كشف الرّموز - ج ١

الشيخ حسن بن أبي طالب اليوسفي [ الفاضل الآبي ]

كشف الرّموز - ج ١

المؤلف:

الشيخ حسن بن أبي طالب اليوسفي [ الفاضل الآبي ]


المحقق: الشيخ علي پناه الاشتهاردي
الموضوع : الفقه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٩٢
الجزء ١ الجزء ٢

مولده ووفاته ومدفنه

لم نعثر على شئ منها ، نعم يستفاد مما نقله في التنقيح عن العلامة الطباطبائي أن شرحه هذا بتمامه كان حال حياة شيخه المحقق ، فإن وفاة المحقق كما سمعت سنة ٦٧٦ ، وفراغ تلميذه من هذا الشرح كما سمعت من التنقيح كان في سنة ٦٧٢ ، ولذا عبر ـ في جميع الموارد التي نقل عن شيخه المحقق ـ بقوله ـ رحمه‌الله ـ : قال « دام ظله » ولم يقل « رحمه‌الله » والله العالم.

المختصر النافع

هو مختصر الشرائع ـ أي شرايع الإسلام ـ تصنيف المحقق الحلي الذي مر في القسم الأول ص ٤٧ ، ويقال « النافع في مختصر الشرائع » ولذا سمى القطيفي شرحه له بـ « إيضاح النافع ».

وهو من المتون الفقهية الجعفرية التي عول عليها كافة الفقهاء ودارت عليها رحى التدريس والتعليق والشرح من لدن عصر المؤلف حتى اليوم.

ولقد قيض (١) الله سبحانه ـ بعد انقضاء العصور المظلمة ـ عدة من رجال الدين النابهين المتنورين المصلحين ، المجتهدين في اتحاد كلمة المسلمين والدفاع عن دسائس المستعمرين فاتفقوا على طبع هذا الكتاب (٢) النافع لكافة علماء الدين ، على نفقة أوقاف مصر بعناية سعادة الوزير الباقوري وتقديم مقدمته الكاشفة عن خلوص نيته ، وقرروا التدريس فيه في الأزهر كما يدرس فيه فقه المذاهب الأربعة (٣) ( إنتهى ).

__________________

(١) من قيض له كذا أي قدره ( مجمع البحرين ).

(٢) فيا ليته ـ رحمه‌الله ـ أضاف إلى ذلك قوله : وذلك ببركة تشرف وزير الأوقاف المصري في محضر سماحة المرجع الديني العام آية الله العظمى الحاج السيد حسين البروجردي ـ قدس‌سره ـ.

(٣) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج ١٤ ص ٥٧ ـ ٦١.

٢١

ويخطر بالبال أن سيدنا الأستاذ الأكبر المرجع الديني الحاج آقا حسين البروجردي ـ قدس‌سره ـ كان يكثر في تمجيد هذا الكتاب المستطاب ، وقد طبع بإشارته في مصر آلاف متعددة حتى صار من الكتب الرسمية في مدارس مصر بأمر وزير أوقاف مصر بإشارة المرجع المذكور ـ قدس‌سره ـ.

وبالجملة كثرة توجه أعاظم الفقهاء إلى هذا السفر القيم وشرحه والتعليق عليه قرينة على عظم شأنه العلمي.

شراح الكتاب

ولما كان متن هذا الكتاب ـ أعني المختصر النافع ـ موردا الأنظار الأكابر من العلماء قديما وحديثا فالمناسب ذكر تعداد المشروح التي خرجت من رؤوس أقلام العلماء الأخيار مطبوعة ومخطوطة.

فنقول بعون الملك الوهاب :

إن العلامة بحر العلوم الطباطبائي ـ قدس‌سره ـ ما نقله عنه في تنقيح المقال قال : ـ إنه ـ يعني كاشف الرموز ـ أحد تلامذة المحقق وشارح كتابه النافع المسمى ب « كشف الرموز » وهو أول من شرح هذا الكتاب ... إلى آخره.

