيزبون وسرندى» : سفيرج وخديرق أو خديرن وسبيطر ومديع وأليدو يليدو حزيبين وسريند سريد».

وجائز تعويض يا قبل الطّرف

إن كان بعض الاسم فيهما انحذف

(وجائز تعويض ياء) ساكنة (١) (قبل الطّرف (٢) إن كان بعض الاسم فيهما) أي في التّصغير والتّكسير (انحذف) فيقال في سفرجل سفاريج وسفيريج (٣).

وحائد عن القياس كلّ ما

خالف في البابين حكما رسما

(وحائد) أي مائل خارج (عن القياس كلّ ما خالف في البابين) أي بابي التّكسير والتّصغير (حكما رسما) (٤) كتكسير حديث على أحاديث ، وتصغير مغرب على مغيربان (٥).

لتلويا التّصغير من قبل علم

تأنيث أو مدّته الفتح انحتم

كذاك ما مدّة أفعال سبق

أو مدّ سكران وما به التحق

(لتلو) أي للحرف الّذي بعد (يا التّصغير) إذا كان (من قبل علم) أي علامة

__________________

(١) أي : تعويض الياء عن الحرف المحذوفة من المفرد في الجمع ومن المكبّر في التصغير.

(٢) أي : قبل الآخر.

(٣) فعوّض الياء عن الكلام المحذوفة ، كما يجوز أن يقال سفارج وسفيرج بدون تعويض الياء.

(٤) أي : بيّن وقرّر.

(٥) والقياس في (حديث) إن كان اسما بمعني الخبر (حدثان) بضمّ فسكون لقوله :

(وفعلا اسما وفعيلا وفعل

غير معل العين فعلان شمل)

وإن كان وصفا بمعني الجديد فقياس جمعه (فعال) لقوله : (وفي فعيل وصف فاعل ورد ...) وقياس تصغير مغرب (مغيرب).

٥٠٥

(تأنيث) كتائه (أو مدّته (١) الفتح انحتم) (٢) كفطيمة وحبيلي وحميراء (٣) (كذاك) أي كالتّالي ياء التّصغير السّابق في وجوب فتحه (ما) أي الحرف الّذي (مدّة أفعال) أي ألفه (سبق) (٤) كأجيمال (٥) (أو) الّذي سبق (مدّسكران وما به التحق) من عثمان ونحوه (٦) كسكيران وعثيمان.

وألف التّأنيث حيث مدّا

وتاؤه منفصلين عدّا

كذا المزيد آخرا للنّسب

وعجز المضاف والمركّب

(وألف التّأنيث حيث مدّا وتاؤه منفصلين عدّا) (٧) فلا يحذفان للتّصغير وإن حذفا للتّكسير كقولك في «قرفصاء وسفرجلة» : «قريفصاء وسفيرجة» (كذا) الياء (المزيد آخرا للنّسب) عدّ منفصلا فلا يحذف كقولك في عبقري عبيقري (و) كذا (عجز المضاف) كقولك في «امري القيس» : «أميري القيس» (و) كذا عجز (المركّب) تركيب مزج كقولك في «بعلبك» «بعيلبك».

وهكذا زيادتا فعلانا

من بعد أربع كزعفرانا

__________________

(١) أي : كتاء التأنيث أو ألف التأنيث.

(٢) يعني يجب فتح الحرف التي بعد ياء التصغير حتما إن كان تلك الحرف قبل علامة التأنيث.

(٣) ففتح الميم في الأول واللام في الثانية والراء في الثالثة لوقوعها قبل علامة التأنيث.

(٤) (سبق) صلة لما أى : كذا يفتح الذى سبق مدّة أفعال : أى تقدّم عليها.

(٥) مصغر أجمال مصدر (أجمل) وكذا (أفيراس) مصغّر أفراس جمع فرس.

(٦) ممّا كان مدّه رابعا وبعد الألف نون.

(٧) يعني ألف التأنيث الممدودة وكذا تاء التأنيث يعدّان منفصلين ولا يعدّان متصلين فلا يحذفان في التصغير إذ لو عدّا متصلين لحذفا لقوله : (وما به لمنتهي الجمع وصل ...)

وأمّا في الجمع فيعدّان متصلين فيحذفان فيقال في الجمع (قرافص وسفارج) بحذف الألف والتاء منهما.

٥٠٦

(وهكذا زيادتا فعلانا) وهما الألف والنّون عدّا منفصلين فلا يحذفان إذا كانا (من بعد أربع كزعفرانا) فيقال فيه زعيفران.

