وقال الإمام أبو
العباس السروجي : وإذا انصرف الحاج من مكة شرّفها الله تعالى فليتوجه إلى طيبة
مدينة رسول الله صلىاللهعليهوسلم لزيارة قبره فإنها من أنجح المساعي وكلامهم في ذلك يطول ،
وأتبرع بزيادة هي أبلغ في تكذيب هذا الفاجر لأنها من كلام أئمة الحنابلة.
قال ابن الخطاب
محفوظ الكلواذي الحنبلي في كتابه الهداية في آخر باب صفة الحج : استحب له زيارة
قبره صلىاللهعليهوسلم وصاحبيه وفيه فائدة وهي استحباب شد الرحل إلى زيارة
الصديقين رضي الله عنهما.
وقال الإمام ابن
أحمد في الرعاية الكبرى : ويستحب لمن فرغ من نسكه زيارة قبر النبي صلىاللهعليهوسلم وقبر صاحبيه رضي الله عنهما وذلك بعد فراغ الحج وإن شاء
قبله.
وذكر نحو ذلك
غيرهم ومنهم الإمام أبو الفرج ابن الجوزي في كتابه مثير الغرام وعقد له بابا في
زيارة قبره عليه الصلاة والسلام ، واستدل بحديث ابن عمر وأنس رضي الله عنهم. وذكر
ابن قدامة في المغني فصلا في ذلك ، فقال : يستحب زيارة قبر النبي صلىاللهعليهوسلم واستدل بحديث ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم ولا أطول
بذكري من ذكره من أئمة الحنابلة تبعا لإمامهم رضي الله عنهم ، وأتبرع بزيادة
لفوائد جمة ومهمة.
فمن ذلك ما في
كتابي تهذيب الطالب لعبد الحق الصقلي عن أبي عمران المالكي أن زيارة قبر النبي صلىاللهعليهوسلم واجبة ، وقال عبد الحق في هذا الكتاب : رأيت في بعض
المسائل التي سئل عنها أبو محمد بن أبي زيد قيل له في رجل استؤجر بمال ليحج به
وشرطوا عليه الزيارة فلم يستطع تلك السنة أن يزور لعذر منعه من ذلك ، فقال : يرد
من الأجرة بقدر مسافة الزيارة وهي مسألة حسنة.
وفي كتاب النوادر
لابن أبي زيد فائدة أخرى ، فإنه بعد أن حكى في زيارة القبور من كلام ابن حبيب ومن
المجموعة عن مالك ، ومن كلام القرطي بإسكان الراء وبالطاء المهملتين ، ثم قال عقبة
: ويأتي قبور الشهداء بأحد ويسلّم عليهم كما يسلّم على قبره صلىاللهعليهوسلم وعلى صاحبيه وفي الكتاب المذكور.
ويدل على التسليم
على أهل القبور ما جاء في السنة والتسليم على النبي صلىاللهعليهوسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما مقبورين.
__________________