مكسورة ، والذال وإن كانت مفتوحة في الاستقبال (١) ، فحقّها الكسر ، لأن الماضي «وذر» (٢) ، ولا يأتي يفعل بالفتح من فعل ، إلا أن يكون فيه حرف حلق ، ولا حرف حلق في «وذر» ، وإنما فتحت الذال لأنها محمولة على ما هو (٣) في معناها وهو «يدع» ، فلما كان «يذر» بمعنى «يدع» ، و «يدع» فتحه حرف الحلق ، وأصل داله الكسر ، فحذفت الواو من «يدع» على أصله ، ولم يلتفت إلى الفتحة التي أحدث (٤) حرف الحلق ، فلما كان «يذر» بمعنى «يدع» ومحمولا (٥) عليه في فتحة عينه ، حذفت أيضا الواو على الأصل ، لو استعمل (٦). فلما حذفت الواو لما ذكرنا ، استغني عن ألف الوصل فبقي (ذَرْهُمْ) كما هو في التلاوة ، وأصله وعلّته ما ذكرنا.
١٢٥٣ ـ قوله تعالى : (إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ) ـ ٤ ـ (كِتابٌ) مبتدأ ، و (لَها) الخبر ، والجملة في موضع نعت للقرية. ويجوز حذف الواو من (وَلَها) لو كان في الكلام (٧).
١٢٥٤ ـ قوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ) ـ ٩ ـ
[«نَحْنُ»](٨) في موضع نصب على التأكيد لاسم «إنّ». ويجوز أن تكون في موضع رفع بالابتداء ، و (نَزَّلْنَا) الخبر ، والجملة خبر «إنّ». ولا يجوز أن تكون [«نَحْنُ»] (٩) فاصلة لا موضع لها من الإعراب ؛ لأن
__________________
(١) في(ح) : «الاستعمال».
(٢) لفظ «وذر» ساقط في(ح).
(٣) قوله «ما هو» ساقط في(ح).
(٤) في(ح) : «أحدثت» وفي(ق) : «أحدثها» ، وأثبت ما في(ظ ، د).
(٥) في(ح) : «ومحمول».
(٦) في(ح) : «واستعمل» وأثبت ما في(ظ ، د ، ق).
(٧) في البيان لابن الأنباري ٦٥/٢ : «ويجوز حذف الواو من(ولها)في هذا النحو ، فى اختيار الكلام ؛ لمكان الضمير» ، وفي إعراب القرآن للنحاس ١٩١/٢ : «وفي غير القرآن يجوز حذف الواو».
(٨) تكملة من(ظ ، ق ، د).
(٩) تكملة من(ظ ، ق).