وأما السمور ، والقاقم ، والفنك ، والحواصل : فلا يجوز الصلاة في أجزائها [١] على الأقوى
______________________________________________________
سلم فصحيح الحلبي الأول لم يذكر فيه معه إلا الفراء الذي هو حمار الوحش وهو مما يؤكل وتجوز الصلاة فيه. وصحيح أبي علي لم يذكر .. فيه إلا الفنك ، ولا مانع من القول بجواز الصلاة فيه ، كما هو مذهب جماعة. والمعارضة بالموثق ممنوعة لا مكان الجمع العرفي. ومجرد ذكره في السؤال لا يقتضي المعارضة ، لا مكان الجمع بين الكلامين بنحو الاستثناء المتصل بلا تدافع ولا تناقض ، كما هو المعيار في عدم المعارضة ، وحينئذ لا تصلح مخالفة العامة للترجيح. وعمومات المنع ـ لو تمت حجيتها في نفسها ـ صالحة للتخصيص. وعليه فالبناء على الجواز فيه أنسب بقواعد العمل بالأدلة وإن كان في النفس منه شيء ، لعدم بناء أكثر القدماء عليه ، وللظن بورود الرخصة فيه مورد التقية كغيره. فلاحظ ، والله سبحانه أعلم.
[١] السمور : كتنور دابة تشبه السنور على ما قيل. وعدم الجواز فيه مشهور ، بل عن المفاتيح : عليه الإجماع ، ويشهد له ـ مضافاً الى عموم موثق ابن بكير ـ صحيح ابن راشد المتقدم (١) ، وخبر بشر بن بشار : « ولا تصل في الثعالب والسمور » (٢). وفي صحيح سعد بن سعد عن الرضا (ع) : « سألته عن جلود السمور. قال (ع) : أي شيء هو ذاك الأدبس؟ فقلت : هو الأسود. فقال (ع) : يصيد؟ فقلت : نعم ، يأخذ الدجاج والحمام. فقال (ع) : لا » (٣) ونحوها غيرها.
__________________
(١) تقدم ذكره في التعليقة السابقة.
(٢) الوسائل باب : ٣ من أبواب لباس المصلي حديث : ٤.
(٣) الوسائل باب : ٤ من أبواب لباس المصلي حديث : ١.