هذا الكتاب
بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
القرآن الكريم
معجزة الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم الخالدة ، والحجّة القائمة على البشرية جمعاء ، وهو منذ
ألف وأربعمائة سنة يتحدّى العالم على أن يأتوا بمثله (فَلْيَأْتُوا
بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ) ثم تنزّل معهم بأن يأتوا بعشر سور (فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ) فعجزوا عن ذلك فطلب منهم أن يأتوا بسورة واحدة (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا
نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ
مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ
تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ
أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) وهو لا يزال يتحدّاهم (قُلْ لَئِنِ
اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا
يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) .
وقد أمرنا الرسول
الأعظم صلىاللهعليهوآله والأئمة من أهل بيته عليهمالسلام بقراءة القرآن الكريم ، وحثّوا الأمّة على التزود منه ،
فمن حديث له صلىاللهعليهوآله : فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم
بالقرآن ، فإنه شافع مشفّع وما حل مصدّق ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى
النار ؛ وهو الدليل يدل على خير سبيل ، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل ، وهو
الفصل ليس بالهزل ، وله ظهر وبطن ، فظاهره حكم ، وباطنه علم ، ظاهره أنيق وباطنه عميق ، له نجوم وعلى نجومه نجوم لا تحصى عجائبه ، ولا تبلى غرائبه. فيه مصابيح الهدى ،
ومنار الحكمة ، ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة فليجل جال بصره ، وليبلغ الصفة نظره ، ينج من عطب ويتخلص من نشب فإن التفكّر حياة قلب البصير ، كما يمشي المستنير في
الظلمات بالنور ، فعليكم بحسن التخلّص ، وقلّة التربّص .
ويقول صلىاللهعليهوآله لسلمان رضي الله عنه : يا سلمان عليك بقراءة القرآن ، فإن
قراءته كفّارة للذنوب ، وستر من النار ، وأمان من العذاب ... وينزل على صاحبه
الرحمة ، ويستغفر له الملائكة ، وإشتاقت إليه الجنة ، ورضي عنه المولى ، وإن
المؤمن إذا قرأ القرآن نظر الله إليه بالرحمة ، يا سلمان ان المؤمن إذا قرأ القرآن
فتح الله عليه أبواب الرحمة ، وخلق الله بكل حرف يخرج من فمه ملكا يسبّح له إلى يوم
القيامة ، وانه ليس شيء بعد تعلّم العلم أحب إلى الله من قراءة القرآن ، وإن أكرم
العباد على الله بعد الأنبياء العلماء ، ثم حملة القرآن ، يخرجون من الدنيا كما
يخرج الأنبياء ، ويحشرون في قبورهم مع الأنبياء ، ويمرّون على الصراط مع الأنبياء
، ويأخذون ثواب الأنبياء ، فطوبى لطالب العلم وحامل القرآن مما لهم عند الله من
الكرامة والشرف .
ويقول أمير
المؤمنين عليهالسلام : البيت الذي يقرأ فيه القرآن ، ويذكر الله عزوجل فيه تكثر بركته ، وتحضره الملائكة ، وتهجره الشياطين ،
ويضيء لأهل السماء كما تضيء الكواكب لأهل الأرض ، وإن البيت الذي لا يقرأ فيه
القرآن ، ولا يذكر الله عزوجل فيه تقلّ بركته ، وتهجره
__________________