ـ وروى ابن حجر في لسان الميزان ج ٣ ص ٢٩٩ صيغة معقولة لهذا الحديث قال : ... العلاء بن مسلمة ، حدثنا عبدالله بن سيف ، ثنا إسماعيل بن رافع ، عن المقبري ، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً : لا يضربن أحدكم وجه خادمه ولا يقول لعن الله من أشبه وجهك ، فإن الله خلق آدم على صورة وجهه. انتهى. فهل يقبلها اخواننا ويخلصون أنفسهم من ورطة التجسيم.
ـ لجنة الاِفتاء الوهابية ج ٤ ص ٣٦٨ فتوى رقم ٢٣٣١
س ١ : عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : خلق الله آدم على صورته ستون ذراعاً ، فهل هذا الحديث صحيح؟
ج : نص الحديث : خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً ثم قال : إذهب فسلم على أولئك النفر ، وهم نفر من الملائكة جلوس ، فاستمع فما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك ، فذهب فقال : السلام عليكم ، فقالوا : السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله ، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم طوله ستون ذراعاً ، فلم يزل الخلق تنقص بعده إلى الآن. رواه الاِمام أحمد والبخاري ومسلم. وهو حديث صحيح ولا غرابة في متنه فإن له معنيان :
الاَول : أن الله لم يخلف آدم صغيراً قصيراً كالاَطفال من ذريته ثم نما وطال حتى بلغ ستين ذراعاً ، بل جعله يوم خلقه طويلاً على صورة نفسه النهائية طوله ستون ذراعاً.
والثاني : أن الضمير في قوله ( على صورته ) يعود على الله بدليل ما جاء في رواية أخرى صحيحة : على صورة الرحمن وهو ظاهر السياق ولا يلزم على ذلك التشبيه ، فإن الله سمى نفسه بأسماء سمى بها خلقه ، ووصف نفسه بصفات وصف بها خلقه ، ولم يلزم من ذلك التشبيه وكذا الصورة ، ولا يلزم من إتيانها لله تشبيهه بخلقه لاَن الاشتراك في الاِسم وفي المعنى الكلي لا يلزم منه التشبيه فيما يخص كلا منهما ، لقوله تعالى : ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.