نقول : لعل مرا ده قدس‌سره ـ أول من شرح جميع كتب المختصر ، وإلا فالمحقق نفسه هو أول من شرحه إلى أوائل الحج ، وسماه بـ « المعتبر » في شرح المختصر ، ويمكن إرادة الشرح من غيره ، والأمر سهل.

أما الشروح

(١) المعتبر للمحقق نفسه.

(٢) هذا الكتاب الذي بين يديك للحسن بن أبي طالب الآبي كما عرفته.

(٣) التنقيح الرابع في مختصر الشرايع للفاضل المقداد أو الفاضل السيوري

٢٢

صاحب « شرح الباب الحادي عشر » المتوفى سنة ٨٢٦ (١).

(٤) المهذب البارع في شرح المختصر النافع للشيخ جمال الدين أبي العباس أحمد بن محمد بن فهد الحلي الأسدي المتوفى سنة ٨٤١.

(٥) إيضاح النافع للشيخ إبراهيم بن سليمان البحراني القطيفي (٢) ، معاصر المحقق الكركي ينقل عنه العلامة المحقق الأنصاري في كتاب المكاسب.

(٦) شرح المختصر النافع للشيخ علي بن إبراهيم القطيفي من أعلام القرن العاشر كما مر في القسم الأول من هذا الجزء ( ج ١٤ ص ١٤٥ ) بعنوان « شرح ترددات النافع في مختصر الشرائع ».

(٧) شرح المختصر النافع للمولى أمن أوله إلى نهاية الصوم مجلد كبير بخط المؤلف ، آخره : إنتهى شرح كتاب الصوم على يد مؤلفه الفقير القليل البضاعة محمد أمين في ع ٢ سنة ١٢٣٩ .. إلى آخره.

(٨) شرح المختصر النافع للشيخ أحمد بن محمد بن علي البحراني ذكره الشيخ سليمان الماحوزي في رسالته في علماء البحرين ، وقال : إن أكثر مشايخنا كانوا من تلامذته ، وحكى عن شيخه العلامة أنه أجاز في شرحه هذا لكنه ما تممه.

(٩) شرح المختصر النافع للسيد محمد تقي بن عبد الرضا الخشتي الموسوم بـ « طوالع اللوامع » فرغ منه عام ١٢٧٠.

(١٠) شرح المختصر النافع لآغا محمد جعفر بن محمد علي الكرمانشاهي المتوفى حدود ١٢٥٠ ، ذكره أخوه قال : لكنه لم يتم ، بل خرج منه قريب ستة آلاف بيت إلى بحث الأغسال ، كتبه في قم في نيف وعشرة بعد المائتين والألف.

(١١) شرح المختصر النافع لآغا أحمد بن آغا محمد علي الكرمانشاهي.

(١٢) شرح المختصر النافع للشيخ إبراهيم بن محمد الغروي المتوفى ١٣٠٤.

__________________

(١) الكنى ج ٣ ص ٧

(٢) نسبه إلى قطيف ـ كشريف ـ بلد بالبحرين ( الكنى ج ٣ ص ٦٢ ).

٢٣

رأيت مجلد العتق منه عند الشيخ محمد شمس الدين فرغ منه ١٣٠٠.

(١٣) شرح المختصر النافع للشيخ عبد الله بن عباس الستري البحراني المتوفى في حدود سنة ١٢٧٠ ، عن عمر يقارب الثمانين ، ويسمى بـ كنز المسائل أيضا.

(١٤) شرح المختصر النافع للمولى عبد الصمد الهمداني الحائري ، الشهيد سنة ١٢١٦ ، رأيت قطعة منه من اللقطة إلى المواريث بخطه الشريف عند السادة آل الخرسان في النجف الأشرف بعنوان قوله : « حاويا لنقل الأقوال والأخبار والتحقيقات » وهو أبسط من الرياض بكثير.

(١٥) شرح المختصر النافع للأمير شرف الدين علي بن حجة الله الشولستاني شيخ العلامة المجلسي فرغ منه سنة ١٠٦٠ ويسمى بـ كنز العمال أيضا.

