مظهرا ، وقد تقدّم مظهرا ، وذلك للتعظيم والتفخيم ، ولمعنى التعجب الذي فيه. وكذلك قوله تعالى : (وَاسْتَغْفِرُوا اللّٰهَ إِنَّ اللّٰهَ) (١) ، وكان حقّه كلّه أن يعاد مضمرا ، لكن أظهر لما ذكرنا. وإنما وقعت «هو» كناية في أول الكلام ، لأنها بعد كلام جرى على جواب سائل ، لأن اليهود سألت النبيّ ـ عليه السّلام ـ أن يصف لهم ربّه وينسبه لهم ، فأنزل اللّه تعالى : قل يا محمد «قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ» ، أي : الحديث الذي سألتم عنه «اللّه أحد اللّه الصمد» إلى آخر السورة.
وقال الأخفش والفرّاء : هو كناية عن مفرد ، و «اللّٰهُ» خبره ، و «أَحَدٌ» بدل من «اللّٰهُ» تعالى. وأصل «أَحَدٌ» : وحد ، فأبدلوا من الواو همزة ، وهو قليل في الواو المفتوحة. و «أَحَدٌ» بمعنى «واحد». [قال ابن (٢)الأنباري : «أحد» بمعنى «واحد» ، سقطت الألف منه على لغة من يقول : «وحد» في «الواحد» ، وأبدلت الهمزة من الواو المفتوحة (٣) كما أبدلت في قولهم : امرأة أناة ، أصلها : وناة ، من ونى يني ، إذا فتر ، ولم يسمع إبدال الهمزة من الواو المفتوحة ، إلاّ في «أحد» و «أناة»].
وقيل : أصل «أحد» : وأحد ، فأبدلوا من الواو همزة ، فاجتمع همزتان ، فحذفت الواحدة تخفيفا ، فهو «وأحد» في الأصل. وقد قيل : إنّ «أحدا» بمعنى «الأول» ، لا إبدال فيه ولا تغيير ، بمنزلة : اليوم الأحد ، وكقولهم : لا أحد في الدار. وفي «أحد» فائدة ليست في «واحد» ؛ لأنك إذا قلت : لا يقوم لزيد (٤) واحد ، جاز أن يقوم له اثنان فأكثر ، وإذا قلت : لا يقوم له أحد ، نفيت الكلّ ، وهذا إنما يكون في النفي خاصّة ؛ فأما في الإيجاب فلا يكون فيه ذلك المعنى. و «أحد» إذا كان بمعنى «واحد» وقع في الإيجاب ،
__________________
(١) سورة المزمل : الآية ٢٠.
(٢) لفظ «ابن» سقط من : (ح).
(٣) في(ح) : «والمفتوحة».
(٤) في الصفحات التالية بياض شمل بعض أطراف أسطر الأصل ، وقد أكمل النقص من : (ح).