وقدّر انفصال ما دلّ على

تثنية أو جمع تصحيح جلا

(وقدّر) أيضا (انفصال ما دلّ علي تثنية أو جمع تصحيح جلا) بالجيم ، أي دلّ عليه (١) من العلامة فلا تحذفه كقولك في «جداران وظريفون وظريفات أعلاما (٢)» : «جديران وظريفون وظريفات».

وألف التّأنيث ذو القصر متى

زاد علي أربعة لن يثبتا

(وألف التانيث ذو القصر متى زاد على أربعة) ولم يسبقه مدّة (٣) (لن يثبتا) بل يحذف كقولك في «قرقري ولغّيزى» : «قريقر ولغّيّز (٤)».

وعند تصغير حباري خيّر

بين الحبيري فادرو الحبيّر

(وعند تصغير) ما فيه ألف مقصوره قبلها مدّة نحو (حبارى خيّر بين) حذف المدّة (٥) فيقال (الحبيرى فادر) ذلك (و) بين حذف ألف التّأنيث فيقال (الحبيّر) (٦).

واردد لأصل ثانيا لينا قلب

فقيمة صيّر قويمة تصب

__________________

(١) أى : على الجمع.

(٢) أي : إذا كانت هذه الثلاثة علما ومنقولة عن معني التثنية والجمع إلى العلميّة.

(٣) أي : لم يكن قبل ألف التأنيث حرف مدّ.

(٤) بتشديد الغين والياء.

(٥) أى : الألف الأولى.

(٦) فلم تحذف الألف الأولي بل قلبت ياء وأدغمت في ياء التصغير.

٥٠٧

(واردد لأصل) حرفا (ثانيا) إذا كان (لينا قلب) عن لين (فقيمة) بالياء (صيّر) إذا صغّرتها (قويمة) بالواو (١) ردّا إلي الأصل (تصب).

وشذّ في عيد عييد وحتم

للجمع من ذا ما لتصغير علم

(وشذّ فى) تصغير (عيد عييد) إذ كان الأصل عويدا لأنّه من العود. (٢) وخرج بقيد اللّين ثاني متّعد (٣) وبالقلب عنه ثاني أيمّه (٤) وما يأتي في البيت بعده. (٥)

(وحتم للجمع) المكسّر المفتوح الأوّل (من ذا) الرّدّ (٦) (ما لتصغير علم) فيقال في تكسير ميزان (٧) موازين بقلب الياء واوا ، وفي تكسير عيد أعياد بإثباتها شذوذا ، (٨) ولا ردّ فيما لا يتغيّر فيه الأوّل (٩) كقيم في قيمة.

والألف الثّاني المزيد يجعل

واوا كذا ما الأصل فيه يجهل

__________________

(١) لأنّ أصلها (قومة) بكسر القاف قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها.

(٢) وسمّي العيد عيدا تفألا بالعود إلى الفرج.

(٣) لأن أصله (موتعد) مفعول من باب الافتعال قلبت الواو تاء وأدغمت في التاء لقاعدة صرفية فهي الآن ليست حرف لين وإن كانت منقلبة عن لين.

(٤) فإنّ أصلها (أئمّة) قلبت الهمزة ياء لانكسارها فالياء وإن كانت حرف لين لكنّها ليست مقلوبة عن لين إذ الهمزة ليست من حروف اللّين.

(٥) وهو قوله : (والألف الثاني ...) والمراد أنّ اللين الذي ليس مقلوبا عن شيء أو كان أصله مجهولا أيضا يردّ إلى الأصل لعدم وجود أصل أو للجهل بالأصل بل يقلب واوا كما سيأتي.

(٦) أي : ردّ اللين المقلوبة عن لين إلى الأصل.

(٧) أي : في جمع ميزان جمع تكسير ، فإنّ أصله (موازن) قلب واوه ياء لانكسار ما قبلها.

(٨) وكان القياس (أعواد) وإنّما ارتكبوا الشذوذ فيه لئلّا يلتبس بجمع (عود) بضم العين.

(٩) يعني لا يردّ لين المفرد إلى الأصل إذا كان جمعه لا يغيّر حركة أول المفرد كصيغة (فعل) بكسر الأول وفتح الثاني فإنّ حركة أول الجمع متّحد مع حركة أول المفرد.

