والده وأمر بالذهاب مع والده إلى خانية فاستعفى لعلة كانت به عن الذهاب ، فعفي عنه وبقي عند عمه سليمان الوزير بأطرابلس ، ثم أنعمت الدولة لعمه المذكور له بمالكانة حماة وتوابعها مناصفة وذهب إليها وسار بها سيرة حسنة وعمر بها خانات وحمامات وبساتين ودور ليس لذلك كله في البلاد الشامية نظير ، ثم أنعمت له الدولة بطوخين برتبة روملي وصار جرداويا لأمير الحاج علي باشا الوزير بن عبدي باشا الوزير سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف ، ثم بعد عوده ولي صيدا فضاق بها ذرعا لأمور يطول شرحها فاستعفى وطلب حماة منصبا بعد أن كانت مالكانة له ولعمه كما تقدم ، فرفعته من المالكانة ووجهت له منصبا ودخلها سنة أربع وخمسين وماية وألف وبذل الأموال إلى أن جعلها مالكانة له بعناية الوزير الكبير بكر باشا والي جدة سابقا ، وفي سنة ست وخمسين تولى دمشق وإمرة الحاج لموت عمه سليمان الوزير وحج بالحجيج أربع عشرة حجة وعزل عن دمشق وإمرة الحاج بالوزير حسين باشا مكي زاده وولوه حلب ، فدخلها أوائل جمادى الآخرة سنة سبعين ومائة وألف ، وبعد ستة أيام من دخوله إليها عزل وولي مصر فاستعفى فقرر بحلب إلى أوائل سنة إحدى وسبعين وماية وألف ، ففي محرمها عزل وولي سيواس فرحل إليها وهو يقدم رجلا ويؤخر أخرى ، فدخلها في اواخر ربيع الأول ، ثم في ثامن رجب من السنة المذكورة وصل الأمر العالي عن يد محمد آغا الأورفلي رئيس البوابين بالباب العالي بالقبض على صاحب الترجمة ونفيه الى جزيرة كريد ، ونسبوا ما وقع للحجيج له ، وأخر من سيواس لنحو الجزيرة المذكورة.
فقتل بمدينة أنقرة ليلة خامس شعبان من السنة المذكورة بداخل حمام. وكان ملازما للصلاة بالجماعة وكثرة الطواف وزيارة روضة سيد الأنام حين تردده إلى الحرمين رحمهالله تعالى وسامحه ، وأعقب بنتا زوّجت من ابن عمها محمد باشا الوزير المترجم آنفا.
تولية حلب للوزير عبد الجليل زاده حسين باشا
قال العلامة المرادي : حسين باشا ابن إسماعيل باشا الجليلي وحيد دهره وفريد عصره عدلا وكرما ورياسة وتقدما ، تعاطى كؤوس الفضل شابا وكهلا وشيخا ورسخ قدمه في المحاسن رسوخا. كان في العزم والثبات والحزم في مكان لا ينال. ترجمه عثمان الدفتري في كتابه الروض فقال : صاحب الآثار المعمورة والمحامد المبرورة ، الذي قلد أعناق الأنام