(١٦) شرح المختصر النافع الكبير ، اسمه « رياض المسائل وحياض الدلائل » للعلامة المير السيد علي بن محمد بن علي بن أبي المعالي المتوفى سنة ١٢٣١ ، وهو ابن أخت الوحيد البهبهاني ، وصهره على بنته ، طبع مكررا « ، وله شرح آخر » الصغير من الكبير ، موجود في : مكتبة كاشف الغطاء ، مكتبة السيد محمد صادق آل بحر العلوم (١).

(١٧) شرح المختصر النافع للسيد رضا الشيرازي ، اسمه « الأنوار الرضوية » طبع منه مجلد كبير سنة ١٢٨٧.

(١٨) شرح المختصر النافع للأمير السيد حسن بن الأمير ، السيد علي بن الأمير ، السيد محمد باقر ابن الأمير إسماعيل الواعظ الاصفهاني ، الشهير بـ الأمير السيد حسن المدرس كان تلميذ شريف العلماء ، وصاحب الجواهر ، والحاج محمد إبراهيم الكلباسي ، والحكيم المولى علي النوري وغيرهم ، وكان معاصرا للعلامة الأنصاري ، بل يرجحه عليه تلميذه العلامة الميرزا هاشم الچهارسوقي ، ومن جملة تلاميذه السيد المجدد الشيرازي المتوفى ١٣١٢ ، شرح مبسوط إلا أنه لم يتم ذكره الچهارسوقي ،

__________________

(١) وغيرها من المكتبات.

٢٤

ويأتي أن له فقها استدلاليا خرج منه الطهارة وبعض الصلاة والظاهر أنه هذا الشرح.

(١٩) شرح المختصر النافع للشيخ محمد رحيم البروجردي المجاور للمشهد الرضوي المتوفى بها في نيف وثلاث مائة وألف ، ذكره الفاضل في « مطلع الشمس ».

(٢٠) شرح المختصر النافع للسيد علي بن محمد رضا آل بحر العلوم المتوفى ١٢٩٨ في ثلاث مجلدات ويسمى بـ البرهان القاطع أيضا.

(٢١) شرح المختصر النافع للمولى علي أصغر بن المولى محمد حسن البيرجندي شيخ رواية المولى العلامة الشيخ محمد باقر البيرجندي ، ذكره في « بغية الطالب ».

(٢٢) شرح المختصر النافع للسيد المير محمد بن السيد محمد علي الكاشاني المتوفى سنة ١٢٩٤ اسمه « تكميل الأحكام » ذكره تلميذه المولى حبيب الله في « لب الألقاب » ص ٧٩.

(٢٣) شرح المختصر النافع للشيخ فخر الدين محمد بن أحمد بن طريح النجفي المتوفى ١٠٨٥ اسمه « الضياء اللامع ».

(٢٤) شرح المختصر النافع للسيد محمد بن علي بن أبي الحسن العاملي صاحب « المدارك » المتوفى سنة ١٠٠٩ اسمه « غاية المرام » ورأيت عند التقوي بطهران نسخة سماه فيها « هدية الطالبين » ورأيت أحد مجلداته من كتاب النكاح إلى آخر النذر بخط بعض تلامذته في مكتبة سيدنا الحسن صدر الدين ، تاريخ فراغه السنة السابعة بعد الألف.

(٢٥) شرح المختصر النافع للسيد محمد بن السيد حسن بن السيد محسن المقدس الأعرجي الكاظمي صاحب « المحصول » الذي توفي ١٢٩٩ ، وشرحه انتهى فيه إلى آخر العبادات موجود عند أحفاده.

(٢٦) شرح المختصر النافع للسيد نور الدين العاملي أخي صاحب « المدارك » المتوفى ١٠٦٨ اسمه « غرر الجامع » مبسوط لم يتم.

٢٥

(٢٧) شرح المختصر النافع للسيد محمد الهندي النجفي المتوفى بها سنة ١٣٢٣ ودفن في داره بمحلة الحويش.

