٣٣٣ ـ قوله تعالى : (فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ) ـ ٢٨٣ ـ الياء التي في اللفظ في (الَّذِي) في قراءة ورش (١) بدل من الهمزة الساكنة التي هي فاء الفعل في (اؤْتُمِنَ) ، وياء (الَّذِي) حذفت لالتقاء الساكنين ، كما تحذف (٢) إذا خففت الهمزة.
٣٣٤ ـ قوله تعالى : (فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ) ـ ٢٨٣ ـ (آثِمٌ) خبر (إِنْ) ، و (قَلْبُهُ) رفع بفعله ، وهو الآثم. ويجوز أن يرفع (آثِماً) بالابتداء ، و (قَلْبُهُ) بفعله ، ويسدّ مسدّ الخبر ، والجملة خبر (إِنْ). ويجوز أن ترفع القلب بالابتداء ، و (آثِمٌ) خبره ، والجملة خبر (إِنْ). ويجوز أن تجعل (آثِماً) خبر (إِنْ) و (قَلْبُهُ) بدلا من الضمير في (آثِمٌ) ؛ وهو بدل البعض من الكل. وأجاز أبو حاتم نصب «قلبه» ب (آثِمٌ) ، ينصبه على التفسير ، وهو بعيد ؛ لأنّه معرفة (٣).
٣٣٥ ـ قوله تعالى : (فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ) ـ ٢٨٤ ـ من جزم (٤) من القراء عطفه على (يُحاسِبْكُمْ) الذي هو جواب الشرط. وروي
__________________
(١) قرأ به أيضا أبو جعفر ، وأبو عمرو بخلاف. النشر ٢ / ٢٢٩ ؛ والإتحاف ؛ ص ١٦٧.
(٢) في (ح ، ق) : «حذفت». وانظر : البيان ١ / ١٨٤ ؛ وإملاء ما منّ به الرحمن ، للعكبري ١ / ٧١.
(٣) في مغني اللبيب ٢ / ٥٧٢ : «ومن الوهم .. قول مكي في قراءة ابن أبي عبلة (فإنه آثم قلبه) بالنصب : إن (قلبه) تمييز. والصواب أنه مشبه بالمفعول به كحسن وجهه ، أو بدل من اسم (إنّ)». وهذا تحامل من صاحب المغني ، لأن المؤلّف استبعده أيضا ، ويؤكده ما جاء في المجيد ٣٣٣ / أ ، ب : «... وقرأ ابن أبي عبلة (قلبه) بالنصب ، وخرّجه مكي على التفسير بعين التمييز. وضعّفه بأنه معرفة ..» وجاء في البحر المحيط ٢ / ٣٥٧ أنّ الكوفيين يجيزون مجيء التمييز معرفة. وخرجه بعضهم على أنه منصوب على التشبيه بالمفعول به ، نحو : مررت برجل حسن وجهه ، وهذا التخريج على مذهب الكوفيين جائز ، وعلى مذهب المبرد ممنوع ، ويجيزه سيبويه في الشعر فقط.
(٤) قرأ بجزم (يغفر ويعذب) غير عاصم وابن عامر وأبي جعفر ويعقوب ، وأما هؤلاء