٥٠٨

(والألف الثّاني المزيد يجعل) بالقلب (واوا) كهويبيل في هابيل (كذا) يقلب واوا (ما الأصل فيه يجهل) (١) كعويج في عاج

وكمّل المنقوص في التّصغير ما

لم يحو غير التّاء ثالثا كما

(وكمّل المنقوص) أي المحذوف بعضه (في التّصغير) بردّ (٢) ما حذف منه (ما) دام (لم يحو غير التّاء ثالثا (٣) كما) علما (٤) فقل فيها : «مويّ» (٥) وكشفة فقل فيها : «شفيهة» (٦) بخلاف ما إذا حوى ثلاثة غير التّاء فلا تكمل ، كجويه في جاه. (٧)

ومن بترخيم يصغّر اكتفى

بالأصل كالعطيف يعني المعطفا

(ومن بترخيم (٨) يصغّر اكتفي بالأصل) (٩) وحذف الزّائد لأنّه (١٠) حقيقته وألحق به تاء التّأنيث إذا كان مؤنّثا ثلاثيّا (كالعطيف يعني المعطفا) (١١) وكحميد في

__________________

(١) فلا يدري أنّ الألف مقلوبة عن ياء أو واو.

(٢) متعلّق بكمّل أي : كمّله بردّ المحذوف.

(٣) أي : بشرط أن لا يكون له حرف ثالث غير التاء.

(٤) أي : مثل (ما) إذا كان علما لشىء.

(٥) أصل (ما) ماي نقص منه الياء فعند التصغير عاد فقلب الألف واوا بعد ضمّ الميم فصار (موىّ).

(٦) أصلها (شفه) بالهاء فنقص منه الهاء وعوض عنه بتاء التأنيث فلمّا صغّر عاد الهاء.

(٧) أصل (جاه) وجه نقل الواو المفتوحة مكان الجيم وبالعكس ففتح الجيم لعدم امكان الابتداء بالساكن فقلب الواو ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها فصار (جاه) وفي هذا المثال إشعار بأنّ المراد بالمنقوص هنا أعمّ من النقص بالحذف وبالقلب.

(٨) الترخيم حذف بعض حروف الكلمة كما في النداء.

(٩) أي : اكتفي بالحروف الأصليّة من الكلمة وحذف الحرف الزائد.

(١٠) دليل للاكتفاء بالأصل ، أي : لأنّ الأصل حقيقة الاسم ، وأما الحرف الزائد فهو خارج عن الحقيقة فيجوز حذفه.

(١١) المعطف نوع من الرداء حروفه الأصلية (عطف) فرخم بحذف الميم لزيادته.

٥٠٩

«حامد وحمدان وحمّاد ومحمود وأحمد» و «سويدة» في «سوداء» و «قريطس» في «قرطاس». (١)

فرع : حكي سيبويه في تصغير إبراهيم وإسماعيل بريها وسميعا بحذف الهمزة منهما والألف والياء وحذف ميم إبراهيم ولام إسماعيل. قال في شرح الكافية : ولا يقاس عليهما. (٢)

واختم بتا التّأنيث ما صغّرت من

مؤنّث عار ثلاثي كسنّ

ما لم يكن بالتّا يري ذا لبس

كشجر وبقر وخمس

(واختم بتا التّأنيث ما صغّرت من مؤنّث) معني (عار) عنها لفظا (ثلاثيّ كسنّ) فقل فيها سنينة ، ويد (٣) فقل فيها يديّة (ما) دام (لم يكن بالتّاء يري ذا لبس) (٤) فإن كان (كشجر وبقر وخمس) الّتي (٥) من ألفاظ عدد المؤنّث فلا تلحقه ، إذ يلتبس الأوّلان (٦) بالمفرد والثّالث بعدد المذكّر (٧).

وشذّ ترك دون لبس وندر

لحاق تا فيما ثلاثيّا كثر

__________________

(١) المثال الأول (حميد) لثلاثي الأصل المذكر والثاني (سويدة) للمؤنث الثلاثي الأصل والثالث (قرطيس) للرباعي الأصل.

(٢) في حذف الحروف الأصليّة في التصغير إذ القياس حذف الحرف الزائد لا الأصلي.

(٣) فإنّ أصلها (يدي) حذف منها الياء.

(٤) أي : بشرط أن لا يوجب الحاق التاء اشتباها بين المؤنّث وغيره.

(٥) قيد لخمس أي : وخمس التي تستعمل لعدد المؤنّث.

(٦) لأنّ اسم الجنس قد تلحقه التاء للدلالة على المفرد فيقال شجرة وبقرة بمعني شجر واحد وبقر واحد فإذا لحقته التاء في التصغير فقلت شجيرة وبقيرة التبس بين المؤنث والمفرد.

