يكن من قبله لسواه من متكلم».
ونحن نقطع أيضا بإجماعهم (على التنزيه) أما يستحي من ينقل إجماع الرسل على إثبات الجهة والفوقية الحسية لله تعالى؟ وعلماء الشريعة ينكرونها؟ أما تخاف منهم أن يقولوا له إنك كذبت على الرسل؟.
فصل
قال : «وسادس عشرها إجماع أهل العلم (١) ابن عباس ومجاهد ومقاتل والكلبي
__________________
ـ وخروجه عن الحد جدا ، وهو كان مكثرا من الحفظ ولم يتهذّب بشيخ ولم يرتض في العلوم بل يأخذها بذهنه مع جسارة واتساع خيال وشغب كثير ، ثم بلغني من حاله ما يقتضي الإعراض عن النظر في كلامه جملة ، وكان الناس في حياته ابتلوا بالكلام معه للرد عليه ، وحبس بإجماع العلماء وولاة الأمور على ذلك ولم يكن لنا غرض في ذكره بعد موته لأن تلك أمة قد خلت ولكن له أتباع ينعقون ولا يعون ونحن نتبرم بالكلام معهم ومع أمثالهم ولكن للناس ضرورات إلى الجواب في بعض المسائل كهذه المسألة ...» اه. وهذا مما يزيدك معرفة بالرجل ، ومن جملة هذيانات هذا الزائغ قوله في (المحصل) للفخر الرازي :
محصل في أصول الدين حاصله |
|
من بعد تحصيله أصل بلا دين |
أصل الضلالات والشك المبين فما |
|
فيه فأكثره وحي الشياطين |
هذا رأي الرجل في معتقد أهل السنة ولأهل العلم ردود عليه وكنت قلت في معارضته :
محصل في أصول الدين حصله |
|
من اهتدى فغدا محصن الدين |
أس الهداية والحق الصراح فمن |
|
يرتاب فيه قفا إثر الشياطين |
كما قلت فيما سبق في معارضة بعضهم :
إن كان تنزيه الإله تجهّما |
|
فالمؤمنون جميعهم جهمى |
جلّ الإله عن الحوادث أن تح |
|
ل به وعن جهة وعن كم |
بخلاف زعم زعيمكم سفها فإن |
|
تابعتموه فكلكم تيمى |
والله سبحانه ولي الهداية.
الرد على الناظم في دعوى الإجماع على الفوقية المكانية
(١) الناظم يروي عن إمامه أحمد بن حنبل في أعلام الموقعين أن من ادعى الإجماع فهو كاذب. فكيف ساغ له أن يروي هنا الإجماع على الفوقية على خلاف البراهين العقلية والنقلية القائمة. فابن عباس ومجاهد لم يرو عنهما ما يوهم ذلك إلا أناس هلكى لا تقبل أقوالهم في حيض النساء فضلا عن المسائل الاعتقادية ، ومقاتل بن سليمان المروزي شيخ أهل التجسيم في عصره وقد أفسد جماعة من المراوزة. والكلبي هالك عند أهل النقد ، وأبو العالية رفيع الرياحي فسر الاستواء بالارتفاع ، كما ذكره ابن جرير بطريق أبي جعفر الرازي ، وهو متكلم فيه حتى عند الناظم. وروى الفريابي عن مجاهد تفسير استوى بقوله : علا بطريق ورقاء عن ابن أبي نجيح