وهى جويرية بنت الحارث ، قرب الرسول ببنائه بها ما بين المصطلق والمسلمين. وأن واحدة منهن ، وهى بنت عمه زينب بنت جحش ، كان بناؤه بها تشريعا فى الإسلام فى إبطال جعل الموالى لهم حكم الأبناء.
وأن واحدة منهن ، وهى خولة بنت حكيم ، كانت قد وهبت نفسها للنبى.
وأما عن صفية بنت حيى اليهودية فلقد كادت تثير لجاجا بين المسلمين حين وقعت فى نصيب دحية بن خليفة الكلبى ، فحسم الرسول هذا الخلاف ببنائه بها ، وكانت من بيت رئاسة فى اليهود.
أرأيت إلى الرسول ومن بنى بهن وكيف بنى بهن ، ثم أرأيت إلى أن هذا كله كان فى تلك الأعوام التى أحيطت بالشدائد وكان عبء تدبير هذا كله على عاتقه. ثم استمع لتعلم كيف كان الرسول فى حياته ، لقد كان زاهدا فى دنياه غليظا على نفسه فى مسكنه وما كله ومشربه وملبسه ، وكثيرا ما كان يجتزئ بالخبز والماء.
وكم كانت الشهور تمضى دون أن توقد فى داره نار لطهى ، وكثيرا ما رئى وهو يرفو ثوبه بيده ، وكان صلىاللهعليهوسلم يرقد ليس بينه وبين الأرض إلا حصير قد أثر بجنبه ، وتحت رأسه وسادة من أدم محشوة ليفا ، وكانت بيوته من لبن ، والحجر من جريد النخل على أبوابها المسوح من شعر أسود.
ولقد دخلت امرأة من الأنصار على عائشة فرأت فراش رسول الله صلىاللهعليهوسلم عباءة مثنية فانطلقت فبعثت إليها بفراش حشوه صوف ، فدخل عليها رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : ما هذا؟ فأخبرته ، فأمرها بردها ثلاثا ، فلم تفعل ، فقال لها صلىاللهعليهوسلم : يا عائشة لو شئت لأجرى الله معى جبال الذهب