(٧) يعني إذا لحق التاء بخمس في التصغير فقلت (خميسة) إلتبس بين المذكر والمؤنث لأن (خمسة) بالتاء تستعمل لعدد المذكر كما سبق في باب العدد فلا يدري أن (خمسة) للمذكر أو للمؤنث.

٥١٠

(وشذّ ترك) التّاء (دون لبس) كقولهم في «قوس» «قويس» (١) (وندر إلحاق تا فيما ثلاثيّا كثر) بفتح الثّاء المثلّثة ، أي زاد عليه كقولهم في وراء وقدّام : وريّئة وقد يديمة.

وصغّروا شذوذا الّذي الّتي

وذا مع الفروع منها تاوتي

(وصغّروا) من المبنيّات (شذوذا الّذي) و (الّتي) وتثنيتهما وجمعهما كما في شرح الكافية (وذا مع الفروع منها تاوتى) وتثنيتهما وجمعهما ، وخالفوا بها تصغير المعرب في إبقاء أوّلها على حركته الأصليّة (٢) والتّعويض من ضمّه ألفا مزيدة في آخرها ، (٣) فقالوا : اللّذيّا واللتيّا (٤) واللّذيّون واللّويّون (٥) واللّويّتا واللّتيّات (٦) وذيّا وتيّا (٧) وذيّان وتيّان (٨) ، ومنع ابن هشام تصغير «تى» استغناء بتاء واللاء واللائي (٩)

__________________

(١) فلو قيل (قويسة) لم يلتبس لعدم وجود قويسة لغير المؤنث.

(٢) يعني إنّهم ابقوا أول المبني بعد التصغير على حركته قبل التصغير مع أن المعرب يتغير أوله بالضم دائما.

(٣) يعنى واتوا بألف زائدة آخر تصغير المبنى عوض الضمة التى تركوها في أولها.

(٤) بفتح الهمزة واللام مع ياء التصغير مدغما بالياء الأصلي وزيادة في أخرهما عوض الضمة في أولها ، تصغير (الذي والتي) وأما تصغير المثني فقالوا (اللذيان واللتيان).

(٥) هما تصغيران لجمع المذكر (الذين) وقيل اللويون تصغير (اللاين) على وزن الذين وبمعناه لغة في الجمع المذكر.

(٦) تصغيران للجمع المؤنث (اللويتا) بتشديد الياء ، والياء الأول منقلب عن الألف الأصلي والياء الثاني ياء التصغير وزيادة ألف بدلا عن الضمة في أولها تصغير (اللوات) واللتيات جمع (اللتيا) التثنية فجمع بالألف والتاء واستغني بألف الجمع عن الألف الزائدة.

(٧) بفتح الذال والتاء وتشديد الياء ، الياء الأول بدل عن الألف في الأصل والثاني ياء التصغير وبزيادة الألف بدلا عن الضمة في أولهما وهما مصغرا (ذواتا) المفرد.

(٨) هما تثنيتان لذيا وتيا بحذف الألف الزائدة لوجود ألف التثنية وعدم إمكان التلفظ بألفين معا.

(٩) أي : ومنع تصغيرهما لوجود تصغير الجمع المؤنث (اللتيات) فأستغني به عن تصغيرهما.

٥١١

استغناء باللّتيّات واتّفقوا على منع تصغير ذي للالتباس (١).

خاتمة : يصغّر أيضا من غير المتمكّن شذوذا أفعل في التّعجّب نحو «ما أحيسنه» والمركّب تركيب مزج كما سبق (٢).

__________________

(١) أي : للالتباس بتصغير ذا (ذيا) فلو صغر ذي لصار ذيا أيضا فيلتبسان.

(٢) في قوله (وعجز المضاف والمركب).

٥١٢

هذا باب النسب

ياء كيا الكرسي زادوا للنّسب

وكلّ ما تليه كسره وجب

(ياء) مشدّدة (كيا الكرسي زادوا) في آخر الاسم (للنّسب وكلّ ما تليه كسره وجب) (١) كقولهم في النّسب إلى أحمد «أحمديّ»

ومثله ممّا حواه احذف وتاء

تأنيث او مدّته لا تثبتا

(ومثله) أي مثل ياء النّسب إمّا في التّشديد أو في كونها للنّسب (٢) (ممّا حواه احذف) (٣) إذا كان قبله ثلاثة أحرف ، فقل في النّسب إلى «كرسي وشافعيّ» : (٤) «كرسيّ وشافعيّ» ولم أر من تعرّض لجواز شفعويّ (٥) قياسا على مرمويّ ، وإن كان بعض الفقهاء استعمله ، وهو حسن للّبس فإن كان قبله حرفان كعليّ جاز الحذف والقلب

__________________

(١) أي الحرف الذي قبل الياء يجب كسره كسين (كرسي) ودال (أحمدي).