(٢٨) شرح المختصر النافع للشيخ محمود الجابلقي من كبار تلامذة المحقق الكركي ، ويروي عنه السيد حسين بن حيدر الكركي عن السيد شجاع الدين محمود المازندراني جد سلطان العلماء عن الشيخ محمود الجابلقي هذا عن المحقق الشيخ علي الكركي.

(٢٩) شرح المختصر النافع لآية الله السيد محسن الحكيم الطباطبائي ـ قدس‌سره ـ إلى آخر مبحث الدماء ، هو أول ما كتبه في الفقه فرغ منه ١٣٣١.

(٣٠) شرح المختصر النافع لآية الله العظمى الحاج السيد أحمد الخوانساري  ـ قدس‌سره ـ فرغ منه سنة ١٤٠١.

(٣١) شرح المختصر النافع للمولى (١) فضل الله المعاصر للعلامة الحلي ، ولم أعرف منه شيئا ، ولعله الموجود في مكتبة كاشف الغطاء ضمن مجموعة رقم (١٥) (٢) من الطهارة إلى آخر صلاة الآيات ، قال في أوله : هذه فوائد علقتها على كتاب النافع مختصر الشرايع لبيان ما يعتمد عليه في الفتوى مما تردد فيه صاحب الكتاب أو أفتى فيه بخلاف ما يقتضيه الدليل.

هذه مجموع الشروح التي أكثرها مذكورة في ( الذريعة إلى تصانيف الشيعة ) للعلامة المتتبع الخبير الحاج الشيخ آغا بزرك الطهراني ـ شكر الله سعيه وجزاه الله عن المؤلفين خير الجزاء ـ.

وعليك بالتتبع في آثار الفقهاء لعلك تعثر على ما زاد على ذلك إذ لم يدع صاحب الذريعة أيضا أنها جميع ما اطلع عليه ، ولذا قال : ونذكر هنا بعض ما اطلعنا

__________________

(١) إنما أخرناه مع أن في الذريعة لم يؤخره لعدم جزم صاحب الذريعة كما يعرف من قوله ره : ولم أعرف .. إلى آخره.

(٢) قد جعلناه تحت رقم (٦).

٢٦

عليه من شروحه (١).

وقد سمعت من صاحب الذريعة أن متنه مما عول عليه كافة الفقهاء .. إلى آخره (٢).

وكفاك في الغرض من شرحه ملاحظة الكتاب التي هي بمنزلة المقدمة لهذا الشرح ، ولقد أتى شارحه كاشف الرموز بما هو المطلوب فلاحظ.

النسخ

أما المتن

نسخة مطبوعة في « دار الكتاب العربي » بمصر تحت نظارة وزارة الأوقاف المصرية ، وعليها مقدمة للشيخ العلامة الحجة محمد تقي القمي مدير « دار التقريب » بمصر ، وتاريخ طبعها سنة ١٣٧٦ من الهجرة النبوية القمرية.

(٢) متن الرياض الذي هو أحد الشروح للنافع المطبوع في سنة ١٣٠٧ من الهجرة النبوية القمرية.

(٣) نسخة مخطوطة بخط حسن ، وعليها حواش عربية وفارسية موضحة لبعض مجملات الكتاب ، وهي قديمة جدا على ما يستفاد من القرائن الخارجية وحيث إنها تكون ناقصة في آخرها بصفحة واحدة لم يعرف تاريخ كتابتها.

نعم لما كانت وقفا كتب في أوائلها تاريخ وقفها هكذا : جرى ذلك في أربع وعشرين من شعبان المعظم ١٢٢٥.

وأما الشرح

فإليك بـ « نسخها » :

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج ١٤ ص ٥٧ ـ ٦١.

(٢) الذريعة ج ١٤ ص ٥٧.

