بالابتداء ، لاشتغال الفعل بالضمير وهو (أَهْلَكْناها) وما بعدها خبرها ، وهي خبر. ويجوز أن تكون في موضع نصب بإضمار فعل بعدها ، تقديره : وكم أهلكنا من قرية أهلكناها. ولا يجوز أن يقدّر الفعل المضمر قبلها ، لأن «كم» لا يعمل فيها ما قبلها لمضارعتها (كَمْ) في الاستفهام ، ولأن لها صدر الكلام أيضا (١) ؛ ونقيضها (٢) «ربّ» التي لها صدر الكلام أيضا ، [و] تقدير الآية : وكم من قرية أردنا إهلاكها فجاءها بأسنا ، كما قال تعالى : (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ)(٣) معناه : فإذا أردت أن تقرأ القرآن فاستعذ بالله.
٨٩٨ ـ قوله تعالى : (بَياتاً) ـ ٤ ـ مصدر في موضع الحال [بمعنى : فجاءها بأسنا مبيّتا](٤). وقوله : (أَوْ هُمْ قائِلُونَ) ابتداء وخبر ، في موضع الحال من أهل القرية.
٨٩٩ ـ قوله تعالى : (إِلَّا أَنْ قالُوا) ـ ٥ ـ (أَنْ) في موضع نصب خبر «كان» ، و (دَعْواهُمْ) الاسم. ويجوز أن تكون (أَنْ) في موضع رفع على اسم «كان» و (دَعْواهُمْ) الخبر مقدّما.
٩٠٠ ـ قوله تعالى : (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُ) ـ ٨ ـ (الْحَقُّ) نعت للوزن ، و (الْوَزْنُ) مبتدأ ، و (يَوْمَئِذٍ) ظرف فيه الخبر. وإن شئت جعلت (الْحَقُّ) خبرا عن (الْوَزْنُ) و (يَوْمَئِذٍ) ظرف ملغى تنصبه بالوزن (٥).
ويجوز نصب (الْحَقُّ) على المصدر ، و (يَوْمَئِذٍ) خبر (الْوَزْنُ) ، فإذا جعلت (الْحَقُّ) خبر (الْوَزْنُ) نصبت (يَوْمَئِذٍ) على الظرف للوزن ، فهو عامل فيه ، وإن شئت على المفعول ، على السّعة ، و (يَوْمَئِذٍ) في صلة المصدر ، في الوجهين جميعا.
__________________
(١) في(ح ، ظ ، ق) : «إذ هي نقيضة ربّ».
(٢) أي : نقيضها في المعنى ، فكم للتكثير ، ورب للتقليل.
(٣) سورة النحل : الآية ٩٨.
(٤) زيادة في الأصل.
(٥) في الأصل : «ظرف ملغى يعمل فيه الوزن ، فهو مفعول فيه».