(٢) (إما) هنا للتعميم يعني إن المماثلة أعم من المماثلة في التشديد وفي كونها للنسب فيشمل ياء الكرسي التي لغير النسب و (ياء) الشافعي التي للنسب.

(٣) يعني إذا كان في الكلمة ياء مشددة سواء كانت للنسب أو لغيره وأردت أن تلحقها ياء النسبة فأحذف تلك الياء بشرط ان يكون قبلها ثلاثة احرف.

(٤) بحذف الياء الأول وإثبات ياء النسبة.

(٥) بإثبات الياء الأول وقلبها واوا.

٥١٣

كعلويّ أو حرف [واحد] فسيأتي إن شاء الله تعالى في قوله : «ونحو حي فتح ثانيه يجب».

(وتا تأنيث أو مدّته) أي ألفه (لا تثبتا) بل احذفها فقل في النّسبة إلى مكّة «مكّيّ» وقول العامّة في خليفة «خليفتيّ» لحن من وجهين (١).

وإن تكن تربع ذا ثان سكن

فقلبها واوا وحذفها حسن

(وإن تكن) مدّة التّأنيث (تربع) أي تقع رابعة في اسم أتى (ذا ثان سكن (٢) فقلبها واوا) مباشرة للّام (٣) أو مفصولة بألف (وحذفها) أي كلّ منهما (حسن) لكنّ المختار : الثّاني (٤) كقولك في حبلى حبليّ وحبلويّ وحبلاويّ (٥) ويجب الحذف إذا كانت [المدّة] خامسة فصاعدا كما سيأتي ، أو رابعة متحرّكا ثانيّ ما هي فيه (٦) كقولك في «حباري وجمزى» (٧) : «حباري وجمزيّ».

لشبهها الملحق والأصلي ما

لها وللأصلي قلب يعتمى

(لشبهها) أي مدّة التّأنيث وهو (٨) (الملحق والأصليّ) عطف (٩) على لشبهها

__________________

(١) أي غلط من جهتين (الأولي) عدم حذف التاء والثاني عدم حذف الياء لقوله بعد أبيات (وفعلى في فعلية التزم) والصحيح خلفيّ.

(٢) أي : إذا كان الحرف الثاني من ذلك الاسم ساكنا.

(٣) اى : متصلا بلام الكلمة بلا فصل بألف.

(٤) أي قلبها مفصولة بألف.

(٥) فالأول حذف منه المدة والثاني قلبت مدته واوا متصلا باللام والثالث قلبت واوا منفصلا بألف.

(٦) أي : كان الحرف الثاني من الاسم الذي فيه المدة متحركا لا ساكنا.

(٧) المدة في (حباري) خامسة وفي (جمزي) رابعة لكن الحرف الثاني منه وهو الميم متحرك فحذف للنسب.

(٨) أي : شبه مدة التانيث هو ألف الالحاق لأنّ ألف الإلحاق زائدة مثل الف التأنيث.

(٩) أي : لا يتوهم أن (الأصلي) عطف على الملحق ليكون التقدير لشبهها الملحق ولشبهها الأصلي وذلك

٥١٤

الخبر المتقدّم على مبتدئه ، وهو (١) (ما لها) أي لمدّة التّأنيث من حذف وقلب (و) لكن (للأصليّ قلب يعتمى) أي يختار ، وكذا الملحق كقولهم في «أرطي وملهى» (٢) : «أرطي وأرطوي وملهي وملهويّ» (٣).

والألف الجائز أربعا أزل

كذاك يا المنقوص خامسا عزل

(والألف الجايز) أي المتعدّي (أربعا أزل) كما تقدّم (٤) (كذاك يا المنقوص) إذا وقع (خامسا عزل) بمعني حذف ، كقولك في «المقتدي» «مقتدي» (٥).

والحذف في اليا رابعا أحقّ من

قلب وحتم قلب ثالث يعنّ

(والحذف في اليا) أي ياء المنقوص إذا وقع (رابعا أحقّ من قلب) كقولك في «القاضي» «قاضيّ» ويجوز القلب كقولك قاضويّ (وحتم قلب) ألف وياء (ثالث يعنّ) (٦) كقولك في الفتي والعمي (٧) فتوي وعمويّ.