٢٧

(١) نسخة عتيقه جيدة الخط تامة من أول الكتاب إلى آخره مشتملة على خطبة الكتاب للشارح كثيرة الفائدة ، وفي آخرها : وقع الفراغ من تنميقه في شهر شعبان المعظم لسنة خمس عشر وتسع مائة هجرية نبوية ، اللهم اغفر لمصنفه ولكاتبه وخلد ظل صاحبه ( إنتهى ) وهذه النسخة أهداها السيد السعيد الطباطبائي إلى « مكتبة مسجد گوهر شاد ».

(٢) نسخة ثمينة مخطوطة بخط حسن مشتملة على خطبة الكتاب تامة من أولها إلى آخرها مشتملة على تاريخ أصل الشرح ، ولفظه هكذا :

واتفق الفراغ مصنفه في شعبان سنة اثنين وسبعين وست مائة ( إنتهى ).

ولم يعلم تاريخ كتابة هذه النسخة ، وهذه النسخة أهديت من « مكتبة مشكاة » وهي أصح النسخ وأمتنها.

(٣) نسخة عتيقة ناقصة الأول ـ إلى أوائل بحث الأذان وفصوله ـ وفي آخرها هكذا : واتفق الفراغ والاتمام في الخامس عشر من شهر الله الحرام سنة ثمانية وثلاثين وتسع مائة من الهجرة النبوية ـ صلوات الله على مشرفها ـ في بلدة شيراز على يد العبد الفقير .. (١) العمروي حامدا مصليا مسلما على محمد وآله ـ عليهم‌السلام ـ.

(٤) نسخة عتيقة تامة ، لكن من أول كتاب الطهارة إلى آخر الكتاب جيدة الخط غير مؤرخة ، عليها بعض الحواشي على بعض مواضع الكتاب ، وعليها بعض علائم المقابلة والقراءة ، وفي أولها بعض العبارات الذي لا يليق بأن يكون من الشارح ـ قدس‌سره ـ ونقلها غير نافع ، بل قادح وهذه النسخة من مكتبة سماحة آية الله العظمى السيد شهاب الدين النجفي الحسيني المرعشي ـ دام ظله ـ.

(٥) نسخة عتيقة غير مؤرخة من أول كتاب الطهارة إلى أواسط كتاب القصاص ناقصة وهي أيضا في عدم وجود الخطبة واشتمالها في أولها على ما لا يليق

__________________

(١) غير مقرو.

٢٨

نقله ـ من مكتبته أيضا ـ دام ظله ـ.

(٦) صورة فتوغرافية من نسخة أخرى تامة من مكتبته أيضا " دام ظله جيدة الخط وفي آخرها هكذا :

تم الكتاب بعون الله تعالى وحسن توفيقه ( إلى أن قال : ) على يد العبد الفقير إلى رحمة ربه وشفاعة نبيه محمد وآله الطاهرين علي بن شمروخ تقريبا في أضاحي نهار الثلاثاء ثامن عشر من شهر الله الحرام الأصب رجب المبارك من سنة ثمان وستين وسبعمائة هلالية من الهجرة.

كيف وضع نسخ هذا الكتاب وتصحيحنا له؟

هذا السفر القيم لما كان مرجعا منذ ألف لأكابر من تأخر عن مؤلفه من الأكابر والأجلة ، لا محالة يحصل دواعي المستفيدين لاستنساخه.

ولما كان المستنسخون مختلفين حسب مراتب دركهم والتعجيل والتأني في الاستنساخ ، يلزمه اختلاف النسخ ، ولا سيما إذا كانت النسخة الأصلية غير مقروة على مؤلفة ، ثم على المشايخ العظام ، أو لم يدقق هو في الاستنساخ أو لم يعمل الدقة في التصحيح لدى القراءة والمقابلة.

ولازم ذلك كله حصول الاشتباه والخطأ والاختلاف ، ولذا كانت النسخ الموجودة عندنا مختلفة غاية الاختلاف فرب كلمة أو جملة وجدت في إحداها ولم توجد في الأخرى ، أو وجدت كلمة أو جملة أخرى في الثالثة أو كانت الكلمتان في الرابعة أو لم توجد واحدة منهما في الخامسة ، فالاختلاف في النسخ من جهات تلي :

١ ـ من حيث السقط وعدمه.

