والدليل على الحوض : قوله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ (١)) [الكوثر : ١] قيل في التفسير : هو الحوض. وأيضا قوله صلىاللهعليهوسلم : «حوضي كما بين أيلة إلى مكة ، له ميزابان من الجنة أكاويبه (١) كعدد نجوم السماء ، شرابه أبيض من اللبن وأحلى من العسل ، وأطيب رائحة من المسك ، من كذب به اليوم لم يصبه الشرب يومئذ».
والدليل على ثبوت الشفاعة : قوله تعالى : (وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى) [الأنبياء : ٢٨] يدل على ثبوت الشفاعة لمن أراد سبحانه وتعالى ، ويدل عليه قوله تعالى : (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) [الإسراء : ٧٩] وأيضا قوله صلىاللهعليهوسلم : «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» وأيضا : قوله صلىاللهعليهوسلم : «خيرت بين أن يدخل شطر أمتي [الجنة] وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة ؛ لأنها أعم وأكفأ ، أترونها للمؤمنين المتقين ، لا ، ولكنها للمؤمنين الخاطئين» وأيضا : قوله صلىاللهعليهوسلم : «يقال للعابد يوم القيامة ادخل الجنة ، ويقال للعالم قف أنت فاشفع لمن شئت».
والدليل على أن الجنة والنار مخلوقتان : قوله تعالى : (وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران : ١٣٣] والمعدّ لا يكون إلا موجودا مهيئا. وأيضا قوله : (إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً) [الكهف : ١٠٢] إلى غير ذلك من الآيات. وأيضا : قوله صلىاللهعليهوسلم : «عرضت عليّ ليلة الإسراء الجنة والنار» إلى غير ذلك من الأخبار.
والدليل على تخليد النعيم لأهل الجنة والعذاب لأهل النار : قوله تعالى في أهل الجنة : (خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) [البيّنة : ٨] والآي في ذلك كثير ، وأيضا قوله صلىاللهعليهوسلم : «يؤتى بالموت يوم القيامة في صورة كبش فيوقف بين الجنة والنار ، فينظرون إليه فيقال لهم : هل تعرفون هذا؟ فيقولون نعم ، هذا الموت ، فيذبح ، ثم ينادي مناد يا أهل الجنة : خلود فلا موت ، ويا أهل النار خلود فلا موت».
والدليل على أنه لا يخلد في النار أحد من المؤمنين بذنب : قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ) [النّساء : ٤٨] وقوله تعالى : (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً) [الزّمر : ٥٣] وأيضا : قوله صلىاللهعليهوسلم : «لا يبقى في النار من في قلبه ذرة من إيمان» فإن الكفار لا ينفعهم إحسان مع الكفر ، ولا يخرجون من النار ، وكذلك الموحد : لا
__________________
(١) جمع الجمع لأكواب ، هكذا في بعض الروايات ، وفي بعضها أكوابه. وفي بعضها : آنيته (ز).