__________________

لأن الألف الأصلي ليس شبها بألف التأنيث لعدم زيادة الأصلي بل هو عطف على (لشبهها) والتقدير لشبهها الذي هو الملحق (ألف الإلحاق) وكذا للألف الأصلي ما لها من أحكام.

(١) فالتقدير (ما لها لمدة التأنيث من حذف وقلب يكون لشبهها) فألف الإلحاق والألف الأصلي يحذفان إن كانتا ثالثتين في اسم ويجوز الوجهان القلب والحذف إن كانتا رابعتين ويجب حذفهما إن كانتا خامستين فصاعدا أو كان الحرف الثاني من الاسم متحركا.

(٢) أرطى ، شجر وملهي مكان اللهو والف ارطي الحاق لالحاقها بجعفر.

(٣) بحذف الألف وقلبها واوا.

(٤) بقوله (ويجب إذا كانت خامسة فصاعدا) ومثل بحبارى.

(٥) بحذف الياء التي هي جزء الكلمة.

(٦) أي : يقع في اسم.

(٧) الأول بالألف والثاني بالياء.

٥١٥

وأول ذا القلب انفتاحا وفعل

وفعل عينهما افتح وفعل

(وأول ذا القلب) حيث قلنا به (١) (انفتاحا وفعل) بفتح أوّله وكسر الثّاني منه ومن الآتيين (٢) (وفعل) بضمّ أوّله (عينهما افتح) عند النّسب بقلب الكسرة فتحة (و) كذا (فعل) بكسر أوّله اقلب كسرة عينه فتحة عند النّسب فقل في نمر ودئل وإبل نمريّ ودئلي وإبليّ (٣).

وقيل في المرمي مرمويّ

واختير في استعمالهم مرميّ

ونحو حي فتح ثانيه يجب

واردده واوا إن يكن عنه قلب

(وقيل فى) النّسب إلى ما في آخره ياءان ثانيهما أصليّة ، نحو (المرمي مرمويّ) بحذف أوّل اليائين (٤) وقلب ثانيهما واوا بعد فتحة العين (٥) (واختير في استعمالهم مرمىّ) بحذف اليائين ، (٦) والأوّل أحسن لأمن اللّبس (٧).

(و) كلّ ما في آخره ياء مشدّدة ، قبلها حرف [واحد] (نحو حيّ فتح ثانيه) (٨) عند

__________________

(١) أي : في مورد قلنا بالقلب أي بقلب الألف واوا فافتح الحرف التي قبل الواو المقلوبة كما فتح التاء والميم في (فتوي وعمويّ).

(٢) يعني كسر الثاني يكون في الصيغ الثلاث (مفتوح الأول ومضمومه ومكسورة).

(٣) بفتح الثاني في الثلاثة.

(٤) لأن أصل مرمي (مرموي) فقلبت الواو ياء فالياء الأول بدل عن واو مفعول فهي زائدة وأما الياء الثاني فهي لام الكلمة أصلية.

(٥) لما ذكر بقوله (وأول ذا القلب انفتاحا).

(٦) أي : الزائدة والاصلية التين كانتا قبل إلحاق ياء النسب.

(٧) إذ لو حذف الياأن وقيل في النسب مرمي التبس يائه بين ياء النسب واليائين قبل النسب فلا يدري أنه منسوب أو غير منسوب.

(٨) أي : فتح الحرف الثاني من ذلك الاسم وهو الياء الأول لا الياء الثاني.

٥١٦

النّسب (يجب) من غير تغيير له (١) إن لم يكن منقلبا عن واو نحو حيويّ.

(واردده واوا إن يكن عنه قلب) (٢) كطي فقل طوويّ (٣) وثالثه تقلبه واوا مطلقا (٤) فقل فيه حيويّ.

وعلم التّثنية احذف للنّسب

ومثل ذا في جمع تصحيح وجب

(وعلم التّثنية (٥) أحذف للنّسب ومثل ذا في جمع تصحيح وجب) فتحذف علمه ، كقولك في زيدان وزيدون علمين (٦) زيديّ. نعم من أجري زيدان علما مجري سلمان (٧) قال زيدانيّ ومن أجري زيدين علما مجري غسلين (٨) قال زيدينيّ ومن أجراه مجري عريون (٩) وألزمه الواو وفتح النّون قال زيدونيّ.