٢ ـ من حيث الخطأ في الكلمة وعدمه

٣ ـ في نقل الرواية سندا " تارة ومتن الحديث أخرى.

٤ ـ في ذكر مآخذ الأحاديث ، فرب حديث ذكر في النسخة أنه من الكافي مثلا وهو غير موجود فيه بل موجود في غيره من الكتب الحديثية أو بالعكس.

٢٩

فلذا رأينا أن لا نكتفي بما في النسخ ، بل علمنا بما يلي :

١ ـ إسقاط الألفاظ المغلوطة قطعا " وعدم ضبطها أصلا.

٢ ـ اختيار ما هو الأصح أو الصحيح من النسخ ـ أي نسخة من النسخ الستة التي كانت عندنا ـ وجعله أصلا وجعل علامة ( خ ل ) أو ( خ ) أو ( كا ) للكافي و ( يب ) للتهذيب و ( قيه ) للفقيه و ( ئل ) للوسائل.

وأضفنا إلى ذلك ما يلي :

١ ـ توضيح بعض الألفاظ المجملة أو الغامضة غير مأنوسة الاستعمال ، أو غير بينه المراد بقدر ما يقتضي الضرورة ، فإن الضرورات تقدر بقدرها.

٢ ـ ذكر مواضع الآيات أو الروايات وغيرها وتعيين محلها من الوسائل وغيره.

٣ ـ مقابلة الأكثر الأحاديث المستدل بها مع المآخذ المنقولة منها.

٤ ـ نقل تمام الحديث ـ أحيانا « ـ الذي لم يكن موجودا » في النسخ أصلا ، أو كان سقط شئ منها ، إلى غير ذلك من التدقيقات.

فصار مجموع ما ذكر ـ بحمد الله بمنزلة نسخة صحيحة ـ نرجو من الله أن يصير مقبولا لدى جنابه ، وأن يجعله ذخرا " لنا ولجميع من أعان وسعى وجد واجتهد لنشر هذا التراث العلمي بحق ولي العصر الحجة ابن الحسن العسكري عليه وعلى آبائه الكرام الهداة المهديين ألف ثناء وتحية وصلى الله على محمد وآله البررة هداة البرية الذين لا صلاة لمن لم يصل عليهم.

٣٠

٣١

٣٢

٣٣

٣٤

٣٥

٣٦

بسم الله الرحمن الرحيم

كشف الرموز

يقول (١) العبد الضعيف ، الراجي عفو ربه ، الحسن بن أبي طالب اليوسفي الآبي.

حمدا لمنعم لا يحمد إلا بنعمته ، وصلاة على سيد لا نرحم إلا بصلته ، وتمسكا بشريف لا يقبل الطاعة إلا بمحبته ، ومحبة عترته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (٢).

وبعد فلما وفقني ربي ـ عظمت نعمته ـ إرشاد المصالح ، وألهمني معرفة الصالح والطالح ، نظرت بعين صافية محفوظة من العنادية ، تحصيلا للنجاة الأبدية ، وزلفى إلى الحضرة القدسية ، رأيتها مقرونة بحبال المعارف العلمية ، موصولة إلى الوظائف العملية ، مشدودة بضبط العلماء الذين هم ورثة الأنبياء فتعين الجثوم ( الجثو خ ) (٣) على ركبة التحصيل بين يديهم ، والقصد إلى سواء السبيل إليهم.

فاتفق ـ بالطالع المسعود والرأي المحمود ـ توجهي إلى الحلة السيفية ـ حماها الله من

__________________

(١) وفي نسخة هكذا : بسم الله الرحمن الرحيم ، يقول الصدر العالم السلطان العلماء المحققين ، زين الدين الحسن بن أبي طالب اليوسفي الآبي رحمه‌الله حمدا .. الخ.

(٢) اقتباس من الآية الشريفة.

(٣) جثم جثوما « لزم مكانه فلم يبرح ، وفي المصباح جثم الطائر والأرنب يجثم جثوما » ، وهو كالبروك من البعير ( مجمع البحرين ) وجثا جثوا جلس على ركبتيه أو قام على أطراف أصابعه فهو جاث ( المنجد ).

