(مِنْ ماءٍ مَهِينٍ) وهو الماء الذي استقر في رحم المرأة.
(ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) (٩)
(ثُمَّ سَوَّاهُ) فبعد تسوية أرض البدن وقبوله للاشتعال بما فيه من الرطوبة والحرارة ، نفخ الله فيه فاشتعل ، فكان ذلك الاشتعال روحا له (وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ) وهي القوى والمعاني التي لا توجد إلا في هذه الأرض البدنية الإنسانية (قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ).
(وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ (١٠) قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (١١) وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ) (١٢)
يحشر المجرمون وهم أصحاب الشمال منكوسين ، أما السعداء فيحشرون على حال الاستقامة.
(وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) (١٣)
لا حكم لأداة لو ، فإن كلمة لو لو زرعت ما نبت عنها شيء ويخسر البذر ، فمتى سمعت ـ لو ـ حيث سمعتها فلا تنظر إلى ما تحتها ، فإن ما تحتها ما يوجد ، فلا تخف منها ولا من دلالتها ، وليكن مشهودك الواقع خاصة.