المقام العالي ، ومنها أن تخفي كونها صدقة فلا يعلم المتصدق عليه أنه بين يدي المتصدق ، خرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : [سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، إمام عادل وشاب نشأ في (طاعة) عبادة الله ، ورجل قلبه متعلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله ، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها ، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه] والكامل من الناس يعلن في وقت في الموضع الذي يرى أن الحق رجح فيه الإعلان ، ويسر بها في وقت في الموضع الذي يرى أن الحق يرجح فيه الإسرار.
(لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) (٣٠)
نسبة الشكر إليه تعالى ببنية المبالغة في حق من أعطاه من العمل ما تعين على جميع أعضائه وقواه الظاهرة والباطنة ، في كل حال بما يليق به ، وفي كل زمان بما يليق به ، فيشكره الحق على كل ذلك بالاسم الشكور.
(وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (٣١) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) (٣٢)
(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ) هو القرآن المحفوظ من التحريف والزيادة (الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) المصطفى من عباد الله لا يتقدم له نظر عقلي في العلم بالله ، فإنه ما تقدم لنبي قط قبل نبوته نظر عقلي في العلم بالله ، ولا ينبغي له ذلك ، وكذلك كل ولي مصطفى ، وسبب ذلك أن النظر يقيده في الله بأمر ما يميزه به عن سائر الأمور ، ولا يقدر على نسبة عموم