٣٧

النوائب ، وجنبها من الشوائب ـ فقرأت عند الوصول (١) بلدة طيبة ورب غفور (٢).

فكم بها من أعيان العلماء بهم التقيت ، والمعارف الفقهاء ، بأيهم اقتديت اهتديت ، وكان صدر جريدتها ، وبيت قصيدتها ـ جمال كمالها وكمال جمالها ـ الشيخ الفاضل ( العالم خ ) الكامل عين أعيان العلماء ، ورأس رؤساء الفضلاء ، نجم الدين حجة الإسلام ( والمسلمين ) أبا القاسم جعفر بن الحسن بن سعيد عظم الله قدره وطول عمره.

فاستسعدت ( فاستعدت خ ) ببهاء طلعته ، واستفدت من جنى ثمرته في كل فصل من كل فن ، وصرفت أكثر همى وسابق فهمي إلى العلوم الدينية الفقهية والكلامية ، إذ لا تدرك إلا بكمال العقل ، وصفاء الذهن وعليها مدار الدين ، وتحقيق اليقين.

يشهد بذلك الكلام النبوي صلى‌الله‌عليه‌وآله ( صلوات الله على قائله خ ) لكل شئ عماد وعماد هذا الدين الفقه ( التفقه خ ) (٣) وهو الرتبة العالية والدرجة السامية ما بذلت لكل راغب ، ولا سهلت لكل طالب ، بل خص الله بها قوما ومنع ( منعها خ ) آخرين ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم (٤).

فلما فرغت من بحث كتابة الشرايع ومنتخبه النافع في الشرايع عنيت قرير ناظر العين ، قرين ناظر العيش مستريحا من مناقشة المتعلمين ، ومنافثة المعلمين ، وخلعت العذار (٥) على العود ، ورفضت مرحا ( ورقعت مدحا خ ) للسير ، لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون (٦).

__________________

(١) يعني قرأت عند وصولي إلى الحلة ، هذه الآية الشريفة

(٢) السبأ ـ ١٥.

(٣) كنز العمال ج ١٠ ، ص ١٥٠ وفيه ( دعامة ) بدل ( عماد ) وزاد : لفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد.

(٤) الجمعة ـ ٤.

(٥) هكذا ولعل الصحيح ـ الأنداد.

(٦) التوبة ـ ١٢٢.

٣٨

فالتمس مني بعض إخواني في الدين ، ورفقائي في طلب اليقين ، حسن الظن بي  ـ والظن يخطئ ويصيب ـ أن اكشف قناع الإشكال عن رموزات كتاب النافع ، أعني كتاب مختصر الشرايع ، إذ هي إشارة إما إلى أقوال الأصحاب ، وفتاويهم وأخبارهم وأحاديثهم ، وإما إلى مدلول الأصول المسلمة والاطلاقات المشهورة ، ويصعب على المبتدي ، بل على المنتهي حفظها ، ويشكل ضبطها احتياطا لها إلى مطالعة الكتب وممارستها ، وتكرار الأنظار ومداومتها.

فوجدت طاعته راحة ، وإجابته طاعة ، فقمت به ، مستعينا بمسبب الأسباب ، ومسهل الصعاب ، وشرطت أن لا أجاوز من ( عن خ ) شرح الرمز إلى حل اللفظ ، إلا في الندرة ، مع ماس الحاجة ، وأن لا أخل بإيضاح الرموز ، إلا ما زاغ البصر ، واستغنى منه ، والله ولي التوفيق.

وهنا مقدمات ثلاث ( ثلاثة خ )

( الأولى ) قد قرر المصنف أدام الله ظله أن كل ما في كتابه من قوله : ( الأشهر ) يعني به من الروايات المختلفة ( والأظهر ) (١) في فتاوى الأصحاب ، ( والأشبه ) ما تدل عليه أصول المذهب ، من العمومات والاطلاقات ، أو دلالة عقل ، أو تمسك بالأصل ، وفي معناه ، ( الأنسب والأصح ) من الأقوال مما لا يحتمل عند المصنف ، ويستعمل ( الأحوط ) بمعنى المندوب والأولوية.

