قال الحافظ محمد بن أبي نصر الحميدي : أخبرني بعض أصحاب الحديث ببغداد أن هشام بن عمار قال : سألت الله تعالى سبع حوائج ، فقضى لي منها ستاً ، والواحدة ما أدري ما صنع فيها. سألته أن يغفر لي ولوالدي فما أدري ، وسألته أن يرزقني الحج ففعل ، وسألته أن يعمرني مئة سنة ففعل. قلت : إنما عاش اثنتين وتسعين سنة.
ثم قال : وسألته أن يجعلني مصدقاً على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ففعل.
وسألته أن يجعل الناس يغدون إليّ في طلب العلم ففعل.
وسألته أن أخطب على منبر دمشق ففعل.
وسألته أن يرزقني ألف دينار حلالاً ففعل.
قال : فقيل له : كل شيء قد عرفناه ، فألف دينار حلال من أين لك؟ فقال : وجه المتوكل بعض ولده ليكتب عني لما خرج إلينا ، يعني لما سكن دمشق ، وبني له القصر بداريا. قال : ونحن نلبس الاَزر ، ولا نلبس السراويلات فجلست فانكشف ذكري ، فرآه الغلام فقال : إستتر يا عم. قلت رأيته قال : نعم. قلت : أما إنه لا ترمد عينك أبداً إن شاء الله!
قال : فلما دخل على المتوكل ضحك ، قال فسأله فأخبره بما قلت له ، فقال : فأل حسن تفاءل لك به رجل من أهل العلم! احملوا إليه ألف دينار ، فحملت إلي فأتتني من غير مسألة ، ولا استشراف نفس. فهذه حكاية منقطعة. ولعلها جرت.
وذكر الذهبي قصته مع مالك في ص ٤٢٨ فقال :
قال أبوبكر محمد بن سليمان الربعي : حدثنا محمد بن الفيض الغساني ، سمعت هشام بن عمار يقول : باع أبي بيتاً له بعشرين ديناراً ، وجهزني للحج ، فلما صرت إلى المدينة ، أتيت مجلس مالك ، ومعي مسائل أريد أن أسأله عنها. فأتيته ، وهو جالس في هيئة الملوك وغلمان قيام والناس يسألونه وهو يجيبهم! فلما انقضى المجلس