وثالث من نحو طيّب حذف

وشذّ طائي مقولا بالألف

(وثالث من نحو طيّب (١٠) حذف) عند النّسب فقل

__________________

(١) أي : للثاني بل يبقي ياء.

(٢) أي : يكن قلب عن واو.

(٣) لأنّ أصل طي (طوي) فالحرف الثاني وهو الياء الأول مقلوب عن واو.

(٤) يعني الحرف الثالث وهو الياء الثاني فيقلب واوا مطلقا سواء كان أصليا أو مقلوبا عن واو.

(٥) اي علامة التثنية وهي الألف والنون أو الياء والنون.

(٦) أي : إذا كانا علمين لشخص أو لشيء.

(٧) أي : من كان مذهبه في التثنية (إذا صار علما) إثبات العلامة في جميع حالات الإعراب فعند النسب لا يحذف علامة التثنية.

(٨) بأن جعل الياء والنون جزء الكلمة.

(٩) يجعل الواو والنون جزء الكلمة.

(١٠) أي : كل اسم بعد أوله ياء ساكنة متصلة ومدغمة بياء قبل أخر الكلمة فالحرف الثالث وهو الياء الثاني يحذف عند النسب.

٥١٧

طيبي (١) بسكون الياء (و) لكن (شذّ) من هذا (٢) (طائيّ) المنسوب إلى طي إذ قياسه طيئيّ ، (٣) لكنّه أتي (مقولا بالألف) المقلوبة عن الياء السّاكنة ، وخرج بنحو طيّب (٤) هبيّخ ومهيّيم فلا تحذف ياؤهما لأنّها (٥) في طيّب مكسورة موصولة بما قبل الآخر ، فأورثت ثقلا بخلافها في هبيّخ لفتحها وفي مهيّيم لانفصالها.

وفعلي في فعيلة التزم

وفعلي في فعيلة حتم

(وفعلىّ) بفتحتين (فى) النّسب (إلى فعيلة) بفتح أوّله وكسر ثانيه الصّحيح العين غير المضاعف (التزم) فقل في حنيفة «حنفيّ» (وفعليّ) بضمّة ففتحة (في) النّسب (إلى فعيلة) كذلك (٦) (حتم) فقل في جهينة «جهنيّ».

وألحقوا معلّ لام عريا

من المثالين بما التّا اؤليا

__________________

(١) بتخفيف الياء.

(٢) أي : خرج من هذه القاعدة.

(٣) بتخفيف الياء الأول وذلك لأنّ طي أصله (طيّيء) على وزن طيّب فحذفت الهمزة فمقتضي القاعدة المذكورة أن تحذف الياء الثاني وتبقي الياء الأول لكن سمع شاذا (طائي) بقلب الياء ألفا.

(٤) أي : خرج بقوله (من نحو طيب) هبيخ ومهيّيم وهبيخ بفتح الأول والثاني وياء مشددة مفتوحة بمعني الغلام الممتلي أو الغلام الناعم ومهييم بضم الأول وفتح الثاني ثم ياء مشددة مكسورة بعدها ياء خفيفة ساكنة على وزن (مفيتيح) تصغير مهيام كمفتاح بمعني المتحير.

(٥) أي : لأن الياء الثانية في (طيب) مكسورة ومتصلة بما قبل الآخر أي متصلة بالباء والياء قبل الأخر والأخر هو ياء النسبة.

والياء المكسورة المتصلة بما قبل الأخر ثقيلة فحذفت بخلاف الياء الغير المكسورة كالياء الثانية في (هبيخ) فهي خفيفة لانفتاحها والمكسورة الغير المتصلة بما قبل الأخر كالياء الثانية في (مهييم) لانفصالها عما قبل الأخر بالياء الثالثة وما قبل الأخر الميم والأخر ياء النسبة.

(٦) أي : بضمة ففتحة أيضا.

٥١٨

(وألحقوا معلّ لام عريا) من التّاء (من المثالين) المذكورين (١) (بما التّا أؤليا) منهما فقالوا في عدي وقصيّ (٢) عدويّ وقصويّ (٣) كما قالوا في ضريّة وأميّة (٤) ضرويّ وأمويّ بخلاف صحيح اللّام منهما (٥) فلا تحذف منه الياء فيقال في عقيل وعقيل عقيليّ وعقيليّ.

