وسبق أن طبع (العالم والمتعلم) رواية أبي مقاتل في الهند قبل نحو عشر سنين بمعرفة إخواننا الأعزاء هناك لكنه خلو من السند مع بعض مخالفة لما عندنا من النسخ ، وطبع في الهند وفي مصر شرح الفقه الأكبر رواية أبي مطيع ـ وهو المعروف بالفقه الأبسط تمييزا له عن رواية حماد بن أبي حنيفة ـ لكن نسب الناشر هذا الشرح سهوا إلى الإمام أبي منصور الماتريدي مع ظهور أن الشرح ليس له ، بما جرى من نقول عن كثير ممن تأخر زمنه عن زمنه ، وهو توفي سنة ٣٣٢ ه في رواية قطب الدين الحلبي الحافظ.
والواقع أن هذا الشرح لأبي الليث السمرقندي المتوفى سنة ٣٧٣ ه. والطابع لم يتحر صحة الأصل ، فلعل أحد الطابعين يتولى إعادة نشر الشرح من أصل وثيق فيعيد الحق إلى نصابه. وعدة نسخ مخطوطة من الشرح باسم أبي الليث موجودة في دار الكتب المصرية. راجع المجموعتين ٣٤٩ ، ٣٩٣ ورقم ١٩٥ في علم الكلام بدار الكتب المصرية ففيها التصريح بنسبته إلى أبي الليث السمرقندي.
وحيث مسّت الحاجة إلى تحقيق ونشر الثلاثة الأول : العالم والمتعلم ، ورسالة أبي حنيفة إلى البتي في الإرجاء ، والفقه الأبسط ، تقديما للأهم على المهم ، فإني أتحدث أولا عن أسانيد تلك الكتب عند أصحابنا فأقول :
أما كتاب العالم والمتعلم رواية أبي مقاتل عن أبي حنيفة فيرويه الموفق المكي في المناقب (١ ـ ٨٤ و ٩٧) : كتابة عن أبي حفص عمر بن محمد النسفي عن أبي علي الحسن بن عبد الملك النسفي عن جعفر بن محمد المستغفري عن أبي عمرو محمد بن أحمد النسفي عن الإمام أبي محمد الحارثي البخاري عن محمد بن يزيد عن الحسن بن صالح عن ابن مقاتل عن أبي حنيفة (ح) (١) وعن أبي حامد محمد بن أبي الربيع المازني المقري. قراءة عن أبي العلاء حامد بن إدريس عن أبي المعين ميمون بن محمد النسفي ، عن أبي طاهر المهدي بن محمد الحسيني ، عن أبي يعقوب يوسف بن منصور اليساري ، عن أبي الفضل أحمد بن علي السليماني البيكندي ، عن أبي سعيد حاتم بن عقيل الجوهري ، عن الفتح بن أبي علوان ومحمد بن يزيد قالا أنبأنا الحسن بن صالح عن أبي مقاتل عن أبي حنيفة «ح» وبعلو عن أبي حفص
__________________
(١) علامة تحول السند إلى سند آخر.