العمل بالخبر فى القبلة والوقت مسئلة فرعية والعمل بخبر الواحد فى الاحكام مسئلة اصولية.
وكيف كان فلا اشكال فى شيء من ذلك وانما الخلاف والاشكال فى جواز التقليد فى اصول الدين فقيل بصحته والاكتفاء به وقيل بالمنع عنه ووجوب النظر واما القول بحرمة النظر فليس قولا بوجوب التقليد ، كما انه لا يراد منه حرمة النظر حتى بالنسبة الى من اعتقد خلاف الحق او تردد فيه بل الظاهر ان المراد منه ان كل من حصل الاعتقادات الحقة بطريق من الطرق تقليدا كان او بالنظر او بالفطرة او بما فرض كونه طريقا يحرم عليه الخوض فى ملاحظة صحتها وسقمها بالاستدلالات والبراهين.
احتج الموجبون للنظر بالآيات الدالة على ذم الكفار على التقليد وقولهم : (إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ) (١) وبما دل على ايجاب العلم المتوقف على النظر مثل قوله ـ تعالى ـ (أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) وليس من خواصه ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ لو لم يكن من قبيل اياك بل هو منه وبالاخبار الدالة على ان الايمان هو ما استقر فى القلوب وما دل على ان المؤمن والكافر كليهما يجيبان فى القبر عن مسئلة الرب ـ جل ذكره ـ والنبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ والدين والامام.
ثم يقال للمؤمن من اين علمت ذلك؟ فيقول امر هدانى الله اليه وثبتنى عليه ، فيقال له نم نومة العروس فيفتح له (باب) من الجنّة فيدخل اليه روحها وريحانها ويقال للكافر من اين علمت ذلك فيقول : سمعت الناس يقولون
__________________
(١) ـ الزخرف : ٢٣