( المقدمة الثانية ) وقد أودعت ـ في هذا الكتاب مما استدللت به ـ الروايات المستعملة غير الشاذة والنادرة (٢) واجتهدت في إيراد الأصح منها فالأصح ، اللهم إلا استعملها المشايخ في فتاويهم ، فأوردتها ، والنظر إلى علمهم لا إليها ، واقتصرت في الاستدلالات على ألفاظ محورة ( محررة خ ) وعبارة مقتصرة ( مقتصرة خ ) غير مخلة

__________________

(١) في نسخة ( وإن ظهر ).

(٢) ملخص المقصود من قوله : ( واجتهدت إلى قوله : إليها ) إني اجتهدت في إيراد ما هو الأصح سندا فالأصح إلا ما عمل به الفقهاء المشايخ من الأخبار الغير الصحاح.

٣٩

( غير مطنبة خ ) حذار الإضجار ومخافة الإملال.

( المقدمة الثالثة ) قد اقتصرت في ذكر أقوال الأصحاب على المشايخ الأعيان الذين هم قدوة الإمامية ورؤساء الشيعة ، الشيخ جليل أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، والشيخ المفيد ، والمرتضى علم الهدى ، والفقيه علي بن بابويه ، وابنه أبو جعفر محمد بن علي ، والحسن بن أبي عقيل العماني ، وأبو الصلاح علي بن تقي الحلبي ، وأبو يعلى سلار ، ومحمد بن إدريس الحلي.

وأخللت بذكر متابعي الشيخ ، إذ به غنية عنهم ، وربما أفرد بذكر القاضي عبد العزيز بن البراج ، والشيخ السعيد قطب الدين الراوندي صاحب المغني والرايع (١) والشيخ العميد عماد الدين الطوسي صاحب الواسطة والوسيلة ، تغمدهم الله برحمته ، وحشرهم مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعترته عليهم الصلاة والسلام.

وأخللت بذكر ابن الجنيد (٢) إلا نادرا ، لما ذكر الشيخ أبو جعفر أنه كان يقول بالقياس ، فتركت تصانيفه.

وقد أعبر عن المصنف بـ ( شيخنا ) دام ظله ، وعن أبي جعفر الطوسي بـ ( الشيخ ) وعنه وعن المفيد بـ ( الشيخين ) وعنهما مع المرتضى بـ ( الثلاثة ) وعن محمد بن إدريس الحلي بـ ( المتأخر ) إذ رجح على متأخري زمانه لحسن ( بحسن خ ) النظر وتدقيقه في أصل الفقه وتفريعه ( تعريفه خ ) ولعمري لقد نبه على مواضع ، ولكن أخفاء بجفائه

__________________

(١) في تنقيح المقال للمامقاني ره : ما هذا لفظه : وعن السماهيجي في محكي إجازته للشيخ قطب الدين أبو الحسين سعيد بن الله بن الحسن الرواندي ( إلى أن قال ) : له تصانيف كثيرة منها كتاب الخرائج في المعجزات ، وكتاب الإيجاز ، وشرح النهاية للشيخ الطوسي سماه المغني ، عشر مجلدات ( إلى أن قال ) : وزاد الشيخ الحر العاملي في مصنفاته ، الرابع في شرح الشرايع مجلدات. انتهى موضع الحاجة ( راجع ج ٢ ص ٢٢ طبع النجف الأشرف ) وفي الكنى والألقاب للقمي : سعيد بدل سعد.

(٢) هو محمد بن أحمد بن الجنيد أبو علي الكاتب الإسكافي من أكابر علماء الشيعة الإمامية جيد التصنيف المتوفى على ما قيل بالري سنة ٣٨١ يروي عنه المفيد ( الكنى والألقاب ملخصا ج ٢ ص ٢٢ ).

٤٠