جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللاَّئِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ) (٤)
(وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ) أي يبينه لتمشي عليه فإنه الكفيل.
(ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (٥)
لا يقال ابن إلا لبنوة الصلب وإن جازت بنوة التبني ولكن قول الله أولى ، جاء في الخبر النبوي [من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله] فبنوة التبنّي بالاصطفا والمرتبة واللفظ ، ولفظة الابن هي المنهي عنها.
(النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلاَّ أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً) (٦)
(النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) ـ إشارة ـ فإنه صلىاللهعليهوسلم الأب في الولادة الدينية ، فلذلك كان أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وأزواجه في هذه الولادة المعنوية النفوس الطاهرات الصالحات لأن تكون موردا لأسراره ، وهم الرجال العلماء ، والمؤمنون ليسوا رجالا بهذا الاعتبار لأنهم أطفال في الرضاع ، فأعط الطين حقه وإن جاهدك على أن تشرك بالله ما ليس لك به علم فلا تطعه ، وصاحبه في الدنيا معروفا ، وانفر إلى رحمك الديني الذي هو أولى بك من نفسك ، قال تعالى في الرحم الديني : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