وتمّموا ما كان كالطّويلة

وهكذا ما كان كالجليلة

(وتمّموا (٦) ما كان) على فعيلة بفتح الفاء وهو معتلّ العين (كالطّويلة) فقالوا فيه طويليّ (وهكذا) تمّموا (ما كان) على هذا الوزن وهو مضاعف (كالجليلة) فقالوا فيها جليليّ ، وتمّموا أيضا على فعيلة (٧) وهو مضاعف كقليلة (٨).

وهمز ذي مدّ ينال في النّسب

ما كان في تثنية له انتسب

(وهمز ذي مدّ ينال) أي يعطي (في النّسب ما كان في تثنية له انتسب) (٩) فيقال

__________________

(١) أي : (فعيلة بفتح الأول وكسر الثاني وفعيلة بضم الأول وفتح الثاني) يعني ألحقوا فعيل بفتح الأول وكسر الثاني وكذا فعيل بضم الأول وفتح الثاني إذا كانا معتلي اللام بغير تاء بفعيلة وفعيلة اللتين مع التاء في كون النسبة إليهما فعلى بفتحتين وفعلى بضمة ففتحة بحذف الياء منهما.

(٢) مثالان للوزنين معتلي اللام بدون التاء.

(٣) فحذف الياء الأول منهما وقلب الثاني واوا لثقل اجتماع اليا أت.

(٤) مثالان للوزنين معتلي اللام مع التاء.

(٥) أي : من الوزنين (فعيلة وفعيلة) يعني ألحقوا فعيل وفعيل إذا كانا معتلي اللام بفعيلة في حذف الياء منها.

(٦) أي : لم يحذفوا منه الياء في النسبة.

(٧) بضم الفاء وفتح العين.

(٨) تصغير (قلة) بضم القاف فتكون النسبة إليها قليلي بضم الأول وفتح الثاني من دون حذف الياء.

(٩) يعني همزة الممدود حكمها في النسب كحكمها في التثنية فان كان همزته بدلا عن ألف ما التأنيث

٥١٩

في قرّاء وصحراء وكساء وعلباء : قرّائيّ وصحراويّ وكسائيّ وكساويّ وعلبائيّ وعلباويّ

وانسب لصدر جملة وصدرما

ركّب مزجا ولثان تمّما

إضافة مبدوّة بابن أو أب

أو ما له التّعريف بالثّاني وجب

(وانسب لصدر جملة) إسناديّة (١) فقل في تأبّط شرّا تأبّطيّ (وصدر ما ركّب مزجا) فقل في بعلبك بعلي (٢) (و) انسب (لثان تمّما إضافة) (٣) إمّا (مبدوّة بابن أو أب) أم أمّ كعمريّ وبكريّ وكلثوميّ في ابن عمر وأبي بكر وأمّ كلثوم (أو) أوّلها (٤) (ما له التّعريف بالثّاني وجب) بأن كانت إضافته معنويّة كزيديّ في غلام زيد ، وعندي في هذا القسم (٥) نظر لأجل اللّبس (٦) وفي القسم الأوّل بحث ، هل يلحق بما ذكر (٧)

__________________

كصحراء تقلب واوا فيقال صحراوي وما كانت همزته للإلحاق كعلباء أو بدل عن أصل نحو كساء وحياء فيجوز فيه الأمران بواو أو همزة فيقال (علباوي وعلبائي وكساوي وكساءي) وما كان همزته أصلية كقراء تثبت الهمزة فيقال (قرائي).

(١) يعني إذا كانت الجملة الإسنادية علما كتأبط شرا ففي إلنسبة إليها تلحق ياء النسبة بصدر الجملة.

(٢) بحذف العجز (بك).

(٣) يعني في التركيب الإضافي إذا كان المركب مبدوا باب أو ابن أو أم فياء النسبة تلحق الجزء الثاني (المضاف إليه) ويحذف الجزء الأول وكذا إذا كانت الإضافة معنوية بأن كان الجزء الثاني معرفا للأول فياء النسبة تلحق الجزء الثاني أيضا.

(٤) (أولها) بتشديد الواو مبتدء وخبرها (ماله التعريف ..) والمعني إما إضافة مبدوة بابن ... أو إضافة أولها معرف بالثاني.

(٥) أي الإضافة المعنوية (ماله التعريف ...)

(٦) لأن (زيدي) مثلا لا يعلم أنه نسبة إلى زيدا أو إلى غلام زيد.

(٧) من ابن وأب وأم والحاصل إن بنت أيضا مثل هذه الثلاثة فى كونه كنيه فهل هو مثلها في النسبة أيضا بأن

٥٢٠